بعد نحو العامين من تسلم باراك اوباما رئاسة الولايات المتحدة، اظهر استطلاعان للراي نشرا في الولايات المتحدة الخميس ان واحدا من بين كل خمسة اميركيين يعتقد ان اوباما مسلم وذلك وسط ضجة حول خطط بناء مسجد قرب موقع هجمات 11 ايلول/سبتمبر في مدينة نيويورك.
وقال نحو 30% من الاميركيين انه يجب منع المسلمين من الترشح للرئاسة أو العمل في المحكمة الاميركية العليا، طبقا لاستطلاع نشرته مجلة تايم ويتوفر على موقعها "تايم.كوم".
واظهر هذا الاستطلاع ان 24% من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون ان اوباما، الذي يتردد بانتظام على الكنيسة ويدلي بالعديد من التصريحات حول ايمانه المسيحي، هو مسلم، بينما قال 18% نفس الشيء في دراسة اجراها معهد بيو للديانات والحياة العامة.
وتعد نتيجة الاستطلاعين مصدر ازعاج جديد للرئيس اوباما وحزبه الديموقراطي، الذين يشعرون بالقلق من انهم يواجهون معركة صعبة في الانتخابات البرلمانية النصفية في تشرين الثاني/نوفمبر والتي تحدد السيطرة على الكونغرس الاميركي، وذلك بسبب المصاعب الاقتصادية.
وقد اجرى معهد بيو الاستطلاع قبل تصريحات الرئيس الاميركي الاسبوع الماضي التي دافع فيها عن حق المسلمين في اقامة مسجد قرب موقع هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر في نيويورك باسم حرية المعتقد التي يضمنها الدستور.
واجرت مجلة "تايم" استطلاعها بعد تلك التصريحات.
وتوعد جمهوريون من بينهم عدد من الطامحين في الترشح للرئاسة عام 2012، بجعل قضية دعم اوباما لمشروع بناء المسجد والذي تعارضه غالبية من الاميركيين، قضية رئيسية في الانتخابات المقبلة.
واظهر استطلاع معهد بيو ارتفاع عدد الاميركيين الذين يعتقدون ان اوباما مسلم من 11 بالمئة في اذار/مارس 2009 إلى 18% في الاستطلاع الحالي، الا انه اشار إلى ان هذا الراي "اكثر انتشارا بين خصوم اوباما السياسيين مقارنة مع مؤيديه".
وقال الاستطلاع انه ومع ذلك "فحتى بين العديد من انصاره ومؤيديه، فان اقل من النصف يقولون الان ان اوباما مسيحي. وبين الديموقراطيين على سبيل المثال، يقول 46% انه مسيحي، اي بانخفاض عن النسبة في اذار/مارس 2009 والتي وصلت إلى 55%".
وطبقا لاستطلاع بيو فان 34% فقط قالوا ان اوباما مسيحي، بانخفاض عن نسبة 48% في اذار/مارس الماضي، بينما قال 43% انهم لا يعرفون ديانته، اي بارتفاع من نسبة 34%.
اما استطلاع مجلة "تايم" فقد اظهر ان 47% من المستطلعة اراؤهم قالوا ان اوباما مسيحي، بينما قال 24% انهم لا يعرفون ديانته.
واجرى المعهد الاستطلاع على 3003 اشخاص في الفترة من 21 تموز/يوليو إلى 5 اب/اغسطس بهامش خطأ نسبته 2,5%، بينما بلغت 3% في استطلاع تايم.
ورصدت مجلة تايم عداء كبيرا للاسلام بعد تسع سنوات من الهجمات التي شنها زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن على الولايات المتحدة في 11 ايلول/سبتمبر.
وقال 46% ان الاسلام يشجع العنف ضد غير المؤمنين به اكثر من اي ديانة اخرى، مقارنة مع 39% قالوا انه "مثل غيره من الاديان" و6% قالوا انه اقل من غيره تشجيعا على العنف.
وراى 32% من المستطلعين انه يجب منع المسلمين من الترشح للرئاسة، بينما قال 28% انه يجب منعهم كذلك من العمل في المحكمة العليا، وقال 25% ان معظم المسلمين الاميركيين لا يؤمنون بالقيم الاميركية.
وفيما يتعلق بمشروع بناء المسجد المثير للجدل في نيويورك، قال 23% انه سيكون رمزا للتسامح الديني، بينما راى 44% انه سيكون "اهانة" لضحايا 11 ايلول/سبتمبر، فيما راى 27% انه سيكون الاثنين معا.
وبشكل عام فلم تتعد نسبة المؤيدين للمشروع 26%، بينما فضل 61% عدم بنائه، حسب المجلة.
كما اظهر الاستطلاع ان 34% من المستطلعة اراؤهم يعارضون بناء مركز اسلامي ومكان عبادة للاديان الرئيسية في الولايات المتحدة على مسافة قريبة من منازلهم.
وقال 24% انه سيعارضون بناء مشروع مماثل لطائفة المورمون، فيما قال 18% انهم سيعارضون بناء معبد يهودي، فيما عارض 14% اقامة مكان عبادة كاثوليكي.
ورد البيت الابيض معلنا لصحيفة واشنطن بوست ان هذه الافكار الخاطئة عن ديانة الرئيس هي نتيجة "حملات تضليل اعلامي" يشنها معارضوه.
وقال جوشوا دوبوا مستشار البيت الابيض في الشؤون الدينية انه "فيما الرئيس ورع وملتزم شخصيا في ايمانه المسيحي، فان الناس مصممون على اشاعة معلومات مغلوطة حول الرئيس، حول قيمه ومعتقداته".
من جهته قال متحدث باسم اوباما ان "الرئيس هو بالطبع .. مسيحي. انه يصلي كل يوم ويأخذ بانتظام بنصائح مجموعة من القساوسة".
وقال بيل بورتن متحدثا في الطائرة التي كانت تنقل اوباما الخميس إلى مقر عطلته الصيفية في جزيرة مارثاز فاينيارد (ماساتشوستس، شمال شرق) ان "ايمانه في غاية الاهمية بالنسبة له، لكنه ليس مدرجا على جدول اعمال محادثاته اليومية".
وسئل عن السبب خلف هذه الافكار الخاطئة لدى العديد من الاميركيين فاوضح ان "الناس يركزون انتباههم على مشكلات اخرى ولا يعيرون اهتماما كبيرا لايمان الرئيس".
واضاف ان "اولوية الرئيس ليست ان يعرف الاميركيون كم انه متدين بل ان نعمل على اعادة تحريك عجلة الاقتصاد وتوفير وظائف في هذا البلد".