توقعت مصادر رسمية في اليمن ان تشهد الايام القليلة القادمة انطلاق الحوار بين المؤتمر الشعبي العام واحزاب اللقاء المشترك الممثلة في مجلس النواب، وذلك استجابة لدعوة الرئيس علي عبدالله صالح اطياف العمل السياسي وكل ابناء الوطن إلى اجراء حوار وطني مسؤول ارتكازا على اتفاق فبراير 2009..
وبحسب تقرير لصحيفة "26سبتمبر" الرسمية فإن ذلك ياتي "في ظل سيادة اجواء الارتياح والتفاؤل التي تعم الساحة الوطنية تفاعلا مع ما جاء في البيان السياسي الهام الذي وجهه فخامة رئيس الجمهورية عشية الثاني والعشرين من مايو الجاري بمناسبة العيد الوطني العشرين وترحيبا بمبادرة فخامته بالدعوة إلى الحوار الوطني وتحقيق الشراكة الوطنية مع كل القوى السياسية والاستعداد لتشكيل حكومة من جميع أطياف العمل السياسي وكل أبناء الوطن في الداخل والخارج"..
إلى ذلك تتواصل في كل من صنعاء ومحافظات صعده والحديدة ولحج وأبين والإجراءات القضائية للإفراج عن المعتقلين الذين شملهم العفو الرئاسي بعد أن شهدت الايام الأخيرة الماضية اطلاق سراح العديد منهم
وثمن مجلس الشورى يوم امس تثمينا عاليا المضامين التاريخية الهامة التي اشتمل عليها البيان السياسي للرئيس علي عبدا لله صالح ووصف بيان صادر عن الجنة الرئيسية للمجلس مبادرة فخامته بالعفو عن المعتقلين والدعوة للحوار الوطني المفضي إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية بأنها مبادرة تاريخية حكمة الرئيس وإيمانه العميق بالحوار نهجا اصيلا في سياساته منذ ان تولي أمانة مسؤولية قيادة الوطن حيث انعكس ذلك في حرصه المطلق على تحقيق الوفاق الوطني إزاء كل ما يتصل بحاضر ومستقبل اليمن.
ودعا البيان القوى السياسية وفي مقدمتها أحزاب اللقاء المشترك إلى التفاعل الايجابي والبناء مع دعوة فخامة الرئيس للحوار وتحقيق الاستجابة العملية الواضحة والتعامل معها بروح المسؤولية الوطنية وبما تقتضيه أمانة الواجب الوطني المقدس تجاه كافة قضايا الوطن في هذه المرحلة الهامة من تاريخية.
من جانبه عبر مجلس الوزراء عن تقديره العالي لمحتوى خطاب الرئيس ونوه خلال اجتماعيه الدوري يوم أمس الأول بالروح القيادية العالية التي أفصحت عنها مجددا الدعوة القيادية الحكيمة للحوار الوطني الشامل والمسئول ودعا المجلس كافة القوى السياسية إلى الاستجابة العقلانية الصادقة والمخلصة لهذه الدعوة الحكيمة باعتبارها فرصة تاريخية ثمينة ينبغي اغتنامها بعقول منفتحة وضمائر وطنية حية من اجل الانحياز للوطن والانتصار للمصلحة العليا للشعب والتحرر من النوازع الذاتية والأنانية والابتعاد عن المشاريع الصغيرة والمكايدات السياسية وأكد المجلس أن تأييد الحكومة للتوجيه القيادة لتأكيد الشراكة الوطنية والتزامها بتحقيق كل متطلبات العمل من اجل اجراء انتخابات نيابية في موعدها المحدد في ظل الشرعية الدستورية والتعددية السياسية..
ورحب المجلس الاعلي للتحالف الوطني الديمقراطي بما تضمنه خطاب رئيس الجمهورية وجدد في بيان صادر عن اجتماع عقده أمس برئاسة عبد ربه منصور نائب رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام جدد تأكيده على أهمية التمسك بالحوار كوسيلة حضارية مثلى لمعالجة القضايا العالقة ولما من شانه تطوير النظام السياسي والانتخابي وبمهد الطريق لإقامة شراكة وطنية تخدم مصلحة الوطن وأشاد المجلس بقرار فخامة الرئيس بإطلاق سراح المعتقلين والعفو عن الصحفيين وعبر عن تطلعه لان يستفيد الجميع ن هذا العفو الصادر بحقهم وان يكونوا مواطنين صالحين ويمارسوا حقوقهم في إطار الالتزام بالدستور والقانون...
واكد التحالف الوطني التزامه بإجراء الانتخابات النيابية القادمة في موعدها المحدد باعتبارها استحقاقا دستوريا ملزما يعبر عن جوهر العملية الديمقراطية التعددية داعيا كافة أطياف العمل السياسي إلى تحمل مسؤوليتهم الوطنية في الاستجابة والتعامل بروج ايجابية مع ما جاء في مبادرة رئيس الجمهورية والتي جسدت حرصه المستمر على تحقيق الوفاق الوطني وتهيئة كافة الأهداف المنشودة في تحمل الجميع لمسؤوليتهم في مسيرة بناء الوطن وكل ما يحقق مصالحة العليا وباعتبار ان الوطن ملك الجميع وكان اللقاء المشترك قد أعلن في يوم الاثنين الماضي ترحيبه بدعوة فخامة الرئيس لاستئناف الحوار الوطني الشامل كما رحب بقرار فخامته بإطلاق سراح المعتقلين ووصفه بان خطوة على طريق تهيئة المناخات السياسية والوطنية واستكمال ما تم الاتفاق عليه بشان الحوار الوطني وفقا لاتفاق فبراير 2009م.
إلى ذلك ثمنت الأوساط الإعلامية اليمنية والعربية عاليا قرار فخامة رئيس الجمهورية بالعفو عن الصحفيين في قضايا الحق العام ووصف نقيب الصحفيين هذا القرار بأنه يفتح صحفه جديدة للعلاقة بين الصحفيين والحكومة للعمل بشفافية وبما يخدم مصلحة الوطن قبل كل شيء وأبدى خلال لقاء عقد أمس بين وزير العدل والدكتور غازي شائف الاغبري وقيادة النقابة شكر وتقدير النقابة والأسرة الصحفية للإجراءات السريعة في تنفيذ مكرمة فخامة الرئيس بالإفراج عن الصحفيين.
كما أصدرت عددا من منظمات اليمنية والعربية والدولية المختصة بالمجال الإعلامي منها منظمة صحفيات بلا قيود ومنتدى الإعلاميات ومنظمة مراسلون بلا حدود في العاصمة الفرنسية باريس بيانات أعلنت فيها ترحيبها بعفو الرئيس عن الصحفيين وأشادت به وأحدثت مبادرات الرئيس المعلنة في البيان السياسي الهام أصداء ايجابية واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية على المستويين الإقليمي والدولي وأشادت العديد من الصحف العربية بتلك المبادرة واعتبرت أنها شكلت في مجملها فرصة تاريخية أمام اليمن وقواه الوطنية لتحقيق الاصطفاف الوطني في مواجهة التحديات المائلة وتعزيز مكتسبات اليمن التاريخية وفي مقدمتها منجزي الوحدة والديمقراطية وتهيئة الأجواء لانطلاق مسيرة التنمية الوطنية نحو أفاق أوسع.