اكدت اسرائيل الاحد تصميمها على منع اي محاولة جديدة لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، عبر السبل الدبلوماسية وحتى بالقوة، مع محاولة سفينة استأجرتها مؤسسة القذافي الليبية.
وفي هذه الأثناء وصلت سفينة الأمل التي تحمل مساعدات ليبية إلى قطاع غزة الفلسطيني المحتل، ظهر الأحد إلى جزيرة كريت اليونانية في البحر المتوسط في طريقها إلى غزة، على الرغم من التهديدات العسكرية والسياسية الاسرائيلية بمنعها أو تغيير مسارها إلى ميناء العريش المصري أو"اسدود" المحتل.
وقالت مصادر ليبية وأخرى فلسطينية أن السفينة لن تتجه إلى أي ميناء إلا غزة وأنها مصممة على ذلك، وحذرت من تكرار جريمة "مجزرة الحرية" بحق متضامنين أتراك سقط منهم تسعة شهداء في رحلة إلى المحاصرين الفلسطينيين في الحادي والثلاثين من أيار- مايو في عرض المياه الدولية للمتوسط.
وتشرف على السفينة الليبية "الأمل" المؤسسة التي يرأسها المهندس سيف الاسلام نجل القائد الليبي معمر القذافي، وتحمل السفينة نحو ألفي طن من المواد الغذائية الأساسية والأدوية وحليب الأطفال وعشرة من أنصار مؤسسة القذافي بالاضافة إلى 12 من أفراد الطاقم من كوبا وهايتي وسوريا والهند، والناشطون من ليبيا باستثناء واحد نيجيري وآخر مغربي.
وأكد ممثل مؤسسة القذافي للتنمية الموجود على متن السفينة، ان السفينة في طريقها إلى ميناء غزة، وقال ما شاء الله زوي ممثل مؤسسة القذافي للتنمية، في اتصال هاتفي بواسطة الاقمار الاصطناعية "اننا نتوجه إلى غزة، ولن نغير الوجهة".
وعندما سئل عن الموقف الذي سيتخذ في حال حصول أي تدخل عسكري اسرائيلي، قال زوي ان المؤسسة لا تسعى إلى "المواجهة أو الاستفزاز".
وكان المدير التنفيذي لمؤسسة القذافي للتنمية يوسف صوان أعلن السبت ان السفينة التي أعدتها المنظمة لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة لا تزال متجهة إلى القطاع، وقال صوان في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية من اثينا ان "السفينة تتجه إلى غزة كما هو مقرر".
وفي غزة، قال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، في بيان صحفي، إن السفينة لن تتجه إلى أي ميناء آخر، محذرا في الوقت ذاته من تكرار "مجزرة" أسطول الحرية بحقها بعد التهديدات الإسرائيلية بمنعها بالقوة.
وأكد الخضري أن هدف السفينة التي تقوم عليها مؤسسة القذافي، إنساني بإيصال المساعدات الاغاثية والأدوية وسياسي بكسر الحصار والعزلة عن غزة.
وكشف الخضري أن هناك العديد من المبادرات العربية والإسلامية والغربية لتسيير قوافل برية وبحرية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يقرب من أربع سنوات.
وكان النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي أحمد الطيبي اكد في وقت سابق ان السفينة الليبية تتجه إلى غزة "كما كان مقررا".
وقال الطيبي الذي يترأس كتلة القائمة الموحدة العربية للتغيير "اكدت لي المؤسسة ان السفينة ستحاول الوصول إلى ميناء غزة لإفراغ حمولتها"، مشددا على "الأهمية السياسية والانسانية لموضوع كسر الحصار".
وكثفت "اسرائيل" محاولاتها الدبلوماسية، خصوصا لدى اليونان ومصر، للحؤول دون توجه السفينة الليبية إلى قطاع غزة، بينما رفع جيشها حالة التأهب إلى أقصى درجاتها استعداداً لاعتراض سفينة المساعدات الليبية "الأمل" ومنعها من الوصول لشواطئ قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليه منذ اكثر من سنتين ونصف .
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال صباح الأحد عن مصدر عسكري إسرائيلي مسؤول قوله "إن الحديث يدور هنا عن سفينة شحن لا تقل نشطاء متطرفين، غير أن سلاح البحرية يتهيأ لمواجهة أي احتمال مثل اتخاذ قرار من قبل طاقم السفينة بالتوجه نحو غزة".
وأضاف أن الجنود الإسرائيليين تلقوا أمراً باستخدام القوة ضد ركاب السفينة "إذا اقتضت الضرورة ذلك".