قال خبير إسرائيلي في الشؤون الأمنية إن طريقة مقتل القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح في دبي، تشير إلى أن العملية تمت بأيدي جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية "موساد".
ونشر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي على الإنترنت، تحليلا إخباريا للكاتب رون بن يشاي، المعروف بسعة اطلاعه وعمق ضلوعه في أخبار المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، قال فيه "لن يتعجب أحد في العالم إذا الكان موساد يقف وراء هذه العملية".
وتحت عنوان "قدرات عالية جدا للموساد"، أضاف "عوارض الموت من تصلب وتعفن الشرايين، التي ظهرت على جثة المبحوح، تشبه كثيرا العوارض التي ظهرت على جسد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بعد محاولة اغتياله بأيدي رجال موساد سنة 1997 في العاصمة الأردنية عمان، والتي أغضبت الملك حسين في حينه فأجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يومها، على إرسال طبيب إسرائيلي مختص ليبطل مفعول السم الذي تم إدخاله من خلال أذن مشعل".
وتابع بن يشاي "توجد لإسرائيل أسباب جيدة لتصفية الحساب مع المبحوح، فهو كان من مؤسسي الذراع العسكرية لحركة حماس، التي تعرف باسم كتائب القسام، خلال الانتفاضة الأولى. وهو الذي كان شريكا فاعلا في التخطيط ومن ثم تنفيذ عمليتي خطف وقتل الجنديين الإسرائيليين آفي سسبورتاس وإيلان سعدون".
ويشير يشاي إلى جنديين خطفا في سنة 1989، عندما كانا متوجهين من معسكرهما إلى البيت. الأول، سسبورتاس، وهو ممرض في الجيش، خطف في شهر فبراير، وقتل بالرصاص، ودفنه قاتلاه وهما من عناصر حماس وهربا. وبعد 81 يوما، خطف سعدون، وهو جندي نفر، وقتل ودفن في مكان قريب وبالطريقة نفسها. وعندما كانت الشرطة تفتش عن سعدون عثرت بالصدفة على جثة سسبورتاس. بينما جثة سعدون عثر عليها بعد سبع سنوات.
وفي سنة 2001، اعتقلت الاستخبارات الإسرائيلية أحد المخططين للعمليتين، ويدعى عبد ربه أبو خوصة، وفي التحقيق معه عرفت أن له شريكا هو محمود المبحوح.
ويقول بن يشاي إن "الجيش الإسرائيلي والاستخبارات، ومنذ أن عرفا أن المبحوح كان شريكا في العملية، وهما يطاردانه، بالتعاون مع موساد. وقد تم تدمير بيته في غزة. وكادوا يعتقلونه في إحدى المطاردات، فهرب إلى سيناء المصرية ومن هناك إلى ليبيا ثم إلى السودان. ثم استقر في دمشق، ليصبح مسؤولا في لجنة التنسيق مع إيران، المسؤولة عن تهريب الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة".
ويقول بن يشاي "ليس من المستبعد أن تكون حماس تعتقد أن لإسرائيل مصلحة في تصفيته، ليس فقط لكي تشوش على عمليات تهريب السلاح من إيران إلى قطاع غزة، بل من أجل توجيه رسالة تحذير إلى نشطاء حماس الذين يختطفون جلعاد شاليط (الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس)، وعلى رأسهم أحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام في القطاع".