وجه وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، تهديداً شديد اللهجة للسفينة اللبنانية "مريم" التي تعتزم الانطلاق من السواحل اللبنانية الأحد باتجاه قبرص، ومنها إلى سواحل قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار المضروب حوله، فقال إن الرحلة "لا تحمل طابعا انسانيا بل تعتبر استفزازا معاديا."
وفي الوقت الذي ذكرت فيه تقارير إعلامية في إسرائيل أن السلطات القبرصية لن تسمح للسفينة بدخول مياهها الإقليمية، قالت أوساط مقربة من منظمي الرحلة إن ذلك يخالف القانون الدولي، ولم يسبق أن قامت أي دولة بخطوة مماثلة.
ونقل تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله عن ياسر قشلق، رئيس حركة "فلسطين حرة" قوله: "لا يحق للحكومة القبرصية أن تتخذ هكذا موقف وتمنع السفينة التي أخذت إذناً من لبنان بالإبحار وإلا تكون تخالف الأحكام الدولية،" واعتبر أن هذه "سابقة خطيرة لم تحصل في التاريخ."
وبالعودة إلى الموقف الإسرائيلي، فقد دعا باراك حكومة لبنان إلى: "تحمل مسؤولياتها ومنع إبحار سفينة مريم،" مشيراً إلى أن رحلة السفينة "تعتبر استفزازا معاديا يهدف إلى مساعدة تنظيم إرهابي يسعى لقتل وإصابة مواطنين إسرائيليين."
وأكد باراك أن إسرائيل "ستسمح للسفينة بالوصول إلى مصر أو إلى ميناء أسدود وستوافق على نقل المساعدات الإنسانية المرسلة إلى الفلسطينيين بعد خضوعها لتفتيش أمني، ولكنها ستكون مضطرة لاعتراض السفينة وتحويل وجهتها إلى ميناء أسدود، إذا أصرت على الوصول إلى شاطئ غزة.
ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي "جهات في المجتمع الدولي" إلى ممارسة "نفوذها" على حكومة بيروت لمنع انطلاق هذه الرحلة.
كان منظمو رحلة "سفينة مريم" قد أعلنوا الخميس، إن الباخرة التي تحمل مواد إغاثة وناشطات من النساء فقط، ستتوجه إلى قطاع غزة مساء يوم الأحد المقبل من مرفأ طرابلس اللبناني باتجاه قبرص ومن ثم إلى القطاع.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن منسقة الرحلة سمر الحاج قولها إن "سفينة مريم ستنطلق لفك الحصار عن غزة والوقوف في وجه الصهاينة.. سنبحر يوم الأحد المقبل عند الساعة العاشرة ليلا ولن يتمكن احد من عرقلتنا."
وأضافت، وفقا للوكالة، "نطلب من الجميع أن يأتوا ويودعوا مريم، ويضيء كل مواطن شمعة على شرفة منزله، ولترفع الصلوات على نية مريم، والمثل يقول: السيدة التي تهز السرير بيمينها يمكن أن تفك الحصار بيسارها."
وفي يونيو/حزيران الماضي، أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة بأنها تحتفظ لنفسها بحق استخدام "جميع الوسائل اللازمة" لوقف السفينة التي ستبحر من لبنان إلى قطاع غزة، داعية الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي إلى التدخل لوقف إبحارها، مع التحذير بأن محاولتها كسر الحصار المفروض على القطاع قد يؤدي إلى "تأثر السلام في المنطقة."
واتهمت مندوبة إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غابريالا شاليف في رسالة إلى الأمين العام بان كي مون، ومجلس الأمن الدولي المسؤولين عن رحلة السفينة اللبنانية "مريم" بالارتباط بحزب الله، دون أن تستبعد "قيامهم بتهريب عناصر إرهابية ووسائل قتالية في السفن،" بينما سارع الحزب في بيروت إلى نفي صلته بالسفن ورحلتها المقبلة.
كانت السلطات الإسرائيلية خففت من شدة حصارها على غزة منذ يونيو/حزيران في أعقاب غارة شنتها على سفينة "مرمرة" التركية، التي كانت فر طريقها إلى غزة، ما أسفر عن مقتل 9 نشطاء أتراك.
والشهر الماضي اضطرت سفينة مساعدات ليبية كانت متجهة إلى قطاع غزة، إلى التحول إلى أحد الموانئ المصرية، بعد رفض إسرائيل السماح لها بالوصول لغزة، ما دفع منظمي الرحلة إلى توصيل المساعدات إلى القطاع المحاصر عن طريق البر.