للعسل اليمني مزايا عدة جعلته أجود وأشهر وأغلى أنواع العسل في العالم، وإذا كان ثمة من يرجع ذلك لاعتباره أفضل ما يمكن أن يجود به سواء كوجبة في مناسبة ما ، أو مكرمة لضيف ، أو هدية لعزيز له مكانته الخاصة في القلب، فإن أحدا لا يهمل فوائده الصحية المتعددة .
ولعل الشاهد على كونه شفاءً لكل داء هو النص الرباني المنزل في كتابه الحكيم ،في قوله سبحانه تع إلى (ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه، فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)- سورة النحل.
ويحلو لليمنيين وصف العسل ب «صيدلية متكاملة بالدواء»، فبحسب الروايات التي يتم تناقلها فإن الحكماء والأطباء في الأزمنة القديمة كانوا يرشدون مرضاهم بالاستطباب بالعسل اليمني لما له من أهمية غذائية وصحية عالية، لذا ذاعت شهرة العسل اليمني وبلغ صيته أرجاء المعمورة.
ومن واقع خبرته ، يعدد سعيد علي -صاحب مركز بيع عسل في العاصمة اليمنية صنعاء- أنواع العسل اليمني وأماكن تواجده ويقول: عسل سلام (منطقة تهامة اليمنية) ، سدر دوعني (وادي دعون حضرموت)، سدر حريبي(شبوة)، مراعي (المحويت، تهامة)، مربعي سمرة (حضرموت)،سدر عصيمي(عمران)، سدر حجي( حجة)، عسل أبيض (ذمار)، وسدر مراعي (تعز).
ويتفق سعيد مع الكثير من المشتغلين في بيع العسل في اليمن على أن العسل (السدر الدوعني- والسمرة) وهما من وادي دوعن بحضرموت أشهر أنواع العسل اليمني وأغلاه سعراً والأكثر مبيعاً على الإطلاق.
يشير الدكتور محمد خنبش رئيس مركز نحل العسل بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا إلى ما يتمتع به العسل اليمني وبالذات عسل السدر (العلب) المنتج من محافظة حضرموت من مكانة مرموقة وشهرة تجارية رفيعة حيث يصنف الأغلى عالمياً لما يتميز به من خصائص فريدة وصفات خاصة مرغوبة .
النحال الوصابي يرتب هو الآخر أنواع العسل حسب الجودة والخصائص التي تميز كل نوع عن الآخر، إضافة إلى الاستخدامات الطبية التي اشتهر بها كل نوع ويقول:" عسل السدر يأتي في المرتبة الأولى من حيث الشهرة والجودة العالمية حيث يستخرجه النحل من زهور أشجار السدر ويمتاز بمذاقه اللذيذ ونكهته الطيبة، وهو لزج.
ولمن أراد أن يعرف عسل السدر اليمني الخالص فهو حسب خبراء العسل يمتاز بعدم التجمد أو التبلور وتزهر أشجار السدر في موسمين، الموسم الرئيسي في شهر (أكتوبر) من السنة، ويكون قيمه عسل السدر خالصاً غاليا جدا، حيث لا يختلط به أي نوع من الأزهار ويمتاز بجودته العالية جدا، أما الموسم الثاني في شهر يوليو من كل عام ويكون عسل السدر في عمد ووادي بن علي وكذلك في منطقة شبوه مثل وادي جردان وبيحان وفي مارب في منطقة حريب وفي العصيمات في منطقة حرف سفيان والعشر والقفلة في منطقة حجة بني قيس والخميس وسارع .
كما يتواجد في مناطق كثيرة من جبال ووديان اليمن، ويستخدم عسل السدر في علاج أمراض كثيرة أهمها القرحة، والربو، والالتهابات، والسرطان، والضعف الجنسي.
يليه في المرتبة الثانية عسل السمر أو ما يعرف شعبياً في اليمن ب(الطلح) ، ويستخرجه النحل من زهور أشجار السمر وهي أشجار شوكيه تنتشر بشكل كبير في حضرموت وبعض المناطق الجبلية مثل (صنعاء، وإب).
ويمتاز هذا النوع بمذاقه الحار ولزوجته المتوسطة وهو ذو لون أحمر يميل إلى السواد وتزهر أشجاره في شهر ابريل من كل عام، ويستخدم في علاج أمراض الكبد، وأمراض البرد، وفقر الدم، والملا ريا، والتيفود، والسكر.
ويحتل عسل السلم أو ما يعرف شعبياً بعسل الشوكة المرتبة الثالثة، ويستخرجه النحل من أزهار أشجار السلم التي تتواجد غالباً في منطقة تهامة على ساحل البحر الأحمر (غرب اليمن) وهي أشجار شبه صحراوية وتزهر في شهر مارس من كل عام.
وتؤكد الإحصاءات أن عدد طوائف النحل في اليمن تتجاوز 1,2 مليون طائفة يرعاها حوالي 82 ألف نحال، فيما يصل حجم الإنتاج السنوي إلى خمسة آلاف طن صدر منها 427 طنا إلى الخارج بقيمة تقارب 13 مليون دولار وفقا لبيانات عام 2008م.
ويعد الخليج العربي من أكبر مراكز تسويق العسل اليمني حيث يتم تصدير كميات كبيرة من العسل إلى دول الخليج ، وقد جاء في دراسة المنظمة العربية للتنمية الزراعية إن معطيات منظمة الفاو تشير إلى إن متوسط سعر تصدير كيلو جرام العسل الطبيعي على نطاق التجارة الدولية يعادل 1.03 دولار في حين أن العسل اليمني وخاصة السدر الخالص يصدر بواقع 68.39 دولار للكيلو جرام الواحد.
وتنتشر في الأسواق اليمنية العديد من أنواع العسل منها ما هو طبيعي لم تخالطه أي مادة ومنها ما هو مغشوش تصرفت فيه الأيدي بإضافة السكر الأبيض أو مواد أخرى .