أرشيف محلي

نص الخطاب الذي ألقاه الشيخ طارق الفضلي في المؤتمر الصحفي بزنجبار

نص البيان السياسي الذي قرأه القيادي البارز في الحراك الجنوبي الشيخ طارق بن ناصر الفضلي في المؤتمر الصحفي الذي عقده عصر الخميس بمدينة زنجبار بمحافظة أبين جنوبي اليمن، والذي حصل "نشوان نيوز" على نسخة منه:

المخطط رهيب فلنواجهه بوحدتنا الوطنية

إذا كانت المجزرة الرهيبة التي نفذتها قوات الاحتلال اليمنية في الضالع ضد المدنيين الجنوبيين تكشف بوضوح قاطع استمرار نظام صنعاء في إبادة أبنا الجنوب بطريقة منظمة، فأن هذه المجزرة إنما تخفي الأوجه الأكثر خطورة وبشاعة وفظاعة من المخطط الرهيب الذي سوف يجري العمل لتنفيذه حثيثا في الأيام المقبلة وأهمها:

1- استمرار المجازر ضد المدنيين الجنوبيين في كافة أنحاء الجنوب من الصبيحة وحتى المهرة وذلك بغية تهجير الجنوبيين وبخاصة من عدن والحوطة وحضرموت والمهرة...وغيرها من مناطق الجنوب الثائرة...
2- توسيع نطاق المجازر إلى الأحياء السكنية في الضالع والحبيلين والحوطة مع إثارة الفتنة بين الجنوبيين، وذلك بتنشيط مليشيات نظام صنعاء في الجنوب التي تقودها الأجهزة الأمنية...توصلا إلى التخلص من بعض القيادات، وإلى تهجير قسم كبير من أسر المناضلين من المدن، تسهيلا لأحداث التغيير الديموغرافي الذي يسعى إلية نظام الاحتلال بمساعدة أحزاب المشترك اليمنية، وليس الجنوبية.

3- حصار ردفان ويافع وعزان، ومنع وصول البنزين والمواد الغذائية إلى سكان تلك المناطق، وأخذ "الجزية"في النقاط العسكرية على كل من هو جنوبي، وافتعال الصدامات مع المسافرين والمواطنين الجنوبيين بحجة ملاحقة العناصر الوطنية المطلوبة.

4- عسكرة مدينة زنجبار وجعار غير المحررتين حتى الآن ، وكذلك أنزال الجيش والأسلحة الثقيلة إلى الحوطة وعتق والمكلا والغيضة لمحاصرة السكان هناك ومنعهم من التظاهر والاحتجاج والتضامن مع أخوانهم في الضالع .واقتحام المنازل وترويع الأطفال والنساء وسرقة بعض الممتلكات الثمينة، دون التورع عن أي أسلوب من الأساليب ومن الاغتيالات المباشرة والجماعية، فأما يستسلم الجنوبي أو يقتل ويمثل بجثته كما حصل للمناضل الصديق علي صالح اليافعي.وكل ذلك بغية أنجاز سيطرة مديدة على بعض مناطق الجنوب غير المحررة....وتقسيمها إلى مربعات تحت السيطرة، مع ما يتطلبه ذلك من أظهار الصورة للعالم بأن الدنيا بخير...والجنوب تحت السيطرة.

هذه الأهداف الجذرية حيال الجنوب أصبحت أكثر من واضحة بمجرد مراجعة سريعة لشريط المجازر الوحشية الكبيرة التي ارتكبت ضد الجنوبيين، والتي تتالت على الأرض الجنوبية، منذ ما بعد دخول قوات الاحتلال الأراضي الجنوبية في 7/7/1994م.

فسلطة الاحتلال مغتاظة جدا هذه الأيام من مقالات الأغلبية الساحقة، من الصحافيين العالميين التي يعلقون فيها على وقائع الحرب اليمنية التدميرية في الجنوب، وساخطة أكثر على الذين تسللوا من الصحافيين الأجانب إلى مواقع المجازر، وكشفوا وقائع الحرب والتدمير والقتلىوالجرحى والمعتقلين الذين يعذبون ويقتلون في سجون الاحتلال... خاصة الصحافيين الأمريكيين والبريطانيين، وقد وصل الأمر بسلطات الاحتلال خاصة وزارة الأعلام منها أن صادرة الصحف الشمالية التي تتحدث عن الحراك الجنوبي السلمي وجرائم نظام صنعاء، وزجت بأغلب الصحافيين في سجونها...وقدمتهم إلى المحاكمة ...فكانت المحكمة تحكم على الصحفي الشمالي بسته أشهر سجن مع وقف التنفيذ وتحكم على الصحفي الجنوبي بعشر سنوات سجن مع التنفيذ...

هذه هي فاتورة "الوحدة" المذهلة التي يتبجح بها نظام صنعاء...وقد قال ناطق قوات الاحتلال الرسمي :إن الحكومة سوف تقوم بأعادة تعمير ما هدمته في الضالع والحبيلين...

والحمد لله القوي القادر فقد نجحت قضيتنا الوطنية الجنوبية، في أن ترسم النهج الذي قامت من أجله، وهو طرد الأحتلال اليمني من أرضنا، وعلى هذا الأساس لاقت القضية الوطنية للشعب الجنوبي التأييد والدعم والتضامن من الرأي العام الخليجي والعربي والعالمي.

ورغم تأكيدنا على أهمية الموقف الخليجي والعربي والدولي، إلا أننا يجب أن نكون على يقين بأن الموقف الدولي يعتمد على مدى صمودنا في وجه المحتل، ومع تصاعد نضالنا وتصدينا لقوات الاحتلال.

ولم يعد من الجائز على ابنا الجنوب أن يقعوا ضحية أوهام الحلول السريعة والسطحية، ولا أن يصدقوا طعم نظام صنعاء، أو يأكلوا يوم أكل الثور الأبيض، ولا أن ينخدعوا بنوايا أحزاب المشترك اليمنية، وببعض المظاهر التكتيكية، التي يحرص المحتل عليها كلاميا حتى يخرج من حصار الحراك له، وحتى يضمن نجاح المخطط الذي توالت المذهبية اليمنية على محاولات تنفيذه طوال أكثر من ألف عام، إلا وهو "يمننة" الجنوب العربي.

وإذا كان الوقت الآن ليس وقت التسابق على الحلول الوهمية من قبل من الذي لم يجرب بعد، فلا بد من العمل السريع والمسئول والحاسم لإحباط الأقسام اللاحقة من مخطط خمسينيات القرن الفائت، ولإنقاذ وطننا من الاحتلال الهمجي الذي لا يعرف إلا لغة القتل والإبادة والإذلال...وضمان وجود الجنوب العربي ككيان مستقل حر وسيد... إن هذه المسؤولية هي اليوم مسؤولية كل الجنوبيين في الداخل والخارج، على اختلاف شرائحهم الاجتماعية وميولهم واتجاهاتهم...

إن المطلوب دعوة سريعة لمؤتمر وطني شعبي، محصور العدد الذي يمثل المحافظات، ولكن شامل التمثيل، ودون التوقف المقيت عند كل الاعتبارات التفصيلية التي تصغر كلها أمام خطر زوال الأرض والثروة...وتكون أولى مهام هذا المؤتمر الوطني إجراء اعتراف كامل بكافة شرائح المجتمع الجنوبي التي تناضل من الاستقلال وفك الارتباط واستعادة الدولة من جهة، ومن جهة أخرى رفض إلى العصبية القبلية التي يسعى البعض للترويج لها بهدف تشويه المجتمع الجنوبي القائم على الوحدة الوطنية والإسلامية وروح التسامح والتضامن...وحتى تسقط بعدها ذرائع استخدام شريحة أو مجموعة ضد أخرى، وتتوحد معها الكلمة على تحرير الجنوب صفا واحدا وبكل الوسائل...

وعلى قاعدة هذا المؤتمر الوطني، وعلى هذه اللحمة الوطنية، حول الجنوب يجري الاتفاق على قيادة شرعية تمثل الشعب الجنوبي، لتكون رافد كبير إلى جانب الأخ الرئيس علي سالم البيض، تساعده على الحوار والتفاوض بصورة قوية ومشروعة، والاتفاق على وثيقة تاريخية نحدد بها تحديد المسار النضالي، ووضع ملامح لبناء دولتنا الآتية بأذن الله سبحانه وتعالى...ومن أجل إزالة احتلال الجنوب، وضمان سيادة الجنوب، واستقلاله وحريته ووحدته كاملة، كما كان عبر العصور السابقة.

إن الأيام بل الساعات القادمة هي ساعات مصيرية بكل معنى الكلمة، ولابد لكل جنوبي، ولأصحاب الكلمة والرأي أن يتحركوا معا، وعلى هدى الحراك الجنوبي السلمي، ووسائل الدفاع عن النفس والعرض، علما أن الظروف اليوم رغم خطورتها، إلا انها تبشر بيوم الخلاص من هذا الشر،، ولابد من أن يتشكل الآطار الوطني العريض، والأكثر أتساعا، لحماية نهوض وأتساع جبهة المقاومة الشعبية للاحتلال، لكي تشكل رافدا أساسيا من روافد الحراك الجنوبي السلمي، تحريرا للبلاد وصونا لكرامتنا وحماية لترابنا...

ومهما بلغ العنف والقتل والتدمير من الوقاحة فأن حقنا في الدفاع عن أرضنا وعن أنفسنا هو الأقوى، ونحن نتزود بتعاليمنا الدينية وبكل شرعيات الأرض، وهو السلاح الذي نواجه به الحرب الفاشية القذرة ضد شعبنا وأرضنا..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخيكم/ الشيخ طارق بن ناصر ألفضلي
نائب رئيس المجلس الاعلى للحراك لتحرير الجنوب
أبين - زنجبار 17/6/2010م

زر الذهاب إلى الأعلى