تداول الأوساط السياسيّة العربيّة منذ أكثر من عام حديث خلافة عمرو موسى وانتخاب أمين عام جديد لجامعة الدول العربيَّة، ولاسيما أن الدلائل تشير إلى أن دولا عربية استعدت مبكرا لخوض معركة، ترى أنها ضرورية لانتزاع حق لها في قيادة الجامعة.
ووفق ذلك انتقلت الدول في سعيها من التلميح إلى التصريح العلني في أن منصب أمين عام الجامعة ليس حكرا على مصر، ومن ذلك ما أشار اليه مندوب سوريا لدى الجامعة العربية يوسف أحمد مشيرا إلى أن على الدول العربية أن ترشح من تراه مناسبًا لهذا المركز، خصوصًا ان الدول العربية تزخر بالآلاف من أصحاب الكفاءات والخبرات والمؤهلات الصالحة لتسلم الأمانة العامة للجامعة. وإن اختيرت القاهرة مقرًّا لها بحسب تعبيره. إيلاف استطلعت في هذا التحقيق آراء كتاب ومثقفين عرب حول هذا الموضوع، حيث أشار البعض إلى ضرورة التغيير، بينما رأى آخرون أن الأمر لن يكون بجدوى طالما ظلت قرارات الجامعة العربية حبرا على ورق. في حين رأى آخرون أن من حق دول الخليج قيادة الجامعة العربية، في حين سمى البعض الآخر، أشخاصا بعينهم لتبوؤ قيادة الجامعة. هذا الاستطلاع يضع ملف رئاسة الجامعة العربية بيد مثقفي وكتاب العرب.
سلوى اللوباني... إعلامية وكاتبة
سؤالي هو كيف يمكن تفعيل دور جامعة الدول العربية بغض النظر عن جنسية من سيخلف الأمين العام عمرو موسى؟ هذا السؤال الأهم قبل ان نسأل أي دولة تستحق أن يقود مرشحها الجامعة العربية!
عندما تأسست الجامعة العربية كانت الأوضاع السياسية الإقليمية والدولية مختلفة تماما عن وضعها الحالي، حتى الأهداف والتوجهات، كانت إلى حد ما الدول العربية متوحدة ولم تستطع الجامعة العربية أن تحقق أهدافها بشكل فعال فما بالك اليوم والدول العربية نفسها منقسمة بين بعضها البعض إلى تكتلات!! بالتأكيد كل تكتل يود ان يقدم أو يرشح من يخدم توجهاته وسياساته الاقليمية والدولية!
ليس هناك من هو أحق؟ أو من هو أفضل؟ السؤال هل ما زلنا نحن كعرب بحاجة إلى جامعة الدول العربية؟ ام بحاجة إلى منظمة جديدة وميثاق جديد؟ العالم يتغير من حولنا ونحن لا نواكب هذا التغير الا بالشعارات، وبعيدا عن السياسة..على سبيل المثال ماذا فعلت الهيئات المنبثقة من الجامعة العربية للاقتصاد العربي؟
محمد مساعد الدوسري... أوان الكويتية
أعتقد أن اختيار إحدى الدول العربية الصغيرة هو الاستحقاق القادم لاختيار أحد أبنائها ليكون أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، فذلك جزء من إصلاح هيكلة الجامعة التي تعتقد أن المناصب والقيادات يجب أن تكون من الدول الكبرى، ولماذا لا يكون الأمين الجديد قطريا أو سودانيا أو لبنانيا.
انتصار السعداوي... صحافية من العراق
قد لا يتوفر رئيس أفضل من عمرو موسى ولكن على افتراض ذلك لتنقيح الجامعة العربية بعقليات عربية جديدة ممكن أن يكون من الجزائر وممكن أن يكون من السعودية اي دولة أو من دول الخليج لكني شخصيا لا احبذ ذلك اقصد نحن بحاجة إلى سياسة معتدلة دينيا.
ذياب شاهين... شاعر وناقد عراقي مقيم في الإمارات العربية المتحدة
لو استثنينا الشاذلي القليبي (عندما انتقلت الجامعة لفترة موقتة إلى تونس) سنجد فعلا أن أمناء الجامعة العربية هم من جمهورية مصر العربية وهي دولة المقر أيضا، وهو اعتراف بأهمية مصر وموقعها في العالم العربي، ولكن يبدو أن اختيار الأمين العام للجامعة العربية تتحكم فيه بصورة شديدة دولة المقر، مع بعض الاعتراضات من هنا وهناك أو الصفقات ولكن في كل الأحوال نجد أن من يصوت لاختيار الشخصية المناسبة لهذا الموقع هي حكومات الدول العربية كافة، يبدو لي أن هذه القضية حساسة وعلى الدول العربية أن تضع مواصفات معينة للشخصية موضع الاختيار منها أن يكون الشخص غير متخرج من الآلة الحكومية العربية/(القمعية والوراثية) وبالطبع سيكون ذلك مستبعدا /وأن يجيد عدة لغات فضلا عن العربية وأن تكون إحداها من لغة الأقليات التي تعيش في البلدان العربية
فضلا عن لغة أو لغتين عالميتين، مع شهادة عليا في العلوم السياسية وأن يكون من دولة تطبق فيها الديمقراطية لكي يكون مؤمنا بالرأي والرأي الآخر وهذا أيضا يبدو صعب المنال حاليا لأن الديمقراطية ما زالت وليدة وفي عدد قليل من الدول العربية(لبنان،موريتانيا،العراق،السودان) أن إكثار الشروط سيجلب لنا شخصا أمينا ومؤتمنا يمثل شعوب الدول العربية بمصالحها المجتمعة ويكون مجسا حقيقيا لحساسية الرأي العام في العالم العربي بمكوناته الاثنية والمذهبية والدينية والعنصرية كافة، ولكن علي الاقرار أن هذه الشروط صعبة التحقق وربما صعبة التطبيق لأن الأنظمة العربية هي الخصمُ والحَكَمُ، بالطبع نحن ننظر للجامعة العربية بعين الشك والريبة فهي معوقة كما أن الكثير من مواقفها غير مريحة للمواطن العادي فنحن نشعر أنها لاتمثل الشعوب بل تمثل الحكومات في دول العالم.
مظفر عبدالله راشد... الجريدة الكويتية
ليس هناك اي اعتراض على الموقف السوري لأنه منطقي وليس من المفروض ان يكون المنصب حكرا على دولة ما، اما من سيخلف الأمين العام الحالي فهذه أيضا مسألة ترجع إلى النظام الأساسي للجامعة العربية والطرق المتبعة لتقديم الدول لمرشحيها، وان كان من المفترض ان تخضع الترشيحات لبعض المستلزمات والشروط الواجب توافرها في الشخصية المرشحة كأن يكون هناك شبه اجماع على جوانب متعددة من شخصيته الاخلاقية والسياسية والقدرة على التحرك بين الدول العربية وان يكون مقبولا شعبيا... ولا اريد ان اقحم اسما معينا لهذا المنصب لكن هناك شخصيات كثيرة تستحقه مثل دولة الرئيس الأسبق طاهر المصرى من الاردن، أو وزير الثقافة الأسبق في لبنان د.غسان سلامة، أو السياسي العراقي عدنان الباججي وغيرهم الكثير ممن تزخر بهم الدول العربية.
سمير عبد الكافي... استشاري معماري
قد تغيرت الظروف تغيرا جذريا شاملا منذ ان انشئت جامعة الدول العربية بعدما برزت قوى عربية اخرى لها من المؤهلات العلمية والمالية و الثقافية ما يتجاوز حجم العدد السكاني الذي بني على أساسه ان يكون امين الجامعة العربية من التبعية المصرية، هذا اولا وثانيا لم يتمكن اي من امناء الجامعة المصريين من القيام بعمل ملموس ايجابيا في اي امر وخطب مرت به الدول العربية وبالطبع لا استثني من ذلك الأمين التونسي الوحيد الشذلي القليبي الذي لم يكن سوى نسخة عن الأمين المصري. اعتقد ان هناك حاجة ماسة إلى ان يكون الأمين العام للجامعة من اي جنسية عربية بصرف النظر عن كبر أو صغر دولته وان يكون اختياره بالانتخاب وبناء على مؤهلات محددة وخبرات مشهود لها وقوة شخصية معتبرة كما يشترط ايضا ان يكون مقر الجامعة العربية نفسها متداورا بين العواصم العربية ايضا شرط ان لا يكون المقر في دولة الأمين العام نفسه لكي لا يتحول إلى موظف في وزارة خارجية تلك الدولة كما هو الحال مع الأمناء المصريين المقيمين في مصر
عبدالخالق عبدالله... أستاذ العلوم السياسية جامعة الإمارات
استبعد تماما ان تتخلى مصر عما تعتبره حقها التاريخي والسياسي في احتكار منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية. إن تخلّي مصر عن هذا المنصب سيضاعف الاعتقاد السائد عن ترجع الحضور المصري في الشأن العربي. لقد أصبحت مصر حساسة جدا تجاه هذا التراجع وتود الاحتفاظ به بأي شكل من الاشكال رغم ان الظروف الموضوعية تشير إلى أن مصر لم تعد قادرة على قيادة النظام الاقليمي العربي الذي اصبح اليوم اكثر تعددية من اي وقت آخر خاصة في ظل البروز القوي لدول مجلس التعاون التي تتمتع بكافة متطلبات قيادة النظام العربي ومن حقها اكثر من غيرها ان ترشح شخصية خليجية لمنصب الأمين العام. هذه الدول اكثر قدرة على ادارة النظام العربي من اي طرف عربي آخر في هذه اللحظة من التاريخ العربي.
سامي البحيري... من كتاب إيلاف
اتفق مع سوريا على ان منصب أمين الجامعة العربية يجب ألا يكون حكرا على مصر والمرة الوحيدة التي لم يكن فيها هذا المنصب مصريا هو عندما تولاه الشاذلي القليبي من تونس بعد طرد مصر من الجامعة
وأعتقد ان أفضل شخص يمكن ان يحتل هذا المنصب هو مدير فندق برج العرب في دبي لان الجامعة العربية أصبحت بمثابة فندق يجتمع فيه المسؤولون العرب اكلين شاربين نائمين على حسابنا وان رفض مدير فندق برج العرب المنصب فلا يوجد أمامي سوى شعبان عبد الرحيم على الرغم من أنه مصري لانه يحب عمرو موسى ويكره إسرائيل
حازم العظمة... شاعر وكاتب سوري
ليس الأهم في الموضوع جنسية الأمين العام ( مصري أو سوري أو غير ذلك )،إلا إن كان المقصود إفتعال أو إذكاء نعرات شوفينية عربية_ عربية من نمط نزاع كرة القدم المصري _ الجزائري الذي أثير مؤخراً بين "جماهير" كرة القدم في البلدين، ذلك النزاع الذي شاركت فيه بحماس أجهزة الأنظمة من كل الجهات، بل وعلى الأغلب هي التي بدأته ( أو ابتكرته) باعتباره أحسن ما تنشغل به الجماهير العربية كبديل عن الإنشغال بفساد الحكومات العربية _ مثلاً _ أو كبديل عن الإنشغال بحصار غزة أو بالإنتخابات العراقية أو بتوريث الجمهوريات ( والممالك)كما يورث أثاث البيوت وكما تورث الأطيان والمزارع وحسابات المصارف (المصارف الأميركية بطبيعة الحال )...
أقول ليس الأهم جنسية الأمين العام (مصري سوري سوداني لبناني أو غير ذلك )، بالأحرى الأهم هو ما يفعله هذا الأمين العام، وهل يستطيع أن يخرج الجامعة العربية من وظيفتها الأزلية في تبرير ما لا يبُرر وتمرير ما يصعب ويستعصي، ويحُرج ويخَتنق في الحناجر، إخراجه وتمريره فصيحاً ولامعاً وبليغاً وجديداً بعد تزيينه بختم الجامعة العربية
لا شيء ستبدله جنسية ُالأمين العام ولا شخصهُ طالما أن حال الأنظمة العربية لم يتغير، وطالما ليس من بينها نظام يشبه نظام شافيز في فنزويلا ( ولو من بعيد) أو دي سيلفا في البرازيل، أو حتى أردوغان في تركيا، وطالما أن هذه الأنظمة، مهما اختلفت في ما بينها، ورغم كل ما تختلف عليه في ما بينها، دائماً تتفق في موضوعي " الحصانة " و"الأمن"، أي حصانتها على التغيير والتطور، وأمن كل واحد منها وأمنها جميعاً، تجاه " شعوبها" بطبيعة الحال...
غادة فؤاد السمان... شاعرة وكاتبة ورئيسة تحرير مجلة سينية اللبنانية
في الفترة الحرجة التي عاشها لبنان عقب اغتيال السيد رفيق الحريري وما تلاه من بلبلة وشرخ في الصفّ اللبناني الداخلي وانقسامه إلى فريقين متباينين في الآراء والمواقف حتى يومنا هذا، أضف إلى التصدّع المدوّي في العلاقات اللبنانية – السورية الذي ترتّب عليه خروج الجيش السوري بمطالبة شعبية عارمة، ثم اندلاع الحرب الإسرائيلية – اللبنانية التي لعب فيها حزب الله دورا بطولياً، برهن فيها لإسرائيل وللعالم أجمع بأنه قادر على تعزيز مخاوف إسرائيل ولفت انتباه الرأي العام العالمي، إلا أنّ السلاح لم يقتصر دوره على المواجهة الخارجية بل تجسّدت المفاجأة الكبرى بـ7 أيار عندما تمكن حزب الله من تلقين الداخل اللبناني درسا لا ينسى، حيث اختلفت الحسابات الداخلية ورجحت كفّة مطالب حزب الله على أكثر من صعيد وذلك قبل مؤتمر الدوحة وبعده، وهنا كنا نشهد الجولات المكوكية التي يقوم بها السيد عمر موسى رئيس جامعة الدول العربية، ولا يخفى على أحد أن زمام الأمور لم يكن منوطاً بقرار الجامعة العربية المجال الحيوي للسيد عمر موسى لاتخاذ القرارات على الرغم من كامل اللباقة الدبلوماسية التي يتمتع بها، بل كان واحدا ممن كتب له دورا متمّما في سيناريو معدّ سلفاً من قبل دول القرار، أميركا –سوريا – قطر – السعودية، وكل ذلك يؤكد أنّ عمرو موسى لا يصنع المعجزات في زمن التجاوزات الرهيبة التي تتلقاها الشعوب العربية تباعاً وتتحمّل مغبّتها منفردة، وربما هذا ما دعا موسى إلى الإعلان عن عدم الترشيح للفترة الرئاسية القادمة، ولهذا الأمر أيضاً جاء التصريح" بعدم احتكار رئاسة الجامعة العربية على القبضة المصرية " بلسان السفير السوري الذي لم ينطقها جزافاً بالتأكيد، بل نتيجة إيعاز من القيادة السورية التي استطاعت أن تحفظ لنفسها ودورها وقراراتها الصدارة بين دول المنطقة.
وهنا يمكن القول لم لا تحتل شخصية سورية هذا المنصب بصفة رئيس للجامعة العربية، وهناك في سورية العديد من الشخصيات التي تصلح لتولي الزمام كالدكتور "محمود السيد " مثلا، أو "وليد المعلم " بعد نظام غذائي مكثّف يجعله يخسر بضعة كيلوغرامات تساعده على حركة أكثر نشاطا وحيوية وهو الخبير في شؤون المنطقة، أو الدكتور "ناجي العطري " حيث نضمن توريد مدخول جديد إلى الخزينة السورية وهو القادر والمتمكن من إنعاش الحالة الاقتصادية لأي منصب يشغله، أو الدكتور "بلال الحسن " وهو صاحب الشخصية البراقة والحضور الجميل والطلاقة المثالية اللازمة لأي تصريح مباشر يتلاءم وضرورات البث الفضائي والأرضي بكل الممسوح قوله والمحظور الإدلاء، لكن الخوف كل الخوف ألا يقتصر القرار في الجامعة العربية ليكون عربيا – عربيا بل أن يصبح عربيا – إيرانيا وهكذا دواليك..