شجبت أغلب المواقع التونسية والصحف الصادرة الإثنين 04-10-2010 ما أقدم على فعله بعض مشجعي الترجي من شغب واعتداءات أثناء مباراة فريقهم مع نظيره الأهلي المصري باستاد القاهرة أمس الأحد.
وعرف اللقاء، الذي يأتي في إطار نصف نهائي ذهاب دوري أبطال إفريقيا، أحداث شغب عنيفة واعتداءات من مشجعي الترجي على رجال الأمن والمطافئ، مباشرة بعد مضاعفة أحمد فتحي النتيجة لصالح نادي الأهلي في الدقيقة (66) من المباراة، كما تم اقتلاع مجموعة كبيرة من مقاعد مدرجات استاد القاهرة، والعبث بها، ورميها على رجال الأمن المصريين.
ووصفت صحيفة "الصباح" التونسية هؤلاء المشجعين ب"الشرذمة"، وأكد أن ما أقدموا على فعله يُعد "سلوكات شاذة تسيء لسمعة تونس"، كما طالبت بمحاسبتهم و"التشهير بهم حتى يعلم الأشقاء المصريون حزم بلدنا"، وفق ماجاء في الصحيفة.
على الصعيد ذاته، ندّدت ألفة السلامي، المسؤولة في المكتب الإعلامي بالسفارة التونسية في القاهرة، عبر قناة "نايل سبورت" المصرية، بما بدر من مشجعي الترجي، مؤكدة أنهم لا يمثلون بأي شكل من الأشكال الشعب التونسي، كما أعربت عن أسفها الشديد لكل الشعب المصري، وأنه سيتم محاسبتهم وفق القوانين والأصول المعمول بها في دولة مصر الشقيقة، بحسب ما أفادت.
ترحيل المشجعين
وعلى جانب آخر، أشارت مصادر اعلامية تونسية ومصرية إلى أنه سيتم ترحيل الـ11 موقوفاً من مشجعي الترجي إلى تونس في القريب العاجل بعد اتخاذ كل الإجراءات القانونية ضدهم من طرف الأمن المصري وبموجب اتفاق بين السلطات التونسية والمصرية.
وذكر مسؤول في وزارة الداخلية المصرية لوكالة "فرانس برس" أن المشجعين التونسيين الذين تواجدوا في استاد القاهرة قاموا برمي القنابل الدخانية الممنوعة في الملاعب المصرية كما الحال في دول العالم الأخرى، مضيفاً "وعندما حاول رجال الشرطة التدخل قام المشجعون بتحطيم المقاعد قبل رميها إلى الملعب، واعتدوا على رجال الأمن"، مشيراً إلى إصابة سبعة ضباط وشرطيين ومجند.
وطالب الإعلامي البارز إبراهيم حجازي خلال إطلالته عبر قناة "نايل سبورت" في برنامجه "دائرة الضوء" بالضرب على أيادي العابثين ومحاسبة جماهير الترجي التونسي التي اعتدت بوحشية - حسب تعبيره - على رجال مطافئ مصريين بالركل والضرب.
اعتذار رسمي
وطالب حجازي السفير التونسي في القاهرة بتقديم اعتذار رسمي للجمهور المصري، ودعا إدارة نادي الأهلي إلى مطالبة "الكاف" بنقل مباراة الإياب بين الفريقين التونسي والمصري إلى بلد محايد، خوفاً من تكرار سيناريو القاهرة أمس.
وشدد حجازي على ضرورة غلق السلطات الأمنية المصرية كل المنافذ البرية والبحرية والجوية في وجه مشجعي الترجي إلى حين محاسبة المعتدين بالاستعانة بأجهزة كاميرات المراقبة.
وبرر حجازي عدم تدخل الأمن المصري لإنقاذ رجال المطافئ خوفاً من تحول الملعب إلى ساحة قتال، وتأليب الجمهور المصري على منافسيه.
ووصف إبراهيم حسن، مدير الكرة بنادي الزمالك، خلال مداخلة هاتفية في ذات البرنامج مشجعي الترجي ب"العجول" و"المجانين"، وندد بشدة بالانتهاكات الخطيرة التي تعرض لها رجال الإطفاء المصريين، مؤكداً أنهم كانوا يقومون بمهمتهم وعملهم في سبيل المحافظة على النظام والأمن العام وسط المدرجات، حيث تدخلوا بقوارير المطافئ لإطفاء الألعاب النارية التي أشعلها الجمهور التونسي.