arpo28

خروقات الهدنة بين صنعاء والحوثيين تحت نظر القوات السعودية

مع تصاعد خروقات الهدنة التي تعلنها الحكومة اليمنية على فترات متقطعة مع الحوثيين منذ نهاية العمليات العسكرية وقبول المتمردين النزول عند الشروط الستة التي فرضتها حكومة الرئيس علي عبدالله صالح مع نهاية كانون الثاني- يناير من العام الحالي،

يبدو الموقف السعودي متحفزاً للغاية في انتظار ما تؤول إليه هذه التصعيدات، خصوصاً وأن الشرط السعودي الأهم مقابل وقف عملياتها العسكرية ضد من تسميهم بالمتمردين المتسللين وهو انتشار الجيش اليمني على الحدود المقابلة لجنوب المملكة لم يكن بالشكل المطلوب حتى الآن رغم تواجد بعض قطعات منتشرة على الحدود.

كانت نهاية العمليات العسكرية السعودية ضد الحوثيين شهدت شروطاً سعودية ثلاثة، تضمنت سحب القناصة المتسللين في أعالي القمم الجبلية وتسليم الأسرى السعوديين الثلاثة وانتشار الجيش اليمني على الحدود، وتحقق الشرطين الأولين بشكل كامل إلا أن الشرط الأخير رغم تأكيدات اليمنيين لا زال محل نظر بحسب خبير عسكري تحدث لإيلاف قال أن التواجد العسكري اليمني ليس على الوجه المطمئن والباعث على سحب القوات السعودية من مناطقها الجنوبية.

ورغم أن الحدود السعودية تم تأمينها بحسب تصريحات المسؤولين العسكريين السعوديين، ونشرت مراكز عسكرية على طول الحدود مزودة بأجهزة إلكترونية متقدمة وكاميرات ليلية لمراقبة حالات التسلل، إلا أن حجم التواجد العسكري السعودي في المنطقة يعطي مؤشراً قوياً على عدم اطمئنان السعوديين إلى مآل الهدنة بين الحكومة اليمنية والحوثيين.

وخلال زيارات مساعد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان المتكررة لحدود بلاده الجنوبية، تنقل دائماً وسائلا الإعلام المحلية التجهيزات السعودية المتقدمة في المنطقة مع تصريحات دائمة بأن الجيش لا زال يواصل مهماته على الحدود الجنوبية، في تأكيد على أن السعودية لم تلق السلاح بعد، انتظاراً وتأهباً واستعداداً.

عن هذا الوضع يقول المتحدث الإعلامي بالسفارة اليمنية في أبوظبي عباس مساوى في حديث هاتفي مع إيلاف إن عدم جدية الحوثيين في الهدنة هو ما يتسبب في تأخير انتشار الجيش اليمني مقابل الحدود السعودية، مرجعاً ذلك إلى أن المتمردين لازالوا يحتفظون بخرائط الألغام المنتشرة في المنطقة ما يعيق تقدم الجيش اليمني ويؤخر انتشاره على الوجه الأمثل".

وأضاف مساوى "خيار الدولة اليمنية قائم على السلام ومصلحة الشعب اليمني رغم الاستفزازت الحوثية وخروقاتهم المتكررة للهدنة", مؤكداً بأن انتشار الجيش اليمني حتى يكتمل يجب أن تكون السعودية متأهبة للوضع على الحدود لأن الحوثيين لا يمكن التنبؤ بنواياهم.

وكان اليمن اتهم اليوم السبت الحوثيين بقتل جندي ورمي جثته في بئر, بعد يوم واحد على اتهام حكومي أيضاً للمتمردين بأنهم هاجموا طائرة عسكرية يمنية تقل مسؤولين في طريقهم إلى المناطق الشمالية، كل ذلك وسط هدنة يراها مراقبون هشة وقابلة للنقض في أي لحظة مستشهدين بالخروقات المتكررة والحروب الست السابقة التي كانت شبيهة الأجواء بهذه الهدنة، إلا أن الفارق الوحيد يكمن في الدخول السعودي القوي إثر تسلل حوثيين لأراضي الأخيرة في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.

ورغم أن الحدود السعودية التي تم إخلائها من سكانها منذ بداية الحرب وأعلنت عن حزمة قرارات تتعلق بمصير النازحين إثر العمليات العسكرية تتكون من إنشاء وحدات سكنية مجمعة، متضمنة كل الخدمات الإنسانية، إلا الحدث الأبرز كان في التلميح السعودي لإنشاء قاعدة عسكرية في جيزان المتاخمة للحدود اليمنية, وهو الأمر الذي يعني تأكيداً على أن الأوضاع في الجنوب السعودي لازالت شرارة تحت الرماد ولا بد من التنبه لها.

التلميح السعودي لإنشاء القاعدة العسكرية الذي جاء على لسان مساعد وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان قبل أيام من توقف العمليات العسكرية نهاية كانون الثاني- يناير الماضي، ترافق مع ماقال إنها دراسة لوضع إسكان للعسكريين في المنطقة ذاتها وهو ما يعني تثبيت المنطقة العازلة بين الحدود السعودية واليمنية، بعد أن فشل السياج الحدودي في مهمته التي كان الأمل فيه بأن يحد من عمليات التسلل اليومية سواء عبر طالبي العمل المتخلفين أو من خلال مهربي المخدرات أو عناصر القاعدة المتمركزين بكثرة في اليمن، أو من خلال الحدث الأبرز تسلل الحوثيين.

زر الذهاب إلى الأعلى