أرشيف محلي

البيض طلب لقاء أصدقاء اليمن لتقديم خارطة لحوار "شمال وجنوب"

أعلن نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، الذي يتزعم دعوات الانفصال في جنوبي اليمن في رسالة بعثها لوزير الدولة البريطاني لشؤون الخارجية "انضمام الشعب الجنوبي عن بكرة أبيه إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب".

وقال البيض في الرسالة المنسوبة التي نشرتها أسبوعية "الوسط " اليمنية : "أعلن انضمام الشعب الجنوبي عن بكرة أبيه إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وندين باسمه كل أعمال العنف واللجوء إلى الحرب باسم الله أو الدين، ونلتزم ببذل كل جهد يمكننا من القضاء على الأسباب الجذرية للإرهاب".

وطالب البيض في الرسالة التي يعيد "نشوان نيوز" نشر نصها "عقد اجتماع عاجل مع رئاسة مجموعة أصدقاء اليمن لنتمكن من عرض رؤيتنا، فيما نحن جاهزون لتزويدكم بورقة عمل بشأن خارطة طريق لحوار فعال بين الشمال والجنوب في إطار مجموعة أصدقاء اليمن وتحت رعايتها".

إلى نص الرسالة:

سعادة ويليام هيج وزير الدولة للشئون الخارجية والكومنولث المحترم

معالي الوزير
يسرني أن أعبر لكم عن فائق تقديري للدور الذي تضطلع به مجموعة أصدقاء اليمن لمساعدتنا على تجاوز الوضع الذي فرضته علينا حرب عام 1994م بين الشمال والجنوب، كما أعبر لكم عن تطلع الشعب في الجنوب إلى جهودكم الرامية إلى مساعدته في سعيه الهادف إلى انتزاع حقه في تقرير مصيره، ومن أجل جنوب خال من الإرهاب والصراعات، جنوب يصبو إلى بناء السلام وينشد العمل من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
باعتبار مجموعة أصدقاء اليمن شريكا رئيسا وفعالا أود أن ألفت انتباهكم إلى الحقائق التالية:
1- على الرغم من التزامه بمحاربة تنظيم القاعدة، فإن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لا زال يواصل دعمه للتطرف ويسترضي الإرهاب عبر تعامله مع المتطرفين الإسلاميين القريبين من القاعدة، مما يسمح لهم القيام بدور الحاضن للإرهاب، في هذا السياق، وكمؤشر لهذا النهج، عين الرئيس صالح في 6 سبتمبر 2010م عبدالمجيد الزنداني رئيسا للجنة الإشرافية للحوار الوطني، في حين أن اسم الزنداني يندرج رسميا في قائمة تمويل الإرهاب المنشأة بموجب قرار مجلس الامن الدولي، والمصنف من قبل وزارة الخزانة الأمريكية باعتباره (إرهابي عالمي).

2- إن العداء بين القاعدة والشعب الجنوبي له جذوره منذ حرب 1994م عندما تحالف الرئيس صالح مع القاعدة لاحتلال الجنوب تحت ذريعة القضاء على الشيوعيين، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه بعد احتلال الجنوب وسمح للمقاتلين المتطرفين للسيطرة على مقاليد الأمور في البلاد ونهب الأراضي وفرض صيغة الأحكام الإسلامية المتطرفة في الجنوب العلماني.

نتيجة لحرب 1994م التي قضت على الوحدة الطوعية بين الشمال والجنوب وما تلته من ممارسات وانتهاكات ارتكبها الساسة الفاسدون والمتنفذون في منظومة الرئيس صالح، وأصبح الجنوب بوضعه الكارثي الحالي أكثر خطورة من أي وقت مضى، الأمر الذي عقد الأوضاع وقادها إلى مستنقع الفوضى وانعدم الاستقرار على المستوى المحلي مما قد يهدد الأمن الإقليمي برمته.

2- إن قراري مجلس الأمن رقم 924 و931 لعام 1994، قد أكدا على ما نصه "يكرر تأكيد أن الخلافات السياسية لا يمكن حلها من خلال استخدام القوة، ويأسف بشدة لفشل جميع الأطراف المعنية لاستئناف الحوار ويحثها على القيام بذلك فورا ودون شروط مسبقة، مما يتيح التوصل إلى حل سلمي لخلافاتها واستعادة السلم والاستقرار، ويطلب من الأمين العام ومبعوثه الخاص دراسة السبل المناسبة لتيسير تحقيق هذه الأهداف" ويطلب "الأمين العام إرسال بعثة لتقصي الحقائق إلى المنطقة في أقرب وقت ممكن لتقييم احتمالات لتجدد الحوار بين جميع الأطراف المعنية وبذل مزيد من الجهود من جانبهم لحل الخلافات بينهما"، وقرر المجلس في قراريه ما نصه "أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي".

وبما أن قراري مجلس الأمن أعلاه لم يدخلا حيز التنفيذ بعد، فقد حان الوقت لأن تتولى مجموعة أصدقاء اليمن معالجة هذه المسألة وفقا لهذين القرارين. وبما أننا شركاء معنيون بالمسألة الجنوبية انطلاقا من الواقع المعاش، ووفقا لقراري مجلس الأمن الدولي، فإنني أتقدم لكم وأعضاء المجموعة بالمبادرة التالية:

1- أعلن انضمام الشعب الجنوبي عن بكرة أبيه إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وندين باسمه كل أعمال العنف واللجوء إلى الحرب باسم الله أو الدين، ونلتزم ببذل كل جهد يمكننا من القضاء على الأسباب الجذرية للإرهاب.

2- نؤكد على بذل كل الجهود الرامية إلى نبذ الكراهية والعنف ونشر قيم التسامح واستخلاص العبر من الماضي سيرا نحو تحقيق العدالة الانتقالية في مرحلة بناء السلام.

3- نطلب عقد اجتماع عاجل مع رئاسة مجموعة أصدقاء اليمن لنتمكن من عرض رؤيتنا، فيما نحن جاهزون لتزويدكم بورقة عمل بشأن خارطة طريق لحوار فعال بين الشمال والجنوب في إطار مجموعة أصدقاء اليمن وتحت رعايتها.

في الوقت الذي أتطلع فيه إلى الاستماع منكم قريبا ليتسنى لي شرف اللقاء بكم والتداول معكم قبل انعقاد الاجتماع الوزاري بين الحكومة اليمنية وأصدقاء اليمن في نيويورك في 24 سبتمبر 2010، فإنني أغتنم هذه الفرصة لأعبر لكم عن خالص الشكر والتقدير لتعاونكم.

*علي سالم البيض
رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية"

زر الذهاب إلى الأعلى