شدد رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني على أهمية مواصلة البحث العلمي عن الجانب المفقود من الكنز الثمين للسان اليمن المؤرخ والأديب والفيلسوف اليمني أبي محمد الحسن الهمداني. صاحب سفر "الإكليل".
وأشاد رئيس مجلس الشورى في كلمته بافتتاح ندوة الهمداني..قراءات معاصرة التي نظمتها جامعة صنعاء في الذكرى الاربعين لتأسيسها ،بالأدوار المتميزة التي نهض بها علماء وباحثون يمنيون وعرب، واتصلت في مجملها بتراث الهمداني، بحثاً ودراسة وعناية، وخاصة العالم والمؤرخ والمحقق القاضي محمد بن علي الأكوع، والأستاذ الدكتور يوسف محمد عبدالله، ومن الأشقاء العالم والمؤرخ حمد الجاسر.
وحيا عبدالغني هذه الالتفاتة التي وصفها بالنوعية , التي استدعيتم من خلالها, إلى رحاب هذه المناسبة رمزاً وطنياً خالداً وشخصية مؤثرة وفذة, قل أن يجود الزمن بمثلها.. معتبراًً هذا الاستدعاء تأكيداً رمزياً لحضور ومكانة وتأثير هذا العلم الشامخ, الذي يوازي في نتاجه العلمي الشامل ومتعدد الاهتمامات, دور جامعة بكاملها.
وقال رئيس مجلس الشورى "ذلك يقود إلى استنتاج بالغ الأهمية يتمثل في تأكيد جامعة صنعاء لمسئوليتها تجاه إرث الهمداني, تجديداً وتنويعاً في قراءة ما وصل إليه من نتاجه العلمي الشامل, وعقداً للنية في مواصلة البحث عن الجانب المفقود من كنزه الثمين".
منوها أن أهم ما أفضت اليه الندوة الدولية التي أقيمت بجامعة صنعاء قبل 20 عاما والخاصة بألفية الهمداني, أنها أكدت إجماع علماء العالم على جدارة الهمداني وأصالته وريادته العملية, في كل من أنتجه من معارف علمية وإنسانية.
مؤكدا ان ما أسداه المرؤخ اليمني الكبير للأجيال من أبناء هذا البلد من جميل لايقدر بثمن, أمكن لهم بفضله الإحاطة باليمن: إنساناً وهويةً وجغرافيةً ومهاراتٍ ونتاجاً حضارياً وحضوراً فاعلاً في ذلك الزمان، وإن ما عزز من مكانة الهمداني العلمية الشاملة والاستثنائية في تاريخ اليمن, نشأته في عصر كان يموج بالمتغيرات السياسية, التي حولت اليمن, بما يحمله من ثقل المكانة التاريخية والحضارية, إلى ساحة لصراعات متعددة الأطراف ، أفرزت بدورها, تحولاتٍ جوهرية في مفاهيم الانتماء, وما ترتب عليها آنذاك من تحولات موازية في خارطة النفوذ السياسي والاجتماعي.
وأضاف رئيس مجلس الشورى كما أن إطلالة عالمنا الكبير على الحياة, حدثت في عصرٍ كان لايزال من الناحية الزمنية, على مسافة قريبة من ماض اليمن المجيد بكل ما حفل به من إرث عظيم ،وولقد أبقى على جذوة الاتصال بإرث ذلك الماضي المجيد وجود أسباب مادية ومعرفية أثريت بتلك الخبرة المعتبرة والمعرفة الأصيلة لعالمنا الكبير بقراءة النقوش وتدوين المعارف عن المآثر المادية الخالدة للحضارة اليمنية.
مشيرا إلى ان الهمداني اتكأ على جملة نادرة من الصفات التي أوصلته إلى أهدافه لعل أهمها: مثابرته وترحاله وحرصه الكبير على الاتصال المباشر بالأحداث والأمكنة والناس, قارئاً ودارساً وباحثاً ومحققاً وملاحظاً ، بحيث لم تتوقف اهتماماته المعرفية عند حدود اليمن, بل تعدتها إلى الجزيرة العربية كلها, وهو ما أنعكس في سفره الثمين صفة جزيرة العرب.
من جانبه لفت رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم إلى أن هذه الندوة تأتي بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية وتسعى لتقديم قراءة موضوعية عن الهمداني برؤية عصرية.
وأشار إلى أن هذه هي الندوة الثانية التي تعقدها الجامعة حول هذه الشخصية حيث نفذت الأولى عام 1981م وأثراها المشاركون بأبحاث ومشاركات قيمة عرضت إنجازات الهمداني وإسهاماته.
ونوه بموسوعية الهمداني المعرفية والأدبية وكيف استطاع أن يلم بالحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في عصره والتقسيمات الإدارية حيث قسمها تقسيما إداريا متميزا جعل فيها العلاقة بين القبائل تقوم على التكامل الديني والاجتماعي والثقافي.
وأكد الدكتور طميم أن الجامعة ستعمل على طباعة أدبيات الندوة والأوراق المقدمة فيها ومخرجاتها في كتاب يبرز إسهامات الأكاديميين والباحثين المشاركين في تسليط الضوء على هذه الشخصية التاريخية.
وتناقش الندوة على مدى يومين 27 ورقة عمل،حيث ناقش الأكاديميون والباحثون المشاركون في الندوة خلال اليوم اليوم 13 ورقة عمل تناولت مكانة الهمداني بين الجغرافيين العرب ورويات الهمداني عن مأرب ومحجات أهل اليمن في صفة جزيرة العرب ومنظور الهمداني للمدينة في اليمن في صفة جزيرة العرب والفنون اليمنية القديمة من خلال بعض مؤلفات الهمداني ووصف الهمداني لقلعة الدملؤة وغيرها من الأوراق البحثية الهامة.