أغلقت مراكز الاقتراع في أفغانستان أبوابها بعد يوم تخللته أعمال عنف أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الأشخاص واتهامات بالتزوير.
وأعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة أن نسبة الإقبال المسجلة حتى ظهر اليوم بلغت 32%. وذكرت أن الانتخابات جرت في نحو 92% من مراكز التصويت، في حين أشادت الحكومة الأفغانية بسلامة العملية الانتخابية.
لكن رئيس بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان ستيفان دي ميستورا أعلن أن نسبة المشاركة بالانتخابات فيها لبس، لأن الوضع الأمني لم يكن جيدا.
بدوره نقل مراسل الجزيرة في قندهار ولي الله شاهين أن التصويت شهد إقبالا ضعيفا في هذه الولاية الواقعة جنوبي البلاد.
وأضاف المراسل أن مرشحين بالولاية اتهموا الحكومة الأفغانية بالقيام بعمليات تزوير واسعة في هذه المنطقة التي تعد معقلا لحركة طالبان وتشهد توترات أمنية متواصلة، وهي منطقة تعرف نفوذا ضعيفا للحكومة.
وفي مزار شريف شمال أفغانستان نقل مراسل الجزيرة بكر يونس أن الانتخابات جرت في ظل توتر نسبي بمحيط المدينة ووسط شكاوى من عمليات تزوير.
وأضاف أن هناك شكاوى من أن بعض الناخبين أدلوا بأصواتهم في أكثر من مركز انتخابي.
أما في العاصمة الأفغانية كابل والمناطق المحيطة بها، فقد تراوح الإقبال بين ضعيف ومتوسط، وفق ما نقله مراسل الجزيرة سامر علاوي.
في الأثناء أعلنت لجنة الشكاوى الانتخابية أنها سجلت أولى المخالفات في مركزين للاقتراع بعد أقل من ثلاث ساعات من بدء التصويت. وتتعلق المخالفات بالحبر المستخدم في تأشير أصابع الناخبين.
أعمال عنف
وجرت الانتخابات وسط هجمات بالصواريخ وقذائف الهاون على بعض مراكز الاقتراع أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص، كما شهدت بعض المناطق اشتباكات بين أنصار مرشح وآخر، وأشارت تقارير إلى أن أكثر من ثمانية مراكز اقتراع أقفلت أبوابها لأسباب أمنية.
وقال مراسل الجزيرة في كابل إن هجوما بالقنابل اليدوية وقع في مركز انتخابي غرب العاصمة لحظة إغلاق المركز أبوابه عند الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي.
أما في منطقة بغلان شمال البلاد، فقد قتل جندي أفغاني وستة من المسلحين الموالين للحكومة الأفغانية في هجوم شنه مسلحو طالبان.
كما قتل ثلاثة أفغان وجرح تسعة آخرون في هجوم صاروخي على مركز اقتراع في كونر شرقي أفغانستان. كما لقي شخصان حتفهما جراء قصف بالهاون في ولاية ننغرهار الواقعة شرقي البلاد.
وفي ولاية تخار (شمال) سقطت قذيفة هاون على منزل، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين من أسرته.
من جهته قال حاكم ولاية قندهار إنه نجا من تفجير قنبلة يدوية الصنع عند مرور سيارته.
تهديد
وكانت حركة طالبان قد هددت بمهاجمة مراكز الاقتراع بعد دعوة الحركة إلى مقاطعة الانتخابات التي دعي للمشاركة فيها أكثر من 5.1 ملايين ناخب لانتخاب 249 نائبا -منهم 68 نائبة- من بين 2500 مرشح.
وعبّر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عند إدلائه بصوته في مدرسة وسط كابل صباح السبت، عن أمله في نسبة مشاركة "مرتفعة".
وأضاف كرزاي الذي أدلى بصوته في المدرسة القريبة من مقر الرئاسة بعد ساعة من فتح مراكز الاقتراع، أنه "يوم عظيم.. بفضل دستورنا يحق للشعب اختيار برلمانه". وكان الرئيس الأفغاني اعترف الجمعة بأنه يتوقع حدوث "مخالفات".
وقبل ساعات من الاقتراع، قال البيت الأبيض إن الانتخابات تجري وسط أجواء من "القلق الشديد على الوضع الأمني"، لكنه عبر في الوقت نفسه عن ثقته بأن الانتخابات "ستتكلل بالنجاح".
ويأتي هذا الاقتراع بعد انتخابات رئاسية شهدت عمليات تزوير واسعة لمصلحة الرئيس حامد كرزاي الذي أعيد انتخابه في نهاية المطاف.
وإلى جانب التهديد الأمني، تثير قضيتان أساسيتان قلق الأسرة الدولية التي تدعم حكومة كرزاي وهما نسبة المشاركة والتزوير.