دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله جميع اللبنانيين إلى مقاطعة المحققين الدوليين في المحكمة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وذلك على خلفية امتداد التحقيق إلى ملفات طبية نسائية في ضاحية بيروت الجنوبية يتردد عليها نساء قادة وكوادر حزب الله.
ووصف حسن نصر الله في كلمة متلفزة محاولة محققين بالمحكمة الدولية أمس الأربعاء الاطلاع على ملفات طبية نسائية في عيادة في الضاحية الجنوبية بأنه سلوك "فضائحي" لا ينبغي السكوت عنه.
وتساءل حسن نصر الله عن العلاقة بين التحقيق في اغتيال الحريري والملفات الطبية لنساء الضاحية الجنوبية للعاصمة، قائلا إن ذلك السلوك يعد استباحة لأعراض وشرف وكرامة اللبنانيين تنضاف إلى كل الاستباحات التي طالت في السابق جل بيانات المواطنين اللبنانيين تحت ذريعة ذلك التحقيق.
وقال نصر الله إن كل ما تم تجميعه من معلومات عن الاتصالات والبصمات والملفات الجامعية للطلاب في لبنان وغير ذلك من المعلومات يصل إلى أجهزة أمنية غربية وإلى إسرائيل.
وقد أبدى الأمين العام لحزب الله استغرابه للسرعة التي تحرك بها المدعي العام للتمييز من أجل فتح تحقيق في حادثة العيادة الطبية مقارنة بموقفه إزاء ما يعرف بشهود الزور في ملف اغتيال الحريري.
كما استغرب نصر الله إدانة الإدارة الأميركية السريعة لما حصل في تلك العيادة وصمتها حيال اعتداء عناصر من الوحدات الخاصة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي في نفس اليوم على المواطنين العرب وأهالي أم الفحم داخل الخط الأخضر.
قرار وتسليح
وفي السياق ذاته قال نصر الله إن هناك معلومات جديدة تشير إلى ضغوط أميركية على المدعي العام بالمحكمة الخاصة باغتيال الحريري من أجل التعجيل بإصدار القرار الظني قبل موعده في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأضاف نصر الله أن ذلك القرار تمت صياغته عام 2006 وأنه مطابق لما نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية ومجلة دير شبيغل الألمانية.
وجاءت كلمة نصر الله في وقت بدأ فيه القضاء اللبناني تحقيقا لمعرفة ملابسات المواجهة التي حدثت في العيادة بين عشرات النسوة وفريق من المحققين التابع للمحكمة الخاصة باغتيال الحريري.
ووقعت المواجهة في عيادة الدكتورة إيمان شرارة في ضاحية بيروت الجنوبية عندما أراد الفريق الحصول على معلومات خاصة بعدد من المريضات.
ويعد هذا الحادث فصلا جديدا من الجدل السياسي المحتدم في لبنان على خلفية المحكمة بين حزب الله وحلفائه من جهة, وفريق الأكثرية النيابية بزعامة رئيس الوزراء سعد الحريري من جهة ثانية.
وفي هذا السياق كررت الولايات المتحدة اتهاماتها لسوريا بزعزعة استقرار لبنان، وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس عقب جلسة مشاورات عقدها مجلس الأمن إن سوريا تبدي ما سمته "تجاهلا صارخا" تجاه سيادة لبنان وتواصل تسليح حزب الله.