[esi views ttl="1"]
رئيسية

"عميد العملاء" في لبنان تجسس على سوريا أيضًا!

يبدو أن لقب "عميد العملاء" الذي أعطي للعميد اللبناني المتقاعد أديب العلم الموقوف بتهمة التجسس لصالح إسرائيل لم يكن مبالغًا فيه بعد أن أظهرت التحقيقات التي أجريت معه أن المهمة التي كلفه بها جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) لم تقتصر على تزويده بمعلومات تتعلق بلبنان فحسب بل شملت سوريا أيضًا.

إذ ذكرت صحيفة "اللواء" اللبنانية في عددها الصادر أمس أن مصدرًا امنيًا رفيعًا ابلغها بأن العميل أديب العلم، الذي سبق له أن عمل لسنوات في جهاز الأمن العام، قام بدور في جمع المعلومات حول المنشأة السورية في دير الزور التي قصفها الطيران الإسرائيلي في سبتمبر (أيلول) من العام 2007 بزعم أنها منشأة نووية كانت تعمل دمشق على تطويرها بالتعاون مع بيون يابغ.

هذا وأوضح مصدر أمني مسؤول في شعبة المعلومات التي أوقعت العلم في مصيدتها واعتبر ذلك احد أهم الانجازات في ملف الكشف عن العملاء، لا بل فاتحة سقوط هذه الشبكة ، إن اعترافاته تحدثت عن تواجده بالقرب من المنطقة حيث تقع المنشأة السورية لكن ذلك لا يعني أن إسرائيل عولت على ما زودها العلم بهذا الخصوص للقيام بعمليتها العسكرية.

وأكد المصدر الأمني المسؤول ل "إيلاف" أن العلم كلف من قبل إسرائيل بمهمات محددة في سوريا قام بتنفيذها برفقة زوجته حياة الصالومي التي أعطيت جواز سفر إسرائيلي باسم امرأة من حيفا ، كما قام بتحديد مواقع الجيش السوري خلال انتشاره في لبنان وكذلك تصوير وتحديد مراكز المخابرات السورية ومواقعها داخل مطار بيروت الدولي وكيفية تعاطيها مع المواطنين.

كما طلب منه الإسرائيليون، الذين خصوه دون غيره من العملاء بجواز سفر إسرائيلي عليه رسمه الشمسي باسم شخص عربي من حيفا واستقبلوه أكثر من مرة في إسرائيل حيث أخضعوه لدورات تدريب مكثفة، القيام بجولة من بيروت إلى صيدا وتعداد الحواجز السورية ومواقعها وتحديد موقع القوات السورية في منطقة حامات وشاطئ الهري في شمال لبنان.

وتحدثت المعلومات المستقاة من محاضر التحقيق أن العلم بعث إلى "الموساد" بصورة تحدد مواقع وحالة الرادارات السورية التي كانت منصوبة في ضهر البيدر ولا يستبعد في هذا الإطار أن يكون الطيران الحربي الإسرائيلي استعان بما حصل عليه من العلم حين قام بقصف هذه الرادارات في العام 2004 رداً على عملية عسكرية موفقة لحزب الله ضد القوات الإسرائيلية المتمركزة في مزارع شبعا والمنطقة المحيطة بها وعشية سفر رئيس الحكومة السابق الراحل رفيق الحريري إلى واشنطن.

وإذا كان ملف أديب العلم حافلاً بالتعامل مع إسرائيل وبما حققه على هذا الصعيد منذ أن بدأ السير على طريق الخيانة لوطنه في العام 1994، بعد أن أقنعه ابن خالته نقولا حداد بذلك وحتى تاريخ توقيفه مطلع العام الماضي ، فإن أهميته بالنسبة إلى مشغليه لا تكمن في حصوله على جواز سفر وقيامه بزيارات متعددة إلى إسرائيل فحسب بل بتزويده بأحدث جهاز متطور لإرسال المعلومات إلى الأقمار الصناعية أطلق عليه اسم "الجاريكان" ولم يسبق لأي عميل آخر أن حصل عليه.

و "الجاريكان" كلمة عبرية معناها جرة الماء، ويقوم هذا الجهاز وهو إسرائيلي الصنع بإرسال الذبذبات عبر الأقمار الاصطناعية وهو موضب بطريقة مخفية داخل غطاء ثلاجة مياه صغيرة يستعمل في الرحلات السياحية العائلية ويعمل على الشكل الآتي : يقوم بوضع "الجاريكان" على ارتفاع قليل من المعلم الذي ينوي استطلاعه ويشغله بوساطة "كبسة" مخفية تحت ماركته على الغطاء ، من ثم بوساطة "كبسة" أخرى مخفية أيضًا ليبدأ ببث الذبذبات إلى الأقمار الاصطناعية.

يبقى الجهاز على هذا الحال في مكان الاستطلاع لمدة عشر دقائق.

وأثناء عمل الجهاز يقوم العميل العلم بعملية التصوير بواسطة كاميرا الفيديو للموقع بدقة، ومن ثم يطفئه وينتقل إلى موقع آخر، وهكذا يكون الجهاز قد حدد الموقع الجغرافي بدقة للمكان المستطلع والكاميرا قد صورت المحيط والطرقات المؤدية إليه بدقة أيضًا.

وبما أن أديب العلم شغل وظائف هامة في الأمن العام الذي تطوع في مديريته كمفتش درجة ثانية العام 1980 وما لبث أن رقي إلى رتبة ملازم عام واستقال من وظيفته برتبة عميد عام 1998 ، فقد استغل الإسرائيليون هذا الأمر للحصول على معلومات عن عمل هذه المديرية فوجهوا إليه أسئلة عن دور دائرة الجوازات فيها.

كما ان اللافت الطلب إليه في العام 2007 وقبل قيامه بالسفر إلى إحدى الدول العربية لملاقاة قريبه الحداد بيوم واحد إحضار جميع الصحف والمجلات الصادرة في لبنان بالإضافة إلى جريدة "الوسيط" الإعلانية ودليل الهاتف اللبناني الصادر عن وزارة الاتصالات ومنشورات سياحية عن لبنان وسوريا.

وقد توقف مصدر امني مسؤول عند اهتمام "الموساد" الإسرائيلي ب "دليل الهاتف" مشيراً إلى ما حصل بعد ذلك من اختراق إسرائيلي لشبكة الاتصالات في لبنان من خلال عملاء لها داخلها كما تبين ذلك بوضوح بعد نجاح مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في توقيف ثلاثة ممن يعملون في هذا القطاع بتهمة التعامل مع إسرائيل اثنان منهم موظفان في إحدى الشبكات المشغلة للهاتف الجوال في لبنان والثالث تابع لوزارة الاتصالات نفسها.

زر الذهاب إلى الأعلى