علم "نشوان نيوز" أن اليمن قدم ملفاً متكاملاً حول المشاكل التي يعاني منها لمؤتمر لندن حول اليمن ، وأن المؤتمرون قرروا عقد مؤتمر ثاني في 23/24 فبراير القادم في الرياض من أجل الدعم المالي.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في ختام الاجتماع الدولي ان "الاجتماع لن يهدف فقط إلى تقاسم تحليلات حول توزيع افضل للمساعدة في اليمن، بل ايضا إلى اقامة حوار مشترك مع حكومة اليمن يتناول اولوياتها على صعيد الاصلاح".
واوضح ميليباند ان هذا الاجتماع سيضم دولا غربية وعربية برعاية مجلس التعاون الخليجي.
وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أكدت من جانبها أن من أولويات الولايات المتحدة وحدة اليمن واستقرار اليمن. مشيرة إلى أنه لا يمكن مساعدة اليمن إذا لم يساعد اليمن نفسه بمحاربة الفساد والاصلاح السياسي.
وقالت مصادر مطلعة حضرت المؤتمر لـ"نشوان نيوز" أن اليمن والسعودية تعرضتا خلال المؤتمر الذي استمر ساعتين لضغط من الجانب الأمريكي والبريطاني، لإيقاف الحرب مع المتمردين الحوثيين على الحدود بين البلدين.
ووقالت المصادر بأن القربي شكر كلينتون لأنها لم تحضر اليوم الكونجرس للاستماع لخطاب أوباما السنوي الهام من أجل حضور هذا المؤتمر حول اليمن. وأن مؤتمر لندن أفضى لمؤتمر في الشهر القادم في الرياض من أجل الدعم المالي.
الجميع أصر على يمن موحد وكلينتون عزت الحراك الجنوبي لأسباب اقتصادية. وناقشوا النقاط العشر التي تقدم بها الرئيس علي عبدالله صالح عبر مجور..
وأفادت بأن مؤتمر لندن استمر ساعتين وأن اسمه الرسمي مؤتمر أمن اليمن. وحضره ممثلون لـ24 دولة عربية وأجنبية وحضرت جميع دول الخليج باستثناء قطر.
وقدم الدكتور مجور رئيس الوفد اليمني عرضا موجزا إلى الاجتماع بشأن أولويات اليمن التنموية والتحديات التي يواجهها ورؤيته بشأن مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب بمختلف أشكالها وآليات التعاون الملائمة لتعزيز الجبهة العالمية لمناهضة الإرهاب.
وقال: ما من شك أن اليمن يعاني اليوم من تحديات عديدة تزامنت في وقتٍ واحد، مما استنزف جهود وقدرات وإمكانيات الدولة في مواجهتها، وألحق ضرراً كبيراً باقتصادها وجهودها التنموية، وفي مقدمة تلك التحديات الأعمال والأنشطة الإرهابية، فالإرهاب آفة خطيرة تتجاوز الدول والحدود.. وتستهدف قيم الحرية والديمقراطية والسلام، وقد كانت الجمهورية اليمنية من أوائل الدول التي عانت من الإرهاب أكثر من غيرها من الدول واكتوت بناره".
موضحا أن الإرهاب ألقى بظلاله سلباً على مختلف الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن, حيث تكبدت خسائر فادحة في كثير من القطاعات الحيوية.. خاصة في مجال الاستثمارات والسياحة.. هذا إلى جانب ما تكبدته اليمن من خسائر وأضرار مادية وبشرية بسبب تلك الأعمال الإرهابية.
وقال : يضاف إلى ذلك الكثير من التحديات.. وخاصة ما يتصل بفتنة الإرهاب والتخريب والتمرد في محافظة صعدة.. وتلك الأنشطة التخريبية وأعمال العنف للعناصر الانفصالية في بعض مديريات المحافظات الجنوبية والشرقية .. وجميعها أعمال خارجة على الدستور والنظام والقانون.. حيث يلتقي الجميع عند هدف واحد.. هو زعزعة الأمن والاستقرار ونشر العنف والفوضى.. مستغلين المناخات الديمقراطية.. مما اثر سلباً على الوضع الاقتصادي.".
واضاف :" لاشك أن مناخات الفقر والبطالة أهم سبب للإيقاع بالشباب ودفعهم إلى ارتكاب أعمال عنف وإرهاب".
وتابع :" كما تمثل أعمال القرصنة البحرية.. وظاهرة اللجوء من الصومال ودول القرن الأفريقي.. واحدة من أهم التحديات التي تواجه اليمن.. فقد بلغ عدد اللاجئين من تلك المنطقة الموجودين باليمن حوالي ثمانمائة ألف لاجئ.. مما يشكل عبئاً اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً".
وقال: إن الجمهورية اليمنية تعي جيداً تلك التحديات التي تواجهها في الوقت الراهن ولذلك فإنها تقوم بواجبها والتزاماتها في مكافحة الإرهاب وتعزيز شراكتها مع المجتمع الدولي في هذا المجال لأنها تعتبر ذلك أولوية استراتيجية، استشعاراً منها بخطورة الإرهاب على وجودها أولاً وعلى استقرار المنطقة والعالم ثانياً".
وأضاف: لقد خاض اليمن معركة متعددة الأوجه أمنياً واقتصادياً وفكرياً وإعلامياً، تستدعي تضافر الجهود لمساندته ودعمه في تجاوز الآثار والتداعيات المترتبة على ظاهرة الإرهاب"، مؤكدا بأن تلك الجهود متواصلة في مكافحة الإرهاب في مختلف الاتجاهات ليس فقط أمنياً وعسكريا، وإنما من خلال نظاماً متكاملاً صاغته اليمن يضمن محاصرة الإرهاب وتجفيف منابعه.