arpo37

صفقة مصالح بين القذافي وحزب الله تغلق ملف اختفاء موسى الصدر

على الرغم من أن رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، عبر عن رفض غالبية الشيعة مشاركة لبنان في القمة العربية المقرر عقدها نهاية مارس في ليبيا، احتجاجا على ما يعتقدونه بتورط ليبيا في خطف الزعيم الشيعي الإمام موسى الصدر،

إلا أن تقارير ذكرت أن هذه الصفحة يمكن أن تطوى خلال الأيام أو الاسابيع القليلة القادمة بعد أن لاحت في الأفق بوادر مصالحة بين الزعيم الليبي معمر القذافي وحزب الله اللبناني الشيعي والذي يعد من أكثر المطالبين بالكشف عن مصير الإمام المختفي منذ أكثر من 30 عاما.

ويعتقد شيعة لبنان منذ أمد طويل أن ليبيا خطفت الإمام الصدر وقتلته خلال زيارته للبلاد في أغسطس عام 1978. وتقول ليبيا إن الصدر مؤسس حركة أمل الشيعية غادر البلاد سالما.

وقالت المصادر إن هذه المصالحة قريبا بسبب ما وصفته ب"تقاطع المصالح" قد يربط في المستقبل القريب بين الزعيم الليبي معمر القذافي الذي خاب أمله مؤخرا من استمرار زعامته الافريقية وبين حزب الله اللبناني الذي بدأ يعيد حساباته في ما يتصل بالتمويل الذي يحصل عليه من إيران.

وذكرت تلك المصادر لصحيفة "السياسة" الكويتية أن القذافي الذي تتهمه أوساط عدة بالمسؤولية عن اختفاء الإمام موسى الصدر قبل أكثر من 30 عاما و"بعد أن فشل في تحقيق حلمه الأفريقي رغم كل ما أغدقه من أموال على الأفارقة على امتداد عشرات السنين, ومنذ اعتزاله الساحة العربية, بدأ يعيد حساباته اليوم لجهة إعادة تنشيط دوره عربيا وتحويل ميزانيات المليارات التي كانت تصرف في أفريقيا إلى الدول العربية, وهو يعتقد أن لبنان منبر أساسي في هذا التحول, وعليه أن يحل مشكلة الإمام الصدر بأي ثمن, سيما بعد ان انتهت مهمته كرئيس للاتحاد الأفريقي, ولم يستطع أن يجدد ولو لسنة إضافية", مكتفيا بلقبه كملك لملوك أفريقيا.

ويقابل هذا التحليل, ما كشفه سياسي لبناني فضل عدم ذكر اسمه أن حزب الله, بدأ "ينظر إلى الأفق المستقبلي في إيران, ويعيد حساباته في ما يتصل بالتمويل الذي يحصل عليه من إيران, وكل ما يتصل بإعادة ترتيب بيته الداخلي, إثر النكبات المالية التي أصابته من حرب يوليو 2006, وما أفرزته من تدمير لقرى وبلدات لبنانية, حيث يعتبر الحزب نفسه معنيا أساسيا أكثر من الدولة اللبنانية بإعادة بنائها, نظرا للوعود التي أطلقها أمينه العام السيد حسن نصر الله, فضلا عن أزمة الإفلاس التي ضربت رجل الأعمال حسن عز الدين, وانعكاس ذلك على قاعدة الحزب الشعبية, حيث قدرت الخسائر بمئات ملايين الدولارات".

وأضاف السياسي اللبناني أن "الحل الوحيد أمام الحزب أن يكون لديه رديف ممول في حال تغيرت الأوضاع في إيران, وهو لن يجد أفضل من ليبيا في هكذا حالة, نظرا إلى قدراتها النفطية", وأنه "من هنا بدت أصوات المطالبين بمقاطعة القمة العربية محدودة, ولم تصل حتى الآن إلى حزب الله, بل اقتصرت على نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ورئيس مجلس النواب نبيه بري, خاصة وأن هناك معلومات تشير إلى أن سورية طلبت إلى حلفائها في لبنان بضرورة عدم تصعيد الموقف مع ليبيا, لأن الرئيس القذافي سبق وشارك في القمة العربية التي انعقدت في دمشق منذ عامين, رغم كل الضغوط التي كانت تبذل في حينه لثنيه عن المشاركة", وهذا بالنسبة لموقف حزب الله وحركة أمل.

أما الأطراف الشيعية الأخرى المناهضة أو المعترضة على سياسة الحليفين, من بينها السفير خليل الخليل سليل العائلة الجنوبية, والذي كان سفيرا في إيران وقت اختفاء الإمام فيرى أن "مشكلة اختفاء الإمام الصدر ليست في ليبيا, إنما في مكان آخر", كما أن رئيس هيئة إنماء بعلبك الهرمل راشد صبري حمادة نجل رئيس مجلس النواب الأسبق, والذي زار ليبيا مع الوفد اللبناني في الصيف الماضي, فإنه يعتبر بدوره أن مشاركة لبنان في القمة العربية ضرورة تقتضيها الظروف الدولية والعالمية التي تفرض علينا مصالحة عربية عربية, يجب أن يكون لبنان في صلبها, وليس بعيدا أو معرقلا مهما كانت الظروف.

ووسط كل ذلك, لم تنقطع المفاوضات الجانبية والاتصالات بين أفرقاء لبنانيين والنظام الليبي, أملا في التوصل إلى حل يرضي الطرفين, ويقفل هذا الملف كما سائر الملفات المشابهة, التي استطاعت ليبيا في الفترة الأخيرة أن تحلها, من قضية لوكربي والإفراج عن مواطنها المتهم عبد الباسط المقرحي إلى غيرها من الملفات التي كان الفضل فيها لنجل الزعيم الليبي ورئيس "مؤسسة القذافي الخيرية", سيف الإسلام القذافي, الذي يمثل التيار الإصلاحي في ليبيا, والذي يعتقد أنه سيخلف والده في السلطة.

وكان القضاء اللبناني اتهم في عام 2008 معمر القذافي بالتحريض على خطف الصدر "بما يؤدي إلى الحث على الاقتتال الطائفي" وهي تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام.

وأصدر قاضي التحقيق حينذاك مذكرة إلقاء قبض بحق القذافي وستة ليبيين آخرين اتهمهم القضاء بالاشتراك في العملية.

زر الذهاب إلى الأعلى