قال الكاتب السعودي د. هاشم عبده هاشم ان الاقدام على المشاركة في القمة العربية المرتقبة ببغداد والبطولة الخليجية المرتقبة بعدن هو مخاطرة لا يحسب السياسيون حسابها.
وأضاف في مقالة بصحيفة الرياض السعودية بعددها الصادر اليوم أنه "من غير المعقول أن نتجاهل ما يحدث في جنوب اليمن سواء من قبل منظمة القاعدة.. أو من خلال الصدام بين الأمن اليمني وبين من يسمون أنفسهم بجماعة الحراك هناك.. أو من قبل المستغلين لحالة الاضطراب الأمني المتصاعد أيضاً..".
نشوان نيوز يعيد لقرائه نشر المقال الذي بعنوان: لا نريد القمة .. ولا البطولة
تعتبر السياسة .. بمثابة (لوثة العصر)..
** فهي.. إما ان تفتح الطريق.. وتتجاوز العقبات الصعبة في بعض الأحيان.. وإما ان تكون سبباً في تعرّض الدول للكثير من المآسي.. والخسائر.. والتضحيات في أحيان أخرى..
** وهي وإن كانت تمثل (فن الممكن).. كما يحلو للساسة ان يطلقوا عليها.. إلا أنها في الحقيقة.. ترقى في بعض الأحيان إلى مرتبة (فن تحقيق المستحيل)..
** وفي كل الأحوال .. فإن الساسة إما (جهابذة) و(فطاحل) وأناس غير عاديين.. وإما ان يكونوا في بعض الأحيان (حُواة) و(دجالين).. وإما ان يكونوا في أحيان أخرى (مجانين) و(مغامرين) الا من رحم الله رب العالمين..
** لكن لعبة السياسة ودهاء الساسة .. لابد وان يتوقفا عند حد منطق العقل.. ولاسيما حين يتعلق الأمر.. بحياة الناس وبأرواحهم..
** فمع كل التقدير .. للتوجه نحو عقد القمة العربية القادمة في بغداد.. ودورة الخليج العربية الكروية في اليمن قريباً فإن الاقدام على هاتين المخاطرتين يمثل الدليل القاطع على (سطوة) السياسة.. وتأثيرها.. وتجاهلها للحقائق أيضا..
** وأنا وإن كنت أتفهم مدى حرص العرب على دعم البلدين الشقيقين معنوياً.. وتأكيد تضامنهم معهما.. ووقوفهم إلى جانبهما بمواجهة الأوضاع المتردية فيهما.. مع الفارق..
** إلا انني اعتقد بأن الوقت لم يحن بعد للإقدام على هذه الخطوة وبالذات بالنسبة للعراق الشقيق الذي تسوء الحالة الأمنية فيه يوماً بعد الآخر..
** ومن أجل ذلك .. فإن قرار عقد القمة في بغداد يبدو لي غير منطقي.. لأن دوافعه السياسية البحتة تتجاهل الواقع الأمني المخيف هناك..
** ومن غير المعقول ان يبلغ بنا التجاهل لهذا الواقع إلى حد (المغامرة) لمجرد ان نقول لأنفسنا.. وللعالم.. وللعراقيين أنفسهم.. ان الأمور طبيعية .. وان الوضع الأمني ليس بهذه الدرجة من السوء.. وان العرب زعماء.. ومسؤولين.. وشعوباً مدعوون غداً لزيارة العراق.. وفتح جميع القنوات والاجواء معه .. وان وصولهم ومغادرتهم بسلام.. هو شهادة لتأكيد استقرار الوضع الأمني..
** من غير المعقول أن يحدث هذا..
** ومن غير المعقول أن نتجاهل ما يحدث في جنوب اليمن سواء من قبل منظمة القاعدة.. أو من خلال الصدام بين الأمن اليمني وبين من يسمون أنفسهم بجماعة الحراك هناك.. أو من قبل المستغلين لحالة الاضطراب الأمني المتصاعد أيضاً..
** ذلك إن إرسال أبنائنا.. ونجوم ملاعبنا إلى اليمن في هذا الوقت بالذات.. لن يحل مشكلة الوضع الأمني غير المستقر فيه..
** كما أن عقد القمة في بغداد وسط ترتيبات أمنية مهما بلغت من الدقة والإحكام.. هو الآخر.. مغامرة مكلفة.. ولاتوجد ضمانة واحدة لعدم حصول كارثة مدوية لا سمح الله.. ولا قدر..
** وما أتمناه هو .. أن نعمل على مساعدة البلدين بشتى السبل والطرق والامكانات.. ولكن ليس بإرسال زعمائنا ونجوم الرياضة وأبطالها لدينا إليهما في هذا الوقت بالذات..
** وإذا كانت هناك مساعدة حقيقية يحتاجها البلدان منا .. فهي مساعدتهما على أنفسهما.. وتمكينهما من تحقيق الاستقرار فيهما.. بالوقوف مع الحق.. وتصحيح الأوضاع.. ومصارحة من يتسببون في استمرار الكوارث والمآسي.. ومنع الظلم .. والمكابرة.. ونصرة الحق.. وعدم الوقوف مع الباطل.. ودعم عناصر الشر أيا كانت هويتها..
** ولن يكون سبباً في مضاعفة التدهور الأمني.. ان يتغير مكان انعقاد القمة.. أو تنفيذ مسابقة كأس الخليج في بغداد وعدن.. أرجوكم..
***
ضمير مستتر :
**(بعض الجنون مفهوم .. لكن البعض الآخر لايمكن أن يكون مفهوماً.. لاسيما حين نحوله إلى ملهاة مأساوية).