أرشيف محلي

الرئيس يقول إن اتفاق فبراير بين الحاكم والمعارضة كان خطأ فادحاً

وصف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية في اليمن) بأنها " قوى مسيسة وليست سياسية" متهماً إياها بالوقوف "ضد النظام السياسي وضد كل ما هو جميل"

وقال في محاضرة أمام منتسبي الأكاديمية العسكرية العليا :" هذه القوى المنضوية في ما يسمى ب"أحزاب اللقاء المشترك" والتي تقول إنها قوى سياسية للأسف وهي قوى مسيسة وليست سياسية، تتعامل بطريقة لا ندري ماذا تهدف من ورائها ".

وأضاف" وأنا بصفتي رئيسا للبلاد، ومسؤول عن كل القوى السياسية ولكني مضطر للقول إن تلك القوى السياسية مع الأسف لا نعرف ماذا تريد فأينما رأت حرائق زادت من صب الزيت على النار سواء في صعدة أو في بعض المديريات في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية ".

وأستطرد:" من المؤسف أن نجد هذه الأحزاب تتضامن مع دعاة الانفصال وتحتج على النظام عندما تقوم تلك العناصر بقطع الطريق وقتل النفس المحرمة ونهب المتاجر في بعض مديريات المحافظات الجنوبية والشرقية، حيث تتساءل تلك الأحزاب أين النظام وأين القانون، وعندما يأتي النظام والقانون لردع من يقترفون تلك الجرائم والأعمال التخريبية تطل تلك القوى برأسها لتدين هذا النظام وتعتبر قيام الجهات المعنية بمهامها الدستورية والقانونية لحفظ الأمن والاستقرار وردع المجرمين بأنها "حملات قمعية".. فياللعجب ..ياللعجب" .

وخاطب تلك الأحزاب قائلا .." ماذا تريدون؟.. انتم ضد الحرب في صعدة وتطالبون بإيقافها، في الوقت الذي تقومون بصب الزيت على نار فتنة صعدة، كما تقولون أن الدولة لا تطبق النظام والقانون والدستور ضد العناصر الخارجة عن النظام والدستور والقانون في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية وعندما تقوم الدولة بواجباتها تعتبرون إجراءاتها "أعمالا قمعية للحريات" وتدعون إلى مسيرات واعتصامات لمساندة تلك العناصر الخارجة عن النظام والقانون مع إنكم معتصمون أصلا منذ أعلنتم تأسيس هذا الكيان الذي يسمى "اللقاء المشترك ".

وقال الرئيس "إن اليمن بلد قائم على الديمقراطية والتعددية السياسية وهو ما يؤكده الدستور، ونحن نقول إن أحزاب المعارضة هي الوجه الآخر للنظام السياسي، ولكنها للأسف ضد النظام السياسي وضد كل ما هو جميل في هذا الوطن باستثناء بعض القوى السياسية الخيرة كأحزاب المجلس الوطني للمعارضة التي تستشعر مسؤولياتها الوطنية وتدين بالولاء والحب لهذا الوطن".

وتابع "مثل هؤلاء في المعارضة يهدمون المعبد انطلاقا من مقولة عليً وعلى أعدائي، فإذا كانوا يريدون السلطة فعليهم الوصول إليها من الأبواب وليس من الشبابيك".

واستطرد " تعالوا إلى الحكم عبر الصناديق وهو أمر متاح للجميع عبر الاقتراع طالما آمنا بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وليس عبر قطع الطريق والتخريب وقتل النفس المحرمة والخراب والدمار والاعتصامات وتعطيل عملية التنمية". معتبراً إلى أن هذه القوى السياسية إذا ما وصلت في يوم من الأيام إلى السلطة ستعاملها القوى السياسية بنفس المعاملة.

وقال " تعالوا عبر القنوات الرسمية، عبر صناديق الاقتراع سواء للسلطة المحلية أو البرلمانية أو الرئاسية أو منظمات مجتمع مدني، فعلينا أن نحتكم إلى صناديق الاقتراع، ونحترم القوانين والأنظمة ودستور البلاد".

وأضاف "قال أحد أعضاء اللقاء المشترك سنعمل على هدم وتدمير الوطن ومنجزاته وتدمير السلطة ونبنيها من جديد، فهل سيبني هذا الوطن من ممتلكاته الخاصة، بعد أن يدمره ويدمر مؤسساته العسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، فهل سيعيد بناء هذا الوطن من ممتلكاته الخاصة، يدمره من اجل الوصول إلى السلطة".

ومضى قائلا "لقد دخل مثل هؤلاء المحك والمعترك السياسي، وقال لهم الشعب لا، وعرفهم حجمهم".

وخاطب الرئيس منتسبي الأكاديمية العسكرية قائلا " لابد أن أطلعكم ومن خلالكم أطلع كل أبناء الوطن الشرفاء على كل المستجدات، فنحن صحيح أوقفنا الحرب في صعدة بعد أن استمرت سبعة أشهر قدمنا فيها خيرة ضباطنا وجنودنا دفاعا عن النظام الجمهوري وعن وحدة الوطن التي أعلناها في الثاني والعشرين من مايو، هذا المكسب العظيم الذي نحافظ عليه كما نحافظ على حدقات أعيننا وعلى أطفالنا ونساءنا، فهذا إنجاز يفتخر به كل أبناء اليمن، وهذا الانجاز بقدر ما هو إنجاز يمني فهو إنجاز قومي عربي".

وقال " القوى الحاقدة المريضة الحالمة بالسلطة تريد أن تهدم هذا المعبد، ولكن بعيد عليها وعلى غيرها أن تمس هذا المعبد وهذا أبعد عليها من عين الشمس، فكما تصدى شعبنا لفلول الإمامة ودحرها من جبال النهدين وعيبان وظفار، وهزم القوى المعادية لثورة أكتوبر في صحراء شبوة وحضرموت، هو قادر على التصدي ببسالة لكل متآمر في الحاضر والمستقبل ".

وأضاف " نقول لهذه القوى الحالمة بالسلطة عليها أن تأتي عبر القنوات السياسية وصناديق الاقتراع، فالشعب اليمني سيتصدى في كل مكان للفوضى والتخريب والحقد والكراهية". مؤكدا بان المؤسسة العسكرية بنيت لحماية الوطن وأراضيه ومياهه البحرية وأجوائه، ولن تكون سلطة قمعية، ولن نعسكر الحياة السياسية.

وتابع " نحن نؤمن بالديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر دون التجريح ودون أذى الوطن والمساس بمصالحه، وبعيدا عن الولاء للخارج".

وقال " لا أحد يستطيع أن يكذب على هذا الوطن أو أن يتباكى عليه وأنتم تسعون لهدم الوطن، وترون السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة تنفجر ولم نسمع منكم إدانة، بل نراكم تبتسمون وترتاحون لهذه الضحايا، ضحايا التفجيرات في شبام وسيئون ومأرب وفي صنعاء، بدلا من إدانة هذه القوى الإرهابية الخارجة عن النظام والقانون من تنظيم القاعدة".

وأضاف " ابتسمتم عندما قتلوا المواطن القباطي في متجره بمحافظة لحج، واعتبرتم هذا شيء جميل لأنه ضد النظام والقانون، وقلتم بدأ النظام يتهالك ويتآكل.. وتظنون أنكم بذلك ستصعدون إلى السلطة، مع أن ذلك لن يتأتى إلا عبر صناديق الاقتراع والحرية والديمقراطية".

وقال الرئيس " وقع معكم المؤتمر الشعبي العام أتفاق فبراير، وهذه غلطة المؤتمر إنه وقع معكم هذه الاتفاقية، وكان ينبغي أن تجرى الانتخابات النيابية في وقتها، لكنكم افتعلتم أزمة وجرجرتم المؤتمر للأسف إلى توقيع اتفاق فبراير، وهذا خطأ فادح، وكان المفروض أن تجرى الانتخابات النيابية سواء شاركتم فيها أم لم تشاركوا فأنتم أحرار، ومقاطعتكم لأي انتخابات تندرج في الإطار الديمقراطي".

واستطرد "كاذب من يقول إن المؤتمر يريد أن يدخل الانتخابات لوحده وينافس نفسه، فنحن نسير طبقا للدستور والقانون، وهذه غلطة المؤتمر لكنه لن يكررها مرة ثانية، وعلى المؤتمر ألا يكرر الغلط، فلتمضي هذه الفترة التي تم التوقيع عليها في أتفاق فبراير، ولتجري الانتخابات في موعدها المحدد، فمن شارك فيها يامرحبا فهذا حقه ومن لم يشارك فيامرحبا وهذا حقه".

وقال " الوطن أكبر من هذه القوى السياسية، وطن الثاني والعشرين من مايو كبير وليس كما كان قبل 22 مايو بل هو الآن كبير، ونحن ندعو هذه القوى السياسية أن تعود إلى رشدها وصوابها، وان تبتعد عن الغطرسة والكبر والفوضى وهدم المعبد على رأسها فهي أول من سيكتوي بهدم المعبد، فهذا المعبد لن ينهدم، ولكن ولا سمح الله أي فوضى ستتحمل هي في المقام الأول المسؤولية، وشعبنا يعرف حق المعرفة من هم ".

ومضى قائلا " ندعوهم أن يعودوا إلى الرشد والصواب، وان يحكموا العقل والمنطق، وأن لا يحاوروا أنفسهم، بل يحاوروا مختلف أطياف العمل السياسي، فالتخريب سهل، ومعول التدمير والخراب سهل جداً، لكن البناء طوبة طوبة هو الصعب، فعلى سبيل المثال يستطيع أي شخص أن يدمر أي مبنى كبير خلال ساعات محدودة، لكن بناؤه يستغرق سنوات وليس أشهر، وهكذا فأن بناء الوطن آخذ منا سنوات وعقود طويلة".

وقال " القوى التي تدعى ما يسمى بالحراك وقوى سياسية فعليهم أن يأتوا إذا كان لديهم أية مطالب لطرحها عبر القنوات السياسية، مجلس النواب، ومجلس الشورى، والمجالس المحلية، والمؤتمرات المحلية، ومجالس السلطة المحلية، ونقول لهم تعالوا حاوروا إخوانكم في السلطة وسنتحاور معكم، فنحن نمد اليد للحوار بعيدا عن اللجوء للعنف وقطع الطرق وقتل النفس المحرمة ورفع العلم الشطري".

وأضاف " أنا متأكد أن الأعلام الشطرية ستحرق في الأيام والأسابيع القادمة، فلدينا علم واحد استفتينا عليه بإرادتنا الحرة، وأي مطالب سياسية نرحب بها، وتعالوا للحوار، والآن سنشكل لجان من أبناء المحافظات نفسها للحوار مع هذه القوى إذا كانت تقبل بالحوار، وهذه القوى من مجلسي النواب والشورى والسلطة المحلية تتحاور مع من لهم مطالب حقيقية، وسنرحب بها ترحيباً حاراً ونعمل على تلبيتها، لكننا نرفض بث ثقافة الكراهية والعنصرية والقروية والمناطقية ".

وتابع الرئيس قائلا " لقد ناصبتم العداء لثورة الرابع عشر من أكتوبر سنيين وفشلتم، فلا تعاودوا العداء للوحدة فانتم فاشلون يا من ترفعون شعار العداء للوحدة، فلوحدتنا وحدة الثاني والعشرين من مايو شعبية اكبر مما كانت عليه شعبيتنا لثورة سبتمبر وأكتوبر، لأن تلك شعبية شطرية وصحيح أن لها شعبيتها لكن الآن شعبية 22 مايو اكبر، أما أولئك المنحطين خارج الوطن فقد هربوا بجلودهم ولوكانوا شجعاناً كانوا معكم بدلا من أن يضحوا بكم في أي مكان، فتعالوا للحوار".

وقال " أريد أن أكون جنديا لأخدم الوطن وأحافظ على مكتسباته وفي مقدمتها منجز الوحدة العظيم، لا اريد كرسي الرئاسة أو رئاسة الحكومة، و لا أريد رئاسة نظام أو أن أكون وزيراً، بل أريد أن أكون جندياً خادماً لهذا الوطن ومعتزا بوحدته، في حين أن هناك من يسعى إلى تحويل الوحدة إلى مغنم، وإن لم يجدوا أية مغانم يذهبون إلى الحراك".

وحث فخامته عمادة وأساتذة كليات الأكاديمية على توفير المعلومات الدقيقة والصحيحة للدارسين لإعداد بحوثهم العلمية وإلزامهم توخي الدقة في اختيار المراجع العلمية والتاريخية الموثوقة.

وقال :" عندما نبحث عن مصادر للأحداث في اليمن منذ قيام الثورة اليمنية قبل 48 سنة وحتى اليوم سنجد فيها عجائب ونجد المتسلقين، والكذابين،والنصابين، والمتزلفين ونجد فيها من يدعون أنهم ساهموا وناضلوا في مراحل الدفاع عن الثورة في حين أنهم كانوا يخرجون أول الثورة ليركبون موتور سيكل في باب شعوب أوفي باب اليمن وعندما يحصلون على بعض قطع الغيار، يسجلون أنفسهم أنهم مناضلين. بينما العديد من المناضلين والضباط والجنود الأبطال كانوا يقتلون في المعارك ولا احد يعرفهم كما أن هناك مناضلين لا يحبون الحديث عن أدوارهم ويفضلون نكران الذات.

وأضاف:" هناك مجهولين، وآخرون كسبوا وغنموا وطلعوا على جماجم الشهداء واشتهروا وتاجروا وقاولوا الجبال على حساب دماء الشهداء".

وتابع قائلا "ما عانته الثورة اليمنية خلال 48 سنة يحتاج منا إلى محاضرة طويلة جداً جداً، وأتمنى من الأكاديميين في هذه الأكاديمية توخي الدقة في البحث والاستناد إلى المراجع المتوفرة في وزارة الدفاع وفي الجهات المختصة لمعرفة ماذا دار في صعدة من يوم قيام الثورة، ومادار في المحابشة وحجة ومأرب والجوف وشبوة وفي العبر وحضرموت، وماذا عملت القوى المعادية لثورة أكتوبر وكيف استهدفتها وكيف فشلت، وكذا كيف فشلت القوى الإمامية التي قامت بالهجمة الشرسة على ثورة سبتمبر وحاصرتها في سبعين يوماً، وكيف فشلت، وكيف كانت إمكانياتنا وتسليحنا في ذلك اليوم وكم كنا نمتلك من الأموال والاحتياطيات النقدية".

زر الذهاب إلى الأعلى