أكد المهندس عبد العزيز الحقيل الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أن الأعمال التي يتم تنفيذها حاليا في مشروع قطار الحرمين، تمثل الجهد الأهم والأصعب، من حيث تحديد وتصميم المسار النهائي للخط، وإجراء التنسيق مع الجهات ذات العلاقة والبدء في أعمال الحفر والقطع الصخري وعمليات الردم، إلى جانب تأهيل الجسور التي يتطلب إنجازها دقة عالية تتوافق مع طبيعة ومتطلبات المشروع.
وأوضح المهندس الحقيل أن فرق العمل المنتشرة في هذه المواقع باشرت العمل في تحديد ورسم جسم الخط الحديدي، وإطلاق عمليات إعادة تأهيل وتطوير الجسور الواقعة على طريق الحرمين، بما يتناسب مع مسار القطار، إضافة إلى البدء في إعداد جميع الترتيبات الميدانية والنظامية، لتطوير جسر صالة الحجاج، الذي يعد أحد الجسور التي سيتم تطويرها ضمن جسور أخرى سيتم إنشاؤها خارج النطاق العمراني على امتداد المسار، والتي يصل عددها إلى 47 جسرا، 40 منها خارج المدن، والبقية داخلها.
وكان الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، قد قام بجولة ميدانية الأسبوع الماضي، يرافقه المهندس علي القرني نائب الرئيس العام للشؤون الفنية في المؤسسة، وأعضاء الفريق الفني،على مواقع العمل لمشروع قطار الحرمين السريع، في كل من مكة، جدة، ورابغ، وأبان المهندس الحقيل، أن الجولة شملت مواقع العمل على امتداد مسار الخط الحديدي المزمع لقطار الحرمين، ابتداء من جدة حتى رابغ، وتم الوقوف ميدانياَ على الموقع المقترح لمحطة الركاب في جدة ،مروراً بمواقع العمل على طريق الحرمين، إذ يتم حالياً شق مسارات بديلة، لتأمين سلامة وسلاسة تدفق السيارات على هذا الطريق الاستراتيجي.
وفيما يرتبط بالتنسيق بين المؤسسة والجهات ذات العلاقة، قال الحقيل "إن المؤسسة فتحت عدة قنوات اتصال مع إمارات ومحافظات وإدارات مرور المناطق، إضافة إلى المؤسسات الخدمية الأخرى ،مثل المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ،وشركتي أرامكو والكهرباء في كل من جدة، مكة، والمدينة، وأطلقت العديد من ورش العمل، التي تهدف إلى تجاوز أي عوائق قانونية أو نظامية، تؤثر في خطط سير العمل في هذا المشروع الكبير"، مبديا رضاه عن مستوى التعاون القائم والنتائج المتحققة، انطلاقا من وعي الجميع لأهمية المشروع، الذي سيوفر عند اكتماله ،وسيلة نقل غير مسبوقة في الشرق الأوسط ،وخدمة سريعة وآمنة لنقل الحجاج والمعتمرين والمسافرين المحليين.
وبين الحقيل أن التنسيق مع هذه الجهات يتم وفق آلية مرنة وسلسة جدا، تعتمد عقد لقاءات مباشرة وإجراء اتصالات دائمة مع المسؤولين على مختلف المستويات، إلى جانب تنظيم ورش عمل للوقوف على ملاحظاتهم ومقترحاتهم، وصولاً إلى تنفيذ المشروع وفق رؤية مشتركة تحقق الأهداف المرجوة منه، حيث لا يوجد أي ملاحظات سلبية لأي جهة من هذه الجهات على ما تم إنجازه حتى هذه المرحلة، مؤكدا أن المشروع ينفذ وفق مواصفات عالية جداً ويخضع في جميع مراحله لمراجعة دقيقة من قبل الاستشاري المشرف على تنفيذه المتمثل في دار الهندسة للتصميم والاستشارات، والمتضامنة مع شركة جيتنسا الإسبانية، وشركة سكوت ولسن المتضامنة مع شركة (ch2m) العليان، التي تتولى إدارة المشروع، وتعد أحد كبار بيوت الخبرة الإدارية المتخصصة التي تتمتع بخبرات طويلة في إدارة مشاريع النقل المختلفة وبنائها.
وعلى الصعيد ذاته, ذكر محمد أبو زيد مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في "الخطوط الحديدية"، أن فريق المؤسسة عقد اجتماعا موسعا بعد انتهاء الجولة، في مقر إدارة المشروع في رابغ ترأسه المهندس الحقيل، وحضره كل من الدكتور إبراهيم الراجحي وسويلم السويلم، والمستشارين في ائتلاف الراجحي، وممثلين لشركة دار الهندسة، وشركة سكوت ولسن ،وتم استعراض عدد من المواضيع والخطط، كما تم الاطلاع على التعديلات التي طرأت على مسار الخط الحديدي في ضوء عدد من المتغيرات والمعطيات الميدانية، حيث ثمن الحقيل الجهود التي يبذلها الجميع في هذا المجال، كما أبدى رضاه عن مستوى جاهزية الائتلاف المنفذ للمشروع، مشيدا في الوقت ذاته بالتجهيزات الفنية والمعدات التي شاهدها تعمل في الموقع.