arpo27

السلال: مشاكل اليمن سببها مستشارو الرئيس والحراك اخترقه الانفصاليون

طلب مني بعد أن تلقيت إجابته على الأسئلة التي طرحتها عليه ان تنشر أجوبته دون تحوير أو تعديل .. وكان الرجل - وهو العسكري الذي يحمل رتبة اللواء والدبلوماسي السابق بدرجة سفير..

والسياسي ويتولى الآن مهام رئاسة لجنة الإعلام والثقافة في مجلس الشورى اليمني - يدرك تماما معاني ودلالات ما تحمله إجاباته من ردود على تساؤلات كثيرة.

إنه اللواء علي عبد اللَّه السلال أحد الضباط الأحرار الذين شاركوا في تفجير الثورة اليمنية ضد حكم الإمامة في ما كان يعرف بشمال اليمن في 26 سبتمبر عام 1962م وهو كذلك الابن الأكبر للقائد الوطني والعربي الكبير المشير عبد اللَّه السلال والذي تولى مقاليد الحكم في الشطر الشمالي من اليمن – 1962- 1967م .

اجاب اللواء علي السلال على ما طرحته «الراية الأسبوعية» من أسئلة عليه بعقلية من خبرته سنوات الحياة ودعته تجاربها إلى تلمس ما تخفيه من دروس.. كاشفا في سياق إجاباته على مفردات أجوبة عن كيفية معالجة مشاكل اليمن اليوم.
وإلى نص الحوار:

بداية مالذي يجري الآن في اليمن .. وما أسبابه و إلى أين سيصل مشهده الختامي؟

-ما يجري في اليمن اليوم هو امتداد للمؤامرة التي بدأت فور قيام الثورة ضد حكم الأئمة عام 1962م وإعلان النظام الجمهوري الذي أزعج الاستعمار والقوى الرجعية.. فتكالبت كلها على هذه الثورة محاولة اسقاط نظامها الجمهوري الوليد وإعادة حكم الإمامة الذي رفضه الشعب اليمني بأجمعه ووقف بجانب الثورة ونظامها الجمهوري مضحيا بالغالي والنفيس، حتى كتبت نهاية الحكم الإمامي بعد حصار القوات الرجعية للعاصمة اليمنية صنعاء لمدة السبعين يوما وبعد ثماني سنوات من الحرب الاهلية التي مرت بها اليمن والتدمير الحاقد لكل قرية ومدينة وسقوط ثلاثمائة الف قتيل من الابرياء والنساء والاطفال وخلو الخزانة اليمنية من أي ارصده أو مبالغ مالية تركها حكم الائمة الرجعي.

ولولا العون والمدد والدعم المصري العسكري والمادي والمعنوي، لما كتب للثورة اليمنية البقاء ولا لنظامها الجمهوري الاستمرار، والآن تعود المؤامرة التي يقودها عبدالملك الحوثي في محافظة صعدة ومعه بقية فلول الإمامة البائدة ممن تضررت مصالحهم وفقدوا السيادة على الشعب اليمني بعد أن استعبدوه الف ومئتي عام، عادوا من جديد ليواصلوا مؤامراتهم ومحاولاتهم اعادة حكم الإمامة واستعباد الشعب اليمني وفرض الوصاية عليه.. دون حساب لمستجدات العصر وخروج ابناء الشعب اليمني من سجن التخلف الامامي الرهيب وولوجه إلى رحاب حضارة القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين، ووجود آلاف المثقفين والمتعلمين واستحالة عودة حكم الامامة أو فرض الوصاية على الشعب من أي جهة كانت، وسيكون المشهد الختامي بإذن اللَّه هو دحر تلك الفلول الحوثية المتخلفة وهزيمتها وعودة الوطن إلى رحاب التحديث والتحضر والتنمية في ظل نظامه الجمهوري الصامد والقوي وستلقى نفس الجهات الداعمة لهذا التمرد نفس نهاية القوى الرجعية والاستعمارية القديمة.

اليوم وبعد اكثر من اربعة عقود على قيام الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962م والاستقلال عن الاستعمار.. اين اليمنيون من التحديث والمعاصرة؟

- لا يستطيع من عرف اليمن في العهد الإمامي المتخلف ان يفرق بين اليمن اليوم ويمن الماضي الامامي المظلم.. فلو قلت لك ان اليمن كانت في الماضي تعيش في ظلام دامس وعزلة عن العالم وفي سجن كبير لا تدخله شمس التحديث والمعاصرة فصدقني، اليمن اليوم بدأت الخروج من ذلك الظلام الدامس والتخلف الرهيب، والذي لم تستطع كل الجهود التنموية ومحاولات التحديث المتواصلة ان تخرجه من سجنه الكبير وعزلته الرهيبة.. فمخلفات الامامة التي يحاول عبد الملك الحوثي نبش رائحتها غير المحببة ستظل شاهدا على ان النظام الجمهوري هو الذي يحاول حتى اليوم دفن تلك الروائح، وان الثورة قطعت مسافة طويلة لتدخل اليمن في مجال التقدم والمعاصرة، بالرغم من كل المشاكل التي صادفتها وتصادفها اليمن في مسيرتها المتعثرة.

يدور الحديث عن أن اليمن أصبحت قاب قوسين أو أدنى من ان تصبح دولة فاشلة.. لماذا وما هي أسباب ذلك؟

- ان كل الدول الناشئة التي بدأت من الصفر لابد ان تتعثر خاصة عندما يكون حجم التخلف الفكري والثقافي والأمية المركبة، علاوة عن المؤامرات المستمرة أولا ضد الثورة والنظام الجمهوري وثانياً ضد الوحدة اليمنية إضافة إلى بعض الممارسات الخاطئة التي ادت إلى زيادة المشاكل وعدم حلها وترحيلها من وقت إلى آخر وكان يمكن حلها ومعالجتها في وقتها بكل سهولة ويسر قبل ان تتراكم وأصبح حلها صعب.. لكن وان صدقت النوايا وتوحدت كل القوى الوطنية – حامية الثورة ونظامها الجمهوري – فإنه من الممكن حلها على المدى البعيد ولكن بصعوبة بالغة لأسباب بالغة الاهمية – أولها اختفاء الكوادر المؤهلة والقادرة على استنباط الحلول بسبب مؤامرة التقاعد التي لم يفطن لها الممسكون لمفاصل السلطة والقرار، والاهم من هذا هو تولي أطفال في مفاصل السلطة دون خبرة أو كفاءة أو معاناة في الحياة كما عانى آباؤهم ومن سبقوهم أو حتى أخذ دورات تدريبية عن كيفية ان تدار أمور السلطة وكيف يتخذ المسؤول القرار إلى جانب غياب مراكز الابحاث التي هي الممهدة بما تقدمه من معلومات وإحصائيات ودراسات امام صناع القرار.. وأخيرا ابتلاء اليمن بقانون وقرارات الروتين الوضعي اللعين الذي وضع اليمن في مؤخرة الدول النامية.

اما وصف الدولة اليمنية بالفاشلة أو الحكومة بهذا الوصف.. فإن أسبابه ترجع إلى عدم مد يد المساعدة لليمن من قبل الاشقاء والاصدقاء.. بامتصاص البطالة ودعم ميزانية الدولة ومساعدتها على انهاء دابر الفساد الذي التهم الاخضر واليابس ثم الحكم عليها بعد ذلك.

ومن يتحمل مسؤولية ذلك هل هي السياسات الخطأ في التعاطي مع الشأن اليمني الداخلي والاقتصادي تحديدا من قبل الحكومات المتعاقبة ام ان هناك أسبابا وعوامل اخرى؟
- سبق ان قلت ان السياسات الخطأ وترحيل المشاكل هي احد أسباب التعاطي مع الداخل إضافة إلى اسباب أخرى سبق وان ذكرتها في سياق الرد على سؤلك السابق.

إلى أي حد يمكن ان يتحمل الرئيس علي عبداللَّه صالح والذي حكم اليمن لأكثر من 32 عاماً مسؤولية ذلك؟

- تمرد صعدة كما قلت لك هو امتداد للمؤامرة التي تمت بعد قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م لكن الجديد في مؤامرة الحوثي هي اختلاف الدعم وتغير الداعمين وليس هناك من يطلب بعودة الملكية إلى اليمن الأمن فقدوا السيادة على هذا الوطن.

بالتالي ما هي المعالجات السريعة والعاجلة التي ترون انها ضرورية لإخراج اليمن من مأزقه الراهن؟

- طبعا لابد ان يتحمل الاخ الرئيس علي عبد اللَّه صالح الجزء الأكبر من المسؤولية لأنه يختار بنفسه معاونية ويتحمل مسؤولية ما يقوله ويقوم به معاونوه، الذين يخدعونه بقولهم له بأن كل شيء تمام في البلد ولا يوجد مشاكل ومن عملوا معه كموظفين لا مسؤولين يتحملون الجزء الآخر من المسؤولية لأنهم لم يصدقوا النصيحة ولم يتصرفوا كمسؤولين تنفيذيين وخدام للوطن مخلصين وصادقين.!!

اليوم هناك تمرد في محافظة صعدة يرفع بالسلاح شعار عودة النظام الملكي، باعتقادكم ما الذي يجعل بعض ابناء اليمن يطالبون بعودة الحكم الملكي؟

- المواجهات الدامية بين الحوثيين والدولة والتي استمرت ست سنوات وآخرها المواجهات التي بدأت في اغسطس 2009 كانت نتيجة للسياسات الخاطئة وترحيل مشكلة الحوثيين ست مرات بحجة التسامح واعطاء الفرصة للتمردين للعودة إلى الجادة والصواب، حتى حلت الحرب السادسة.. وأصبحت النتيجة صعوبة حلها إلا باتخاذ قرار اقتلاعها من جذورها واقتلاع من يقف ورائها داعمين ومقاتلين.. حتى اولئك الذين يدفعون باليمن لتكون ساحة للنزاعات الاقليمية والدولية فإنهم لا يريدون لليمن الاستقرار منذ قيام الثورة في 26سبتمبر 1962م ضد النظام الامامي فيما كان يسمى باليمن الشمالي وضد الاستعمار البريطاني عام 1963م فيما كان يسمى باليمن الجنوبي، فهم لا يريدون لليمن الاستقرار منذ قيام ثورته ضد الامامة والاستعمار وحتى الآن وهم معروفون لكل يمني وعربي.

مواجهات دامية في صعدة لها ست سنوات.. ماذا عن تفاصيلها وأطرافها ولماذا أصبحت اليمن ساحة للنزاعات الإقليمية والدولية بسبب حرب صعدة؟

- مشكلة اليمن الاولى هي الفقر والبطالة وقلة الموارد وزيادة السكان.. أضف إلى ذلك الفساد الاداري والمالي الذي يشكل جزءا كبيرا من مشكلة اليمن.. فالملايين تصرف في اشياء لا تمت للتنمية ولا لمعالجة الفقر ومشاكل البطالة بشيء!.

الفقر والزيادة السكانية وقلة الموارد.. الفساد المالي والاداري والسياسي مفردات لمشكلات اليمن من يتحمل مسؤولية عدم التوصل لمعالجة لها؟

- هو الرئيس علي عبداللَّه صالح الذي يحمّل نفسه مسئولية كل مايجري في اليمن.. لأنه لا يحسن اختيار معاونية ,ويتفرد بمقاليد الحكم وبالسلطة دون ان يعطي نفسة مساحة للراحة ! من خلال اختيار نائبين للشئون السياسية والعسكرية يعاوناه ويتحملان مسؤولية متابعة الشئون السياسية والعسكرية .. وليس معنى ذلك ان – الرئيس علي عبد اللَّه صالح – لم يحقق شيئا خلال حكمة – فقد حقق الكثير – ولكن اتمنى ان يتفرغ للتنمية بقدر تفرغة للقوات المسلحة والامن، التي تثبت اليوم انها حامية الوطن ضد كل من يفكر في العدوان عليه. وياليت الرئيس صالح يتفرغ بنفس الحماس والاهتمام والمتابعة لمشاريع التنمية كما كان يفعل في نهاية السبيعنيات والثمانينات من القرن الماضي.

في الواجهة دائمة يكون الرئيس صالح هو من يتحمل مسؤولية مايجري في اليمن لماذا؟ بالتالي اسألك هل غابت بقية القوى المؤثرة على الساحة اليمنية ومنها أحزاب المعارضة؟

- اعتقد ان هذا السؤال سابق لأوانه.. فنحن في انتظار المصالحة وإشراك قوى المعارضة في تحمل المسؤولية بعد توصل الأخ الرئيس لقناعة كاملة بضرورة اشراك الآخرين..!

(توضيح للقراء.. أجري هذا الحوار قبل إعلان السلطات اليمنية تأجيل مؤتمر الحوار الوطني والذي كان يفترض ان يعقد الاثنين مطلع فبراير الجاري إلى اجل غير مسمى.

وماذا عن بقية القوى التي لها تأثير ومكانة في الساحة الوطنية اليمنية ومنها من لايزال على قيد الحياة من الضباط الأحرار – اطال الله في اعمارهم – وانت واحد منهم؟

- من لايزال على قيد الحياة من ضباط الثورة فقد نالهم من الاهتمام والرعاية في اول أيام الاخ الرئيس الكثير، لكنهم الآن يعيشون في اسواء حال بعد ان استولى المدّعون وضباط الثورة المزعومون على حقوقهم وأدوارهم، لأن ما قدموه كان خالصا لله ولوطنهم ولشعبهم .. لكن الاخ الرئيس ومسؤولي الدولة لابد ان يلتفتوا إلى الفقراء من ضباط ثورتي سبتمبر وأكتوبر والذين اقسم لك ان البعض منهم لايجدون في آخر ايامهم ثمن العلاج أو قيمة الكفن!

تطرح الكثير من الاسئلة عن الدواعي التي جعلت بعض اليمنيين اليوم يطالبون بعودة التشطير .. باعتقادك لماذا يسعى بعض اليمنيين إلى إعادة تمزيق وطنهم الذي توحد في مايو1990؟

- تلك مشكلة من المشاكل التي ترحلت وكان في الإمكان حلها عندما بدأ الاخ الرئيس بنفسه في حلها.. فحل مشكلة المتقاعدين ودخل في مشاكل اخرى انسته قضية الاراضي المنهوبة، وقضية الذين احيلوا إلى التقاعد ومازالوا قادرين على العطاء.. وليس من الضروري عودة البعض منهم إلى القوات المسلحة، فالحلول كثيرة ويمكن اعطائهم مناصب مدنية ليتمكنوا من سد حاجة عوائلهم والعمل دون ان يفكروا في الالتحاق بالحراك الذي يتزعمة طارق الفضلي احد ابناء السلاطين ويصرف عليه ويحرك تنظيم القاعدة للتخريب والتدمير، بينما كان في السلطة مكرما ومعززا وصهرا لأحد أقارب الرئيس علي عبداللَّه صالح!!

حراك جنوبي، ارتفع بسقف المطالبة بحقوق مالية وإدارية إلى تبني خطاب تشطيري وانفصالي.. أسالك هل لذلك سياق منطقي، ام ان هناك من يدفع بهذه المطالب من خارج اليمن لأغراض أخرى!

ان ترحيل مشاكل اخواننا ابناء المحافظات الجنوبية هو الذي أدى إلى اندساس العناصر الانفصالية والتشطيرية بين عناصر الحراك.. ولا يمكن حل هذه المشكلة إلا بعد حل مشاكل الوحدويين من عناصرة الحراك .. وهنا سيتضح وسيفتضح أمر اولئك الخارجين على القانون وعلى وحدة الوطن اليمني الموحد والذين بدأوا يشوهون صورة الوحدة اليمنية وصورة الحراك السلمي بالنهب والتقطع والقتل والتدمير , وانا على ثقة كاملة ومطلقة ان اخواننا ابناء المحافظات الجنوبية الوحدويين سيكونون من اول من يواجههم ويوقفهم عند حدهم .

أسالك هل لذلك سياق منطقي .. ام ان هناك من يدفع بهذه المطالب من خارج اليمن لأغراض أخرى؟

- عندما كان الحراك سلميا ولم ترتكب عناصره غلطة أو جريمة وكانت مكتفية بالمطالب الحقوقية كان الحراك يسير في سياق المنطق لأنه كان يطالب بحقوق مشروعة.. اما بعد احداث الشغب وقتل رجال الامن والنهب والسلب والتقطع وإغلاق محلات ابناء المحافظات الشمالية والغربية.. فقد تحولت المطالب المشروعة إلى ابتزاز ومحاولة لتشوية صورة الوحدة اليمنية وصورة اولئك الابطال المحافظين على وحدة الوطن ووحدة ترابة.. الذي لاسمح اللَّه لو انتصر اولئك المخربون لتمزق الشطر الجنوبي إلى اشطار ولبدأت التصفيات الجسدية بينهم كما كانت بالامس.. خصوصا وان الطائفية والمناطقية بينهم تجعلهم لا يقبلون بعضهم البعض، وبالطبع فإن المطالبين بالانفصال أو فك الارتباط وعودة تشطير اليمن مدفوعون من الخارج.. كما حصل في حرب الانفصال صيف عام 1994م، وللتذكير ماتزال الوثائق وعقود التسليح من جهات خارجية – قدمت للانفصاليين – محفوظة لدى وزارة الدفاع اليمنية.

باعتقاكم ماهي وسيلة تفويت مخططات الانفصاليين !!

- أدعوا اللَّه ان يلهم الاخ الرئيس علي عبداللَّه صالح والمعروف عنه صفة المتسامح ان يطلق سراح المساجين السياسيين من عناصر الحراك الذين لم يرتكبوا جرائم جنائية.. وان يحول البقية ممن ارتكبوا جرائم التقطع والسلب والقتل للمحاكمة العلنية.. وأدعو اللَّه ان يلهم اخواننا ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية إلى رفض اعمال العنف والقتل والنهب واغلاق المحلات التي يقوم بها من لا يمثلون الحراك.. وان لا تتحول مسيراتهم للمطالبة بحقوق مشروعة إلى مسيرات يستغلها المجرمون الذين يعملون مع الخارج في ارتكاب جرائمهم ضد اخوانهم من ابناء المحافظات الشمالية والغربية المقيمين والعاملين في المحافظات الجنوبية والشرقية والذين لم يرتكبوا أي جرائم أو اخطاء بحق اخوتهم في المحافظات الجنوبية والشرقية!.

الحرب ضد القاعدة وكيفية تعاطي اليمن معها.. باعتقادكم هل كانت ناجحة.. وماذا عن مفرادات هذه الحرب المفتوحة كما وصفتها الحكومة اليمنية؟

- الحرب مع القاعدة حرب مشروعة بعد ان نقضوا عهودهم والتزامهم – بعد الحوار معهم وعودة بعضهم إلى جادة الصواب.. والقاعدة كما تعلم ليست من صنعنا ولا كانت موجودة في بلادنا إلا بأعداد على اصابع اليد، لكنها جاءت إلى اليمن من ارض الجيران.. بعد الحملة الشرسة والمطاردة المتواصلة لهم والتخلص من معظمهم، مما اضطرهم إلى الهروب إلى جبال اليمن.. وها هي اليمن قد اعلنت الحرب عليهم بدون السماح لأي دولة شقيقة أو صديقة بالتدخل في شؤونها.. وكل مانطلبة من اخواننا من ابناء اليمن في المناطق الجبلية والقبلية ان لا يحتضنوا عناصر القاعدة وان لايوفروا لهم مناطق حماية وان يجنبوا بذلك شعبهم اليمني شرور القاعدة، وان يبلغوا عن المطلوبين من عناصر تنظيم القاعدة للسلطات الامنية ويقدموا العون لشعبهم ورجال الامن والقوات المسلحة.. ومن يريد محاربة اسرائيل ممن يقدم العون ..لعناصر القاعدة فعليه ان يذهب معهم إلى غزة لقتال اسرائيل هناك، فبلادنا ليس فيها سوى الخبراء والسفراء المعتمدين ومن يأتي من السواح الاجانب وهولاء ضيوف اليمن وفي حماية الدولة وفي ذمتها وقد حرم الاسلام الاعتداء عليهم اما بالخطف اوالقتل.

اثير مؤخرا مسألة التعاون بين اليمن والولايات المتحدة في مواجهة عناصر القاعدة.. وماقد يمثلة ذلك من انتهاك للسيادة الوطنية اليمنية؟

- اعتقد بأن الحكومة اليمنية ستعطي الفرصة لأي شكل من اشكال انتهاك سيادة اليمن الوطنية ولن يسمح لأمريكا أو غيرها من الدول بذريعة مواجهة تنظيم القاعدة ان تدنس التراب اليمني المقدس فذلك وهم ومماحكات سياسية واستعراض لبعض القوى بأنها الوحيدة الحريصة والغيورة على الوطن اليمني لكسب شعبية رخيصة.. وشعبنا قد شب عن الطوق وأصبح يفرق بين من يحرص على استقلال البلاد وسيادته وأمنه واستقراره ويقاتل في جبهتين – جبهة دعاة الامامه وجبهة التطرف الديني الذي يشوه صورة الاسلام ويعطي فرصة لاعداء الاسلام لبث الكراهية ضد كل المسلمين.

انقلب السحر على الساحر، فاليمن وبعض القوى النافذة في السلطة كانت داعمة لعناصر الجهاد في افغانستان ضد الاحتلال السوفييتي وهي اليوم تتصدر قوى مواجهة القاعدة في اليمن.. هل ذلك صحيح!.

نعم لقد انقلب السحر على الساحر، كما يقولون، لكن الذين دفعوا الشباب لدعم أمريكا ضد الاتحاد السوفييتي السابق وإرغموا بعضهم على الجهاد في افغانستان رغم رفض اسرهم وتسببوا في موت الكثيرين منهم هناك تحولوا إلى حراس للوطن ورافضين التنسيق لملاحقة افراد القاعدة الذين تربوا على التطرف والقتل والتدمير حتى أمريكا وبعد ان استفادت من دعم القوى الاسلامية الشابة لقتال السوفيت وبعد خروج قوات الاتحاد السوفييتي من افغانستان انقلبت على مناصريها واختلفت معهم .. فأصبحوا من ألد اعدائهم وأصبح صديق الامس عدو اليوم!

من وجهة نظرك ماهي الوسائل والمعالجات التي يمكن من خلالها احتواء عناصر القاعدة يمنيا ودون تدخل عسكري أمريكي؟

- قلت لك اننا لن نقاتل تنظيم القاعدة نيابة عن أمريكا أو غيرها، أمريكا نفسها لا تفكر في دخول اليمن .. ولكن مسؤولية الحكومة اليمنية هي مواجهة العمليات الارهابية التي تستهدف امن واستقرار البلد!

- نعم هذا صحيح، فماتقوم به الحكومة اليمنية هو من صميم مسؤولياتها .. ولكن ألا ترون ان ذلك لا يلغي الشكوك حول النوايا الأمريكية تجاه محاربة القاعدة في اليمن ؟

لتلك الشكوك مايبررها .. فالولايات المتحدة الأمريكية سبق لها ان طلبت بعد حادثة الاعتداء على المدمرة كول قبالة شواطئ عدن عام 2001 ان تسمح لها اليمن بملاحقة وتعقب عناصر القاعدة داخل اراضيها لكن الرد اليمني كان غاضبا ورافضا وقد رد الرئيس علي عبداللَّه صالح على ذلك بغضب وقال لن استطيع السكوت أو حمايتكم من القبائل والقوات المسلحة والشعب اليمني الذي كان عبر تاريخية مقبرة للغزاة..!

يثار سؤال حول مستقبل اليمن .. يتعلق ب(باستقلاله وعدم تعرضة لمؤامرة دولية تفرض عليه الوصاية اوالاحتلال المباشر ) ماذا تقولون؟

اليمن اليوم يتعرض لمؤامرتين في شماله مؤامرة تسعى لإعادة حكم الإمامة وفي جنوبه مؤامرة تسعى لتمزيقة واعادة تشطيره , لكن اليمن قادرعلى القضاء على المؤامرتين معا بعد وحدته وهو قادر بوحدة صفة وتراص شماله وجنوبه على افشال من يريدون تمزيق الوطن واعادة الإمامة , اما قضية الوصاية عليه فقد جرب اعداء اليمن ذلك بعد مرور سنوات على وحدته وجربوا مرة ثانية قبل ذلك بسنوات من ثورته ضد حكم الائمة .. لكن كل المحاولات فشلت بعد ان رفضها الشعب اليمني والذي سيرفض أي وصاية سواء كانت من مؤتمر لندن أو غيره من المؤتمرات والمؤامرات.

الكثيرون في الوطن العربي من الكتاب والسياسيين يطرحون بان نكسة 1967م كان سببها هو الدعم والتدخل المصري لدعم ثورة اليمن .. أنت ماذا تقول؟

لقد كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مستهدفا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها اسرائيل قبل ارساله الجيش المصري الشجاع لمساندة ودعم الثورة اليمنية .. وما مؤامرة الانفصال التي نفذها الانفصاليون في سوريا ومبلغ المليون دولار التي اعطيت لعبد الحميد سراج للتآمر على الوحدة المصرية السورية ورفضه لذلك المبلغ وتسليمه الشيك إلى الرئيس جمال عبد الناصر الا مؤامرة أمريكية صهيونية لضرب عبد الناصر واستهداف شعار القومية العربية والوحدة العربية من المحيط إلى الخليج.

ولعلمك وهذا سر لم يكشف بعد.. وهو ان الثورة السبتمبرية الخالدة كان مقررا لها ان تقوم يوم 28 سبتمبر 1962م أي يوم ذكرى مرورعام على مؤامرة الانفصال.. لكن ضباط الثورة وتنظيم الضباط الاحرار اسرعوا بتفجيرها ليلة السادس والعشرين من سبتمبر بعد ان نما لعلم الامام المخلوع محمد البدر بعض اسرارها وخططها والشفرة التي ارسلها إلى أمريكا لاستدعاء عمه الحسن الذي كان مكروها من قبل فئات الشعب اليمني وقبوله بتوليته رئيسا للوزراء ورئيسا لمجلس الشورى واميرا للواء صعدة .. كل هذه الاسباب دفعت بتنظيم الضباط الاحرار إلى التعجيل بقيامها ليلة 26 سبتمبر، فكانت ضربة موفقه وأحد اسباب نجاح الثورة.

وما من شك ان الدعم السخي والمدد العسكري المصري الضخم والذي وصل إلى 75 الف جندي مصري عام 1966م قد ساهم في الضربة التي وجهت لمصر عبدالناصر وتسببت في نكسة 1967م وهي امتداد للمؤامرات التي حيكت ضد مصر عبدالناصر لابسبب دعمة لليمن فحسب ولكن لدعمة لثورات التحرر في الجزائر والعراق وافريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

إضافة لذلك وهذا هو الاهم عداء الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لاسرائيل ومساندته للقضية الفلسطينية ومحاولة اخراج مصر من مستوى دول العالم الثالث والنامي إلى مستوى العالم المتقدم والمتحضر بما حققه من نجاحات كبيرة خاصة اتخاذ الرئيس جمال عبدالناصر وبشجاعة فائقة قرار تأميم قناة السويس وبناء النهضة الصناعية والعسكرية في مصر وماحققته مصر من نهضة تعليمية اخرجت العديد من كبار العلماء المصريين والخبراء في مختلف المجالات الامر الذي جعل من مصر وجمال عبدالناصر خطر يهدد اسرائيل والمصالح الأمريكية والغربية كما حدث للعراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين .. وكما يتامرون اليوم على السودان لتمزيقة واليمن لاعادة تشطيره ومعظم البلدان العربية التي حققت نهضة تنموية كبيرة واكتفاء ذاتي كسوريا والجزائر.

زر الذهاب إلى الأعلى