arpo27

المفكر أحمد الأسودي: نحن عصيون على التحضر لأننا لا نملك مشروعاً

رغم أن البعض لا يهتم بفكرة الأسودي للمشروع الخاص إلا أنه يدافع عنها باستماتة ويعتقد أنها سبب فشلنا كأفراد وكمنظمات وأحزاب وطريق نجاحنا أيضا.

وفي هذه المقابلة يبدو الاسودى متشائماً من كون اللقاء المشترك بديلاً حقيقياً لفكرة التغيير ويتوقع ان هناك قوى جديدة أفضل تتكون في الساحة، لكنه أيضا منزعج جداً من فكرة العبودية الفكرية والتي يعتقد أنها أسوأ من العبودية الجسدية التي توجد كوراثة في حجة مثلا..

** أين توارى الأستاذ أحمد الأسودي في الآونة الأخيرة؟

قررت أن يكون مشروعي ما بقي من العمر هو الإسهام في بناء إنسان المشروع ليتشكل جيل المشروع، جيل النهوض السريع . أن نمكن الشباب من مشاريعهم الخاصة من خلال الدورات التأهيلية لذلك تواريت بين المجاميع الشبابية أعمل ما استطعت في نشر ثقافة المشروع ومحاولة تمكينهم من مشاريعهم الخاصة حتى يتمكنوا من إدارة الحياة بمشاريعهم بدلا من أن يتخرجوا من الجامعة يقضون أعمارهم يبحثون عن وظيفة.

** عملك هذا مع جهات ما أم مع أشخاص؟
مع الجميع جهات و أشخاص مباشرة.

** خلال المرحلة السابقة هل نجح بعض الشباب في إدارة مشاريعهم الخاصة؟
نعم ،كثيرون بدءوا مشاريعهم ونجحوا. وكثيرون فكرة المشروع تطرق أذهانهم حتى يضع يده على المشروع في مرحلة ما.

** برامجكم المستقبلية؟
توسيع النشاط والبرنامج وإنشاء كلية مجتمع تعني بالمشروعات وإيجاد مؤسسات متخصصة تمول مشاريع الشباب وتدعمهم وتقدم المشورة لهم لتمكين الشباب من النجاحات المرجوة بإذن الله. وقد استفاد من المركز أكثر من 25 ألف شاب وشابة خلال الخمس السنوات الماضية و حتى الآن، أكثرهم شابات.

** هذا عنك أنت شخصياً، ونبدأ من آخر الأحداث، أقول: ثمة قضايا تمر على الناس دون تأمل أو تفكر، قد تبدو لأول وهلة سطحية وعابرة؛ لكنها في مضامينها تحمل دلالات قوية لم نستغور أبعادها وحقائقها، مثلاً شهد حدث تشييع جنازة فقيد الوطن يحيى علاو صدى جماهيرياً واسعاً من قبل جمهور غفير لم يكن يتوقعه الكثير، بعضهم ذرف الدموع على رحيله وهو لم يعرفه إلا من شاشة التلفاز فقط.. ما دلالة هذا الحضور الوجداني في قلوب العامة والزملاء؟
أولا هذا سر قوة المشروع الخاص وقوة تأثيره لأن المشروع الخاص لا يقبل المساومة بالإخلاص والمصداقية، ثانياً في كثير من الأحيان هذه الحالات الفريدة التي تبني نفسها وتبني ذاتها وتشكل مشروعها تواجه الحرب البشعة ببصيرة ووعي وتتخطى الأشواك بين الرياح العاصفة كما فعل المرحوم بإذن الله الأستاذ يحيى علاو، وكما أن هناك كثيراً من الناس صادقي المشاعر والأحاسيس فآخرون يعملون على سرقة نجاحاته و تجييرها لنفسه، خاصة عندما تكون هذه السرقة غير مكلفة ولا تحتاج سوى السير في الجنازة وحضور الدفن،فهم يبادرون على تشييع الجنازة ويتسابقون على الصفوف الأولى، ليوهموا أنهم من صنع هذا الإنسان وعززه ودعمه، بينما هذا الإنسان لم يصنعه أحد غير ذاته، بعون من الله سبحانه وتعالى، ومن ثم حشد الكثيرين في إنجاح مشروعه ولي موقف معه، فذات مرة قبل خمسة أعوام تقريباً زارني إلى مكتبي وتحدثنا طويلاً عن مشروعه الخاص، فكان يطلق آهات بركانية ملتهبة،لأن أحداً لم يبادر إلى دعم مشروعه الذي لو توفر له الدعم سيحدث نقلة إعلامية نوعية في المجال الإعلامي ، وكان لا يحتاج أكثر من مليون دولار، سيكون بشكل استثماري لا تبرعي، بمعنى أن من سيدفع المليون الدولار سيتسلم أضعاف ذلك كأرباح بإذن الله، كان متألما جدا أنه لم يجد أحدا يتعاون معه، أو حتى يصغي لفكرته إلى آخرها. فقد كان يحلم أنه في يوم ما سينشئ معملاً متطوراً لإنتاج البرامج للمحطات الفضائية، ولكنها إرادة الله فمع الأسف الذي يزايدون به اليوم لم يقفوا بالأمس إلى جانبه لدعمه في أي شيء!!ولم يسلم من الحرب الشرسة في مواقع أداءاته الإعلامية.

** لماذا هذا الادعاء برأيك؟
هذا أسهل شيء يعملونه، وهو يعد أحدث طريقة مبتكرة لسرقة جهود ونجاحات المسافرين إلى الآخرة( يرحمهم الله) ، فليس هناك دفع مقابل ذلك، فأرخص أداء كما ذكرت سابقاً أن تتقدم الجنازة المهيبة وتروج ذلك عبر الإعلام ليعكس اهتمامك المتزايد به بعد موته..

** بعد مرور أربعين عاماً على الثورة اليمنية 26 سبتمبر، عادت دعوات الإمامة وثقافتها تطل بقرونها من جديد، وبعد مرور عشرين عاما على الوحدة اليمنية عادت دعوات الانفصال.. هل فشل اليمنيون في تحقيق مشروعهم الخاص؟
هم فشلوا من البداية أساساً، منذ حركة 5 نوفمبر وتشكل المجلس الجمهوري عادت الملكية بثوب جمهوري، توقفت الحرب بين الإماميين والجمهوريين ليعود الإماميون بثوب جديد، وتوزعوا المهام وأخذوا مواقعهم في المجلس الجمهوري وفي الوزارات وتغلغلوا وتوسعوا في المفاصل حتى اليوم، ومنذ البداية هناك مقولة متداولة يقال إنها للإماميين تقول: إن هذه الثورة ستعمر خمسين عاما ، وبعدها سنعود من جديد، وحرب صيف 94م وما تلاها كانت بداية تكريس وتعزيز ثقافة الانفصال التي أخذت ثقافتها والمطالبة بها تتسع كل يوم والمشكلة الكبرى وراء ذلك كله في الحالة السبتمبرية والحالة الوحدوية أنها لم ترتكز على مشاريع بقدر ما ارتكزت على شعارات طنانة لم تر طريقها إلى النور.

** ألم تتشكل ملامح اليمن الجديد الجمهوري منذ منتصف السبعينيات وحتى اليوم؟
الإماميون والموتورون توغلوا توغلاً غير عادي، ولا تنس أن هؤلاء هم من كانوا يصنعون ثقافة المجتمع منذ أن يولد الشخص في مختلف مراحل حياته إلى أن يموت وتفاصيل حياته الشخصية كان يصنعها هؤلاء ، وهم متجذرون في المجتمع بصورة غير عادية، حتى تسمية المولودين كانت تتم وخاصة في الأرياف على يد السادة، ويقال إن الإمام أحمد وأباه رحمهما الله كانا يسمن المواليد لبعض من يأتي إليهما، ويأخذان حق التسمية!! وهكذا مرورا بالدراسة في المعلامة مثلاً وكذا عقد القِران، وأناشيد الزفاف وكذا مدائح الأعراس والمآتم عامة وكتابة البصائر وتوزيع التركة كل ذلك وغيره من كان يقوم بها ؟ هذا إلى جانب كتابة الوثائق والبصائر، وعقود البيع والشراء إلى خطباء الجمعة وأئمة المساجد بمثل هذا الحضور المتعاظم صنعوا ثقافة مجتمعية لا يستهان بها لا زالت ممتدة في الأعماق يستحيل اجتثاثها. حتى الشعر كادوا أن يتفردوا به. ولوم لم يكونوا يعلنون عن هذه الأفكار للناس فقد كانت ولا زالت تسري بين المجتمع بهدوء وبلا ضجيج. وحين ضعف في الآونة الأخيرة الزخم الثوري العاطفي الجمهوري تجرؤوا وأعلنوا عن مشروعهم بصور شتى كانت قصة صعده أكثرها قوة فالنهج الاجتثاثي الذي نهجته الثورة السبتمبرية والأكتوبرية والحرب الانفصالية كان بسبب غياب المشروع لديها فالمشروع الحقيقي يرتكز دائما على الحوار والحرية وهكذا انتعشت الإمامية وعادت البرجوازية ولم تمت الانفصالية والمناطقية والمذهبية والسلالية، وهاهي الوراثية والأسرية والعائلية والشللية تطل برأسها بصور شتى في الميادين المختلفة.

** قلت تغلغلوا في الدولة و تواجدوا في المفاصل.. أين كان المفكرون والساسة الجمهوريون الذين لم يتنبهوا لهذه المخاطر؟
ظهرت بعد الثورة جماعات نادت بأفكار تحررية ولكن مستوردة، فاغتربت عن واقعها، ولم ينطلقوا من جذورهم، بينما انطلق هؤلاء من ذواتهم ومن واقعهم وجذورهم، فكانوا إلى الجماهير بهذه الطريقة أقرب، وأنت تعرف أن اليمن استورد كل الأفكار استيرادا سواء اليسارية منها أو اليمينية. أو المذهبية والإماميون متواجدون منذ مئات السنين، ولهم نفس طويل على مدى أجيال فالإمامية مشروع متجذر يرتكز على ثقافة وفكر وليس مجرد وجود أجوف بلا مضمون، بعكس الطرف الآخر الذي تعلق بالمسميات و تمترس وراء الشعارات وهدته المصادفات فرصا وقوة ولكنها كانت في معزل عن المشروع.

** لماذا يستورد اليمنيون مشاريعهم من الخارج؟ أين هي أفكارهم ومشاريعهم الخاصة؟
المجتمع اليمني إلى جانب كونه مجبولاً على الهجرة منذ أيام سبأ وسد مأرب كان يعيش تحت الجهل، ويمتهن الحروب القبلية المستمرة حتى يومنا ومنذ ما قبل رسالة الإسلام وبالتالي فلم يتمتع بالاستقرار الحقيقي وبالتالي لم يتمتع بمقدرة إنتاج الثقافة والفكر إلا في حقب محدودة بالإضافة إلى جنوحه إلى الهجرة. هاجرت العقول اليمنية و لم يحصل إنتاج علمي وفكري حقيقي على الصعيد المحلي، فالذين تعلموا وتثقفوا كانوا خارج الوطن، وهكذا استقبلت اليمن واستضافت من خارج اليمن الكثير من العلماء والمفكرين والأفكار والاجتهادات !!وأصبحوا الحكام والأئمة وغير ذلك. فالزيدية والاثنا عشرية والمكرمية والفاطمية والشافعية والوهابية والماركسية والاشتراكية والعلمانية وغيرها ليست إنتاجاً يمنياً.

** ولكن ألم تبرز شخصيات علمية مرموقة سابقاً كالشوكاني والمقبلي والجلال على مستوى الداخل والخارج؟
هؤلاء أفراد معدودون ظهروا كالنجوم المتلألئة والمتناثرة بجهودهم الخاصة،في غفلة من الزمن لم تبرزهم مؤسسة ما.

** ألا يحسب ظهورهم في ميزان تلك الفترة التي ظهروا فيها؟
محسوبة لهم بالدرجة الأولى كأفراد، وإن كان بعض الحكام يعطي فرصاً للمبدعين والعلماء أحياناً لأمر ما لكن انتماءهم اليمني أعطى قيمة لليمن التاريخي على قدر ما.

** لماذا نحن اليوم بإمكاناتنا الحديثة ووسائلنا الراقية أعجز أن ننتج أعلاما مثل هؤلاء الذين ذكرتهم سابقاً؟
واقعنا لا ينتج مفكرين،ولا يصنع ثقافة ولا يريد ذلك للأسف الشديد. المفكر شخص ينتج الجديد، وعندما يولد الجديد يحدث صراع بين الثقافة الموروثة والجديد، والممسكون بزمام الأمور اليوم هم تقليديون وارثون تحكمهم سياسات ومصالح وحسابات وشلل على مستوى المسميات الكيانية المختلفة و الأحزاب جميعها سلطة ومعارضة، الأحزاب تتخلص من مفكريها ومنتجي الثقافة فيها، والكيانات الأخرى كذلك، المفكرون إن وجدوا في المؤسسات سينتجون فكرا جديدا وهذا مزعج للأحزاب والكيانات التقليدية وغيرها لأنهم لا يريدون أن تتغير عقليات الناس عموما والأتباع خصوصا، لأن التبعية للقادة والرموز سيضمر وجودها، الكثيرون من المتقلدين للمناصب سواء الرسمية أو الحزبية لا يحملون مشاريعهم الخاصة، لأنهم غير مفكرين بالأساس، ولذا يستبعدون من الساحة كل مفكر على نحو ما.

** استوردنا أفكارا هي في حقيقتها أسوأ مما عندنا، لماذا نحن مولعون بحب ما هو غريب عن واقعنا إلى هذا الحد؟ الوهابية أنموذجاً؟
الوهابية فكرة رائعة في الأصل اصطدمت ببعض التوجهات والاجتهادات الموروثة استحسنها حاكم نجد صاحب مشروع سياسي فعزز بها مشروعه السياسي فأقام دولته. هذا كل ما في الأمر. فالحاكم النجدي لم يغزنا بقوته العسكرية ليفرض علينا الوهابية، بل نحن ذهبنا إليها من قبائلنا من انضمت إليه لتعززه وهاجر ملايين اليمنيين إلى السعودية خلال المرحلة الماضية، فتعلم الكثيرون واتبعوا النهج الوهابي كل ذلك لأننا هاجرنا و لم نكن نحمل علما وفكراً في الأساس، تماماً كما عاد إلينا من ذهب روسيا ومن ذهب أوروبا وأمريكا وإيران كل واحد أتى وعاد إلى اليمن مبهورا بما حصل عليه.فأنشأنا الكيانات وحشدنا لها الأتباع وهكذا..

** هل ترى فيها مشروعاً؟
الوهابية مشروع عقائدي ارتكزت عليه دولة، وكان شقها الفكري والعقدي المكمل، وكانت المعزز الروحي والبنية التحتية للنظام السياسي، ولولا الوهابية بعد الله لما قام النظام السياسي الذي اقترب عمره من القرن.

*. .ما الذي أنجزه هذا الفكر خلال عقود طويلة مضت؟
أبقت على النظام وصنعت الاستقرار على مدى عشرات السنين. وكان المؤمل أن نرى منجزات تضاهي اليابان التي قامت من كبوتها بعد الدولة السعودية بفترة طويلة وأقامت هذه المعجزات التي نشاهدها اليوم، وكوريا، كذلك قامت قبل عشرين سنة، واليوم أين هي كوريا؟ ماليزيا كذلك؟ والحقيقة أن السعودية قد قفزت قفزة لا بأس بها في مجالات شتى في الثلاثين السنة الأخيرة إلا إن ذلك بكل المقاييس أقل مما يرجى منها كونها تتمتع بالاستقرار وتملك الثروات الهائلة وفيها الحرمان الشريفان فهي قبلة المسلمين و مهوى أفئدتهم.

** الصين حكمت بالشيوعية ونجحت، واليابان حكمت بالرأسمالية فنجحت، ونحن جربنا الاثنين معاً ففشلنا فيهما!! ما السبب؟
استوردنا قشورا فقط، فسحلنا العلماء، وأممنا الممتلكات وصادرنا الحقوق، لم نأت بفكر جديد ينبع من الواقع فنحن أمة رسالة، لم نأت بالفكر الاشتراكي الذي يهتم بالبنية التحتية والذي أقام الصناعات و غزا القمر وصنع الذرة، أذكر لما فتحت الحدود بين الشطرين (سابقاً) نهاية السبعينيات قررت أن أزور عدن التي نشأتُ وتربيت فيها، وكنت أتوقع أني سأرى شيئا مذهلاً من تغير الحياة خلال السنوات السابقة التي غبت عنها، فوجدتها أسوأ مما كانت عليه!! ووجدت أناسا أعرفهم من سابق، فسألتهم أين المفاعل النووية التي أنشأها الروس؟ أين المصانع التي أنتجها الفكر الاشتراكي؟ أين مصانع السيارات والطيارات والحراثات؟ أين مصانع الأسلحة؟! لا شيء. وبعد أن تحققت الوحدة عام 90م ذهبت وزرت ردفان والضالع فلم أجد أمامي إلا قبور القتلى، عليهم أعلام لا تعد ولا تحصى. من يناير وما قبلها، وفي شوارع عدن لم أشاهد إلا أوثانا عليها مكتوب هنا قتل فلان، وهنا قتل فلان.. لم أجد مصانع السيارات والحراثات والمضخات التي أسمع عنها في روسيا أو مصانع الأحذية أو غيرها.. أحدهم قال لي: عندنا مصنع بيرة. الخلاصة أننا أتينا بالقشور.إننا لم نستطع أن نأتي بشيء من الدول التي استوردنا منها الأفكار والثقافة والعلوم وبالمثل لم يكن لدينا شيئا في شطرنا الشمالي حينها وهكذا ولا زلنا.

** هل نستطيع القول إننا عصيون على التحضر؟
فعلاً، وأعطيك مثالا بسيطاً: عبد الفتاح إسماعيل مع احترامي له ما الذي كان يعرفه عن روسيا والصين قبل أن يحكم؟ عرفها بعد أن حكم. قبلها تشبث بأفكارها المنثورة في الكتب لا غير، وغيره كذلك من قبله ومن بعده لم يعرفوا روسيا أو الصين إلا بعد أن حكموا!! لم يكن لديهم تصور واضح للبنى التحتية للأفكار النهضوية التي أقامت دولاً وإمبراطوريات.

** إذا كان هذا عن جنوب الوطن.. فماذا عن شماله؟
نفس الوضع. فمثل ذلك حصل. انتماؤنا للمعسكر الاشتراكي والمعسكر الليبرالي لم يصنع لنا شيئاً يستحق الذكر في الثقافة والفكر وفي الصناعات والنهوض والمشروعات المختلفة، فسياسة الاجتثاث لا تبني حضارة ولا تحقق نهوضاً بالإضافة إلى أنه ليس مسموحاً له أن يتجاوز الخطوط الحمراء. ليس له الحق أن يكون له استقرار سياسي.

** ألا ترى أننا نصنعها بأيدينا؟
نعم صنعناها بأيدينا ولكن بإرادة و بإدارة خارجية.

** برزت الآن عقدة المؤامرة؟
لا، ليست عقدة المؤامرة. الوضع كذلك. لأننا ضعفاء والضعيف تجتاحه الأمراض والمكروبات والجراثيم ولا يمتلك أي صمود،فذلك وضعنا.

** لماذا نحن ضعفاء في الأصل؟
لأننا لا نملك مشروعاً، قامت الثورة والثوار لا يمتلكون مشروعاً، كل ما في الأمر يريدون التخلص من الإمام فقط. وحتى الأهداف الستة التي صاغوها للثورة صيغت على ارتجال وعلى عجل وهم جالسون في مقيل كما يحكى. لم تكن قائمة على مشروع سياسي متكامل مدروس وان كانت الشعارات مدوية ودويها هائلاً وجباراً.

** ألم تشهد اليمن انفراجة نوعية في المجال الاقتصادي منذ منتصف السبعينات حتى بداية التسعينيات؟
تلك اللحظة التي كان سيبدأ فيها ميلاد مشروع سياسي واقتصادي وطني، كان لا بد من الإجهاز عليها من قبل قوى تقليدية لا تحمل ثقافة المشروع ولا تريده.

** هل نستطيع القول أن القبيلة قد مثلت عائقاً أمام أي تقدم أو تطور في اليمن؟
القبيلة ليست في حد ذاتها عائقاً، العائق هو طبيعة التعامل مع القبيلة من قبل الذين يستثمرونها ممن لا يملكون مشروعات نهوض حقيقية.

** منذ قرون غابرة لم يشهد اليمن دولة مستقرة إذا ما استثنينا الدولة الرسولية.. لماذا؟
الدولة الرسولية كانت فلتة لم تتكرر كان حكامها مثقفون كبار، وعلماء مجتهدون وأصحاب مشاريع فكرية غير عادية، استطاعوا أن يتعاملوا مع القبيلة وغير القبيلة، خلاف الذين تعاملوا معها على أساس سلالي أو فئوي.

** على ضوء ما ذكرت وما نعيشه.. كيف تستشرف مستقبل اليمن، طبعا من منظور ثقافي فكري؟
الفكر.. إذا انتعش الفكر في الساحة وظهر المفكرون فباستطاعتهم أن يقدموا بدائل للواقع...باستطاعتهم تمكين الناس من بناء مشاريعهم الخاصة، أنت الآن إذا امتلكت مشروعك الخاص كإعلامي فقد وجدت بنيتك التحتية الحقيقية، وبالتالي فلن يمر عليك خمس أو ست سنوات إلا وعندك مؤسسة إعلامية قوية جدا وفعالة. يحيى علاو رحمه الله لو أتيح له تنفيذ مشروعه لكان خلف وراءه مؤسسة إعلامية عملاقة لا برامج يعاد عرضها وحسب، مؤسسة إعلامية آخذة في التنامي، وسيتولاها من بعده آخرون، فلو أشيعت فكرة ثقافة المشروع واستطاع كل حزب أن يقدم لهذا المجتمع مائتي ألف شخص يمتلكون مشاريعهم الخاصة لغيرنا وجه البلاد، وخلال ثلاث سنوات سنمتلك ثلاثة ملايين مشروعاً خاصاً، سنختصر الزمن ونطير نحو الأمام.

** ما هي أساسيات المشروع الخاص؟
المشروع الخاص لا يحتاج إلى إمكانيات مهولة ومذهلة، هو جزء من تكوينك الذاتي الخاص،حين تكتشفه بموجبه تستطيع أن تستثمر أبسط الإمكانيات المتاحة. وفي حالة غياب المشروع يرجع الناس لاستذكار الماضي، وتقليد الغير .أساسياته أن تكتشف مشروعك الذي أودعه الله فيك دون غيرك من الناس لتقوم به بدورك الحياتي الخاص المتميز.

** حتى عند من ينادون بالتغيير ويعتبرون أنفسهم تقدميين وليبراليين؟
ما هو التغيير؟ التغيير في معناه الجذري: القفز إلى المجهول. وحين قال الله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} كان يتحدث عن أناس كان وضعهم رائع وجميل فتغيروا إلى الأسوأ. هناك فرق بين مفهوم إصلاح المجتمع وبين مفهوم التغيير. إصلاح المجتمع لا يعتمد على مفاهيم التغيير وأدوات التغيير. أدوات التغيير أدوات عنفية غير مرئية المحصلات.

** الأحزاب السياسية القائمة.. ما هو مشروعها كما ترى؟
أكرر.. الأحزاب الموجودة غير قائمة على مشاريع حقيقة جادة لو كانت تملك مشاريع لكان أعضاؤها أصحاب مشاريع ولكنها مؤسسات تصنع أتباعاً وحسب.

** وعلى أي أساس هي قائمة؟
قائمة على أهواء وتطلعات ومطامع ومصالح، وشلل فلو أخذناها على محمل حسن الظن، نقول: إنها قائمة على نوايا حسنة غير مؤصلة.

** ماذا تقصد بقولك غير مؤصلة؟
أي غير قائمة على فكر. ولذلك تلاحظ أن كثيراً من منظمات المجتمع لا تتحرك إلا على ضوء مؤثرات من الخارج. وردود أفعال. مثلاً أثيرت قبل فترة قضية زواج الصغيرات بينما لو عملت إحصاء للصغيرات اللاتي تزوجن خلال خمسين سنة يمكن لن تجد مائة أو مائتي فتاة، ليس لديهم إحصاء حتى الآن.سألت إحدى المهتمات جدا في هذا الجانب هل عندك إحصاء بعدد اللاتي تزوجن قاصرات فقالت لا أدري! المشاهد القائمة عندنا هي امتداد لمشاهد خارجية، والتمويلات للمشاريع عندنا هي بتمويلات دولية في الغالب الأعم.

** بما في ذلك الأحزاب؟
أتكلم عن منظمات المجتمع المدني، والأحزاب كذلك لها مصادرها، وإلا فهات لي حزباً واحداً يمتلك إمكانات ذاتية يستطيع أن يقوم على تمويل نفسه كلياً.

** وعلام يعتمد؟
على مصادر مختلفة.

** هل أحزابنا مؤسسية وديمقراطية؟
لا . شكلية وحسب ولا أعتقد أنها ديمقراطية . كلها شكلية وقراراتها تتم على اتفاقات مسبقة. وكلها تدار شللياً.

** ماذا عن ديمقراطية أحزاب اللقاء المشترك من الداخل؟
لكل واحد ديمقراطيته الخاصة به.

** نموذج من السلطة القائمة فقط؟
ربما أسوأ.

** تبدو متشائماً؟
لست متشائماً لكن هذا هو الواقع. والذي أتوقعه هو ميلاد قوى جديدة على الساحة رغم أنف كل هذه الأشياء والمعوقات وستكتسح كل النماذج القائمة. الآن الفكر يتحرر ويتطلع بقوة ولو قرأت كتابي “الإنسان الجديد” ستجد فيه ما أتكلم عنه بوضوح أكثر. والبيئة العالمية وحقوق الانسان والفضائيات كل ذلك مساعدات للميلاد الجديد.

** قلت سابقاً أن جوهر الإصلاح والمؤتمر واحد.. كيف؟
لو أخذت الميثاق الوطني لوجدت ملامح الطرفين موجودة فيه، وإن حصل فيه بعض تعديلات.

** ألا ترى أن عام 90م قد مثل علامة فارقة بينهما؟
نعم لكن واقعها الآن امتداد للسابق. وهو الوثيقة التي يحق لليمنيين التفاخر بها. وكان يمكن أن يكون مشروع الأمة إلا أننا تنكرنا له.ولم نتناوله بالتعديل والتطوير.

** في الآونة الأخيرة شهدنا بروز تكتلات غريبة نوعا ما بدأت تطفو على السطح، مثلاً مجلس التضامن الوطني.. هيئة الفضيلة.. ما هذه التكتلات؟
هذه تكتلات بعضها مفتعلة، وبعضها خوفا من الانتقال إلى أوضاع جديدة أكثر سوءاً، بعد وفاة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله مثلاً ظهر مشروع مجلس التضامن الوطني.. الرجل كان أمة..وكان شخصية جامعة...فكان التضامن الوطني ولجنة الحوار .

** جامعة لماذا؟
للشعب اليمني كله.

** أنت الآن نسفت الدستور وأتيت عليه من القواعد حين اختزلت الإجماع الوطني في شخص ما غير الدستور والقانون..؟في الواقع ليس هناك شخصية جامعة بالحجم الذي تشير إليه..؟
مهما كان.. في كل الأوطان وفي كل العالم هناك شخصيات جامعة.. أنت لا تنس في كل دول العالم هناك دستوران، دستور مكتوب ودستور غير مقروء تفرضها الأوليات والطوارىء الحادثة.. والثقافة وهناك ساحة في بعض الدساتير تتيح مثل هذا الإجراء. الرئيس الأمريكي مثلا بإمكانه إصدار قرار تحت مسئوليته الشخصية إذا رفضها الكونجرس أو المؤسسات الرسمية، وفي قرارات جوهرية. الشخصيات الجامعة حين تغيب تنهار المجتمعات ولا يكون للدستور قيمة.

** لماذا نتحاكم إلى الدستور غير المكتوب أكثر من احتكامنا للدستور الرسمي المكتوب وللنظام والقانون؟
الدستور غير المكتوب فيه من المرونة الشيء الكثير وما لا يوجد في الدستور المكتوب. كثير من المشكلات الكبرى تحل قبليا وتستحسنه السلطة لتمرر ما تريده بطرق غير مثيرة ألا ترى ما يجري في واقعنا على أصعدة شتى.

** بعد ثمانية عقود على نشوئها... كيف تقيم دور وأداء حركة الإخوان المسلمين كبرى الحركات الإسلامية المعاصر؟
في الواقع هي أدت دوراً كبيراً لا يستهان به، على الصعيد المحلي والعربي والعالمي، ولذا تخشاها المؤسسات الدولية. هذه الجماعة إذا وجدت الديمقراطية بصورتها الصحيحة ستجد لنفسها مساحة أوسع. والواقع أنه كان عند مؤسسها مشروع..فيما القيادات الوريثة كان مشروعها الحفاظ على الموجود.

** والأتباع من بعده؟
لا. أصبح الإخوان مشروعا متوارثاً فلم يأخذ نمط التجديد. لو بُعث الإمام حسن البناء رحمه الله اليوم ونظر إلينا نحن أتباعه لساقنا بالعصي، وقال لنا: ذلك كان مشروعي فأين مشروعاتكم أنتم؟ المشروعات التي تعززون بها مشروع تمكين هذا الدين الإسلامي.

** ما الذي أصاب الجماعة بعد رحيله؟
الجماعة واجهت مشكلات كثيرة، فنشأت فكرة الحفاظ الجماعية هي السياسة المتبعة مما جعل أي محاول تجديد فيها يبعث على القلق على الجماعة من أن تفقد سماتها التي رسمها الشهيد البناء رحمه الله الأمر الذي أثر عليها كثيراً.

** كيف تستشرف مستقبلها خلال السنوات القادمة؟
إذا انتقلت إلى طور جديد وأفكار جديدة ستلقى نجاحا كبيراً؛ لأن عندها قاعدة للانطلاق ولكن ينقصها المشروع.. مشروع الحكم.. فهي لا تزال في نطاق مشروع الدعوة فقط فهم يريدون حكماً إسلامياً لكن مشروع الحكم غير موجود، يريدون تحسين وضع الحياة الاجتماعية، لكن مشروع الحياة الاجتماعية غير موجود وإن وجد فهو كشعار . فلو أنهم توجهوا عمليا لتجاوزوا قضية الصراع مع الآخرين. لتجاوز مسألة تعليم الناس الصلاة فقط لأن الناس قد اتجهوا بأنفسهم زرافات ووحداناً إلى الصلاة بشكل ملحوظ. لو امتلكوا مشروع الحكم لتبنوا مشاريع الأمة والمجتمعات و الأفراد لتحول الأمر رأسا على عقب. الآن هم محصورون في زاوية ضيقة ولو خرجوا كجماعة وكأفراد بمشاريع لأنجزوا الكثير. فمثلا لو أن في اليمن مليون إخواني لكل منهم مشروعه الخاص ألا يؤثر هذا إيجاباً على الوضع العام لو أن في العالم العربي عشرين مليون إخواني يمتلكون مشاريعهم الخاصة.. ألا يؤثرون على الوطن العربي، هم محاصرون الآن فعلا ومضيق عليهم؛ لكن لو وجدت مشاريعهم الخاصة سيخرجون من الحصار رغم كل القيود.

** هل العجز ذاتي أم موضوعي؟
العجز فكري، ذاتي بنسبة%70 ومتعلق بالجماعة نفسها.

** كيف تنظر إلى النموذج التركي؟
هؤلاء امتلكوا مشروع الحكم فحكموا، فنجحوا. المواطن التركي رأى في الجماعة هذه حلا لمشكلاته، لأنها في الواقع تأسست على المشروع والمشاريع المعززة.. وزير الخارجية يعتبر من عباقرة الشخصيات في العالم لأنه يحمل مشروعا في الأساس قبل أن يكون وزيرا للخارجية، يحمل مشروعا عالمياً كبيراً كم عندنا من أكاديميين في القانون الدولي.. في الفكر.. في الفلسفة في الطب في التقنية في الاقتصاد.. الخ لكنهم كأفراد وكجماعة بلا مشروع؛ ولذا لا نسمع عنهم شيئا.

** يقال أن ثمة توجها أمريكيا خلال المستقبل القريب لدعم تياري الصوفية والعلمانية في الوطن العربي.. لماذا هذان التياران المتناقضان على وجه التحديد؟
التيار الصوفي تيار غير مقاوم. والمقاومة عندهم إن وجدت لدى بعض أفرادهم فهي ليست نهجا، . هم اهتمامهم روحي بالدرجة الأولى. ولا يصطدم مع العلمانية ولا مع غيرها.. فالأمريكان يتوقعون لو فعلوا ذلك سيجنبهم كثيرا من المشكلات.

** ألا ترى أن كلا منهما يعمل على إقصاء الآخر؟
لا . ليس الأمر كذلك. ممكن العلمانية تقصي الصوفية؛ لكن لا يمكن الصوفية أن تقصي العلمانية. العلمانية مادية بحتة، خلافاً للصوفية روحية قيمية بحتة، وهذا لا يعني التقليل من شأن الصوفية لكن هذه فلسفتهم، ولكن الذي لم يفهمه الأمريكان أن النهج الصوفي هو من حول الغزاة التتار إلى مسلمين في ظرف وجيز كما الإخوان المسلمون فلسفة غلبت عليها المقاومة، وعموما فهذان التياران الوحيدان اللذان يمكن أن تتفاهم أمريكا معهم.وأتوقع أن تحبط الصوفية أهداف الأمريكان بهدوء وبلا ضجيج وتقود العلمانية بسلاسة ولطف إلى المنهج الإسلامي أقصد هنا الصوفية الحقة النقية.

** مثلت أحداث سبتمبر 2001م حدثاً فاصلاً في التاريخ المعاصر، فقلبت موازين المنظومة التشريعية عالميا وأصبح يؤرخ بها.. لماذا كل هذه الهالة على هذا الحدث؟
ليس الأمر مجرد تدمير برج أو برجين، الأمر غير ذلك يعني انتقال أمريكا إلى مستوى آخر من مستويات التمكين والهيمنة، ولم تكن توجد طريقة للانتقال إلى هذا المستوى حينها إلا هذه الطريقة، القضية مفتعلة ومبرمج لها أصلاً، بصرف النظر عمن فعلها، هذا الحدث من أجل صناعة مرحلة جديدة من مراحل الهيمنة وقد يكون للخروج من أزمة أو شكت أن تنشب بأظفارها في الجسد الأمريكي. والحقيقة أنه لو لم تكن أحداث سبتمبر تلك لكانت أمريكا غير ما هي عليه اليوم.

** كيف؟
كانت ستبدأ بالضمور والانحدار،وربما السقوط المدوي هذه الضربة قوت منها و أطالت في عمرها، وقد استثمرت أمريكا هذه الضربة بما يخدم مصالحها بقوة. ما ذا دخلت تعمل أفغانستان؟ انتهت الآن من مسوحات جيولوجية ضخمة داخل أفغانستان ووجدوا أن فيها من الثروات ما يزيد عن ترليون من الدولارات، وهم في الأساس دخلوا يبحثون عن هذه الثروة ويضعون أيديهم عليها. الثروات الموجودة الآن في أمريكا لم تعد تكفي شعب أمريكا ولا تكفي لفرض الهيمنة العالمية فلا بد إذن من البحث عن موارد جديدة تضمن لها مستقبلها الهيمني الآمن. لا بد من ثروة جديدة ترفد اقتصادها وتجدده .
** قرأت قبل قليل تحقيقاً اعتبره من أهم التحقيقات الصحفية في العام الحالي في صحيفة المصدر إن لم يكن أهمها على الإطلاق حول وجود عبيد في بعض المناطق.. كيف تقرأ هذا الأمر خاصة ونحن في القرن الواحد والعشرين؟ ألا يعتبر هذا فضيحة وجريمة بحق الإنسانية؟

هذا شيء مزعج وغريب بالفعل.. لكن أعتقد أن هؤلاء عبيد بالوراثة.. أسر توارثت أسراً من العبيد فارتبطت بها. استحكمت في هذه الأسر ثقافة العبودية، وإن لم يكن هناك صك أو عقد رسمي بذلك؛ لكنها مسجلة في وجدانهم، وجميل أنها برزت الآن. هذا سيساعد في القضاء عليها.

** بعض الأسر الإقطاعية تعتبر مثل هؤلاء الناس ملك يمينها توارثتهم كما تتوارث المتاع تماماً..؟
- لا أستبعد ذلك. وإن لم يعلن عنه..

** أين دور منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية؟
لم يوجد الشخص الذي عنده مشروع تحرير العبيد، ربما أن الشخص الذي قد يكون عنده هذا المشروع هو من بدأ يكشفها. والحقيقة أن هذا مشهد مؤلم. وأضيف: أنت الآن تتحدث عن العبودية الجسدية وتنسى أن ثمة عبودية فكرية مستحكمة على أذهان البعض، تخيل عندما يموت شخص ما ويقدم حياته من أجل المذهب الذي ينتمي إليه. أية عبودية أشد وطأة من هذه؟ مات شباب في صعدة من الحوثيين تحت تأثير هذا مذهب آبائكم وأجدادكم فابذلوا له أرواحكم. فالتحرر الفكري مهم جدا إلى جانب التحرر الجسدي.

** الملاحظ اليوم وجود أنماط متعددة من التعليم في اليمن، ما بين صوفي وهابي شيعي غير ذلك..ألا ترى أن هذه الأنماط تعتبر قنابل موقوتة ستنفجر على المدى القريب أو المتوسط؟
هذه أنماط تعليمية تكرس العبودية الفكرية نحو مذهب ما. ولا يمكن أن تبدع شيئا.

زر الذهاب إلى الأعلى