أفرج القضاء الألماني بكفالة الجمعة عن يوري برودسكي الذي يشتبه بأنه عميل استخبارات إسرائيلي متورط في اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في يناير/ كانون الثاني الماضي في دبي بدولة الإمارات.
وجاء الإفراج عن المتهم بعد أن مثل اليوم الجمعة أمام قاض بمدينة كولونيا غرب ألمانيا حيث تم الحصول على جواز السفر، فحكم بإطلاق سراحه بكفالة "مناسبة" بحسب ما أفاد المدعي العام والمتحدث باسم النيابة العامة في كولونيا راينر فولف لوكالة الأنباء الفرنسية من دون أن يكشف عن قيمة الكفالة.
وقال فولف "مذكرة التوقيف علقت بعد التوصل إلى اتفاق بين المحكمة ومكتب المدعي العام" موضحا أن في وسع برودسكي الآن العودة إلى إسرائيل إذ أن العقوبة القصوى التي يواجهها هي غرامة ستغطيها الكفالة.
وأضاف "المشتبه به يمكنه السفر إلى أي جهة يرغبها بينما الإجراءات القضائية ضده في ألمانيا سوف تستمر".
واتهم برودسكي بالحصول بصورة غير شرعية على جواز سفر باسم مايكل بودنهايمر، وكان هذا الجواز في عداد الجوازات التي استخدمها أحد عناصر الوحدة التي قامت باغتيال محمود المبحوح في غرفة بأحد فنادق دبي.
وكانت السلطات البولندية سلمت برودسكي الأربعاء الماضي إلى ألمانيا بعدما اعتقل في الرابع من يونيو/ حزيران الماضي في مطار وارسو بناء على مذكرة توقيف أوروبية أصدرتها ألمانيا للاشتباه بحصوله على جواز سفر ألماني بطريقة غير شرعية.
تهمة التزوير
وكانت ألمانيا تطالب بتسليمها برودسكي أساسا بتهمة التجسس، غير أن محكمة بولندية حكمت هذا الشهر بأنه لا يمكن تسليمه سوى بتهمة تزوير وثائق، في إشارة إلى جواز السفر المزور الصادر بمدينة كولونيا عام 2009.
وقال مكتب المدعي العام الفدرالي الألماني إن هذه الشروط البولندية تمنع توجيه تهمة التجسس إلى المواطن الإسرائيلي.
وبعدما تم توقيفه، طلبت إسرائيل من بولندا إعادة مواطنها إلى بلاده وعدم تسليمه إلى ألمانيا.
وكان رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك أقر بعيد اعتقال برودسكي بأن القضية "حساسة" متمنيا ألا تضر بعلاقات وارسو مع إسرائيل وألمانيا.
وفي ألمانيا، تمت مناقشة الملف على أعلى المستويات بين المستشارة أنجيلا ميركل وأجهزة الاستخبارات.
احتمال ضئيل
وأوضح مدعي عام كولونيا أنه من الممكن نظريا في حال عاد برودسكي إلى إسرائيل، أن توجه إليه تهمة التجسس إن عاد إلى ألمانيا أو تم توقيفه في بلد ثالث، غير أن هذا الاحتمال يبدو ضئيلا.
وكانت شرطة دبي، التي تعتقد أن وحدة الكوماندوز التي اغتالت المبحوح تابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي، نشرت قائمة بأسماء 26 شخصا –وهم 12 بريطانيا وستة إيرلنديين وأربعة فرنسيين إضافة إلى ثلاثة أستراليين وألماني- يحملون جوازات سفر مزورة، لافتة إلى أن مستخدمي هذه الجوازات انتحلوا هويات أصحابها الحقيقيين.
على إثر ذلك، قامت أستراليا وبريطانيا وإيرلندا بطرد دبلوماسيين إسرائيليين احتجاجا على استخدام جوازات سفر تابعة لها في تلك العملية.
من جهتها، نفت إسرائيل أي ضلوع للموساد في اغتيال المبحوح مؤكدة أنه ليس هناك ما يثبت تورط جهاز استخباراتها في العملية، بالرغم من تلميح وسائل إعلام إسرائيلية بوضوح إلى ذلك.
يُذكر أن المبحوح، القيادي بحركة حماس، اغتيل بأحد فنادق دبي في 19 يناير/ كانون الثاني 2010، ويشتبه أن فرقة كوماندوز من الموساد كانت وراء عملية الاغتيال التي لقيت إدانة من دول عديدة اُستعملت جوازات سفرها في العملية.