اكتسبت بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم المقرر إقامة دورتها ال(20) في مدينتي "عدن وأبين" للفترة (22نوفمبر - 5ديسمبر2010م)- خلال السنوات الأخيرة الماضية أهمية كبيرة وعظيمة ليس على مستوى دول الخليج والمنطقة العربية وحسب..
بل وصل الاهتمام والتركيز عليها إلى مستويات عالمية ودولية.. لتصبح واحدة من أهم الفعاليات الرياضية العالمية لا تقل شأناً عن بطولة الاتحاد الأوربي أو ما سواها من المسابقات الرياضية التي تحظى باهتمام ومتابعه ورعاية رؤساء الدول والحكومات والشخصيات السياسية والرياضية على المستوى العالمي.. وذلك باعتبارها واحدة من العوامل المهمة في الجذب الرياضي والاقتصادي والسياسي في وقت واحدة.
وعلى الرغم من أن البعض يعمدون إلى التقليل من أهمية هذه التظاهرة الرياضية الكبيرة مقتصرين أبعادها ودلالاتها على الجانب الرياضي.. إلا أنها تمثل بالنسبة لنا كيمنيين سيما في لمرحلة الحالية - بعداً وتحدياً استثنائياً تتداخل فيه كل الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية والرياضية وغيرها.. وبالتالي فإن مسألة التقليل من شأن هذا الاستحقاق تندرج ضمن حملة الشائعات والأكاذيب والافتراءات التي ما فتئ الحاقدون والمرجفون والمرضى يسوقونها منذ الإعلان عن احتضان اليمن لهذه المسابقة وحتى اليوم.
وانطلاقا من هذه الأهمية الكبيرة تصبح بلادنا أمام تحدّ مصيري يستوجب على الجميع حشد كل الطاقات وتسخير كافة الإمكانات والقدرات الرسمية والشعبية في سبيل إنجاح فعاليات هذا الاستحقاق الكروي.. لنثبت للعالم اجمع أن اليمن بخير وأن الأمن والاستقرار فيه مستتب وأن اليمنيين جديرون بثقة أشقائهم في الجزيرة العربية والخليج.. وأن كل ما يطرح عكس ذلك ليس سوى افتراءات وأوهام مختلقة لا وجود لها سوى في مخيلات من يقومون بتسويقها.
وبعيداً عن الإنجازات الرياضية والفندقية وغيرها والتي حققتها بلادنا حتى اليوم استعداداً لاستقبال هذا الحدث الرياضي الهام، فنحن على ثقة بأن الأمور تسير على ما يرام،وقد أخرس الواقع ألسنة كل المشككين وألجم أفواههم – إلا إن التحدي الأهم والأكبر الذي يبرز أمامنا يتعلق بالجانب الإعلامي وتحديداً جانبه المرئي وهذا ما نحن بصدد الحديث عنه هنا.. فقد كشف لنا الواقع ومن خلال متابعتنا لطبيعة تعاطي قنواتنا الفضائية مع هذا الحدث مؤخراً - عن وجود فجوة كبيرة وقصور فاضح وشبه متعمد رافق تغطيتها لاستعدادات الاستضافة والتي تتم منذ أربع سنوات وحتى اليوم، الأمر الذي كان له الكثير من الانعكاسات السلبية الخطيرة وعلى أصعدة مختلفة - أهمها أنه وفي الوقت الذي كانت فيه حملة التشكيك والتشويه الإعلامية التي يشنها المرجفون والمرضى من أعداء الوطن في أوجها ظلت قنواتنا الفضائية نائمة في العسل ولم تلق للمسألة أدنى اعتبار بل ظلت تبث برامجها العتيقة المتمثلة في المسلسلات والأناشيد وكأن الأمر لا يعنيها في شيء بل وكأن فعاليات خليجي(20) لن تتم في بلادنا بل في إحدى دول القرن الأفريقي..
الأمر الذي أثار موجة من القلق والخوف لدى الأشقاء في الخليج من عدم تمكن اليمن من الاستضافة وإنجاز استعداداتها في موعدها المحدد.. وهم بلا شك معذورون لأنهم يجهلون تماماً ما أنجزته بلادنا في هذا الجانب حتى اللحظة.. وليسوا وحدهم الذين لا يدركون حقيقة وحجم الإنجازات بل إننا نحن اليمنيين عموما نجهل ذلك باستثناء من هم على مقربة من أماكن الإنشاءات أو أخذتهم أرجلهم للوصول إلى هناك ومشاهدة حجم الإنجازات والتجهيزات عن قرب.. إذ كيف لنا أن نعلم بذلك وفضائياتنا المعنية أساساً بالأمر تصدح في وديان أخرى؟!.. ولكن هل يعقل أن نأخذ الجميع إلى تلك الأماكن حتى يعرفوا ما يتم القيام به؟؟!!
بلادنا أنفقت مليارات الريالات في سبيل استضافة هذه الفعالية.. التي نهدف من خلالها أساساً تحسين صورة اليمن لدى العالم الخارجي ونقل الحقيقة عن حالة الاستقرار والأمن الذي تنعم به بلادنا.. ورغم كل ذلك نجد فضائياتنا نائمة والقائمين عليها لا يكترثون لشيء فقد تناسوا أن مسألة نقل وترويج الوجه الحضاري والمتميز لليمن أمام العالم ملقاة على عاتقهم في المقام الأول دون سواهم من اليمنيين.
استبشرنا خيراً بقيام قناة"اليمن"بتخصيص نشرة إخبارية رياضية في العاشرة من مساء كل يوم.. لكننا فوجئنا بأن ما هو حاصل أن الوقت المخصص لفعالياتنا وأنشطتنا الرياضية المحلية لا يتجاوز ال(10%) من كل نشرة.. فيما الوقت المتبقي مخصص للفعاليات والأنشطة الرياضية الخارجية وتحديداً الخليجية منها.. وليت ال(10%) لقطات ومشاهد حية، فالمؤسف أنها عبارة عن مشاهد ضاربة في القدم وقد مضى على بعضها خمس سنوات.
الأمر المخجل أن تأتي الانتقادات من خارج وطننا اليمني.. مؤخراً خصصت قناة "السعودية الرياضية"والتي كانت أكثر تفاعلاً من القنوات الفضائية اليمنية في مواكبة تحضيرات بطولة خليجي 20 وتسليط الضوء على آخر الاستعدادات- حلقة خاصة من برنامج (الدليل القاطع) حيث استضافت فيها الشيخ أحمد صالح العيسي - رئيس اتحاد كرة القدم مدير بطولة خليجي 20 عضو اللجنة المنظمة العليا للبطولة.. وشهد مداخلات إيجابية لعدد من أمناء سر الاتحادات الخليجية لكرة القدم وكذلك إعلاميين من دول الخليج.. من بينها مداخلة الإعلامي الكويتي جابر نصار الذي قال صراحة: "الإعلام المرئي اليمني متواضع جداً ولا يؤدي واجبه بالشكل المطلوب في نقل الصورة المطلوبة ومواكبة التحضيرات اليمنية بشكل دقيق وهو ما جعل الصورة غير واضحة لدى المتابعين.. ونتمنى في المرحلة القادمة أن يظهر الإعلام المرئي اليمني بشكل أفضل وبصورة فاعلة ومؤثرة".. وهو ما يؤكد صحة وحقيقة ما نطرحه هنا.
والمتابع لتناولات الفضائيات الرياضية الخليجية المتعلقة بتغطيتها للتحضيرات الخاصة بخليجي(20)يلاحظ أن ما تقوم به أفضل بكثير مما هو عليه الحال بقنواتنا الفضائية المحلية فجميعها تخصص حلقات خاصة بالفعالية وتحرص أن تستضيف المسئولين اليمنيين على الدوام وخير مثال على ذلك ما قامت به الرياضية السعودية في برنامج (الدليل القاطع) وكذلك قناة أبوظبي الرياضية في برنامجها"المدار الرياضي"والذي استضافت فيه هي الأخرى عدداً من المهتمين والمسئولين في الشأن الرياضي الخليجي واليمني.. فبالله عليكم من الذي يفترض به أن يقوم بدور استضافة رؤساء الاتحادات الخليجية والمسئولين الرياضيين لاستيضاح مواقفهم عن المشاركة هل هذه القنوات ؟ أم قنواتنا الفضائية المحلية ؟!
ما يثير الحزن أن مراسلي القنوات الخارجية قاموا ولا يزالون يقومون بأدوار رائعة أفضل بكثير مما تقوم به فضائياتنا المحلية.. إذ لا يكاد يمر يوم دون أن نشاهد تقريراً يتضمن لقطات حية من مواقع التحضيرات،أو لقاء مباشرة مع أحد المسئولين المعنيين بالتحضير للفعالية.. وهو ما لم نلحظه إلى الآن على أي من قنواتنا المحلية.
نسأل : كم مرة يا ترى قامت هذه القنوات بإرسال طواقم إعلامية إلى "عدن وأبين" لتغطية الاستعدادات التي تشهدها المحافظتان لهذه الفعالية، ونقل صورة ايجابية عن الانجازات التي تمت وحالة الأمن والاستقرار السائدة؟!. كم لقاءات أجريت مع المسئولين المعنيين بالتحضيرات، أو مع اللاعبين والمسئولين عن منتخبنا الوطني؟!
أين البرامج المباشرة والحية والاستوديوهات المفتوحة ؟ أين اللقاءات الميدانية؟ أين الصور والمشاهد المباشرة التي تبين وتكشف وتوضح حقيقة الإنجازات التي تشهدها مدينتا "عدن وأبين"؟أليس من واجب قنواتنا تخصيص حلقات وبرامج تلفزيونية رياضية لهذه الفعالية لنقل صورة كاملة عن ما تم إنجازه في ما يتعلق بالفنادق والمطاعم والملاعب وغيرها؟
ما الذي يريده القائمون على هذه القنوات حتى يقوموا بواجباتهم الوطنية كما يجب؟! هل المسألة متعلقة بالمال؟! أم أن لديهم مطالب أخرى؟! وان كانت هناك مطالب أو اشتراطات أخرى لماذا لا يفصحون عنها ؟!وأنا على ثقة بان حكومتنا ستتكفل بتوفيرها لأنها ومهما بلغت أو تجاوزت لن تكون أكثر كلفةً أو تعقيداً من تلك المليارات والأموال الطائلة والجهود الجبارة التي أنفقت وأهدرت حتى اليوم في عملية التحضير والاستعداد لهذه الفعالية ؟!!
قناة أبو ظبي الرياضية تمكنت مؤخراً من الحصول على حقوق بث فعاليات خليجي(20)- وقنواتنا الفضائية نائمة في العسل بما فيها قناة سبأ الرياضية.
بلادنا استضافت مؤخراً "نهائيات كأس آسيا لكرة السلة" التي شارك فيها (16)منتخباً.. ومع الأسف جرت الفعالية في ظروف غامضة ودون أن يولي مسئولو الفضائيات المسألة أدنى اهتمام حتى مسألة نقل فعاليات المباريات لم تتم في حين قناة سبأ الرياضية عاكفة على بث الأناشيد والأغاني الوطنية والعاطفية وكأن الأمر لا يعنيها في شيء.
الفعالية برمتها كانت تمثل فرصة ذهبية بالنسبة لهذه القنوات التي ما فتئ القائمون عليها يدعون الوطنية وحرصهم على الأمن والاستقرار.. فوجود (16)منتخباً يمثلون (16) دوله عربية وأجنبية في بلادنا وفي ظل الظروف الحالية التي نعيشها - يعني فرصة ذهبية لتعريف أعضاء تلك المنتخبات باليمن وما تعيشه من أمن واستقرار وسلام إلى جانب ما تتميز به من تراث حضاري وموروث ثقافي وإنساني متفرد وكذا ما تزخر به من مناطق سياحية وجمال فريد - وذلك من خلال أولا الحرص على نقل فعاليات المباريات على الهواء مباشرة -وكذا القيام بتغطية الزيارات الميدانية التي قام بها أعضاء المنتخبات عقب انتهاء المباريات لعدد من مناطق أمانة العاصمة وما حولها، من خلال تصوير تلك الزيارات وإجراء اللقاءات مع اللاعبين والمدربين والإعلاميين غيرهم من مرافقي تلك المنتخبات - وبذلك يكونو نقلوا صورة إيجابية (100%) عن الحالة الأمنية التي تنعم بها بلادنا أولا لأعضاء المنتخبات أنفسهم وثانيا للعالم الخارجي.
المضحك في الأمر أن قناة "سبأ" سعت في بداية الأمر للتواصل مع "الاتحاد اليمني لكرة السلة" لغرض تغطية الفعالية وبث المباريات على الهواء لكنهم طلبوا من الاتحاد دفع مبلغ (13،000،000)ريال مقابل عملية التغطية إلا أن مسئولي الاتحاد رفضوا ذلك بحجة أن المبلغ كبير وعملوا شيك للقناة ب(4،000،000)ريال ولكن للأسف القناة رفضت المبلغ وقررت عدم تغطية الفعالية.. وبعد أيام من بدء المباريات أرسلت القناة طاقماً بكامرتين لعمل تغطية خبرية (تقارير) إلا أن مندوب الاتحاد الآسيوي لكر السلة رفض السماح لهم بالتصوير مؤكداً أن المعايير الدولية لا تقبل تصوير أية مباراة بأقل من (5)كاميرات وبذلك رجع طاقم القناة خائباً.
ومن الأخطاء أيضاً أن قناة "سبأ" استضافت في (مايو2010م) الماضي وعلى هامش انعقاد "مؤتمر الاتحادات الخليجية لكرة القدم" - محمد بن همام رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم، والذي يشغل أيضاً منصب المستشار الرياضي لأمير قطر، ونائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في برنامج حواري مباشر - وما حصل أن أول سؤال طرحة المذيع المحاور له كان "لماذا تربي لحيتك (ذقنك)؟!".. وسنترك التعليق لكم.
خبراء وباحثون إعلاميون يؤكدون بأن رسم صورة سلبية عن اليمن في الخارج سببه الصحافة الاليكترونية اليمنية التي أصبحت مصدراً مهماً لنقل الأحداث التي تدور داخل اليمن إلى العالم الخارجي.. ويشيرون إلى أن الصورة التي تنقلها الصحافة الاليكترونية اليمنية تبدو أكثر سلبية وقتامه، حيث تتعاطى تلك المواقع مع الأحداث المحلية من وزوايا مجتزأة إلى جانب مبالغتها في نشر المعلومات والوقائع والأحداث.. معتبرين أن ذلك أعطى انطباعات بأن اليمن بلد يحترق، مقابل وكالات أجنبية وصحف كرست نفسها للتشهير بسمعة اليمن ووصمه بمنتج القاعدة ومصدر الإرهاب والهشاشة وانتشار العنف والفوضى.. ويؤكدون بأن من أهم الأسباب التي ساعدت تلك المواقع على رسم تلك الصورة القاتمة عن اليمن هو قصور الإعلام المرئي الرسمي الذي لا يزال عاجزا عن تقديم صورة لائقة باليمن والتعريف بحضارته والترويج لطبيعته ونقل عادات وتقاليد الشعب اليمني وموروثة العريق ".
ويشدد الخبراء على ضرورة أن يظل الشعور والضمير الوطني والمهني عاملا مهما في صياغة الرسالة الإعلامية المرئية وفي نقل صورة الأحداث إلى الخارج وفي تحديد الأولويات.
الخميس الماضي صدر تقرير الأداء الحكومي الخاص بالعام المنصرم،حيث كشف بأن الاعتداءات الإرهابية، التي تعرضت لها البلاد عام 2009، من عناصر «القاعدة»، تسببت بخسائر بلغت نحو بليون دولار.. مبيناً أن الإرهاب أدى إلى الحد من السياحة الوافدة والداخلية، وأخّر تحقيق معدل النمو المستهدف،وغيرها من الإجراءات الحكومية التي ساهمت في ارتفاع نسبة عجز الموازنة من 8 في المائة إلى 9 من الناتج المحلي.. وهو الأمر الذي يؤكد بأن قنواتنا الفضائية فشلت تماماً في تصحيح تلك الصورة السلبية ونقل الصورة الحقيقية عن ما يشهده واقعنا من أمن واستقرار ونهضة تنموية.
وبعد أن، فإن من الضروري أن يعي القائمون على وسائل إعلامنا المرئية عموما أن مهمة تصحيح تلك الصورة السلبية ملقاة على عاتقهم في المقام الأول وأنهم يتحملون الدور الأكبر في ما يتعلق بإنجاح فعاليات خليجي (20)، لذلك لا بد أن يتمتع الجميع بدرجة عالية من الرقي الفكري والذهني والشعور الوطني، وأن يتجردوا من الأنا والنرجسية وضيق الأفق والمفاهيم القاصرة، وأن يفكروا بهدوء،ويستوعبوا أدوارهم ومهامهم وواجباتهم الوطنية ويتحملوا مسئولياتهم فالمرحلة حرجة ولم يعد هناك من وقت لسماع أية أعذار.
عليهم أن يعوا تماماً أن الواجب الديني والوطني يحتم عليهم وقفه جادة وصادقة وتسخير كافة الإمكانات والقدرات والكفاءات.. خصوصا في الأيام القليلة القادمة "ما قبل البطولة وأثناءها"وذلك في سبيل أن ننقل صورة إيجابية عن الواقع المعاش قدر الإمكان.
عليهم أن يفهموا أن أشقاءنا في الخليج يتابعونهم هذه الفترة بالذات ليلا ونهارا بانتظار ما ينقلونه لهم عن الواقع والاستعدادات والتجهيزات اللازمة لإجراء البطولة وإنجاحها.. وأن يستوعبوا أن فشلهم الذريع وقصور أدائهم وإهمالهم هو السبب الرئيسي الذي جعل من الأكاذيب والإشاعات والأخبار الملفقة والمفبركة التي يسوقها ويروج لها الحاقدون والناقمون على الوطن - حقائق واقعية مصدقة.. مطلوب من قنواتنا أن تكون في صدارة المدافعين عن البطولة.. وفي خط الدفاع الأول لكشف أكاذيب أولئك المرجفين ومن يقف وراءهم والأهداف التي يسعون لتحقيقها.
وأن يدركوا أن المسالة ليست مجرد "ماتش" كما يسميها إخواننا المصريون سيجرى بين عدد من الفرق المتنافسة.. بل إن المغزى الأساسي منها أكبر وأبعد وأسمى من كل ما يدور في خيالاتهم.. نحن نعول على (خليجي 20) الكثير والكثير والمطلوب أن نفيق من سباتنا ونستنفر هممنا جميعا ونعمل كفريق عمل واحد في سبيل إنجاح البطولة لنثبت للعالم أجمع أن بلادنا بخير وأن ما ينقله ويصوره الحاقدون والأفاكون من أكاذيب وأباطيل لا وجود له سوى في خيالاتهم ونفسياتهم المريضة.
نحن بحاجة إلى النزول إلى الملاعب ونقل صور حية عما يجري من تحضيرات واستعدادات.. منتخبنا الوطني معسكر منذ أغسطس 2009م وللأسف لم يكلف مسئولو فضائياتنا أنفسهم بالنزول الميداني وعمل لقاءات مع اللاعبين ونقل انطباعاتهم وتلمس الهموم والمشاكل التي يواجهونها ولو حتى لمرة واحدة.
ولا ضير أن يستفيدوا من التجارب السابقة لأشقائنا وجيراننا في دول الخليج في ما يتعلق بتغطية التحضيرات والاستعدادات لهكذا فعالية.. عليهم أن يخرجوا من بوتقة البرامج التقليدية والمواد المعلبة المنتهية الصلاحية.. وأن يدركوا أن تلك المواد تثير سخط المشاهد عليهم أكثر من أن تلفت نظره أو تجذبه.. عليهم أن يبحثوا عن التجديد وأن يصبوا تركيزهم وجهودهم على التغطيات والمواد الحية التي تنقل صورة واقية عما يجري على أرض الواقع.
في "سلطنة عمان" وخلال استضافتها فعاليات "خليجي 19" العام المنصرم تم إنشاء إذاعة خاصة لبث الأناشيد والأغاني الترحيبية الخاصة بالفعالية وظلت تبث على مدار الساعة وطوال أيام الاستضافة وذلك بهدف بث روح الحماس في نفوس الجماهير.. والدفع بهم للتفاعل ومؤازرة منتخبهم الوطني.. وهذا طبعاً ما يتعلق بجانب الإعلام المسموع فقط.. فما بالنا بما قام به الإعلام المرئي..!- فأين نحن من ذلك؟
ختاماً نأمل أن تكون رسالتنا وصلت وأن يكون المعنيون استوعبوها.. وأن نرى في قادم الأيام على شاشات قنواتنا الفضائية عموماً (اليمن - يمانية - سبأ - الإيمان) ما يثلج صدورنا.. ويسكت كل من يسعون للتطاول عليها على اعتبار أن ما طرحناه من نقد يعد تطاولاً من وجهة نظرهم.. !