أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أنه سيتم قريبا تشكيل لجان من مجلسي النواب والشورى للنزول الميداني للمحافظات الجنوبية والشرقية للبحث عن أية مظالم وذلك للرد على ما أسماها دعاوى الحاقدين...
وقال الرئيس صالح في خطاب له بمحافظة حضرموت شرقي اليمن: "هل لدى أي منكم شكوى بأن أحد إخوانكم الذين جاءوا من المحافظات الشمالية والغربية نهب ارض مواطن ونحن سنحيله فورا للمحاكمة, فقط على المتضرر أن يقول لي فلان اعتدى على ممتلكاتي أو اخذ أرضي أو اخذ مزرعتي, فهذه من المزاعم الكاذبة التي يسعى الحاقدون للترويج لها وهي دعايات كاذبة".
موضحاً أنه: "سيتم قريبا تشكيل لجان من مجلسي النواب والشورى للنزول الميداني وبالذات للمحافظات الجنوبية والشرقية للبحث عن أية مظالم من تلك التي يدعيها الحاقدون في بعض وسائل الإعلام الداخلية أو الخارجية والذين يزعمون إن هناك مظالم في الجنوب وأن الجنوب مظلوم وأن الشمال مظلوم، وأن الشمال غزى الجنوب واستولى على أراضي أبناء الجنوب؟ وغيرها من المزاعم الكاذبة."
وقال: "هذا للأسف ما يروج له في بعض وسائل الإعلام, وأنا أعرف أنه كانت هناك أراضي ومساكن مؤممة في عدن وأنتم تعرفونها، وأعيدت بعد الوحدة لأصحابها كما كانت هناك أراضي ومزارع في حضرموت أعدناها بعد الوحدة، هل هذا ظلم أن أعدنا أراضي ومزارع الناس التي أممت في العهد الشمولي؟!.
وأضاف" إن كان هذا هو الظلم فهذا شيء ثاني، ومع ذلك نحن حريصنون على معالجة أية قضايا ومعرفة من الذي سطا على أرضية فلان أو علان، ولهذا سنشكل لجان من مجلسي النواب والشورى للنزول الميداني وتقصي الحقائق ورفع التقارير إلى رئيس الدولة لإزالة أي ظلم في أي محافظة وهذه اللجان ستشكل قريبا وستقوم بالزيارات الميدانية للمحافظات".
وكان الرئيس قد بدأ خطابه بالقول:" الأخوة أبناء محافظة حضرموت الباسلة أحييكم تحية الثورة والجمهورية والوحدة واشكر لكم حضوركم مشائخ وعلماء وشخصيات اجتماعية وقيادات أحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات المجتمع المدني في هذا اللقاء في المركز الثقافي في المكلا".
وأضاف:" الأخوة الأعزاء.. نحن أتينا في هذه الزيارة الميدانية لتلمس أحوال المواطنين في محافظة حضرموت, محافظة الخير والأمن والأمان والاستقرار والتنمية".
وتابع:" أأمل أن تحافظ هذه المحافظة على أمنها واستقرارها وإلا تدخل في معمعة الحاقدين التي تضر ولا تنفع, باعتبار محافظة حضرموت هي محافظة الخير والاستقرار والتنمية ".
وأستطرد:" أنا أثمن تثميناً عالياً وحدة الصف في محافظة حضرموت لكل القوى السياسية في السلطة والمعارضة, فلتبقى حضرموت موحدة الكلمة في السلطة والمعارضة لمصلحة أمن واستقرار حضرموت ولتعزيز مسيرة التنمية الشاملة".
وعبر رئيس الجمهورية عن سعادته بتدشين 163مشروعاً خدميا وتنمويا واستراتيجيا في حضرموت اليوم بتكلفة 32 مليار ريال منها 103 مشاريع تم افتتاحها و 62 مشروعا تم وضع حجر الأساس لها.
وقال:" كنت أتمنى أن تنفذ مثل هذه المشاريع الإستراتيجية في بقية المحافظات التي يوجد فيها بعض القلاقل, فبفضل تعاون أبناء حضرموت الشرفاء المخلصين تنجز مثل هذه المشاريع ونحن نعتز بكل ما قد تم انجازه من مشاريع في هذه المحافظة".
ومضى الرئيس قائلا:" كانت هناك مستخلصات لمشاريع مرفوعة من السلطة المحلية بقيادة المحافظ السابق عبدالقادر هلال - والذي كانت له بصمات ممتازة لخدمة المحافظة وتعزيز مسيرتها التنموية ونوجه له الشكر على ما بذله من جهود في هذا الشأن - وكانت التكلفة الإجمالية لهذه المستخلصات حوالي 70 مليار ريال وقد تم اعتماد وتنفيذ معظمها ولم يتبق إلا الشيء اليسير ونحن سنتابع مع الأخ محافظ حضرموت الحكومة لاعتماد وصرف ما تبقى".
وحيا أبناء حضرموت على حسهم الوطني الوحدوي. وقال:" الوحدة منجز وطني وقومي عظيم ومشرف وليست محل للنقاش أو للأخذ أو الرد, فالوحدة وجدت لتبقى وأبناء حضرموت وحدويون ومواقفهم وطنية مشرفة ".. مذكرا بأنه عند محاولة الانفصال في صيف94م رفض أبناء حضرموت الشرفاء المال المدنس وقالوا نعم للوحدة لأنهم رأوا فيها مستقبلهم الزاهر وأمنهم واستقرارهم كون أبناء هذه المحافظة شخصيات وطنية مثقفة وواعية وفاعلة في المجتمع ويعرفون حق المعرفة كيف كانت حضرموت في الماضي قبل الوحدة وكيف أصبحت حضرموت بعد الوحدة رغم أن المشاريع التي كانت أنجزت في حضرموت حينها مازالت محدودة".
وأردف قائلا:" أنا جئت إلى حضرموت بعد إخماد فتنة محاولة الانفصال في صيف 94م والدعايات مازالت على أشدها وعدد من المواطنين كانوا متوجسين ويعتقدون أن تطلعاتهم من المشاريع التنموية والخدمية لن تلقى اهتمام من القيادة السياسية والحكومة حتى وأن تم التعهد بتنفيذها أو إدراجها ضمن الخطط التنموية فأن ذلك سيظل مثل الوعود السابقة والخطابات الكاذبة والشعارات الزائفة التي اعتادوا على سماعها في العهد الشمولي ما قبل الوحدة".
وتابع قائلا:" وقد قابلت حينها مجموعة من الشخصيات وتحدثت مع الكثير ممن اعرفهم من أبناء حضرموت بغية التعرف على مشاكلهم وهمومهم فقالوا إن أبناء محافظة حضرموت سئموا الكذب والدجل والشعارات الزائفة فلم يلمسوا أية مصداقية منذ الاستقلال إلى اليوم وما كانوا يتطلعون لتحقيقه في هذه المحافظة ظلت وعود كاذبة. كما قالوا لي "إذا كنت صادق مع أبناء حضرموت فأنجز لنا مشروع الكهرباء حتى يثقوا فيك", كون حضرموت لم يكن فيها كهرباء بعد حرب صيف 94م وفعلاً أولينا مشروع الكهرباء كل الاهتمام وأعطيناه الأولوية وتم تنفيذ محطة الكهرباء وبدأت الكهرباء في المكلا ثم بدأت تتواصل إلى مديريات الساحل والوادي".
واستطرد الرئيس:" وفي ضوء تنفيذ هذا المشروع وما تزامن معه من مشاريع تنموية وخدمية نفذت في مديريات حضرموت بدأ تفاعل أبناء هذه المحافظة وأدركوا جدية الدولة ومصداقيتها في تلبية احتياجاتهم من المشاريع وأن الوحدة فيها خير واستقرار وتنمية, وتجاوب مع القيادة السياسية والحكومة الشرفاء من أبناء حضرموت وغيرها من المحافظات واستطعنا بفضل تعاونهم أن ننجز الكثير من المشاريع في مجالات البنى الأساسية والتحتية, واستطعنا أن نوجد المشاريع في مختلف مناطق حضرموت وأن نزيل الفوارق بين المديريات لأن حضرموت واسعة ومترامية الأطراف وتحتاج إلى تنمية كبيرة وكذلك الحال في بقية المحافظات".
وخاطب الحاضرين قائلا:" كثير من إخوانكم في بعض المحافظات قالوا يا فخامة الرئيس انتم تميلون إلى حضرموت والمحافظات الجنوبية والشرقية فقلت لهم: نعم, أعطي حضرموت الأولوية وأعطي شبوة وابين والضالع ولحج وعدن الأولوية في تنفيذ المشاريع لأنها حرمت أيام الحكم الشمولي, حيث لم يلمس أبناء هذه المحافظات في فترة ما قبل الوحدة سوى الوعود الكاذبة والشعارات الزائفة، فحضرموت لم يكن فيها طرق عدى الطريق الذي انشأ في العهد الشمولي للحزب الاشتراكي وأن كان هناك بعض الإيجابيات التي حققها الحزب والتي لا نستطيع أن ننكرها وهي توحيد السلطنات فهذا من انجازات الحزب وشيء يشكر عليه" .
وقال:" أهم شيء هو الحفاظ على الاستقرار والأمن ففي ظل الأمن والاستقرار نستطيع أن ننجز كل شيء وهذا ما تمتع به حضرموت ما مكن الدولة من إنجاز شبكة طرقات ومشاريع الكهرباء والاتصالات وتوجد مشاريع في تنموية وخدمية وأصبحت محافظة من أحسن المحافظات".
وأضاف:"هذه الإنجازات تمثل محاكمة لمن رفعوا شعارات ووعود كاذبة في العهد الشمولي ولم ينفذوا شيئا سوى قتل الناس وسحلهم في الشوارع, ونحن بدلا من أن نواصل نخطب حرصنا أن نوجد المشاريع على أرض الواقع, ولهذا ترتفع الأصوات النشاز من الحاقدين والمأجورين لأنهم يغتاضون عندما يرون طريقا يتعبد وكهرباء تنجز وجامعة شامخة تنفذ فيجن جنونهم كونهم كانوا فاشلين في أدائهم وفاقد الشيء لا يعطيه وليس عنده شيء ليقدمه لهذا الوطن".
ومضى قائلا:" لقد منحني أبناء الوطن الثقة وأنا أبادلهم الوفاء بالوفاء وحريص على أن أكون عند مستوى هذه الثقة وأن نلبي طموحات المواطنين في شبوة, ابين, صعدة, مأرب ومختلف محافظات اليمن".
وحث أبناء حضرموت على أن يظلوا كتلة واحدة ويعملون كفريق واحد من اجل الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة.
وقال:" نحن نستمع إلى الرأي والرأي الآخر ولكنا ضد الإرهاب ضد العنف ضد أعمال الشغب والتخريب ومن حق أي مواطن أن يعبر عن رأيه بالوسائل السلمية التي كفلها الدستور والقانون سواء عبر وسائل الإعلام أو غيرها فهناك منابر متعددة".
وأردف:" ما سمعته اليوم من شكاوي من المتحدثين في هذا اللقاء معظمها قضايا شخصية واحد ليس موظفا وليس لديه راتب وغيرها وكنت أتمنى سماع أية مظالم من تلك التي يدعيها الحاقدون والمأجورون".