بعد ان اجبروا على الفرار من العربية السعودية اثر تعرضهم لحملات ملاحقة شرسة منذ العام 2005، انتقل العديد من ناشطي القاعدة السعوديين إلى اليمن المجاور، حيث باتوا الاكثر تأثيرا داخل هذا التنظيم الأصولي
ومن ابرز ناشطي القاعدة السعوديين في اليمن خبير المتفجرات المفترض ابراهيم العسيري الذي يعتقد انه اعد الطردين المفخخين اللذين ضبطا في الامارات وبريطانيا وكانا موجهين لمركز عبادة يهودي في الولايات المتحدة. وهو واحد من عشرات السعوديين الذين يفترض انهم ينشطون في اليمن.
وساهم السعوديون بحسب مراقبين في تحويل القاعدة في اليمن من تنظيم محلي إلى مجموعة قادرة على ضرب اهداف في السعودية والعالم.
و إلى جانب الذين هربوا من الحملة السعودية ضد القاعدة، انضم 11 سعوديا مجددا إلى صفوف التنظيم في اليمن بعد عودتهم من غوانتامامو ومتابعتهم برنامج المناصحة الذي ترعاه السلطات في المملكة.
وادى انتقال هؤلاء الناشطين الذين يتمتع بعضهم بخبرات قتالية إلى اليمن، إلى تشيكل "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في مطلع 2009 الذي دمج فرعي التنظيم في البلدين.
وقال خبير الجماعات الاسلامية مراد الشيشاني في مقال نشرته مؤسسة جيمستاون ان "اليمن اصبح مقصدا للجهاديين السعوديين، وولد تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب كتحالف بين الجهاديين السعوديين واليمنيين".
وزعيم هذا التنظيم هو اليمني ناصر الوحيشي الذي عمل في السابق مساعدا لزعيم القاعدة في العالم اسامة بن لادن، اما نائب الوحيشي فهو السعودي سعيد الشهري.
وبعد سلسلة من الهجمات الدامية اعتبارا من العام 2003، ضربت السلطات السعودية بقوة خلايا القاعدة على اراضيها، واعتقلت الالاف من المشتبه بهم، الا ان المئات تمكنوا من الهرب.
من جهته، كتب اليستر هاريس من مؤسسة كارنيغي للسلام ان "نجاح الحملة السعودية لمكافحة الارهاب جعل القاعدة تنتقل من السعودية إلى اليمن".
وبعد اندماج الفرعين السعودي واليمني للقاعدة، استهدف التنظيم الاسرة الحاكمة السعودية، وقام شقيق خبير المتفجرات المفترض في القاعدة بتفجير نفسه بالقرب من مساعد وزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف المسؤول عن ملف القاعدة.
وتمكن الشاب من الاقتراب من المسؤول السعودي بعد ان ادعى انه يريد ان يتوب عن انتمائه للقاعدة.
واستخدم الشاب النيجيري عمر فاورق عبدالمطلب اسلوب التفجير نفسه على ما يبدو عندما حاول تفجير الطائرة الاميركية في اواخر كانون الاول/ديسمبر الماضي. وقد تبنى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب هذه العملية.
وفي تشرين الاول/اكتوبر 2009، اعتقل سعوديان على الحدود مع اليمن، كانا متنكرين بزي نسائي ويحملان احزمة ناسفة.
وفي اذار/مارس 2010، اعلنت السلطات السعودية اعتقال 113 مشتبها بهم داخل المملكة واكدت انهم مرتبطون بالقاعدة.
الا ان الجزم بالوزن الكبير للسعوديين داخل التنظيم صعب، ويرى بعض المراقبين ان القاعدة تدفع بسعوديين إلى المقدمة للابقاء على البعد السعودي لنشاطها.
وكتب هاريس ان تنظيم القاعدة في اليمن يضم ما بين 300 و500 ناشط، يشكل اليمنيون 56% منهم والسعوديون 37%.
وتضم قائمة السلطات اليمنية للمطلوبين من القاعدة اسماء 104 يمنيين و91 سعوديا.
اما القائمة السعودية الاخيرة التي نشرت في شباط/فبراير فتضم 85 ناشطا بينهم 26 يفترض انهم موجودون في اليمن.
وبحسب الشيشاني، فان العلاقات القبلية بين السعوديين واليمنيين تسهل نشاط الناشطين بشكل عابر للحدود بين البلدين.
وقد تكون هذه العلاقات القبلية نفسها سمحت للاستخبارات بخرق القاعدة، ما اسفر عن كشف السعوديين لمخطط الطرود المخففة وابلاغهم السلطات الغربية بذلك.