يصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الأربعاء إلى العاصمة اللبنانية بيروت في زيارة رسمية مثيرة للجدل هي الأولى منذ توليه الحكم في 2005 يعتزم خلالها زيارة قرى على الحدود مع إسرائيل.
وقال علي أكبر جوانفكر -مساعد الرئيس الإيراني- إن هذه الزيارة لها أهمية تاريخية وستؤثر على المعادلات الإقليمية، وهي تهدف لتوطيد العلاقات الثنائية في مجالات عدة ضمن إطار سياسة طهران الخارجية الإستراتيجية مع أركان الحكم في لبنان الذين تم التخطيط معهم بشأن الزيارة.
ويلتقي الرئيس أحمدي نجاد نظيره اللبناني ميشال سليمان الذي قدم الدعوة ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
كما سيحضر استقبالا حاشدا ينظمه حزب الله اللبناني، لكن لا يعلم ما إذا كان الأمين العام للحزب حسن نصر الله سيحضره شخصيا، رغم أنه لم يظهر علنيا منذ نحو عامين، أم سيتحدث عبر الشاشة.
ويرافق أحمدي نجاد في زيارته -التي تستمر يومين- وزير خارجيته منوشهر متكي ووفد من رجال الأعمال من القطاع الخاص حيث من المقرر توقيع عدد من الاتفاقيات في قطاعات الطاقة والمياه.
أما الجزء الأكثر جدلا فهو عزم الرئيس الإيراني زيارة قرى على طول حدود لبنان الجنوبية كانت إسرائيل دمرتها أثناء حربها على لبنان في يوليو/تموز 2006 وأعيد إعمارها بمساهمة إيرانية.
وكان نصر الله دعا -في كلمة له عبر شاشة في احتفال بختام حملة غرس مليون شجرة لعام 2010- لاستقبال شعبي للرئيس الإيراني في الساعة السابعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي على امتداد طريق المطار.
ونفى نصر الله أن نجاد يريد الذهاب إلى قرى الجنوب ليرمي حجرا على إسرائيل، مؤكدا أنه "يريد زيارة قرى في الجنوب، ولا يوجد في البرنامج ما يقول إنه يريد أن يذهب إلى الحدود ليرمي حجرا"، لكنه تدارك "إذا سألني، أقول: أنت ترمي أكثر من حجر".
ووصف أعضاء في الأغلبية البرلمانية الموالية للغرب في لبنان زيارة الحدود استفزازا ورسالة تحد لاسرائيل فيما اعتبرت الولايات المتحدة وإسرائيل أنها تقوض الاستقرار الإقليمي.
وتأتي الزيارة بالتزامن مع توتر على الساحة اللبنانية بشأن محكمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري والجدل الدائر حول ما يعرف بقضية شهود الزور، وتوقعات بصدور قرار ظني من المحكمة الدولية يتهم أعضاء من حزب الله بالضلوع في الاغتيال.