مثل اليوم أمام المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة بأمانة العاصمة 4 متهمين من أفراد تنظيم القاعدة في اليمن بينهم ألماني وعراقي الجنسية، وجهت لهم النيابة تهمة الاشتراك في اتفاق جنائي للقيام بأعمال إرهابية ضد السياح والمنشئات الأجنبية والأمنية والعسكرية اليمنية في محافظة مأرب.
وفي الجلسة التي عقدت برئاسة القاضي رضوان النمر عضو المحكمة الجزائية، تلا أمين سر المحكمة قرار الاتهام الموجهة من النيابة ضد المتهمين، أشار فيه إلى أن كل من "بدر احمد راجح الحسيني (24سنة)، وصدام الريمي (22سنة)، ورامي هانس هرمل ويلي (16سنة) من اب ألماني وأم يمنية، وعبدالله مساعد عبدالعزيز الراوي (16سنة) من العراق، خلال الفترة 2008م إلى 3 مايو 2010م اشتركوا في اتفاق جنائي للقيام بأعمال إرهابية تستهدف السواح والمنشئات الأجنبية والعسكرية والأمنية اليمنية في محافظة مأرب وتعريض سلام وامن المجتمع للخطر .
وأفاد قرار الاتهام أن المتهمين وجميعهم يقيمون في أمانة العاصمة تدربوا على فنون القتال في محافظة مأرب، وشكلوا خلايا سرية للتكليف بتنفيذ مهام انتحارية في محافظة مأرب، وكذا أمانة العاصمة ضد السفارات الأجنبية والسياح.
وطلبت النيابة في قرار الاتهام من المحكمة الحكم على المتهمين بأقصى العقوبة المقرة شرعا وقانونا نظرا للأعمال الإجرامية التي سيقترفونها ضد المجتمع والخارجة عن ديننا الإسلامي الحنيف.
وتلا ممثل النيابة الجزائية اعترافات المتهمين في محاضر جمع الاستدلالات وتحقيقات النيابة، التي أشارت إلى أن المتهم الأول الحسيني تعرف عندما كان مسجونا في الأمن السياسي حيث يقضى حكما قضائيا صدر به من المحكمة الابتدائية ثلاث سنوات على (علي محمد الناشري وعثمان الصلوي) الذي فجر نفسه في عملية انتحارية حاول فيها اغتيال السفير البريطاني بصنعاء تيم تورلوت في ابريل الماضي.
وأفاد ممثل النيابة أن الحسيني ذهب إلى مأرب بعد خروجه من السجن واستقبله غالب الزايدي الذي صدر بحقه حكم قضائي سابقا من المحكمة الجزائية لإخفاء قيادي من القاعدة يدعى محمد الأهدل، ليقوم بتدريب الذين ينضمون إلى القاعدة على فنون القتال واستخدام السلاح، وهناك تعرف على صدام الريمي ورامي هانس ودربهم على القتال.
لكن المتهم الحسيني أفاد للحكمة بان أقواله ناقصه، مخاطبا ممثل النيابة بأنه عند نزوله إلى مأرب كان قد ابلغ قيادات رفيعة بجهاز الأمن السياسي بان عنصر من القاعدة جاء إليه يطلب منه النزول إلى مأرب لمقابلة غالب الزايدي ليدرب الشباب، فطلبوا من النزول وأعطوه مبلغ خمسين ألف ريال مواصلات" – حد تعبيره.
وتابع قائلا : نزلت لمأرب والتقيت بغالب الزايدي طلب مني تدريب الشباب فلم اجلس عنده سوى يوم واحد ورجعت إلى صنعاء وبلغت قيادات جهاز الأمن السياسي بذلك، وان الأمن السياسي ضغط على لأعمل معهم وكنت أتواصل مع عبدالله الاشول وهو عقيد في الأمن السياسي، ولم اعرف انه سيحاكموني.
وطلب الحسيني من المحكمة إحضار رئيس جهاز الأمن السياسي والعقيد الأشول كشهود إثبات على ما يقوله.
أما المتهم الثاني بحسب اعترافاته في محاضر جمع الاستدلالات وتحقيقات النيابة التي أنكرها جملة وتفصيلا أمام المحكمة تفيد انه تعرف على عثمان الصلوي وكان يتدرب على فنون القتال في حديقة السبعين بأمانة العاصمة مع رامي هانس الألماني بعد مشاهدته لأفلام جهادية، وانه ذهب إلى مأرب بعد مشاهدته فلم يحكى أن المجاهدين بحسب تعبيرهم يسيطرون على محافظة مأرب بالكامل.
وذكر الادعاء بان المتهم الثالث رامي هانس الذي لم يعرف والده منذ مولده وأنكر الأقوال المنسوبة إليه جملة وتفصيلا وكانت تأخذ أقواله وهو معصوب العينين تعرف على المتهم الثاني عام 2008م، وكانا يتحدثان عن الأوضاع في العراق وفلسطين، وانه سافر إلى مأرب للتدريب والقيام بمهام إرهابية توكل إليه من قيادات القاعدة الإرهابية بمأرب.
وأوضح ممثل النيابة أن المتهم الرابع العراقي الجنسية الراوي تعرف على شخص في احد مساجد الأمانة يدعى حمزة والذي بدوره عرفه على صدام الريمي الذي شجعه على الذهاب إلى محافظة مأرب لمجاهدة الأمريكان الذين يقومون بأعمال بربرية في العراق.
وبين الادعاء أن المضبوطات الخاصة بالمتهمين عبارة عن مسدس روسي دلتا وخناجر ومقاطع فيديو عن الجهاد في العراق وأفغانستان والشيشان وجهاز كمبيوتر كمباك وثلاثة تلفونات سيار.
هذا وقد رفض المتهمين الثلاثة توكيل محامين لهم، فيما وكل المتهم الرابع العراقي المحامي فيصل المجيدي للترافع عنه والذي طلب من المحكمة تصوير ملف القضية ومحضر جلسة اليوم للرد على النيابة في الجلسة القادمة التي حددتها المحكمة بعد الموافقة على طلبه في يوم الأحد الموافق 3 أكتوبر 2010م.