arpo23

مدير عام قناة سبأ: حققنا 30% من طموحاتنا رغم أننا نعمل بأجهزة قناة اليمن

أكد الزميل عادل الحبابي مدير عام قناة (سبأ) الفضائية أن أي مقارنة لقناة سبأ مع القنوات الأخرى تعتبر ظالمة بحسب ما تملكه من إمكانات ؛لأن الطموحات في واد والإمكانيات في واد آخر..

ومع ذلك يقول "حققنا 30% مما كنا نطمح إليه بالرغم من أننا نعمل بأجهزة قناة اليمن الفضائية. لا توجد لدينا سوى وحدة مونتاج حتى اليوم و نتمنى تنفيذ توجيهات فخامة الأخ الرئيس حتى تستطيع القناة القيام بدورها"..

ووصف علاقتهم بالقنوات الرسمية الأخرى بعلاقة تعاون من أجل اليمن، وإن كان هناك اختلاف فهو لمصلحة العمل وليس خلافاً شخصياً، وتطرق إلى جوانب عديدة تجدونها في ثنايا الحوار التالي المنشور في صحيفة "14 أكتوبر":

* بداية حدثنا عن قناة سبأ وما الذي حققته منذُ إنشائها؟.

** منذُ أن افتتحت القناة في 18 /3/ 2008م ونحن نبذل كل ما نستطيع لتحقيق أهدافها، وبقدر ما توفر لنا من إمكانيات عملنا، لكن تقييمي لما أنجزناه خلال العامين الماضيين يعتبر جزءاً من طموحنا الذي كنا نتمنى أن ننجز أضعافه عشر مرات، لأن طموحنا كبير، ولكن للأسف الشديد كانت الطموحات في واد والإمكانيات الفنية والمادية في واد آخر، حيث إن عدم وجود الإمكانات الفنية وتحديداً الكاميرات ووحدات المونتاج والاستوديوهات الخاصة بالقناة (الأدوات الفنية التي تقوم عليها القناة) ساهم بشكل كبير في الحد من طموحنا، وأقول إننا حققنا نسبة 30 % من الطموح الذي كنا نتمنى أن نحققه، وإن شاء الله تتوفر لنا الإمكانات خاصة الفنية قريباً، وإلى وقت توفيرها نستطيع أن نقول إننا سنحقق ونحقق..

متخصصة

* قناة سبأ باعتبارها متخصصة، ما الذي يميزها عن غيرها من القنوات اليمنية الرسمية والخاصة؟.

** يميز قناة سبأ شيء واحد، أنها اختطت خطاً محدداً، وهو تنمية الولاء الوطني ومضيها في هذا الخط المحدد الهادف إلى تنمية حب اليمن عند الناس، وهذه كانت رسالة القناة منذُ بداية بثها، وكما يعرف الجميع منذُ اليوم الأول لافتتاح القناة كان شعارها «اليمن في قلوبنا» والحمد لله أصبح هذا الشعار الآن يردد على لسان كل المواطنين في كل المحافظات اليمنية، وقد تبنت الشعار أكثر من جهة وأصبح مكسباً لقناة سبأ ولكل الذين تعاونوا في نشر هذا الشعار الذي يروج لحب اليمن ويعزز الولاء الوطني، كما أن حب الوطن عند الشباب لم يأت من فراغ، وإنما جاء من عمق قناعات ووفق دراسات للمجتمع خلال السنوات العشر الماضية، وما ظهر فيها من بعض الحركات هنا أو هناك أو بعض المقابلات فهي من بعض الشخصيات التي (لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب) تجاه هذا الوطن، فكانت الفكرة أن نقوم بتنمية الولاء الوطني وأن نقوم بترسيخ حب الوطن في قلوب الناس، والحمد لله كانت الاستجابة كبيرة من القيادة السياسية ووزارة الإعلام بتسخير كل الإمكانيات لنا، أو التي أتيحت لنا، لنقدم شيئاً للمجتمع عن حب اليمن، لأننا فعلاً لو أحببنا اليمن سنقضي على كثير من المشاكل التي تنشأ بين الحين والآخر، وأنا أقول إن حب اليمن موجود في قلب كل إنسان يمني لكن ربما بعض المشاكل أو الحالات الشخصية للبعض من الناس ساهمت في وجود (غبار) يغطي على هذا الحب، وأنا متأكد كل التأكيد من أنه لا يوجد يمني شريف وأصيل لا يحب اليمن، وإن وجد من يكره اليمن ولديه جواز أو بطاقة يمنية، فأنا أقول: هذا ليس يمنياً بل هو دخيل على الوطن اليمني.

التوجه الإعلامي

* هذه خطوط عريضة لتوجه القناة، ولكن ما تخصصها في توجهها الإعلامي؟.

** قناة سبأ قناة تعليمية شبابية سياحية، وقد حرصنا على إنتاج برامجها من خلال هذا المثلث ، بالإضافة إلى برامج الأطفال، وبالنسبة للبرامج التعليمية فهي تأتي إلى القناة من وزارة التربية والتعليم جاهزة، ومن خلال البرامج التي ننتجها نحاول أن يكون لدينا أهداف نروج لها داخل هذه البرامج، من ضمنها تعميق حب اليمن، ونقول للأطفال والرجال والنساء والشباب إن اليمن هي بلدكم ووطنكم.. أعطوها من أجل أن تعطيكم، ولا تسألوا ماذا أعطتنا اليمن، ولكن اسألوا أنفسكم ..ماذا أعطينا نحن لليمن خلال عمرنا وهي التي أعطتنا ومنحتنا كل شيء؟.

* ماذا عن الإمكانيات التي تملكها القناة من حيث الكادر الفني والإعلامي ووحدات الإنتاج…الخ؟.

** أنا تحدثت بصراحة مطلقة في أكثر من مكان أننا في قناة سبأ نعمل بالأجهزة المتوفرة لقناة اليمن الفضائية ولا توجد لدينا حتى اليوم سوى وحدة مونتاج نعمل بها للنشرات المختلفة والأخبار. فنحن ننتج ثلاث نشرات سياسية باللغة العربية، وثلاث نشرات رياضية محلية وعربية وعالمية، بالإضافة إلى نشرة فرنسية ونشرة إنجليزية، وبقية الأعمال كلها تنتج عبر أجهزة قناة اليمن، وهذا يؤثر على عملهم وعملنا، وإن شاء الله يتم توفير الأجهزة الخاصة بقناة سبأ، تنفيذاً لتوجيهات فخامة الأخ الرئيس الأخيرة حتى نستطيع أن نقوم بعملنا، ونتمنى أن تخرج هذه التوجيهات إلى حيز التنفيذ، ونتمنى على الحكومة سواء وزارة المالية أو وزارة الإعلام العمل على تنفيذها.

الحضور الإعلامي

* كيف تقيم الحضور الإعلامي لقناة سبأ؟. هل أدت دورها وفق ما أتيح لها من إمكانيات؟.

** طبعاً لن أقيم القناة، ولكنني أطمح أن تكون قد أدت الذي عليها، وأنا أريد تقييم الشارع وأرفض أن أقيم عملي، فأنا عملت بما أتيح لي من إمكانيات، وتقييم ما عملته يعود للمجتمع والشارع.. هل فعلاً الشارع اليوم يشاهد قناة سبأ؟، فإذا كان المجتمع يشاهد قناة سبأ ولا يمر عليها مرور الكرام، أو يشاهدها المواطن لمدة ساعتين أو ساعة أو نصف ساعة، عندها أقول إنني حققت شيئاً لأني جعلت المواطن يشاهد القناة، وأي مقارنة لقناة سبأ الآن مع أي قناة من القنوات الأخرى تعتبر ظالمة، لأنه لا توجد مقارنة بين ما نمتلكه من الإمكانيات وما تمتلكه القنوات الأخرى، وكذلك بين ميزانية سبأ والقنوات الأخرى، وأتمنى أن تكون قناة سبأ قد استطاعت الوصول إلى قلوب الناس، لأنني أوجه تركيزي في العمل: كيف أنتج عملاً مؤثراً في الناس، ولا تهمني آراء الآخرين، يهمني فقط أن أجيد في العمل، وإذا جاءتني آراء أو انتقادات أتقبلها بكل روح رياضية وبكل صدر رحب، ويا ليت أن كل الناس ينتقدونني نقداً بناءً وليس مثل بعض الأقلام المأجورة، التي للأسف الشديد تكتب لمصالح أشخاص بعينهم، فأقول لهم: اخجلوا من أنفسكم واكتبوا من أجل اليمن، لأن القناة لم تأت من أجل فلان أو علان، بل جاءت لتخدم اليمن، فإذا كان هناك نقد للقناة فليكن نقداً للبناء ولنترفع عن الصغائر، ولنكبر، ولنكن أبناء مخلصين لليمن، أما إذا كان كل واحد يستغل الصحيفة التي يعمل فيها ليكتب ما يريد فهذه مهزلة يقودها رئيس التحرير الذي يسمح بوجود مثل هذه التفاهات، التي لا يؤيدها منطق أو وثيقة، فأنت عندما تنتقد أي عمل اعرف ما هي الإمكانيات المتاحة لهذا العمل، فأنا أرحب بالنقد، لكن انتقد وأعطني البديل، قل إن هذا الشيء خطأ وبالإمكان أن يكون صحيحاً.. أما أن تنتقد لأن المذيع الفلاني لم يعجبني أو المعد لم يعجنبي فهذا كلام سخيف، وصادر من أقلام سخيفة، ومثلما توجد هذه الأقلام التي تكاد لا تذكر، هناك الكثير من الشرفاء من الصحافيين، وأنا أعتز بزملاء كثيرين عندما يشاهد أحدهم أي مادة لا تعجبه يرفع سماعة التلفون ويتصل ويبدي ملاحظاته ويضع البديل، وأنا أتقبل الملاحظات، وقد سمعت لكثير من الزملاء نقدهم البناء لا الهدام ، وكل الشكر والتقدير لهؤلاء الزملاء الذين ينتقدون من أجل بناء الوطن ومن أجل ترسيخ استمرار هذه القناة للشباب التي تهتم بهم.

خارطة البرامج

* ما هي الملامح الرئيسية لخارطة قناة سبأ البرامجية على مدار العام؟.

** الملامح الرئيسية تغلب عليها البرامج السياحية والشبابية والرياضية، وأيضاً برامج موجهة للأطفال، ونشراتنا الإخبارية المتعددة كما ذكرت رياضية وسياسية محلية، حرصنا في هذه النشرات على ألا تزيد على العشر الدقائق إلى 12 دقيقة أو 15 دقيقة في النشرات الطويلة والنشرات الإنجليزية والفرنسية الموجهة للناطقين بالإنجليزية والفرنسية، بحكم أن قناة سبأ تصل إلى أوروبا وتصل إلى أماكن كثيرة تغطي أفريقيا وجزءاً كبيراً من أوروبا وإيران ومناطق في شرق أسيا، ونحاول أن نصل بأخبار اليمن لكل الناس ولكل الشعوب الناطقة بهذه اللغات.

القناة التعليمية

* ماذا عن القناة التعليمية التي تستقطع من ساعات بث قناة سبأ لتبث برامجها؟.

** طبعاً التوجيه الأخير صدر بتحويل قناة سبأ إلى قناة سياسية، وإن شاء الله سيتم إطلاق القناة التعليمية خلال الأشهر القليلة القادمة، وإلى أن يأتي هذا اليوم نحن ملتزمون ببث البرامج التعليمية في الأوقات المحددة لها في قناة سبأ، وإن شاء الله توفق وزارة التربية والتعليم والقائمون على القناة التعليمية في إطلاق القناة كي يستطيعوا العمل في هذا التخصص، لأنه فعلاً تخصص صعب جداً ومن المفروض أن تكون له جهة تعمل على إنتاجه وتوزيع ساعات بثه من خلال قناة خاصة.

نوعية البرامج

* هل تهتمون بالكم أم بالكيف في نوعية البرامج عند إقرار الخارطة البرامجية؟.

** طبعاً نحن نبث برامجنا خلال 24 ساعة، والكيف لابد من الاهتمام به، لأننا نوجه برامجنا للشباب، وإذا كان الهدف من الكم أن نغطي وقت البث فهذا سيعطي انطباعاً سيئاً عن القناة ويجعل الكثير من الناس يعزفون عنها، لأنها لا تهتم بالموضوع على حساب الساعة أو الساعتين أو الثلاث في البرامج، ونحن نحاول في برامجنا الاهتمام بالكيف والنوع قبل الكم، وميزانيتنا قليلة، و الحمد لله ،لكننا نحاول أن نضع النقاط على الحروف بما يساعدنا على أن ننهي العام، ولا نستعجل في إنتاج البرامج خلال شهر، بل ننتج عدداً مدروساً ونمضي خطوة خطوة.

ثلاث دورات برامجية

* هناك ثلاث دورات برامجية، ما هو نصيب الشباب منها؟.

** أستطيع القول إنه حتى البرامج السياحية والشبابية والرياضية متداخلة، لأننا نناقش أفكاراً للشباب، يعني مثلاً عندما ننتج برنامجاً للشباب نناقش فيه قضايا شبابية، فأين نصور نحن هذه القضايا وأين نلتقي بالناس؟والجواب: في الشوارع والأماكن السياسية، فنقوم بضرب عصفورين بحجر واحد، هدف شبابي وسياحي ورياضي في نفس الوقت، فالشاب رياضي وهو موجود في منطقة سياحية، والشاب طالب في الجامعة، فبرامجنا تحس أنها تجمع كل القضايا التي نناقشها أو نركز عليها في آن واحد، مثلاً لو كان البرنامج سياحياً بنسبة 80 % يكون 20 %منه للشباب، أيضاً لو كان البرنامج شبابياً يكون منه 80 % للشباب لمناقشة قضاياهم وجزء منه بنسبة 20 % موجهاً نحو منجزات الوطن وما تحقق من إنجازات، فنحن نصور في ملعب هو من إنجازات الوطن، ونصور في شوارع من إنجازات الوطن، ونصور في صالة رياضية من إنجازات الوطن وخير الوحدة.. تخيل أن تتحدث للشباب عن غير الوحدة وهم نصف الحاضر وكل المستقبل، يجب أن تتحدث إليهم ببرامج محددة لأنك تخاطب عقولهم وهذا العقل هو العقل المستنير اليوم، الذي يطمح إلى أن يشاهد منك الكثير بخلاف الشرائح الأخرى، ومخاطبة الشباب تعتبر تحدياً، لأنك تناقش وتتحدث أمام شاب متعلم يستطيع أن يطوف العالم خلال ساعة وبكبسة زر.

* وكيف تجذبه إلى القناة التي تبث منها البرامج إذاً؟.

** لابد من أن تحسن اختيار المعد والمقدم والمادة التي تقدمها، والأسئلة التي تثار خلال هذه البرامج لابد أن ترضي المشاهد، ولابد أن تجتذب المتابع للبرامج، وتجعل من المادة التي تقدمها إجابات للأسئلة التي تدور في ذهن المشاهد لا التي تدور في ذهنك أنت، وكأنك تقوم بتمثيلية على المشاهد، لا.. نحن نحاول أن نسأل الأسئلة التي هي فعلاً في عقول المشاهدين ونابعة من الواقع.

القدرات الإبداعية

* كيف تصف القدرات الإبداعية لمعدي ومقدمي البرامج ومحرري الأخبار وموظفي القناة بشكل عام؟.

** أنا قلت في بداية التأسيس للقناة وتحدثت في اجتماعات رسمية أنني أراهن على الشباب، وأريد أن أعطي فرصة للعمل مع الشباب، لا أريد العقول التي بدأت تمل من الحياة وبدأ الضجر يتسلل إلى عقولها وإلى شرايينها، أريد العقل النابض لنعمل معاً، كان الكثير يعيب علينا في قناة سبأ أن كل الكادر شبابي وليس لديهم خبرة أومعرفة، ولكن لدينا في القناة مجموعة من الشباب لهم خبرة ودراية بالعمل الإعلامي تم نقلهم من قناة اليمن، 70 % من العاملين في القناة هم شباب، والكثير منهم يدرس في أولى أو ثانية في الجامعة ومن خريجي الثانوية، ومع ذلك استطعنا أن نحقق بهم شيئاً رائعاً خلال السنتين اللتين مرتا من عمر قناة سبأ.. لماذا؟.. لأن القناة أصلاً موجهة لهؤلاء ومن في أعمارهم، فهم فعلاً أقرب، وأنا عندما راهنت عليهم لأن برامج القناة وأهدافها أصلاً موجهة للأعمار التي لا تزيد على 25 - 30 سنة، إذاً سيكونون أقرب لفهم مشاكلهم والحديث عنها، وأقرب لقضايا الفئات التي هي في نفس أعمارهم، يستطيعون الدخول معهم وسماعهم ليعرفوا مشاكلهم ويقومون بحلها، فأنا فخور بهؤلاء الشباب الذين أعمل معهم في قناة سبأ، وأقول: شكراً لكل الشباب الذين كانوا معنا في القناة منذُ التأسيس حتى اليوم، ولولا وجودهم وإخلاصهم وتفانيهم وسهرهم الليالي ونومهم داخل وحدات المونتاج لما كان للكثير من البرامج أن تظهر، فهناك الرغبة والتحدي لدى الشباب في صنع شيء وتحقيقه على الواقع.. وقد حققوه.

المكافآت

* من وجهة نظرك هل نال المبدع حقه من المكافآت المادية والمعنوية في قناة سبأ؟.

** نأمل ذلك.. وكما قلت لك إن ميزانيتنا المرصودة لا تقارن بما يصرف على بقية القنوات الرسمية، لكن نحاول أن نقدم أفضل مما يقدم في القنوات الأخرى، ربما التجربة الشخصية لعادل الحبابي وعمله في التلفزيون خلال السنوات الماضية وخروجه للعمل خارج اليمن أعطتنا شيئاً من الخصوصية في قناة سبأ، في معرفة ما يعانيه المذيع، وما يعانيه المعد والمخرج وفني الإضاءة، يعني أنت ابن التلفزيون وتعرف من خلال عملك لسنوات محرراً ومذيعاً ومعداً ومقدماً، وعملت فيها مع المصور في الميدان وتحت الشمس وبين المطر وفي الوادي وفي رأس الجبل، عملت مع كل الفئات ضمن عملية الإنتاج التلفزيوني، فبالتالي تعرف مشاكلهم وقدراتهم، وتعرف ما يعانونه وكيف يمكن أن تعطيه ولو الجزء الذي يرضيه، لا أقول الجزء الذي يجعله سعيداً لكن على الأقل جزءاً من حقه، وإن شاء الله سوف نوفق، وأنا شخصياً أرى أن الأجور التي تعطى للمبدعين في التلفزيون للأسف الشديد لا تزيد على عشرة في المائة مما يستحقوه، نحن نعيش في 2010م كل متطلبات الحياة غالية، والصحفيون والمذيعون والمعدون مطلوب منهم أشياء كثيرة، ونحن لا نستطيع أن نعمل غير العمل التلفزيوني، ولا يستطيع المذيع أن يعمل أي عمل آخر غير أن يكون مذيعاً، ومطلوب منه ملابس غالية وأن يصرف على بيته وأولاده بشكل مرضي، لكن أجوره زهيدة، وأتمنى أن يخرج قانون التوصيف الوظيفي للصحافيين الذي سينظم حياتهم وسيحفظ كرامة زملائنا، لأننا فعلاً مطالبون بأشياء كثيرة، وللأسف الشديد قد يكون هذا هو السبب في أن ينجر بعض زملائنا الصحافيين وراء الخمسمائة أو الألف ريال ليكتب ما يريد فلان أو علان، وهذا جزء مما تعانيه الحكومة من الصحافيين في الصحف الصفراء التي تدار من بعض الجهات.

* تريد القول إن الوضع الاقتصادي يؤثر تأثيراً سلبياً على الصحافيين؟.

** نعم.. ويستخدمون هؤلاء الصحافيين والأقلام الكبيرة للكتابة ضد الوطن، ويجعلون من هذا الصحفي عميلاً وجاسوساً يكتب للجهة التي ستدفع له، والمفروض أن نناقش أسباب هؤلاء الذين يكتبون في الصحف الصفراء ضد الوطن، لماذا يكتبون ذلك؟، وهل هم مقتنعون بما يكتبونه فعلاً؟. أنا أسألهم ولا أعتقد أنهم مقتنعون بما يكتبونه، لأنه ابن اليمن، وليس من المعقول أن يكتب ضد اليمن بشيء سيئ إلا إذا أجبرته ظروف الحياة، وفي هذه الحالة إذا لم يستطع أن يصرف على أبنائه وأسرته في المأكل والمشرب ربما سينجر ويضطر إلى تلك الجهات ويكتب لمن يدفع له، وهؤلاء قلة، وهناك الكثير يفضلون أن يموتوا جوعاً بعزة نفس ولا يكتبوا ضد الوطن.

* مع ظهور قنوات يمنية خاصة استقطبت المشاهد اليمني بما تقدمه، هل تسعى قناة سبأ إلى المنافسة أم إلى التميز؟.

** كما قلنا سابقاً، في أول يوم من إنشاء القناة نحن لا ننافس أحداً ولا يهمنا أن ينافسنا أحد، الذي يهمنا أن نعمل من أجل اليمن وفق القناعات والأهداف التي وجدت من أجلها قناة سبأ، ونعمل على أن تتحقق، وهذه رسالة القناة، وأنا شخصياً عندما أشاهد كل القنوات اليمنية بما فيها الخاصة في كثير من الأحيان، أتمنى من القائمين على هذه البرامج التي تقدم أن يشاهدوها، وهذه دعوة لكل الشباب الذين يقومون بإعداد البرامج التي تقدم في القنوات اليمنية أدعوهم جميعاً إلى أن يشاهدوا البرامج التي يقدمونها ويعدونها وأن يجعلوها في كفة والوطن في كفة أخرى، وأن يقيموا هذه البرامج التي يقدمونها، هل هي في مصلحة الوطن أم عكس ذلك؟.. أريدهم أن يسألوا أنفسهم إن كانت هذه البرامج ستساهم في تخريب الوطن أم ستكون جزءاً من تعميره؟.. أتمنى منهم أن يشاهدوا ويسمعوا ما قدموه للوطن اليوم قبل الغد، لأن الوطن في الأخير بيتنا الكبير، أين سنذهب إذا تحولنا إلى صومال أو عراق أو أفغان لا سمح الله؟!.. نحن ننعم اليوم بخير الوحدة، وأي مشكلة كيفما كانت بالإمكان أن يتم تسويتها عبر الحوار والنقاش، القانون موجود والدستور موجود، وهذا الكلام ليس قرآناً، وبإمكاننا أن نتحدث ونتحاور ونصل إلى مخرج لمصلحة الوطن ولمصلحة العشرين مليون إنسان الذين يعيشون على هذه الأرض ونأخذ العبرة مما جرى لشعوب مجاورة لنا، نحن نشاهد الصوماليين موجودين في الشوارع بصورة مأساوية، وأتمنى بهذه المناسبة ممن يكتبون ويعدون ويقدمون البرامج ولا يعيرون للوطن اهتماماً، أتمنى منهم -وأدعو إخواننا المواطنين وكل الناس- إلى ألا يقسوا على إخواننا الصوماليين فوق القسوة التي تلقوها في بلادهم، فهم فعلاً يعانون من مآسٍ كثيرة وتخيلوا أنفسكم في أماكنهم لا سمح الله.

الاستديوهات التحليلية

* طيب الاستديوهات التحليلية التي تعتمد عليها كثير من القنوات لتحليل المناشط الرياضية المختلفة من خلال استضافة الخبراء والمحللين المتميزين لإشباع المشاهد بالكثير من المعلومات وغيرها، أين هي من خارطة قناة سبأ؟.

** هي موجودة في خارطة قناة سبأ، ونتيجة لتكاليفها الباهظة ميزانيتنا الشحيحة - للأسف الشديد- جعلتنا نحصرها في المباريات المهمة فقط، تحديداً المباريات النهائية في البطولات أو المباريات الدولية المهمة، ونحقق فيها نتائج كبيرة، واقتصرنا عليها حتى يستجاب لمطالبنا ويتم تزويدنا بالميزانية المطلوبة، عندها ستكون الاستديوهات التحليلية في تغطياتنا لكل المباريات، وطبعاً نحن نعاني من مشكلة مع اتحاد كرة القدم في نقل المباريات، وهناك احتمال ألا ننقل مباريات الدوري هذا العام أو العام الذي يليه في ظل الشروط التعجيزية من اتحاد كرة القدم، يطلبون أكثر من مليون وخمسمائة ألف ريال عن كل مباراة ننقلها وهذا فوق طاقتنا ولا نقدر على توفيره، لأن الشركات التي عرضنا عليها رعاية المباريات المحلية يرفضون رعايتها ولهم أسبابهم، ونحن لا نستطيع أن نصرف هذا المبلغ الكبير على نقل المباريات مقابل استقطاع جزء من البرامج الشبابية والسياحية لتغطية نقل هذه المباريات سواء كان تسجيلاً أو مباشراً.

تقييم البرامج

* هل هناك تقييم للبرامج قبل بثها بهدف تلافي القصور فيها وتطويرها؟.

**طبعاً.. كل البرامج التي تقدم عبر قناة سبأ يتم إقرارها في البداية عبر مجلس إدارة القناة، وبعد ذلك يتم رفعها للجنة الإعلامية للتخطيط البرامجي برئاسة الأخ وزير الإعلام، بعد ذلك وفي كل حلقة من الحلقات يتم إجازة هذه الحلقة عن طريق المدير المباشر للبرامج، سواء كانت برامج سياحية أو برامج رياضية شبابية أو تعليمية أو برامج أطفال، كل برنامج يجب أن يقدم نصوص هذه الحلقات قبل أن تعرض، وفوق هذا عند ظهور هذه البرامج وبثها لابد من متابعتها، ولابد من تقييمها، ولابد من توجيه النصح والمعرفة والمعلومة للمعد أو للمقدم أو المخرج أو فني الإضاءة أوالمصور، ولا نريد أن نقول إننا أصبحنا نراقب كل ثانية منها، لكن من أجل أن نعطي معلومة جيدة وأن يكون هذا البرنامج بمثابة مدرسة للعاملين فيه لا بد من المتابعة والتقييم، ونحن نقول إن الذي لا يخطئ هو الذي لا يعمل، وأي إنسان يعمل معرض للخطأ، والمهم هو كيف تتعلم من الخطأ، إذا لم تتعلم منه وكررته فهذا هو الخطأ لكن إذا تعلمت ولم تكرره فهذا مكسب لنا في القناة، لأنه تعلم من خطئه وسيتلافاه في الأعمال الأخرى ولن يكرره.

* كيف تصف العلاقة التي تربط قناة سبأ ببقية القنوات اليمنية الرسمية والخاصة؟.

** بالتأكيد علاقة أخوية، ولابد أن تكون هكذا وعلاقة فريق عمل واحد، ونحن نكمل إخواننا في القنوات الأخرى، وإذا كان هناك تنافس فيجب أن يكون تنافساً شريفاً، وإذا كان هناك تعاون فيجب أن يكون من أجل اليمن حتى في ظل التنافس، وكما قلت لك إن كل برامجنا تقوم على أجهزة قناة اليمن الفضائية، ونستعين أيضاً بقناة عدن في كثير من الحالات، ومن هنا أوجه لهما الشكر وأتمنى توفير الأدوات الخاصة بقناة سبأ لنستطيع القيام بعملنا، لأنه في هذا الوضع لن نستطيع أن نقوم بعملنا وهم أيضاً لن يستطيعوا أن يقوموا بعملهم، لأنها أجهزة محدودة والجميع يريد أن يقوم، والحمد لله العلاقة هي علاقة تعاون من أجل اليمن ويجب أن نترفع عن الصغائر، حتى وإن حدث خلاف فالخلاف لا يفسد للود قضية، وإن اختلفنا فليست اختلافات تسقط السماء على الأرض، نختلف من أجل اليمن .. نختلف من أجل أن نحقق شيئاً لليمن، وإن اختلفنا فهو لمصلحة العمل وليست خلافاتنا شخصية.

تعدد القنوات

* من وجهة نظرك هل تعدد القنوات سواءٌ الرسمية أو الخاصة يخدم تطور الإعلام اليمني؟.

** في وجود قنوات متعددة وإعلام رسمي وإعلام خاص لابد أن تكون هناك فائدة، لأن الكل سيسعى لكسب الشارع وكسب الود من المشاهد.. إذاً لابد أن تكون هناك منافسة وإن توفرت المنافسة الشريفة فستكون لمصلحة الشباب والآباء والأمهات والأطفال، ولمصلحة الوطن في الأخير، حتى وإن كانت هناك قنوات تسيء للوطن بما تقدمه من برامج تختلق الأزمات وتسيء للوطن فهي أيضاً لمصلحة الوطن، كيف؟.. لأن الناس في الشارع يعرفون ما هو الوطن وما هي قيمة اليمن، وبالتأكيد سيمرون مرور الكرام على هذه القنوات التي تسيء لليمن، وإن شاهدها أحدهم سيقفلها في اللحظة نفسها التي فتح فيها هذه القناة، لأنه يعرف أن هذه القناة التي تسيء لليمن لا أمان منها على بيته ولا يجب أن يشاهدها أولاده، ومن هنا أقول للجميع: اجعلوا اليمن في قلوبكم ،يا زملاء يا صحافيون في كل مواقع العمل الإعلامي الرسمي والخاص، سواء في قنوات أو إذاعات أو صحف، أينما كنتم، اليمن أمانة في أعناقنا جميعاً، ولنجعلها في حدقات أعيننا، ولن يعرف قيمة اليمن إلا من يشاهد ويلمس ما يعانيه إخواننا من الصوماليين والعراقيين والأفغان، ونحن في اليمن نعيش في خير، والأيام تبشر بخير كبير، ونحن نحتفل بالعيد العشرين للوحدة المباركة على كل واحد منا أن يسأل أباه أو أمه أو خاله أو عمه أو جاره أو صديقه، قبل عشرين سنة، كيف كان الوضع؟ وكيف أصبح اليوم؟، وأنا أسمع كثيراً من إخواننا في حضرموت وفي الضالع وأبين وفي تعز ولحج وصنعاء وفي كل الأماكن كيف كانت المنشآت الموجودة، وكيف كانت الطرقات، وكيف كانت المدارس؟، إذا كان في بعض المناطق سابقاً لديهم مدرسة أو مدرستان إلى ثلاث مدارس، الآن تصل إلى أكثر من أربعين مدرسة.. وهذا حديث سمعته من أحد ضيوفنا في قناة سبأ في برنامج اليمن أولاً.

هذا جزء بسيط من خير الوحدة فلنحافظ عليها، وبالتأكيد سيأتي قادم الأيام وتكون هناك خيرات كثيرة، فلنحب اليمن بإخلاص وستعطينا أكثر مما نحلم به، لو أحببنا اليمن سنجتهد وسننجح في أعمالنا.. ربما البعض لديه بعض الصدأ في قلبه وأتمنى أن يصقله وسيظهر حب اليمن.. لو أحببنا الوطن سنترفع عن أشياء كثيرة حتى على المصالح الشخصية، ومن أجل الوطن لا بد أن نترفع عن الصغائر، وأن لا نقدم المصالح الشخصية عليه.

وأنا أتعجب من بعض الإخوان الذين يظهرون في بعض القنوات الفضائية ويجدونها فرصة لأن يكيلوا للوطن كل أنواع الفساد والإفساد وغيرها.. وأنا أعتقد إن من يشاهده وهو يسيء لوطنه سيحتقره، وسيحتقره العالم، لأنه لا يحترم وطنه، وأنا أقوال إن كل من يسيء لليمن ليس يمنياً.

التحديات

* ما هي أبرز التحديات والعوائق التي تواجهونها وما تصوركم لتجاوزها؟

** أبرز العوائق هي الإمكانات الفنية والمادية التي تواجهنا وهي إيجاد كاميرات ووحدات إنتاج واستوديوهات متخصصة، وإيجاد بنية تحتية للقناة، وبهذه الإمكانات الفنية سنستطيع تجاوز كل العقبات وعندما تتوفر أستطيع القول إننا في قناة سبأ سنقدم شيئاً مميزاً ومغايراً لما نقدمه اليوم، وهذا أعد به في حال توفر الإمكانات اللازمة والميزانية التي طلبناها، لكن في ظل الإمكانات الموجودة حالياً فنحن لا نقدم سوى 30 % من الحلم والطموح، فحلمنا أن نصل إلى كل شارع وقرية وناد وإلى كل لاعب، ونقوم باكتشاف المواهب في كل المجالات، ونريد أن نتغلغل في أوساط الشباب ونكون صوتهم، لكن الإمكانات الحالية تعيقنا، وأتمنى أن يكون العام القادم عام خير.

* ختاماً.. ماذا عن رؤيتكم المستقبلية لتحديث وتطوير القناة؟

**الرؤية موجودة والإستراتيجية للقناة موجودة، والأهداف التي جاءت من أجلها القناة موجودة أيضاً، من أول صفحة كتبت فيها أهداف القناة، كما تمتلك رؤية ليست على مسافة متر، وإنما على مسافة خمسين كيلومتراً إلى المستقبل وهي طويلة المدى، لأننا نريد أن نصل باليمن إلى كل الناس، نريد أن نقول للعالم هذه هي اليمن وهي أطيب أرض وأطيب شعب، وهي ليست التي ترونها في الإعلام الخارجي بالصورة المغلوطة النابعة من أشخاص للأسف الشديد هم من أبناء اليمن، ويتفاخرون بأن هذه الصورة المغلوطة هي الصورة الحقيقية، فهل الشعب اليمني بكامله إرهابي، هذا كلام مرفوض، وإن وجدت شخصيات فهي لا تعبر إلا عن نفسها، والصورة الحقيقية أن اليمنيين هم أرق قلوباً وألين أفئدة مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم.. وجميل أن نختم اللقاء بذكر المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم مع شكري الجزيل لك ولجهدك.

زر الذهاب إلى الأعلى