ازمة جديدة بين مصر و السودان تلوح في الافق بعد التصريحات النارية للرئيس السوداني عمر حسن البشير ، التي أكد فيها ان منقطة "حلايب " سودانية و ستظل سودانية ، مجددا الجدل حول مصرية هذه المنطقة ، رغم ان مصر تبسط سيطرتها الكاملة على المنطقه منذ العام 1992 م .
و في خطابه الذي القاه باستاد بورتسودان في اول زيارة له بعد الانتخابات السودانية و التي فاز بها حزبه الحاكم اكد الرئيس السوداني بأنه سيجلس مع القيادة المصرية لحل هذه القضية .
و تتواجد الدولة المصرية في منطقة حلايب بشكل تام ، كما توجد بها مؤسسات حكومية و مدنية مصرية ، و يحمل ابنائها البطاقات الشخصية المصرية و يشاركون في الانتخابات المصرية ، فيما تؤكد مصر ان الحديث عن مصرية هذه المنطقه هو "خط احمر لا يجب الاقتراب منه " .وتؤكد مصر ان حلايب منطقة مصرية، لأنها تقع شمال خط عرض 22 وهو الخط الفاصل للحدود المصرية مع السودان، إلا أن الحكومة السودانية أعلنت أحقيتها بالمنطقة، مما أثار توتراً شديداً في العلاقات بين البلدين. وتبلغ مساحة منطقة حلايب، الملاصقة للبحر الأحمر، 25 ألف كم مربع وهي موضع تنازع بين الدولتين منذ تسعينيات القرن الماضي.
فيما قال السيد إبراهيم الغندور القيادى البارز في المؤتمر الوطنى الحاكم في السودان ،أن حلايب سودانية، بل هى جزء لا يتجزأ من السودان، ورأى أنه كان من المفترض أن تكون ضمن الدوائر الانتخابية والإحصاء السكانى، إلا أن الذى منع ذلك هو أن المنطقة مازالت منطقة تنازع بين مصر والسودان.
واستطرد قائلا في تصريحات سابقة لجريدة "الشروق" المصرية: إن حلايب ستظل منطقة تكامل مع مصر مؤكداً أنه لن يكون هناك نزاع بين مصر والسودان علي المنطقة ، وقال أن الحوار بين البلدين حول هذه القضية لا زال قائما ولن يتوقف حتى يتم حلها موضحا أنه إذا لم يتم حسم النزاع في هذه المشكلة سيكون اللجوء للتحكيم الدولي هو آخر الخيارات التي سيلجأ إليها الطرفان.
و تأتي هذه الخلافات في ظل اوضاع مصيرية يعيشها السودان على صعيد "استفتاء الجنوب "و الذي قد يقسم السودان و كذلك الصراعات في درافور و على صعيد المحكمة الدولية التي تطالب بمحاكمة الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب .
تاريخ الخلاف بين مصر و السودان حول منطقة " حلايب "
يتمثل الخلاف المصري السوداني في الحدود المرسمة بين مصر والسودان التي حددتها اتفاقية الاحتلال البريطاني عام 1899 ضمت المناطق من خط عرض 22 شمالا لمصر وعليها يقع مثلث حلايب داخل الحدود المصرية.
وفي عام 1902 قامت المملكة المتحدة والتي كانت تحكم البلدين حينذاك بجعل مثلث حلايب تابعاً للإدارة السودانية، لأن المثلث أقرب إلى الخرطوم منه إلى القاهرة.
ومساحة هذه المنطقة التي تقع على البحر الأحمر 20.580 كم2، وتوجد بها ثلاث بلدات كبرى هي حلايب وأبو رماد وشلاتين، أكبرها هي شلاتين وتضم في الجنوب الشرقي جبل علبة المنطقة محل نزاع حدودي بين مصر والسودان الا انها حاليا .
وظلت المنطقة تابعة للسودان منذ عام 1902 ولكن ظهر النزاع إلى السطح مرة أخرى في عام 1992 عندما اعترضت مصر على إعطاء حكومة السودان حقوق التنقيب عن البترول في المياه المقابلة لمثلث حلايب لشركة كندية فقامت الشركة بالانسحاب حتى يتم الفصل في مسألة السيادة على المنطقة
سحب البلدان قواتهما من المنطقة في التسعينات وتمارس مصر سيادتها على المنطقة وتديرها وتستثمر فيها منذ ذلك الوقت. وفي عام 2000 قامت السودان بسحب قواتها من حلايب وقامت القوات المصرية بفرض سيطرتها على المنطقة منذ ذلك الحين.