arpo23

علاو: تهمة القاعدة أصبحت وسيلة لابتزاز الأصوات الإعلامية والفكرية

حذر صحفيون وناشطون حقوقيون من اتساع مساحة الانتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن ، وفي مقدمتها قمع الحريات الصحفية، ومحاولة إسكات الأصوات التي تكشف الحقائق المتعلقة بالانتهاكات في سياق الحرب على ما يسمى "الإرهاب" أو تنظيم "القاعدة".

جاء ذلك، خلال الندوة، التي أُقيمت، اليوم الاثنين 25 أكتوبر/ تشرين الأول، بصنعاء، تحت عنوان (اعتقال عبدالإله حيدر شائع مطلب أمريكي ام قرار سياسي؟!)، نظمها تحالف السادس من رمضان، الذي يضم عدداً من الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني ونشطاء في مجال حقوق الإنسان.

وفي الندوة، التي هدفت إلى تسليط الأضواء على الانتهاكات التي تمارسها أجهزة الأمن اليمنية بالمخالفة للقوانين، وفي مقدمتها الانتهاك لحرية الرأي والتعبير، أكد المحامي محمد ناجي علاو رئيس الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" بأن امر القبض الصادر ضد الصحفي عبد الاله حيدر شائع والمواطن عبد الكريم الشامي يعد باطلاً، لعدم وجود محاضر تحرٍّ من قبل الشرطة في ملفاتهما.

وقال علاو انه لا يحق للاجهزة الامنية قانوناً حجز شائع والشامي اثناء التحقيقات، مشيرا إلى ان إحدى التهم التي وجهت للصحفي شائع هي التواصل تلفونيا مع المطلوب انور العولقي، والذي يعد احد المصادر الصحفية لشائع كصحفي، مشيراً إلى أن هذه التهمة جاءت نتيجة للفهم الخاطئ لدى السلطات اليمنية لدور الصحفي المتمثل في البحث عن الحقيقة وكشفها، وبين دور المخبر الأمني، "فالسلطات تريد من الصحفي أن يؤدي دور المخبر الأمني".

ورأى علاو بأن تهمة "القاعدة" أو "الحوثية" اصبحت مجرد وسيلة ابتزاز للاصوات الاعلامية والفكرية في البلاد.

من جانبه، تحدث الكاتب والصحفي أحمد الزرقة عن وضع الصحافة في اليمن، مشيراً إلى عدد من التقارير الدولية التي تحذر من تدهور أوضاع الصحافة وحقوق الإنسان في اليمن.

وقال الزرقة ان هناك اكثر من 80 صحفياً لديهم قضايا منظورة امام المحاكم اليمنية، في ظل ظهور محكمة متخصصة للصحفيين، ناهيك عن التهديدات والاعتداءات التي يتعرضون لها، مضيفاً بأن الصحافة أصبحت مهنة خطرة لممارسيها. وعبر الزرقة عن أسفه لتنصل بعض الافراد والمنظمات الحقوقية عن الدفاع عن الأشخاص الذين تُلفق لهم تهمة "القاعدة" أو "الحوثية"، منوهاً إلى أن ذلك يعود إلى خوفهم من ان تطالهم التهمة وانقطاع الدعم الأمريكي عن تلك المنظمات، مضيفاً بأن "دور نقابة الصحفيين كان دون المستوى المطلوب، وذلك لوجود خلل في إدارتها".

على نفس الصعيد انتقد الصحفي عبد الكريم الخيوني "الدور السلبي لنقيب الصحفيين اليمنيين"، مطالباً بدور أكبر للنقابة في مساندة الحريات والتضامن مع الصحفيين، خاصةً في ظل التردي الواضح لوضع حرية التعبير في اليمن، والتي اتت في الترتيب171 من اصل 180 دولة، طبقاً للتقرير الصادر أخيراً عن منظمة "مراسلون بلا حدود".

وسجّل الخيواني تضامنه وكافة المشاركين في الندوة واعضاء تحالف السادس من رمضان، مع الزميلين حمدي البكاري مراسل قناة الجزيرة ومصور القناة محمد السيد، مستنكرين ما تعرضا له من اعتداء على أيدي عناصر أمنية في محافظة عدن (جنوب البلاد)، أثناء تغطيتهما محاكمة متهمين بالهجوم على نادي الوحدة بعدن أمس الأحد.

إلى ذلك، أرجع الناشط الحقوقي علي الديلمي رئيس المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية، أرجع مسألة الحسم في معظم القضايا الحقوقية إلى التدخل والضغط الخارجي، رغم العمل المدني المكثف الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني في اليمن، في سبيل تعزيز سيادة القانون وحماية حقوق الناس جميعاً.

ولفت الديلمي إلى معاناة المئات من المعتقلين في سجون الاجهزة الأمنية، لا يزالون مجهولين بالنسبة للمنظمات الحقوقية، وهم محتجزون من دون أي مسوغ قانوني.

وفي الندوة، التي حضرها عدد من السياسيين والصحفيين ومندوبي وسائل الإعلام وممثلي المنظمات المجتمع المدني، دان الدكتور محمد قباطي، المتحدث الرسمي باسم احزاب اللقاء المشترك، الانتهاكات التي طالت الصحفي عبدالإله حيدر شائع والمواطن عبدالكريم الشامي، ووصف ردة الفعل الشديدة من قبل السلطة ضد الصحفيين بعملية اقصاء وتغييب الشاهد ومنع التغطيات الاعلامية عن ما يدور من انتهاكات في مناطق الحروب المغلقة، مضيفاً بأن الاحزاب السياسية مقصرة في ما يخص قضايا الحقوق والحريات وان دورها ضعيف جداً و لا تحاول ان تقوم بعملها كشريك إلى جانب منظمات المجتمع المدني.

وفي ختام الندوة، دعا تحالف السادس من رمضان، أعضاء الأسرة الصحفية والناشطين وممثلي منظمات المجتمع المدني لمزيد من التضامن مع الصحفي عبد الإله شائع والمواطن عبد الكريم الشامي، وذلك بحضور الجلسة الاولى لمحاكمتهما أمام المحكمة الجزائية المتخصصة (محكمة أمن الدولة ) يوم غد الثلاثاء الموافق 26/10/2010.

وكان اعتقل الصحفي شائع والمواطن الشامي في السادس عشر من أغسطس الماضي، بواسطة قوات تتبع الأمن القومي، وقد أخفيا قسرا لمدة شهر، وطلبت النيابة تمديد حبسهما مؤخرا دون النظر في إخفائهما القسري، ومصادرة حقوقهما القانونية طيلة فترة إخفائهما وحتى ما بعد تسلميهما للنيابة الجزائية المتخصصة التي أبقتهما في سجن المخابرات غير الرسمي وتغاضت عن مخالفة قيام عناصر من الأمن السياسي بالتحقيق مع الصحفي عبد الإله حيدر بالتزامن مع تحقيقات النيابة الأمر المخالف للقانون، كما تم استجواب شائع لفترات تستمر لساعات فقدَ على إثرها الوعي أحياناً.

وحالياً، يعاني الصحفي عبد الإله حيدر شائع من حالة صحية متردية للغاية بسبب سوء التغذية، حيث أكد الطبيب أنه يعاني من فقر حاد في الدم، كما يصعب عليه تناول أدويته الاعتيادية.

زر الذهاب إلى الأعلى