نظمت المنظمة اليمنية "فكر" للحوار والدفاع عن الحقوق والحريات، أمسية حاشدة حضرها حشد من الأكاديميين والإعلاميين وممثلي منظمات مجتمع مدني، وشخصيات اجتماعية من مختلف محافظات الجمهورية خصصت للوقوف إزاء تمادي مسلسل الاختطافات في اليمن تلك التي كان آخرها اختطاف عاصم السماوي شقيق رئيس مجلس القضاء الأعلى..
وفي الاجتماع أعلن الشيخ عبدالعزيز العقاب الأمين العام للمنظمة عن تشكيل تحالف وطني يتولى القيام ورعاية، جملة من الفعاليات واللقاءات والتحركات الهادفة لإنهاء مثل هذه الظاهرة..
وألقيت كلمات ممثلين للفئات المشاركة، أدانت جميعها مثل هذه الأعمال، التي أضرت بأمن وسكينة المجتمع وأثرت تأثيراً سلبياً بالغاً على السياحة والاستثمار، وألحقت باليمن وأهله سمعة سيئة أمام المجتمع الدولي".. حيث ألقى الشيخ العميد محسن الحارثي كلمة المناضلين وألقى الشيخ صالح العميسي من محافظة ذمار، وكذلك الشيخ عبدالسلام منصور من محافظة إب كلمة نيابة عن الشخصيات الاجتماعية، كما تحدث عن الإعلاميين الأستاذ عادل الأحمدي، وعن الأكاديميين الدكتور عادل الشجاع.. وطالبوا جميعهم الدولة والمجتمع بتحمل مسؤولياتهم وعدم التهاون مع هذه الأعمال..
واعتبر بيان ختامي صدر عن الاجتماع حصل نشوان نيوز على نسخة منه، أن الاختطاف "رذيلة من بقايا الجاهلية الأولى ودليل عجز، وليس دليل بطولة، باعتبار "أن سبل إحقاق الحق وانتزاع الحقوق والمطالب".. موكداً على ألا "مسوغ لمثل هذه الأعمال التي لا تدل على بطولة أو رجولة بقدر ما تدل على استهتار بالناس وأرواحهم وحقوقهم، وبالدولة ورموزها، وبالنظام والقانون، واستهتار بسمعة البلد ومستقبلها"..
وعبر البيان عن أسفه لتحول الاختطاف "إلى حرفة رائجة وتجارة رابحة، يعتاش على ظهرها الخاطف والوسيط، وتقام بعدها ولائم الصلح ومكافئات الإفراج، بحيث يتحول المختطف إلى صانع جميل وصاحب شهامة ونبل، كونه استجاب لنداءات الوساطة وأطلق المخطوف.. الأمر الذي ساعد على استمرار هذه الظاهرة على مرأى ومسمع من عيون الأجهزة المختصة وآذانها. وبالقرب من عاصمة اليمن الموحد"..
وأضاف أن: هذه الظاهرة طالت سواحاً مؤتمنين على أرواحهم، ورجال أعمال وأقارب لهم، واكتوى بنارها الأطفال مثلما اكتوى بنارها الكبار، وصولاً لابتزاز القضاء وخطف شقيق رئيس مجلس القضاء الأعلى في حادثة استهجنتها جميع الهيئات والمنظمات في الداخل والخارج.. وتناقلت خبرها جميع وكالات الأنباء العالمية، وطال خبرها المخزي والمشين في جميع المواقع والقنوات.. بطريقة تجعل اليمن حكومة وشعباً في موقف مخزي جراء هذه السابقة المشينة التي انضمت لسابقاتها دون أن تطال الخاطفين يد العدالة.. ودون أن تنال مثل الحوادث حقها اللازم من التبشيع والاستنكار في وسائل الإعلام وعلى منابر المساجد وفي خطابات المسؤولين.. الأمر الذي لا يليق بنا كمسلمين على وجه العموم، ولا يليق بالمجتمع اليمني الأصيل، يمن الحكمة والإيمان والسلامة والإسلام. وبقبائل خولان رأس بكيل التي ساءها وشانها، هذه الأعمال الفردية اللامسؤولة..
وقال البيان: إننا إذ ندين مثل هذه الأعمال، لنؤكد على أن أسلوب الإرهاب واحد مهما تعدد الألوان وأن الاختطاف هو نوع من الإرهاب النفسي، والابتزاز الجماعي، وهو صورة مصغرة لما يقوم به الخارجون عن النظام والقانون في شمال الشمال، أو في بعض مناطق الجنوب، سواء من قبل المتمردين الحوثيين، أو من قبل تنظيم القاعدة، أو من قبل بعض عناصر التخريب الانفصالية.
معتبراً أن السكوت عن أعمال الاختطاف التي تحدث في ضواحي العاصمة لها دور كبير في تشجيع الخارجين عن القانون في كل مناطق اليمن. "إذ يترأى وهم لدى هولاء أن العنف والإرهاب هو أسهل الطرق للحصول على المكاسب المشروعة وغير المشروعة.. في مشهد مؤسف تضعضعت معه هيبة الدولة بشكل يأباه كل يمني حر وشريف حريص على اليمن ومستقبل اليمن"..
ودعا المجتمعون الأجهزة المعنية في أن تقوم بواجباتها ضد من يقترفون هذه الجرائم الاختطافية، مطالبين السلطات بأن "لا ترضخ لمنطق الابتزازات والضغوط، ومحذرين من العواقب الوخيمة التي قد تحدث جراء تمادي هذه الظاهرة وصيروتها أسلوباً متبعاً من قبل العديد من ممن لم ينور العلم عقولهم"..
مؤكدين وقوفهم "إلى جانب الدولة وإلى جانب الأجهزة الأمنية في كل الإجراءات التي تهدف إلى حماية أمن الوطن والمواطنين، وندعوه إلى اتخاذ موقف حازم واجراءات صارمة تتكفل بإنهاء هذه الظاهرة إنهاء جذريا، لأنها أصبحت ثقافة نخشى أن تنتشر عدواها بين المجتمع.. ولم تعد مجرد أعمال نادرة الحدوث".
كما دعا المشاركون كل علماء وخطباء ووجهاء وأحزاب ومشائخ اليمن إلى استنكار هذه الظاهرة وتوعية الناس بمخاطرها، عملاً بحق النصيحة، ولكي نكون حقاً أهلاً لثناء المولى عز وجل حين قال: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ"..