أكد الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد أن الوطن يعيش اليوم أزمة مستحكمة متعددة الأبعاد وبالغة التعقيد، وأن مستقبل اليمن يتطلب حلولا سياسية عن طريق حوار وطني شامل وغير مشروط، وأن الحوار وحده بين مختلف مكونات المجتمع اليمني يضمن استقرار سياسي للبلاد.
وفيما يلي نص حوار نشرته أسبوعية الوحدوي:
الصحيفة: الرئيس علي ناصر محمد كتب مقالا في الذكرى الثانية والأربعين لاستقلال جنوب الوطن من المستعمر البريطاني، وكان ما يشبه جردة حساب ومحاكمة للسلطة اليمنية على أدائها في كل الجوانب، وخلص إلى أن هناك أزمة عميقة تضع الوطن على حافة الانهيار .. فسر البعض ذلك بأنه دعوة لتصعيد الاحتجاجات في الجنوب واستثمار ذلك لصالح الرئيس علي ناصر، إلى أي مدى هذا الطرح صحيح؟
الرئيس علي ناصر محمد:نعم كتبت مقالا بهذه الذكرى العظيمة لأننا أمام هذه المناسبات نحتاج إلى مراجعة ووقفة محاسبة وقراءة لما كان وما هو كائن وما سيكون، فالثورات قامت للتحرير والتغيير والكرامة والعدالة والتطور والنهوض، وما لم تحصل هذه المتغيرات في حياتنا فإننا نشعر بحسرة شديدة ونترحم على شهدائنا الذين قضوا من أجل أن نحيا حياة كريمة فلا هم أبقوا على أرواحهم في أجسادهم ولا نحن نعمنا بما تطلعوا لتحقيقه وبذلوا أرواحهم رخيصة في سبيله.
وفي المقال الذي أشرت إليه في سؤالك كانت ذكرى الاستقلال حاضرة في وجداني المعاصر لها، وبوصفي جزء من هذا التاريخ ومن هذا الحدث العظيم شئت أم أبيت فإن من واجبي أن أعطيه حقه ولو بالكلمات التي تستحضر الوقائع وبعض مدلولاتها الإنسانية والوطنية وتستقرئ الحاضر بكل تعقيداته التي نراها اليوم، وقد بلغت ذروتها وتستشرف المستقبل بكل هواجس القلق نحوه ..
ولأن اليمن يعيش اليوم أزمة مستحكمة ومتعددة الأبعاد وبالغة التعقيد فقد كان لزاما علي من موقعي السياسي- وأقول السياسي لأني لم أغادر هذا الموقع منذ مغادرتي للسلطة وحتى اليوم- أن أفند سريعا معطيات الأزمة وأطرح وجهة نظري إزاءها، وكما في كل أطروحاتي السياسية والإعلامية كنت أشدد على محورية الحوار في مشاكل اليمن عموما وكيف أنه السبيل الأوحد للخلاص، وإذا كان البعض كما أشرت- قد فسر ما كتبته بأنه دعوة لتصعيد الاحتجاجات في الجنوب واستثمار ذلك لصالح الرئيس علي ناصر، فهو جاهل بالقضية الجنوبية من جهة، وبعلي ناصر من جهة أخرى، فلست من أخرج الاحتجاجات في الجنوب لا بالأمس ولا اليوم ولا غدا، وإنما خرجت بفعل الممارسات الانفصالية والظلم والإقصاء والمصادرة وسياسة الضم والإلحاق، فضلا عن حرب 94م ذاتها التي كانت الباعث الحقيقي لكل ما ترتب عليها فيما بعد.
الصحيفة: مقاطعاً .. هل كان بالإمكان تجاوز ذلك؟
الرئيس علي ناصر محمد:نعم كان بالإمكان تجاوز ذلك، لو لجأ المنتصر عسكريا وليس سياسيا لمعالجة آثارها بسرعة وهو ما نصحنا به في حينه، وحذرنا قبلها من الاقتتال والانفصال عندما كانت تدق طبول الحرب، كما أنني لم أوظف وقائع أكثر خطورة وأهمية في الماضي لمصلحتي لأوظفها الآن؛ فعندما اتفقوا في العام 1990م على الوحدة توافقوا على خروجي وخرجت، وكان ذلك في سبيل هذا المنجز التاريخي الذي وقعت على أولى اتفاقياته في القاهرة 1972م، وعندما اختلفوا حاولوا استقطابي جميعا ورفضت أن أوظف خلافاتهم لمصلحتي.
وعندما عُرضت عليَّ مناصب نائب الرئيس ورئيس الحكومة كان موقفي ذات الموقف، كما رفضت أن أكون مرشحا للمعارضة في مقابل الرئيس علي عبد الله صالح.
وأعتقد أن الاحتجاجات في الجنوب لم تعد بحاجة لمن يحرضها أو يدعوها للتصعيد فالحل الأمني والعسكري المتبع والمتمثل بالقمع والمطاردة والملاحقات البوليسية والمحاكمات الاستثنائية كلها كفيلة بتحريض الاحتجاجات في الجنوب إلى مزيد من التصعيد، وليس من يدعو إلى الحوار الشامل والكامل وغير المشروط .
وبالمناسبة أجدد الدعوة للإفراج عن كافة المعتقلين على ذمة الحراك الجنوبي السلمي ووقف الانتهاكات ضد الصحفيين والصحف والمواقع الإلكترونية.
*في اعتقادي، إن ثقافة الكراهية التي شاعت في الوطن تشكل خطرا حقيقيا وليس أدوات الصراع السياسي.. كيف يمكن تجاوز هذه الثقافة بين أبناء الوطن الواحد؟
الرئيس علي ناصر محمد:أشاطرك الرأي بأن ثقافة الكراهية تشكل خطرا حقيقيا، لأنها لا تؤثر في المعادلات السياسية التي تتغير بطبيعة الحال بل تؤثر بالسلم الأهلي وهو أمر غاية في الخطورة، وللأسف فإن المغامرين في هذا المجال ممن يعمدون على تكريس الكراهية ونبش الفتن وتعميق الانقسام الاجتماعي وتحريض الروح الانتقامية يسوقون الوطن من حيث يعلمون أو لا يعلمون إلى هاوية سحيقة سيكون الخروج منها أشبه بمعجزة، وعليهم أن يقرؤوا التجارب الماثلة حول العالم والتي كان فيها النزاع أهليا وماذا حل بهذه البلدان والمجتمعات.
ولا يمكن تجاوز هذه الثقافة إلا بوقف تكريسها الممنهج أولا، وفي المقابل فإن العمل على تجاوزها سيكون مسؤولية جماعية لن يكتب لها النجاح ما لم نتشرب جميعا بروح المسؤولية الوطنية، من هنا فإن تأكيدنا على أهمية إحداث انفراج سياسي يأتي لإدراكنا أهمية انعكاساته على مختلف المستويات، فترسيخ المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية ودولة القانون كل هذا مقدمات ضرورية لإنضاج مشاريع ثقافية وتوعوية وتنموية تحد من ثقافة الكراهية وصولا إلى تجاوزها نهائيا.
*طرحت شعار التغيير لحل الأزمة اليمنية في مقابل دعوات فك الارتباط و تقرير المصير، وأخيرا الوحدة أو الموت، التي طرحت من الحزب الحاكم كيف تفسر حالة الصد من قبل الحزب الحاكم لدعوتك؟
الرئيس علي ناصر محمد:شعار التغيير هو عنوان كلي يمكن أن تندرج تحته عدد من المقولات المتهافتة فعلى سبيل المثال سيقول لك من يدعو إلى فك الارتباط وتقرير المصير بأن هذا الهدف يحقق التغيير ولن يكون بوسعك أن تخطئه، لأن الواقع سيتغير فعلا، وسيقول لك من يقول "الوحدة أو الموت" بأن الهدف هو التغيير ولن يكون بوسعك أن تخطئه أيضا، لأن الواقع وفق مبدئه سيتغير فعلا.
ولكن التغيير الحقيقي هو الذي يدرأ الانقسام والتشرذم ويحقن الدماء ويحقق العدالة والمواطنة المتساوية ويرفع من شأن القانون في مقابل الاستبداد السياسي، ويحفظ كرامة الناس وخاصة الفقراء حتى لا تكون دولة بين الأغنياء، لا أن نمني الفقراء بالجنة الموعودة، وينهض بالعملية الديمقراطية المتعثرة والتي كانت هامشا وأصبحت دون الهامش بفعل الضيق من الحريات السياسية والإعلامية والحقوقية والرأي الآخر، وينتشل البلاد والعباد من حالة الحروب المتنقلة والاضطرابات المتحركة والتي استنزفت الثروات وأحرقت الحرث والنسل.
وأما عن حالة الصد من قبل الحزب الحاكم لدعوة التغيير فباعتقادي بأنه يكمن في مقولات عديدة يمكن أن تختزلها عدد من الكلمات من قبيل: إفلاس سياسي غياب الإرادة والإدارة- ضيق أفق وغياب إستراتيجية- مكابرة ممجوجة- عدم قدرة على إعادة التموضع وهو ن علائم الترهل الذي يحتاج فعلا للتغيير الذي نعنيه.
الصحيفة: في تقديرك هل يخشى النظام من عودة الرئيس علي ناصر؟
الرئيس علي ناصر محمد:أعتقد أن مثل هذا السؤال يوجه للنظام نفسه وإن كان لن يفيدك بإجابة شافية ووافية ولكن انجرار بعض وسائل الإعلام الرسمية وإعلام الحزب الحاكم في كثير من المحطات وراء توجيه إساءات لي من دون سبب وجيه، وتعمد بعضهم بين الحين والآخر توظيف مناسبة معينة لشن هجوم عليّ مع سابق إصرار أو توظيف أشخاص مأجورين للخوض في مواجهة معي بأشكال متعددة يضعني أنا وأنت وغيرنا أمام علامات استفهام ربما تحمل في طياتها نوع من الإجابة على سؤالك.
*في تقرير صحفي صدر مؤخرا في الصحافة الأمريكية يلمح إلى أن علي ناصر محمد أحد عوامل الاستقرار في اليمن، في إشارة لأهمية عودتك كفاعل في الحياة السياسية اليمنية !
الرئيس علي ناصر محمد:لم أطلع بعد على التقرير المشار إليه، وأعتقد أن عوامل الاستقرار في اليمن لا تكمن في أشخاص بقدر ما تكمن في سياسات حكيمة وإرادة صادقة، صحيح إن الإرادة تعوزها الإدارة في المجمل إلا أن المسار الصحيح لليمن هو في أن تخرج السلطة من عباءة الفرد إلى مشروعية المؤسسات، وقد ذكرت ذلك معظم الوثائق السياسية الحديثة التي تعرضت للأزمة اليمنية كوثيقة الإنقاذ الوطني وآخرها وثيقة المؤتمر القومي العربي الذي انعقد في بيروت مؤخرا، وهذا الانتقال النوعي بحاجة إلى وقت ولكن الخطوة الأولى تبدأ بالحوار الجاد والشامل والكامل، وبعده من الطبيعي أن تمر البلاد بمرحلة انتقالية وصولا إلى ترسيخ دولة القانون والمؤسسات والاحتكام لإرادة الشعب من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة، وهذا ما سيمكن اليمن من الاستقرار الذي فقده طويلا .
*هل يشعر الرئيس علي ناصر أنه يخوض حربا ناعمة مع السلطة بصنعاء وصلت حد التلويح بفتح ملفات ضحايا 13 يناير 1986م ؟
الرئيس علي ناصر محمد:من جانبي لا أخوض حروبا لا ناعمة ولا خشنة مع السلطة ولا مع غيرها، وبما أني كنت دوما في موقع الناصح والمعبر عن قلقه ومخاوفه والمسجل لرؤيته بحيادية دون أن ألوّح بأي ورقة ضغط، فإن لك أن تدرك بأن السؤال يجب أن يكون معكوسا فتقول: هل تخوض السلطة مع علي ناصر حربا ناعمة وصلت حد التلويح بفتح ملفات ضحايا 13 يناير 1986م، وحينها سأجيب عليك بالقول بأن السلطة لم توقف الحرب فهي تتنقل من معركة إلى أخرى وكل مرة يختلف الأعداء وأحيانا يتعددوا في آن واحد.
وعن التلويح بأحداث يناير 1986م فسأقول لك بأنه واهم من يعتبرها ورقة ضغط أو تلويح، وعليه أن يستفيد من دروس تجربتنا العظيمة في التصالح والتسامح بدلا من محاربتها عبثا، كما سأضيف بأنه لا يستبعد أن يكون مثل هذا التلويح بين الحين والآخر رسائل موجهة لأشخاص في السلطة وكانوا جزءا من هذا التاريخ.
*خلال المؤتمر القومي العربي في بيروت، برزت دعوات واتهامات بهذا الاتجاه لشخصك.. ومهاجمة للمؤتمر القومي لدعوته مشاركتك في المؤتمر!
الرئيس علي ناصر محمد:تعرضت لهجوم واتهامات أشد من هذه التي كانت موضع سخرية المشاركين في المؤتمر القومي العربي ببيروت.. نشفق على من أقحم نفسه فيها ولا نحزن منه بل عليه، ودوما أمام اتهامات ممن هم أكبر وأخطر كنت أقول:إذا شتمت فلن يحترمك أحد، وإذا كذبت فلن يصدقك أحد، وهذا ما يثبت في آخر المطاف وعلى من لم يدرك هذا أن يسأل من سبقوه إلى ذلك.
أما عن مهاجمة المؤتمر القومي لدعوتي للمشاركة فلست بحاجة لشهادة في القومية ولا لأدعوهم لقراءة التاريخ، والعودة إلى قراءة تجربتي الطويلة في هذا الإطار والتي تعود إلى تأسيس حركة القوميين العرب والتي لم يكونوا قد خلقوا عندما أنشئت ، وهي الحركة التي تشربت منها الثورة في الجنوب والجبهة القومية التي قادت الدولة الفتية آنذاك، وكان حريا بمن هاجم المؤتمر القومي العربي بسبب مشاركتي أن ينضم إلى أترابه من المقاطعين أو أن يجيب على تساؤلات المؤتمرين ممثلا للسلطة أو مدافعا عنها، لا أن يتحول إلى مراقب دوام.
الصحيفة: في تقرير حال الأمة لعام 2009م الذي أصدره المؤتمر القومي العربي، شخّص حال اليمن ب: تزايد خطر القاعدة.. تنامي الاستبداد السياسي.. ووصف اليمن بمشهد الحزن اليماني، البعض اعتبر التقرير أنه لمس الواقع الحقيقي في بلادنا، فيما تهجمت السلطة الرسمية في صنعاء على التقرير وصل إلى حد مقاطعة أعضاء المؤتمر الشعبي ممن هم أعضاء في المؤتمر القومي لمؤتمر بيروت؟
الرئيس علي ناصر محمد:على حد علمي أن من نهضوا بهذا التقرير أشخاص أكاديميون يتمتعون بمصداقية ويتعاملون مع الأزمة علميا أكثر منه سياسيا، كما أن ملامح الأزمة اليمنية لم تعد سرا إلا في بعض تفصيلاتها الجزئية التي يسبر أغوارها المتخصصون بغية إيضاح الصورة وتشخيص الأزمة والبحث عن مخارج وليست مادة للانتقام السياسي، فليس المؤتمر القومي العربي ندا للسلطة في صنعاء ليتخذ منها موقفا عدائيا، وهذا التقرير تماثله تقارير دولية عديدة ومتوالية، وباعتقادي أن مقاطعة المؤتمر من قبل أعضاء الحزب الحاكم يبعث برسالة خاطئة وسلبية للمحيط العربي وخاصة أن المؤتمر القومي يضم نخب عربية من مختلف الطيف السياسي العربي الذي ينبغي أن نتشارك معهم همومنا وقضايانا وخاصة عندما تستفحل وتصبح حديث الإعلام كل يوم.
الصحيفة: لماذا تخاف السلطة من مواجهة الواقع المخيف الذي ذكره تقرير حال الأمة؟
الرئيس علي ناصر محمد:سؤالك لا يحتاج إلى إجابة لأنك قلت الواقع المخيف فمن لا يخاف من واقع هو أصلا مخيف، ولكن الأفضل حتى في حالة الخوف هو المواجهة فهناك قول مأثور يقول "إذا خفت من الشيء فقع فيه"، ولكن السلطة اليوم بحاجة إلى المواجهة بعقلانية وبالحوار المسؤول ..لا بالسلاح وعسكرة الحياة.
الصحيفة: أطلق تقرير حال الأمة للمؤتمر القومي العربي مجموعة ناوين منها: نفاد لغة التحايل السياسي.. صعدة أزمة بناء دولة ومجتمع ..تسييس العسكرة وعسكرة السياسة ..فشل النخبة الحاكمة في إدارة التنوع لدولة الوحدة.. برأيكم ما آفاق مستقبل اليمن في تقديرك؟
الرئيس علي ناصر محمد:مستقبل اليمن مرهون بما سيتم إنجازه وطنيا من حلول سياسية بعد الانخراط في حوار وطني شامل وكامل وغير مشروط، ولا شك بأن مثل هذا الحوار أصبح يعوزه الإشراف العربي أو الدولي نتيجة لتفاقم المشكلة وانعدام الثقة وغياب الضمانات التي يمكن الركون إليها، وما لم يتحقق شيء في هذا الاتجاه فإن البدائل ستفرضها الوقائع المتعاظمة في بلد مؤثر بمحيطه القريب والبعيد ويراقب العالم إيقاع الحياة فيه عن كثب .
الصحيفة: يتجاذب اليمن مشروعان، مشروع الاستبداد والفساد في السلطة، والآخر مشروع الانفصال، فيما يطرح الرئيس علي ناصر مشروع التغيير، ما أدوات المشروع الثالث الذي طرحته في ظل التدخلات الإقليمية والدولية بشأن اليمن؟
الرئيس علي ناصر محمد:إن أهم أدوات مشروع التغيير وعي النخب السياسية على اختلافها بأهميته لحاضر ومستقبل اليمن ولأهمية ما سيشكله من حماية وقائية على المدى المنظور والبعيد، وحين يتبلور هذا الوعي ويجد العتبة الأولى لن يكون للتدخلات الإقليمية والدولية دورا وازنا إلا في اتجاه دعم التغيير وتأييده بوصفه ضرورة.
الصحيفة: سمعنا أن هناك ضغوطا يواجهها الرئيس علي ناصر من بعض الأطراف الإقليمية بعد إطلاق مشروع التغيير في اليمن!
الرئيس علي ناصر محمد:لم أربط مصيري بمصير أطراف إقليمية أو دولية لأكون عرضة لأية ضغوط، فلذا فإني أؤكد لك بأن لا ضغوط ولا هم يحزنون، ومن يتعرض للضغوط اليوم بحق هم أعداء التغيير، ذلك لأنهم بكل بساطة يتشبثون بالماضي ونحن نتمسك بالمستقبل وشتان بين هذا وذاك.
الصحيفة: ننتقل إلى موضوع صعدة.. أوقفت الحرب السادسة بالنقاط الست التي أعلنت دون وضع حل للأزمة وعدم تكرارها ومصير هذه الجماعة التي أصبحت طرفا في الأزمة اليمنية، في تقديرك ما المخرج لعدم تكرار أي حرب قادمة؟
الرئيس علي ناصر محمد:تابعنا تطورات الحرب السادسة التي أوقفتها نقاط ست وتشابه الأرقام مجرد صدفة طبعا، ونأمل أن لا نكون على موعد مع حرب سابعة، ونقطة سابعة، وقد رحبنا بقرار إيقاف الحرب في صعدة وليس في وسعنا سوى تأكيد ترحيبنا بهذا القرار نظرا لأهميته وحقنا للدماء وإيقاف المأساة المتعاظمة ودمار البشر والحجر، وكنا ولا نزال نأمل أن لا يكون فقط وقفا لإطلاق النار، وإنما وقفا للحرب نهائيا، وإذا ما توفرت إرادة حقيقية للسلام فإنه لن تعدم الوسيلة لضمان عدم عودة الحرب مجددا.
وبما أن جماعة الحوثي قد باتت طرفا في الأزمة اليمنية فما المانع من أن تنخرط في الحوار الوطني الذي يحدد مصيرها سواء في إطار سياسي أو أيدلوجي لاسيما وقد دخلت مع تكتل المشترك في حوارات قد تفضي إلى تموضعها سياسيا، ولذلك تعقد الآمال على الحوار الذي لا يزال هو الحلقة المفقودة.
الصحيفة: تعيب السلطة على المشترك دعواته لإجراء حوار شامل مع كل الأطراف في الداخل والخارج بينما نسمع عن تحركات للسلطة مع كل أطراف الأزمة!
الرئيس علي ناصر محمد:دعوة الحوار لن يكتب لها النجاح إذا لم تكون شاملة لجميع الأطراف وغير مستبعدة لأي ملف من ملفات الأزمة اليمنية، والعيب الحقيقي هو في القول بعكس ذلك لأن الوطن ملك لجميع أبنائه ولم يعد من معنى للاستحواذ في ظل الأزمة المقيمة والمستحكمة.
الصحيفة: سمعنا أن العطاس رفض مقابلة الرئيس أثناء زيارته القصيرة إلى القاهرة.. هل هناك تنسيق بين الرئيس علي ناصر والعطاس في هذا الاتجاه؟
الرئيس علي ناصر محمد:لا علم لي بهذا، وإذا كان من تنسيق بيني وبين الأخ حيدر العطاس فهو في إطار تنسيق المواقف وفقا للتطورات السياسية، وقد أفضى هذا التنسيق إلى توحيد المواقف إزاء أكثر من حادثة وأكثر من تطور من خلال بيانات مشتركة صدرت باسمي واسمه، وكان آخرها متزامنا مع انعقاد القمة العربية في سرت.
الصحيفة: هناك تجانس واضح بين مشروع التغيير ومشروع المشترك واللجنة التحضيرية للحوار في قضايا كثيرة؟
الرئيس علي ناصر محمد:المشاريع المطروحة يمكن أن تتجانس ويمكن أن تتباين وفقا لحرية إطلاقها وتبنيها وهذا ينبغي أن يكون مسلما به في جوهر الحوار، كما لا يمكن تقرير معايير ثابتة ومحددة سلفا لأن المعايير ذاتها هي خاضعة للمناقشة والاتفاق عليها وهذا ديدن الحوارات البناءة والفاعلة، وليس من المفيد القول سلفا بأن هذا المشروع أو ذاك هو السبيل لإنقاذ الوطن هذا أمر سابق لأوانه والأمل في أن يصل الجميع إلى مشروع متجانس يلبي جميع الطموحات ويبعث على الطمأنينة والاستقرار.