جدد الشيخ طارق الفضلي القيادي في "الحراك الجنوبي" بجنوبي اليمن التزامه بما أسماه "النضال لأجل تحرير الجنوب واستعادة دولته المستقلة وعاصمتها عدن"، مطالباً الجنوبيين بتوحيد صفوفهم ونبذ الخلافات لأجل ذلك الهدف.
وأعلن طارق الفضلي في المؤتمر الصحفي الذي عقد عصر الخميس في منزله بمدينة زنجبار جنوبي اليمن عن انتهاء الهدنة التي وقعها قبل نحو ثلاثة أشهر مع السلطة، وقال انه سيستأنف نشاط الحراك وبشكل وطرق مغايرة لم يحددها، مشيرا إلى انه يبحث عن اليات وإمكانيات جديدة تضمن نجاح فعاليات الحراك.. معتبراً أن الهدنة "لم تكن إلا لحقن الدماء وتجنب مواجهة غير متكافئة"..
وشدد على أن أي حوار مع السلطة يجب أن بإشراف دولي يمثل الجنوب فيه "الرئيس علي سالم البيض وعلى قاعدة فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب".
وقال الفضلي "ان على الجنوبيين مواصلة ما اسماه النضال السلمي لأجل تحرير الجنوب والرفض القاطع لأي مشاريع لاتضمن الحق لهم في الاستقلال التام والناجز"، مطالباً المواطنين في الجنوب "بتوحيد الصف ونبذ الخلافات والسمو عن الأحقاد والمضي قدما في طريق واحدة والسعي للم الشمل والتكاتف والتعاضد"..
وتحدث الفضلي في كلمته التي حصل "نشوان نيوز" على نسخة منها عن أحداث الضالع الاثنين الماضي وقال إن تلك المجزرة "تكشف بوضوح قاطع استمرار نظام صنعاء في إبادة أبنا الجنوب بطريقة منظمة"، مضيفاً أنها "تخفي الأوجه الأكثر خطورة وبشاعة وفظاعة من المخطط الرهيب الذي سوف يجري العمل لتنفيذه حثيثا في الأيام المقبلة"..
وعدد الفضلي نقاطاً من المخطط المزعوم للسلطة، أبرزها "توسيع نطاق المجازر إلى الأحياء السكنية في الضالع والحبيلين والحوطة مع إثارة الفتنة بين الجنوبيين، وذلك بتنشيط مليشيات نظام صنعاء في الجنوب التي تقودها الأجهزة الأمنية... توصلا إلى التخلص من بعض القيادات، وإلى تهجير قسم كبير من أسر المناضلين من المدن، تسهيلا لأحداث التغيير الديموغرافي الذي يسعى إلية نظام الاحتلال بمساعدة أحزاب المشترك اليمنية، وليس الجنوبية". حسب زعمه..
من جهة أخرى قال الفضلي إن القضية الجنوبية نجحت "في أن ترسم النهج الذي قامت من أجله، وهو طرد الأحتلال اليمني من أرضنا، وعلى هذا الأساس لاقت القضية الوطنية للشعب الجنوبي التأييد والدعم والتضامن من الرأي العام الخليجي والعربي والعالمي"..
وتحدث عن الموقف الإقليمي والدولي قائلاً: "ورغم تأكيدنا على أهمية الموقف الخليجي والعربي والدولي، إلا أننا يجب أن نكون على يقين بأن الموقف الدولي يعتمد على مدى صمودنا في وجه المحتل، ومع تصاعد نضالنا وتصدينا لقوات الاحتلال".
وهاجم الفضلي أحزاب المعارضة اليمنية، واتهم السلطة ب"يمننة الجنوب العربي"، قائلاً: لم يعد من الجائز على ابنا الجنوب أن يقعوا ضحية أوهام الحلول السريعة والسطحية، ولا أن يصدقوا طعم نظام صنعاء، أو يأكلوا يوم أكل الثور الأبيض، ولا أن ينخدعوا بنوايا أحزاب المشترك اليمنية، وببعض المظاهر التكتيكية، التي يحرص المحتل عليها كلاميا حتى يخرج من حصار الحراك له، وحتى يضمن نجاح المخطط الذي توالت المذهبية اليمنية على محاولات تنفيذه طوال أكثر من ألف عام، إلا وهو "يمننة" الجنوب العربي".
ودعا الفضلي إلى مؤتمر جنوبي " إن المطلوب دعوة سريعة لمؤتمر وطني شعبي، محصور العدد الذي يمثل المحافظات، ولكن شامل التمثيل، ودون التوقف المقيت عند كل الاعتبارات التفصيلية التي تصغر كلها أمام خطر زوال الأرض والثروة"...
موضحاً أن أولى مهام هذا المؤتمر "الوطني إجراء اعتراف كامل بكافة شرائح المجتمع الجنوبي التي تناضل من الاستقلال وفك الارتباط واستعادة الدولة من جهة، ومن جهة أخرى رفض إلى العصبية القبلية التي يسعى البعض للترويج لها بهدف تشويه المجتمع الجنوبي القائم على الوحدة الوطنية والإسلامية وروح التسامح والتضامن...وحتى تسقط بعدها ذرائع استخدام شريحة أو مجموعة ضد أخرى، وتتوحد معها الكلمة على تحرير الجنوب صفا واحدا وبكل الوسائل"...
وأضاف: "على قاعدة هذا المؤتمر الوطني، وعلى هذه اللحمة الوطنية، حول الجنوب يجري الاتفاق على قيادة شرعية تمثل الشعب الجنوبي، لتكون رافد كبير إلى جانب الأخ الرئيس علي سالم البيض، تساعده على الحوار والتفاوض بصورة قوية ومشروعة، والاتفاق على وثيقة تاريخية نحدد بها تحديد المسار النضالي، ووضع ملامح لبناء دولتنا الآتية بأذن الله سبحانه وتعالى...ومن أجل إزالة احتلال الجنوب، وضمان سيادة الجنوب، واستقلاله وحريته ووحدته كاملة، كما كان عبر العصور السابقة".
واعتبر الفضلي أن الظروف الراهنة "تبشر بيوم الخلاص من هذا الشرولابد من أن يتشكل الآطار الوطني العريض، والأكثر أتساعا، لحماية نهوض وأتساع جبهة المقاومة الشعبية للاحتلال، لكي تشكل رافدا أساسيا من روافد الحراك الجنوبي السلمي، تحريرا للبلاد وصونا لكرامتنا وحماية لترابنا"...
وختم طارق كلمته: "مهما بلغ العنف والقتل والتدمير من الوقاحة فأن حقنا في الدفاع عن أرضنا وعن أنفسنا هو الأقوى، ونحن نتزود بتعاليمنا الدينية وبكل شرعيات الأرض، وهو السلاح الذي نواجه به الحرب الفاشية القذرة ضد شعبنا وأرضنا"..