arpo28

صنعاء مدينة الفصول الأربعة في اليوم الواحد

قديما كان اسمها «أزال» فلما نزل بها الأحباش ونظروا إلى مبانيها المرتفعة المشيدة بالحجارة قالوا هذه صنعة ومعناها بلسانهم حصينة فسميت لذلك باسم «صنعاء».

اليوم إنها صنعاء، العاصمة السياسية للجمهورية اليمنية، وفي وسطها تقع مدينة صنعاء القديمة ذات الجذور الضاربة في عمق التاريخ منذ عهد مؤسسها سام ابن نوح عليه السلام، هذه المدينة العتيقة التي تفوح من أزقتها وحواريها رائحة الحضارة وعبق التاريخ.
تقع مدينة صنعاء على أعلى مرتفع في منطقة الجزيرة العربية، على ارتفاع 2500 متر من مستوى سطح البحر مما اكسبها صفة التفرد بمناخ قل نظيره في العالم، حيث يتميز مناخ مدينة صنعاء بالتنوع الغريب ما بين الحار والبارد والمتوسط والمعتدل على مدار الأربع والعشرين ساعة، وفي أي فصل من الفصول الأربعة للسنة.. ولذا أطلق عليها صفة (مدينة الفصول الأربعة لليوم الواحد)، والزائر لها يشعر ما بين الفينة والأخرى بمناخ خاص وكأنه فصل منفرد من فصول السنة.

موقعها
إذا نظرنا إلى الخريطة لتحديد الموقع الجغرافي لمنطقة الجزيرة العربية نجدها تقع على دوائر العرض ما بين5درجات و30درجة شمال خط الاستواء، وهذه المنطقة تنقسم إلى إقليمين مناخيين كل إقليم له مميزاته الخاصة..
- الإقليم الموسمي: يقع على دوائر عرض ما بين 5درجات و18درجة شمالا ويتميز بصيف حار غزير الأمطار وشتاء بارد جاف.
- المناخ الصحراوي الجاف: ويقع على دوائر عرض من 18 الى30 شمالا ويتميز بصيف شديد الحرارة ومعتدل الحرارة شتاء.
وهذا ما يعني أن منطقة شبه الجزيرة العربية بدولها تتميز بصيف حار باستثناء مدينة صنعاء التي بهذا الوقت تتميز بصيف بارد نتيجة ارتفاعها عن سطح البحر، إضافة إلى الأمطار الغزيرة التي تهطل خلال فصل الصيف.. حتى الأمطار التي تسقط عليها لها خصوصية مقارنة ببقية المدن اليمنية، حيث نجد هطول الأمطار على مدينة صنعاء على فترات متقطعة من اليوم قد تصل إلى ثماني مرات خلال الأربع وعشرين ساعة، وبعد هطول زخات المطر تتبدد الغيوم وتسطع الشمس يعقبه تراكم غيوم جديد وهطول زخات جديدة.. هكذا يتكرر هذا المنظر البديع خلال اليوم الواحد عدة مرات.

مدينة سياحية
هذا الجو البديع لمدينة صنعاء جعل منها مدينة جذب سياحي ومنتجعا صيفيا لأبناء شبه الجزيرة العربية والعالم جميعا..والذين يقصدونها هربا من حرارة الصيف الملتهبة والشمس المحرقة ،إنها تأسر الروح، بحب في الفؤاد استتر..إنها أم حضارات البشر، ومنبع لكل جمال انتشر، بروعة امتزاجٍ ألوانها، بين صخور البراكين وزخات المطر وزرقة السماء .. وعشبها الأخضر المنتثر، ترتفع بأرضها، وهي تباهي بل تضاهي السَحاب باعتزاز وشموخ وفخر نسماتها الطيب .. وكأنها مبخرة للعود والمسك والعنبر.

زر الذهاب إلى الأعلى