نشرت صحيفة الوطن السعودية خبراً مقتضباً السبت 15-5-2010 قالت فيه إن جمال أحمد خاشقجي قدم استقالته من رئاسة التحرير للتفرغ لأعماله الخاصة.
وأضافت أن رئيس مجلس إدارة مؤسسة عسير للصحافة والنشر الأمير بندر بن خالد الفيصل وافق على استقالة خاشقجي، وأصدر قراراً بتكليف نائب رئيس التحرير سليمان العقيلي رئيساً مكلفاً للتحرير.
وأعرب رئيس مجلس الإدارة باسم جميع منسوبي المؤسسة عن شكره وتقديره للزميل جمال خاشقجي على ما قدمه لصحيفة "الوطن" على مدى نحو ثلاث سنوات من عمل جاد ومثمر، معرباً عن تمنياته الطيبة له في حياته العملية القادمة، وأكد أن الزميل خاشقجي سيظل ابنا من أبناء الوطن الأوفياء والذين تركوا بصمات واضحة في مسيرتها المهنية.
وتأتي استقالة خاشقجي، بعد أيام قليلة من إطلاق مؤسسة عسير للصحافة والنشر موقعها الإلكتروني "الوطن أون لاين" والذي أشرف عليه جمال خاشقجي بنفسه.
وداع بسلام
وعمل خاشقجي في بداية مسيرته الصحافية مراسلاً لجريدة سعودي غازيت، ثم أصبح مراسلاً لعدد من الصحف العربية اليومية والأسبوعية في الفترة الممتدة من 1987 إلى 1990، بحسب نبذه نشرت عنه في موسوعة ويكيبيديا.
وبعد تغطيته الأحداث في أفغانستان والجزائر والكويت والسودان لصحيفتي "الشرق الأوسط" و"المسلمون" السعوديتين من العام 1991 حتى العام 1999، عُين في منصب نائب رئيس تحرير صحيفة "آراب نيوز" من 1999 إلى 2003، ، ثم تولى منصب رئيس تحرير صحيفة "المدينة" السعودية، ثم رئيس تحرير صحيفة "الوطن" اليومية عام 2004 وشغل هذا المنصب لمدة (52) يوماً فقط إذ تمت إقالته بسبب ما قيل حينها أنها سطوة الإسلاميين وشكاواهم من نهج الصحيفة.
عمل منذ العام 2004 مستشاراً إعلامياً للأمير تركي الفيصل (السفير السعودي في لندن ومن ثم في واشنطن) حتى صدر قرار رسمي في 2006 بإعادة تعيينه للمرة الثانية رئيساً لتحرير جريدة الوطن.
وسبق أن التقى وأجرى مقابلات خاصة مع أسامة بن لادن في العديد من المناسبات قبل وقوع هجمات 11 سبتمبر. إلى جانب عمله معلقاً سياسياً للقناة السعودية المحلية ومحطة "أم بي سي" و"بي بي سي" وقناة الجزيرة.
وتضم "الوطن" نخبة كبيرة من الكتاب المعروفين بفكرهم الليبرالي، ولذلك يصفها البعض بأنها الجريدة التي تعبر عن الليبرالية في السعودية.
وتصدر الوطن عن مؤسسة عسير للصحافة والنشر والتي تأخذ من منطقة عسير – جنوب السعودية – مقراً لها.
وكان أول رئيس تحرير للصحيفة هو قينان بن عبد الله الغامدي والذي ترأسها لمدة عامين قبل إقالته لأسباب كثرت التكهنات حولها، قبل أن يعود لكتابة المقالات في الصحيفة قبل ما يقارب عام.
ثم تلاه فهد العرابي الحارثي مشرفاً على التحرير، ليتم تكليف جمال أحمد خاشقجي برئاسة تحريرها لمدة شهرين، وبعده تولى طارق إبراهيم رئاسة الصحيفة لمدة تزيد عن العام لتتم إقالته ويتم تكليف الدكتور عثمان الصيني رئيساً مكلفاً للتحرير لمدة عامين، ليعود جمال أحمد بن خاشقجي في عام 2006م لتولي رئاستها من جديد.
ولعل خاشقجي، الذي يودع صحيفته التي ارتبطت به وارتبط بها، لسنوات طويلة، من أكثر رؤساء التحرير الذين تعرضوا للمضايقات من قبل المتشددين، والذين طالبوا كثيراً بإقالته، لكنه على ما يبدو قد غادر الوطن، هذه المرة بسلام.