تدشن قناة العربية مساء الأحد بمدينة دبي موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت بحلته الجديدة، وسيحضر الاحتفال الذي سيقام في قاعة الاحتفالات في فندق «اتلانتس» الشيخ وليد الإبراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة mbc وقيادات المجموعة، ومسؤولون رسميون سعوديون وإماراتيون وعدد من الكتاب الصحافيين العرب وكتاب الصحافة السعودية.
يعتبر «العربية نت» أول موقع عربي يعتمد على الصور المتحركة (فيديو) في الأخبار بشكل أساسي بحلته الجديدة، حيث يمكن للقارئ أيضاً تصميم صفحته الخاصة بنفسه، من خلال تحريك الأقسام على الصفحة الرئيسة بحسب اهتماماته، بالإضافة إلى عدد من الأقسام الجديدة التي تعنى بالطب والصحة والتكنولوجيا والثقافة.
والتصميم الجديد، بحسب معلومات إيلاف، يركز بشكل كبير على الربط بين الأخبار والصور المتحركة (فيديو) بشكل أساسي، إضافة إلى اندماج الموقع بشكل كبير مع القناة حيث يظهر شريط أخبار العربية على الموقع كما هو على الشاشة.
وتتجه العربية نت في الأيام المقبلة إلى عملية اندماج كلي مع شاشة القناة، التي يشرف عليها مدير عام قناة العربية عبد الرحمن الراشد بنفسه، حيث سيتم التركيز بنسبة 70% على أخبار وتقارير القناة التي يعدها المراسلون وتظهر على الشاشة إضافة إلى المقابلات التي تجريها القناة.
وكان موقع العربية نت تأسس في 21 فبراير عام 2004 ، وأشرف عليه الإعلامي عمار بكار طوال خمس سنوات، إلا أنه في تلك الفترة تعرضت "العربية.نت" انتقادات واسعة بسبب نوعية المواضيع التي كان ينشرها الموقع، ولكن ما يحسب لعمار بكار أنه ساهم في انتشار الموقع في كل أنحاء الوطن العربي.
ومع تزايد الانتقادات للموقع، ولكونه بعيدا عن سياسة التحرير التي تنتهجها القناة، تم تعييين الإعلامي داود الشريان ليتسلم رئاسة التحرير في أبريل 2009 مما اعتبر النقلة الحقيقية في مشوار العربية نت التي أصبحت تشكل واجهة لقناة العربية بنفس الروح والخط التحريري. وذلك بعد ست سنوات من الجمود وعدم التغيير في تصميم الموقع.
ومن ثمار هذا التغيير أن تسابق مذيعوا ومذيعات القناة وهم يتسابقون للكتابة في الموقع أو التأكد من جودة صورهم التي تظهر في قائمة البرامج أو المقابلات التي تجري حولهم، حيث بدأ الجميع يشعر أن الموقع منهم ولهم بعكس الفترة السابقة التي كان الموقع يسير مع القناة بعكس اتجاه الريح!
و إضافة إلى ذلك بدأ الزوار يتوافدون على موقع العربية.نت ليصل عددهم إلى أكثر من مليون ونصف زائر يوميا.
كل ذلك جاء بفضل تواجد الموقع وسط مؤسسة إعلامية هائلة الإمكانات، ساهمت في دعم الموقع من خلال تواجد قنوات ضخمة مثل MBC والعربية.
مجموعة شويري
والجدير بالذكر أن مجموعة شويري هي الجهة الحصرية للإعلانات في العربية.نت منذ إنشاء الموقع، و لعبت دوراً كبيراً ساهم في تميز الموقع، بحكم أنها مسئولة عن إعلانات مجموعة mbc جروب بأكملها.
و تعد شركة الشويري من أوائل الشركات التي تدعم الصحف الإلكترونية في الشرق الأوسط و من أقواها.
و "الشويري" هي مجموعة شركات رائدة في حقل التمثيل التجاري لوسائل الإعلام إذ أنها الآن تسوق لسبعة عشرة محطة تلفزيونية فضائية، وإحدى عشرة مطبوعة دورية وسبع محطات إذاعية، إضافة إلى أكبر شبكة للوحات الإعلانية في دول مجلس التعاون الخليجي، وتبيع المساحة الإعلانية التي تقدمها هذه الوسائل.
مؤسسها انطوان شويري
ففي عام 1970، أسس أنطوان الشويري في لبنان Régie Générale de Presse وهي أول شركة لتمثيل وسائل الإعلام، وقاد نموها في السنوات العشر الأولى ثم وسع نشاطها إلى أوروبا مستفيدا من انتقال عدد من المطبوعات الدورية العربية إلى أوروبا.
وإذا كانت السبعينات حقبة التأسيس، فإن الثمانينات كانت بالنسبة إلى الشويري حقبة النمو الكبير الذي شهد مزيدا من تغلغل شركاته في الأسواق الجاذبة في لبنان ودول الخليج العربي. أسس الشويري في تلك الحقبة عدة شركات أعادت تحديد مشهد قطاع التمثيل التجاري لوسائل الإعلام في المنطقة، بدءا بشركة Video Force التي كانت أول من قدم ابتداء من عام 1983 فرصة الإعلان على شرائط فيديو لأفلام سينمائية. ثم أطلق شركة Arabian Outdoor التي خلقت سوق MUPI في المملكة العربية السعودية. بعد ذلك أطلق الشويري في لبنان شركات Audio Visual Media عام 1985 و Pressmedia عام 1986 و Interadio عام 1987.
ومثلت هذه الشركات وسائل إعلام ناشئة مثل المؤسسة اللبنانية للإرسال، وأخرى عريقة مثل صحيفة النهار والأوريان لو جور والسفير، إضافة إلى عدد من محطات الإذاعة المعروفة في لبنان. وبهذا نجح الشويري في تبوء مركز لا ينافس عليه في السوق اللبنانية.
في التسعينات جمع الشويري شركاته تحت لواء مجموعة الشويري، ووقع على عقد لإعادة هيكلة مجموعة تهامة السعودية وإدارتها.
في أواخر التسعينات وبداية الألفية الثالثة ركز الشويري اهتمامه على المحطات التلفزيونية الفضائية وأسس لها عدة شركات مثل Media Sat عام 1996 لتمثيل LBC SAT و Middle East Media Services عام 2004 التي أصبحت ممثل تلفزيون دبي، وشركة Arabian Media Services عام 2005 التي تولت التمثيل التجاري لمجموعة MBC GROUP.
وفي هذه الحقبة أيضا تم تكليف شركات مجموعة الشويري بتمثيل عدد من الوسائل الأخرى في منطقة الخليج، مثل عربات DMI في دبي ومحطة الوطن التلفزيونية في الكويت ومجموعة ميلودي في مصر ووسائل أخرى في المغرب وعمان.
ومثّل أنطوان شويري مجموعات إعلامية مختلفة، خلال 36 عاماً أمضاها في عالم الأعمال، منها قناة LBC الفضائية في لبنان، الجزيرة، جريدة الحياة اليومية في لندن، ومؤسسة إعلام دبي، وصحيفتي النهار والسفير اللبنانيتين.
ويحتكر أنطوان شويري، بيع الإعلانات لأكبر محطات البث في المنطقة مثل LBC وMBC وتلفزيون دبي. قادت هيمنة مجموعة شويري على سوق التلفزيون إلى تشكيل اتحاد المعلنين في دول مجلس التعاون الخليجي عام 2005.
وينفق أعضاء الاتحاد مبالغ طائلة سنويا على الإعلان، ومن بينهم طيران الإمارات، يونيليفر، وماكدونالدز. ويعتقد أن حصة مجموعة شويري تزيد على 20 % في سوق رأسماله 2 مليار دولار أمريكي سنويا.
وقال الشيخ وليد الإبراهيم ، رئيس مجلس إدارة مجموعة mbc الإعلامية إن انطوان شويري ضرب أمثلة في حسن التعامل وشرف الكلمة، فهو واحد من القلائل الذين أرسوا مبادئ راسخة في حسن التعامل والالتزام المهني.
وقال "كانت كلمة انطوان شويري بمثابة العقد، حتى أن الكثيرين كانوا يتعاملون معه دون أوراق، لأن كلمته لا تتغير حتى لو تغيرت الظروف المحيطة. ورغم أنه كان مفاوضاً قوياً، وأحياناً شرساً، إلا أنه إذا اتفق على شيء فإنه ينفذه مهما كانت الظروف".
وتحدث الشيخ وليد عن صفات كثيرة في الرجل كانت مغيبة عن وسائل الإعلام. فهو رجل يحب الخير، ولديه أعمال خيرية عديدة يجهلها الكثيرون. فهو يعول الكثير من البيوت والأسر، ويتبرع للجمعيات الخيرية باستمرار، لكنه كان حريصاً على عدم الإعلان عنها.
وفي جوانب الراحل العملية، أوضح الشيخ وليد إنه رغم كونه رائد صناعة الإعلان في المنطقة، إلا أنه من خلال عمله مع محطات التلفزيون تكونت لديه رؤية ثاقبة جعلت أصحاب المحطات يستشيرونه ويعرضون عليه أفكار برامجهم لثقتهم في رؤيته الثاقبة ونظرته العميقة التي جعلته يميز العمل الناجح عن غيره.
و أضاف الشيخ وليد أن هاجس انطوان شويري الدائم كان هو وحدة واستقرار لبنان. فقد لعب دوراً مهماً في التقريب بين الفصائل اللبنانية المختلفة وردم الهوة بينها بحيادية تامة دون أن يميل لطرف على حساب الآخر، وكل هذا الجهد دون أن يبحث عن الأضواء والمكاسب، لأنه كان يؤمن أن لبنان بلد موحد لجميع أبنائه بعيداً عن الطائفية التي كان يكرهها بشدة.