اقترح الرئيس المصري حسني مبارك الذي يزور واشنطن حاليا، نشر قوات دولية في الضفة الغربية لمدة يتفق عليها الأطراف لإعادة بناء الثقة والإحساس بالأمن، داعيا الفلسطينيين والاسرائيليين إلى اتخاذ خطوات عملية للدلالة على جديتهما في السعي إلى التوصل لاتفاق سلام.
واشار الرئيس المصري في مقال نشر يوم الأربعاء 1 سبتمبر/ايلول في صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن "الرغبة المشروعة" لاسرائيل في الحياة السلمية لا تتعارض مع الطلب العادل الذي يطرحه الفلسطينيون لتحرير اراضيهم المحتلة بشكل كامل.
وشدد مبارك على ان ضمان أمن اسرائيل لا يمكن أن يكون مبررا لمواصلة احتلال الاراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يخالف مبدأ "الارض مقابل السلام".
وأكد الرئيس المصري أن الخطوط العريضة للتوصل إلى اتفاق سلام واضحة ومتمثلة في خلق دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، مع جعل القدس عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين.
واعتبر مبارك أن أكبر عائق يقف في وجه نجاح المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية هو العائق النفسي والتأثير التراكمي لسنوات ساد خلالها العنف وشهدت توسيعا لنطاق المستوطنات الإسرائيلية أدى إلى انهيار الثقة بين الجانبين. ومن اجا إنجاح هذه المفاوضات ، يتعين على الأطراف إعادة بناء الثقة والأمن، حسب مقال مبارك.
وشدد الرئيس المصري على ضرورة حماية عملية السلام من اندلاع المزيد من موجات العنف. وأكد مبارك أن مصر تقف على أتم استعداد لمواصلة جهودها لحل القضايا الصعبة التى تحيط بقطاع غزة، ومنها التوسط لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس التى تتحكم بالقطاع، ووضع نهاية للحصار الإسرائيلي لغزة والتوصل إلى تسوية بين حماس وغريمتها فتح التى تتحكم بالضفة الغربية. وذكر الرئيس المصري أن الفلسطينيين لن يتمكنوا من صنع السلام طالما أن جبهتهم مقسمة، وإذا تم عزل غزة من إطار السلام ستظل مصدرا للصراع، وفي نهاية المطاف ستقوض الاتفاق النهائي.
وكتب مبارك في المقال: "مرت عشرة أعوام طوال منذ أن اقترب الفلسطينيون والإسرائيليون لتحقيق سلام دائم، وكان هذا في طابا، بمصر في يناير من عام 2001. ورأيت خلال مهنتى في سلاح الطيران الجوى التأثير المأسوى للحرب بين العرب وإسرائيل، وبصفتى رئيسا للجمهورية المصرية، عاصرت الكثير من النجاحات والإخفاقات في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وكان قرار مصر بأن تكون أول دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل أسفر عن مقتل سلفى، أنور السادات، ومنذ ذلك اليوم في 1981 الذى كنت فيه شاهدا على اغتيال المتشددين للسادات، وأنا أحاول جاهدا أن أحول حلم السلام الدائم في الشرق الأوسط إلى حقيقة".