[esi views ttl="1"]
arpo37

ويكيليكس حجب العديد من الوثائق عن العراق والمالكي يشكك بأهدافها

قال مسؤولو موقع "ويكيليكس" الذي نشر وثائق سرية عن حرب العراق أنهم اضطروا لحجب العديد من الوثائق لحماية العديد من الأفراد، مشددين على أن ما نشر لا يضر أي من الجنود الأمريكيين وهي الحجة التي تتذرع بها وزارة الدفاع الأمريكي (بنتاجون) لرفض التعاون مع "ويكيليكس".

وأكد المسؤولون أن هناك العديد من الحالات التي قتل فيها مدنيين عراقيين جراء القتل والتعذيب لم يتم الكشف عنها حتى لا تتعرض حياة المتورطين فيها للخطر، نافيا بذلك ادعاء البنتاجون بأن هذه الوثائق تعرض حياة بعض الأمريكيين للخطر.

وأكد مؤسس "ويكيليكس" جوليان آسانغ في مؤتمر صحفي بلندن أن نشر تلك الوثائق "لا تعرض حياة أحد للخطر".

وقال آسانغ إن المسؤولين الأميركيين حاولوا في البداية التعامل مع وثائق حرب أفغانستان والعراق بتجاهل وصمت. وأكد أن المبادئ التي التزم بها الموقع تقوم على التحقق من كل كلمة قام بنشرها عن حرب العراق.

وذكر آسانغ أن ما جرى في العراق ليس بمعزل عن ما يجري حاليا في أفغانستان، موضحا أن الموقع سينشر قريبا أكثر من 15 ألف وثيقة سرية بشأن حرب أفغانستان.

وعرض الموقع أمام الصحفيين الأسلوب البحثي الذي استخدمه في جمع المعلومات بشأن وثائق حرب العراق.

وكان ويكيليكس نشر في وقت سابق على صفحته في موقع تويتر أنه يعتزم إصدار إعلان "مهم" صباح السبت في أوروبا، غير أنه سمح لبعض وسائل الإعلام ومنها قناة "الجزيرة" القطرية وصحيفة "الجارديان" البريطانية و"نيويورك تايمز" الأمريكية بالاطلاع على الوثائق السرية التي يعتزم نشرها.

والوثائق التي حصلت عليها ويكيليكس هي 400 ألف وثيقة أمريكية سرية خاصة بحرب العراق. وتوضح تلك الوثائق أن أكثر من 80% من ضحايا الحرب من المدنيين، وأن عدد الضحايا الحقيقي للحرب يزيد بخمسة أضعاف عن العدد المعلن لقتلى العراق.

كما تحتوي بعض الوثائق السرية التي كشفتها الجزيرة ووسائل إعلام غربية بالأساس تقارير يومية ميدانية من ضباط من رتب صغيرة بالجيش الأميركي وتفاصيل عن انتهاكات بشعة بحق سجناء كانت السلطات الأميركية على علم بها لكنها لم تحقق فيها. وأظهرت بعض الوثائق إشراف المالكي مباشرة على فرق اعتقال وتعذيب.

وأفادت الوثائق بأن الإدارة الأمريكية شكلت غطاء لعمليات التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان في العراق. كما أشارت إلى دور الميليشيات الشيعية في حرب العراق وقتلها للمدنيين السنة وتورط إيران في دعم تلك الميليشيات الطائفية.

المالكي يشكك

من جهته شكك رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي بأهداف نشر الوثائق الأميركية بشأن الانتهاكات داخل العراق في عهده ودوره فيها ملمحا إلى أن توقيت النشر يهدف إلى عرقلة عودته ثانية إلى المنصب.

وقال بيان صحفي أصدرته الحكومة العراقية السبت إن "الضجة التي تقودها بعض الجهات الإعلامية تحت غطاء الوثائق المذكورة ضد جهات وقيادات وطنية وخصوصا رئيس الوزراء تثير في أسلوبها وتوقيتها أكثر من علامة استفهام".

وتابع البيان قائلا إن رئيس الحكومة يؤكد ثقته "بوعي المواطن العراقي ونظرته الثاقبة لمثل هذه الألاعيب والفقاعات الإعلامية التي تقف وراءها أهداف سياسية معروفة لا تنطلي على شعبنا".

وفي تلميح إلى الجزيرة وموقع ويكيليكس الذي نشر الوثائق قال البيان "رغم الحشد الذي قامت به هذه الوسائل بالتواطؤ مع الموقع الذي سربها إليها قبل موعد نشرها على صفحته فإنها لم تستطع أن تقدم دليلا واحدا عن سلوك غير وطني قامت به الحكومة العراقية أو شخص رئيسها نوري المالكي".

يشار إلى أن بعض الوثائق السرية التي كشفتها الجزيرة ووسائل إعلام غربية تحتوي بالأساس تقارير يومية ميدانية من ضباط من رتب صغيرة بالجيش الأميركي وتفاصيل عن انتهاكات بشعة بحق سجناء كانت السلطات الأميركية على علم بها لكنها لم تحقق فيها. وأظهرت بعض الوثائق إشراف المالكي مباشرة على فرق اعتقال وتعذيب.

وفي مسعى لرمي الكرة في ملعب القوات الأميركية قال بيان الحكومة العراقية إنها "لن تتساهل في حقوق مواطنيها دون استثناء". وأشارت إلى أن قواعد الاشتباك المتساهلة في الجيش الأميركي كثيرا ما كانت موضع انتقاد من جانب الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة (نوري المالكي) وصلت أحيانا حد حدوث أزمة بين الجانبين.

ولم يشكك بيان حكومة المالكي بصدقية الوثائق، لكنه أشار بالمقابل إلى أن الحكومة ستأخذها "بنظر الاعتبار لترى من خلال التحقيق مدى مطابقتها للحقيقة ليتم متابعة ذلك قانونيا أو دخولها في إطار الخصومات السياسية التي لا مصلحة للعراق والعراقيين بها".

وكان المتحدث باسم البنتاجون العقيد ديف لابان قال للصحفيين في وقت سابق إن فريقا من الوزارة راجع ملفات حرب العراق التي يعتقد أنها لدى ويكيليكس والتي تغطي فترة من 2003 حتى 2010.

ووصف المتحدث باسم البنتاجون التقارير بأنها ميدانية سطحية إلى حد كبير قد تكشف أسماء عراقيين يعملون مع الولايات المتحدة، وتعطي للمسلحين العراقيين فكرة نافذة إزاء العمليات الأميركية كما حدث مع ملفات حرب أفغانستان.

يذكر أن موقع ويكيليكس قال إن وزارة الدفاع الأميركية هددت بتطبيق قانون التجسس واتخاذ إجراءات قانونية ضد وسائل الإعلام العالمية في حال تسرعها في نشر الوثائق السرية عن الحرب في العراق.

وكان ويكيليكس أثار غضب البنتاجون في يوليو الماضي بنشره أكثر من تسعين ألف وثيقة تتعلق بالحرب في أفغانستان كان قد حصل عليها. وكان هذا أكبر خرق أمني من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة العسكري.

زر الذهاب إلى الأعلى