أكدت مصادر صحفية مختلفة استقالة خمس مذيعات من قناة "الجزيرة" الفضائية، وذلك بسبب خلافات مع الإدارة حول عدة مسائل بينها الضوابط على اللباس والماكياج، وهو ما شكك بعض الأوساط الصحفية.
وبحسب المصادر فإن "المذيعات المستقيلات هن اللبنانيات جمانة نمور ولينا زهرالدين وجلنار موسى والتونسية نوفر عفلي والسورية لونا الشبل".
لكن مصادر إعلامية لم تستبعد خاص لـ"نشوان نيوز" أن تكون الاستقالة متعلقة بعروض من القناة الإخبارية التي يزمع الوليد بن طلال على إنشائها لتنافس قناتي "الجزيرة" و"العربية"، مستهجنة المبرر الذي ساقته المذيعات الخمس في استقالتهن، والخاص بضوابط اللباس والماكياج، باعتبار قناة "الجزيرة" ليبرالية، لا دينية.
وكان "نشوان نيوز" نشر مايو الجاري خبراً عن أن استقالة جمال خاشقجي من رئاسة تحرير صحيفة "الوطن" السعودية، تمهيداً لرئاسة القناة الإخبارية للوليد بن طلال وهو ما أكدته صحفاً عربية في وقت لاحق..
وقالت إحدى المذيعات المستقيلات لوكالة "فرانس برس" إنَّ "المذيعات المستقيلات لم يتلقين حتى الآن ردًا من الإدارة، لكن قرار الإستقالة نهائي ولا رجوع عنه"، مبرّرة الإستقالة "بعدم تحمل الاجواء الموجودة". وذكرت المذيعة أن الإستقالة أتت نتيحة "تراكمات خمس أو ست سنوات، وبسبب سياسة لا تحترم القواعد المهنية، فالموظف لا يعامل حسب مؤهلاته وخبرته ولكن حسب مزاجية بعض المسؤولين"، مشيرةً إلى أن بعض المسؤولين في القناة "يوجهون لنا ملاحظات خارجة عن حدود اللياقة وخارج الإطار المهني والاخلاقي، نحن مذيعات الجزيرة محتشمات ويطلب منا أن يزيد إحتشامنا، وهذا يمس بكرامتنا".
من جهته، قال مصدر مقرب من ادارة القناة لوكالة "فرانس برس" إنَّ القناة "أرادت تحديد معايير لبعض المسائل الفنية المتعلقة بلباس المذيعين ومكياجهم". وذكر المصدر أن "رئيس التحرير أصدر قرارًا منذ فترة في مسألة اللباس والماكياج والتسريحة، وقبل إصدار هذا القرار تم الإطلاع على المعايير المتبعة في مؤسسات إعلامية كبرى مثل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) و"سي إن إن" الأميركية".
ووفقًا للقرار، "لم يطلب من المذيعات أن يتحجبن كما لم يطلب منهن تحديد الماكياج، وتم طلب بعض المسائل الفنية المتعلقة بإظهار هوية على الشاشة والفكرة الأساسية هي الموازنة بين المضمون كقناة إخبارية وبين الشكل". وأقرّ المصدر ب"حصول مشاكل عند متابعة تطبيق القرار، وأنَّ بعض المذيعات صدمن على أساس أن "الجزيرة" تحاول فرض اللباس بصورة معينة وبعض المذيعات إعتبرن أن ايصال الرسالة في تطبيق الخطوط الجديدة فيها اساءة لهن". كما أقرّ المصدر بتشكيل لجنة للتحقيق في القضية و"لم يجبر أحد، أي أحد آخر على شيء ضد قناعاته".