استنكر الكثير من منظمات المجتمع المحلي من التعتيم والسرية التي فرضت على تقرير المعرفة العربي 2010- 2011، الذي أقيمت فعالية تدشينه في فندق موفنبيك يوم الأربعاء 4 أغسطس 2010 والتي كان دون المستوي ودون القيمة التي يسعى إلى تحقيقها كما وصف.وهي حالة فريدة ونادرة لم يسبق لها مثيل، حيث اقتصر الحضور على الجانب الرسمي والداعمين وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي undp وتغيب عن الحضور المعنيون بالأمر من أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والمتخصصين والباحثين والمهتمين والإعلاميين وغاب عنها التعدد والتنوع والألوان كما جاء في البيان الصادر بهذا الخصوص.
وتساءل البيان عن سبب تحويل هذا المنجز العظيم والجهد الكبير الذي بذل ليصبح تداوله سريا والاطلاع عليه رجعيا والاستفادة منة عارضيا وحضور تدشينه انتقائيا ومناقشته غيبيا. وهو الموقف الذي يجعلنا نتساءل ما جدوى تقرير ضخم بما احتواه من معلومات وبيانات قيمة ونفق الملايين من الدولارات لانجاحه و اخراجه للوجود للاستفادة منة واعتماد مضامينه؟
لماذا في اليمن يبهت الاهتمام بهذا التقرير وفيه منافع ومعالجات بالغة الدلالة.. رغم إن التقرير نفسه وللعام الماضي 2009م تطرق لمسألة حجب المعلومات وكيفية معالجتها مستقبلا.. وعليه إننا ندعو إلي وقف المهازل والتصرفات الصبيانية في مثل هذه الفعاليات. وإننا ندين ونستنكر حفل التدشين السطحي كما ندعو ونطالب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي undp ومؤسسة محمد بن راشد اًل مكتوم إلي إشراك فعلي لكل منظمات المجتمع المدني وشركاء التنمية دون تسطيح وندعو إلى لقاءات واسعة بدون التفاف أو استبعاد لأحد.
وكان اكد في افتتاح الورشة التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي اهمية الورشة التي تأتي في اطار الاعداد لتقرير المعرفة العربي 2010/ 2011م الذي يدور هذا العام حول اعداد الاجيال القادمة لمجتمع المعرفة باعتبارهم مستقبل الغد المشرق.
وأشار إلى اهمية المعرفة في بناء الأجيال وما يعانيه الوطن العربي في هذا الجانب باعتباره مستهلكاً غير جيد للمعرفة ، لافتاً إلى ما تمثله مثل هذه التقارير والدراسات المتخصصة في الإسهام في معرفة الحالة التي نعيشها ومكامن القوة والضعف لنستطيع من خلالها التعرف على الحلول من وجهة نظر متخصصة ومحايدة .
وأضاف الوزير الجوفي: من هنا جاءت موافقتنا على ان تدرس اليمن في هذا التقرير كحالة لمعرفة جوانب القصور وجوانب القوة بغرض الاستفادة من مخرجات هذا التقرير في معالجة تلك الجوانب.
واستعرض جهود وزارة التربية والتعليم في سبيل تجويد وتحسين التعليم من خلال اربع استراتيجيات للتعليم «الاساسي والثانوي ، محو الأمية وتعليم الكبار ، الفني والمهني ، التعليم العالي» ، لافتاً إلى ضرورة امتلاك الأدوات المناسبة للحديث عن مجتمع المعرفة .
من جانبه اشار المدير التنفيذي لقطاع ريادة الأعمال بمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم سلطان لوتاه إلى اهتمام المؤسسة بإعداد وتنمية الشباب لقيادة مجتمعاتهم نحو اقتصاد المعرفة ، لافتاً إلى مايعانيه الوطن العربي من قلة مصادر المعلومات مما يقف عائقاً امام مشاريع التنمية في الوطن العربي.
وأضاف:« جاء اصدار تقرير المعرفة العربي 2009م ،نحو تواصل معرفي منتج، وذلك لوجود حاجة ماسة لمورد ملائم لإمداد دول المنطقة بما تحتاجه من كفاءات بشرية قادرة على تحقيق طموحاتها واهدافها التنموية وذلك بالتعاون مع المكتب العربي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي».
وتطرقت كلمتا الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي براتيبا مهتا ومدير تقرير المعرفة العربي الدكتور غيث فريز إلى ان الهدف من التقرير تقديم آراء وتحليل للمهتمين في الوطن العربي وإثارة الحوار وتعزيز النقاش للخروج برؤى واضحة حول الوضع الذي نعيشه في سبيل دعم المسيرة التنموية.
وأشارت كلمة الكاتب الرئيسي لحالة اليمن صبرية الثور إلى سعيها في ان يكون التقرير خلاصة لرؤية وخبرات نخبة من المفكرين والتربويين وكل من له اهتمام في هذا الجانب من خلال منهجية تعتمد العمل التشاركي، مبينةً ان هذه الورشة الخطوة الأولى في تلك المنهجية .
ولفتت إلى اهمية تناول قضايا التحول لمجتمع المعرفة وتحديات بلوغ هذه الغاية من منظور ان المسؤولية الجماعية تحتمها حقيقة ان اقتصاد المعرفة يرتكز على مادته الخام وهي العقول .
وعقب الافتتاح بدأت جلسات العمل التي تم فيها تقديم تقرير المعرفة العربي للعام 2010/ 2011م كما جرى مناقشة مواصفات ورؤى تحقيق مجتمع المعرفة وعلاقة مجتمع المعرفة بالتنمية الانسانية والحرية وحاجة عملية التنمية المستدامة وإقامة مجتمع المعرفة إلى رأس المال المعرفي الإنساني.
كما تطرقت إلى الكفايات «المهارات والقدرات» والقيم الواجب توافرها عند الناشئة لولوج مجتمع المعرفة والبيئات التمكينية المطلوبة لتسهيل ولوج مجتمع المعرفة وكذا التحرك نحو اعداد الناشئة لمجتمع المعرفة.
حضر الافتتاح سفير الامارات العربية المتحدة بصنعاء عبدالله المزروعي.