تأهل المنتخب الأرجنتيني إلى الدور ربع النهائي من مونديال جنوب أفريقيا ليضرب موعداً مع نظيره الألماني بعد أن حقق فوزاً هاماً على نظيره المكسيكي بثلاثة أهداف مقابل هدف في المباراة التي جرت بين المنتخبين في إطار الدور ثمن النهائي من مونديال جنوب أفريقيا، وأقيمت على ملعب سوكر سيتي في مدينة جوهانسبرغ.
افتتح التسجيل كارلوس تيفيز مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي في الدقيقة 25 من تسلل واضح، وأضاف هيغواين مهاجم ريال مدريد الهدف الثاني في الدقيقة 32، ثم عاد تيفيز وسجل الهدف الثاني له والثالث لمنتخب بلاده في الدقيقة 52، قبل أن يحرز خافيير هرنانديز هدف المنتخب المكسيكي الوحيد في الدقيقة 71.
وهذا هو التأهل الثاني على التوالي لراقصي التانغو إلى الدور ربع النهائي علماً بأن أفضل نتيجة للمنتخب الأرجنتيني كانت التتوّيج باللقب في بطولتي 1978 و1986، أما أسوأ نتائج الأرجنتين فكانت الخروج من الدور الأول في بطولات 1934 و1958 و1962 و2002.
وبهذا الفوز حافظ مدرب الأرجنتين مارادونا على حظوظه في أن يكون ثالث مدرب يحرز لقب كأس العالم كلاعب ومدرب بعد البرازيلي ماريو زاغالو الذي الفائز بالبطولة كلاعب عام 1958 وكمدرب عام 1970 والألماني بيكنباور المتوّج باللقب كلاعب عام 1974 وكمدرب عام 1990، علماً بأن أسطورة كرة القدم الأرجنتينية قاد بلاده للقب كلاعب في مونديال 1986 وللمركز الثاني في مونديال 1990 بإيطاليا.
التشكيلتان وخطة اللعب
لعب مدرب المكسيك خافيير أغيري بخطة لعب 4 - 3 - 2 - 1 معتمداً على الحارس المخضرم أوسكار بيريز وأمامه رافييل ماركيز قائد الفريق وفرانشسكو رودريغيز في قلب الدفاع وريكاردو أوسوريو كظهير أيمن وكارلوس سالسيدو كظهير أيسر أما في وسط الملعب فأشرك جيراردو تورادو كلاعب ارتكاز وأمامه أندريس غواردادو (غييرمو فرانكو) وإيفارين خواريز وفي مركز الوسط المهاجم اعتمد على دوس سانتوس وباوتيستا (بابلو باريرا)، أما في الهجوم فلعب وحيداً خافيير هيرنانديز المنتقل حديثاً إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي.
أما دييغو مارادونا مدرب المنتخب الأرجنتيني فلعب بخطة 4 - 3 - 3 معتمداً على روميرو في حراسة المرمى وديميكيلس وبورديسيو في قلب الدفاع وأوتاميندي على الجانب الأيمن وهاينزه في الجانب الأيسر أما في العمق فأشرك ماسكيرانو قائد الفريق لاعب ارتكاز وأمامه ماكسي رودريغيز (خافيير باستوري ) ودي ماريا في مركز الوسط المهاجم بينما لعب ميسي كصانع ألعاب وكلاعب حر في وسط الملعب وأمامه تيفيز (خوان سيباستيان فيرون) وهيغواين كرأسي حربة صريحين.
الشوط الأول
بدأ المنتخب المكسيكي المباراة بكثافة عددية في وسط الملعب من أجل تضييق المساحات وعدم إعطاء أي مساحات للاعبي الأرجنتين وخاصة أصحاب المهارات الفردية العالية أمثال ماكسي رودريغيز وميسي للتحضير لهجمات خطيرة على مرمى الحارس أوسكار بيريز أما على الجانب الآخر وعلى عكس المتوقع فقد دخلت كتيبة الأسطورة دييغو مارادونا اللقاء بتحفظ كبير وبأداء غلب عليه الحذر الدفاعي خوفاً من أي مفاجآت مكسيكية قد تقلب اللقاء رأساً على عقب وتصعب الأمور على راقصي التانغو.
ويبدو أن الحذر الأرجنتيني كان مبالغاً فيه ففي الدقيقة الثامنة أطلق الظهير الأيسر كارلوس سالسيدو تسديدة صاروخية ارتطمت بالعارضة وارتدت إلى داخل الملعب، أعقبها تسديدة أرضية من لاعب الوسط الخطير أندريس غواردادو ذهبت على يمين القائم الأيمن للحارس الأرجنتيني روميرو إلى خارج الملعب، فاتضح للجميع لحظتها أن اللقاء عكس المتوقع سيكون بالغ الصعوبة على أبناء الأرجنتين.
وسريعاً ما جاء الرد الأرجنتيني من جانب ميسي الذي أطلق تسديدة قوية أمسكها بصعوبة الحارس المخضرم أوسكار بيريز في الدقيقة 12.
ومع انتهاء الثلث ساعة الأولى من أحداث الشوط الأول وضح تماماً أن الأرجنتينيين يجدون صعوبة كبيرة في تشكيل أي خطورة على مرمى المكسيك لسببين أولهما الانكماش المنظم للدفاع المكسيكي المنظم والسرعة الكبيرة لثلاثي الوسط تورادو وغوردادو وخواريز في الانقضاض على دي ماريا وميسي ورودريغيز لإفساد الهجمات الأرجنتينية مبكراً من وسط الملعب، أما السبب الثاني فهو البطء الشديد للاعبي الأرجنتين الذين عابهم كثرة الاحتفاظ بالكرة والبطء في التمرير.
ولكن وفي الدقيقة 25 كانت الغلبة للمهارة الأرجنتينية عندما تقدم ميسي وأرسل كرة بينية إلى تيفيز فانفرد بالمرمى لكن بيريز خرج في الوقت المناسب وأبعد الكرة فوصلت إلى ميسي وكرر محاولته مرة أخرى وأرسل كرة ساقطة إلى تيفيز فحولها الأخير برأسه في المرمى الخالي من حارسه معلناً هدف التقدم للأرجنتينيين في الدقيقة 25، وأظهرت الإعادة التلفزيونية أن تيفيز كان في موقف تسلل وأن الهدف غير شرعي بنسبة 100% وتوقف اللقاء بعد أن أثار الحكم المساعد الجدل حيث تحدث لفترة طويلة مع حكم اللقاء الإيطالي روسيتي، وسط اعتراض لاعبي المنتخب المكسيكي ومطالبتهم بعدم احتساب الهدف، ولكن روسيتي اتخذ قراره في النهاية واحتسب الهدف لتتقدم الأرجنتين وترتفع حرارة اللقاء، وينال القائد رافايل ماركيز بطاقة صفراء بسبب تدخله بقوة على ميسي.
وفقد لاعبو المكسيك تركيزهم تماماً وفي الدقيقة 32 ارتكب الظهير الأيمن ريكاردو أوسوريو خطأً لا يغتفر عندما مرر الكرة بالخطأ إلى المهاجم الأرجنتيني هيغواين فقبل الأخير الهدية ومر بمهارة من الحارس بيريز وسدد في المرمى بثبات معلناً ثاني أهداف المنتخب الأرجنتيني، وهو رابع أهداف مهاجم ريال مدريد ليتصدر بذلك ترتيب هدافي البطولة.
وحاول المكسيكيون العودة سريعاً لأحداث اللقاء وفي الدقيقة 34 سدد كارلوس سالسيدو تصويبة صاروخية ارتدى لها سيرخيو روميرو قفاز الإجادة وأخرجها ببراعة، وبعد ذلك بدقيقتين رد أنخيل دي ماريا بتصويبة قوية أبعدها الحارس بيريز.
وكاد هيغواين أن يحرز الهدف الشخصي الخامس له في البطولة والثالث للأرجنتين عندما ارتقى لكرة عرضية متقنة ولعب ضربة رأس رائعة مرت إلى خارج الملعب في الدقيقة 42، وكاد المهاجم هرنانديز أن يقلص الفارق بإحرازه الهدف الأول للمنتخب المكسيكي إلا أن الكرة مرت من أمامه بغرابة ووصلت إلى الحارس روميرو لينتهي الشوط الأول بتقدم الأرجنتين بهدفين دون رد.
الشوط الثاني
افتتح أغيري الشوط الثاني بإجراء تغيير مبكر حيث دفع ببابلو باريرا في مركز الوسط المهاجم بدلاً من أدولفو باوتيستا لتنشيط الجوانب الهجومية، وعاد سالسيدو ليشكل خطورة بتسديداته بعيدة المدى مرة أخرى عندما أطلق تصويبة صاروخية على مرمى روميرو إلا أنها مرت بجوار القائم الأيمن إلى خارج الملعب.
وفي الدقيقة 52 استلم تيفيز الكرة على حدود منطقة الجزاء وبدلاً من أن يمرر الكرة أو يمر من أي لاعب اختار الخيار الأصعب وسدد كرة صاروخية رائعة ذهبت إلى شباك الحارس بيريز معلنة ثالث أهداف الأرجنتين والثاني لمهاجم مانشستر سيتي في المباراة وهو أحد أجمل أهداف البطولة حتى الآن.
وتدخل أغيري مرة أخرى وأجرى تغييراً جديداً في إطار محاولاته المستميتة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فدفع بغييرمو فرانكو بدلاً من غواردادو على الرغم من أن الأخير كان أفضل لاعبي المكسيك حتى هذه اللحظات.
ولم ييأس المكسيكيون وشكلوا خطورة كبيرة على مرمى الأرجنتين وفي الدقيقة 63 سدد خافيير هرنانديز ضربة رأس قوية ذهبت فوق العارضة بسنتيمترات قليلة. ثم ضاعت فرصة أكثر خطورة على المنتخب المكسيكي مرة أخرى عندما أخرج مارتين ديميكيليس كرة من على خط المرمى إثر تسديدة من باريرا.
وأمام الضغط المتواصل من المكسيكيين قام مارادونا بتغيير أول لتدعيم الزيادة العددية في وسط ملعبه والقدرات الدفاعية بالتالي فأخرج المهاجم تيفيز ودفع بخوان سيباستيان فيرون في وسط الملعب.
ووضح تماماً أن المكسيكيين مصممين على التسجيل وبالفعل استلم الشاب الواعد هيرنانديز تمريرة ماكرة وتوغل داخل منطقة الجزاء بمهارة ومال قليلاً إلى الجهة اليسرى ثم سدد كرة صاروخية في المرمى معلناً هدف تضييق الفارق للمنتخب المكسيكي في الدقيقة 71.
وسعى مارادونا للحفاظ على نتيجة اللقاء وزيادة القدرات الدفاعية لفريقه فأخرج لاعب الوسط المهاجم أنخيل دي ماريا ودفع بلاعب الوسط المدافع خوناس غوتييريز، ثم أخرج رودريغيز ودفع بخافيير باستوري، ونجحت تغييرات أسطورة كرة القدم إلى حد كبير في غلق العمق الأرجنتيني تماماً، وقبل نهاية اللقاء بدقيقة واحدة أطلق ميسي تسديدة رائعة أبعدها بيريز إلى ضربة ركنية لتنتهي المباراة بفوز الأرجنتين لتصطدم بألمانيا في مواجهة خارج حدود التوقعات يوم السبت القادم في إطار الدور ربع النهائي في مباراة ستقام على ملعب غرين بوينت في مدينة كيب تاون.