arpo37

واشنطن: الجمهوريون يسيطرون على النواب وأوباما في موقف الدفاع

استيقظ الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاربعاء على خريطة سياسية مظلمة بعد أن عاقبه الناخبون الديمقراطيين على ضعف الانتعاش الاقتصادي ومنحوا الجمهوريين السيطرة على مجلس النواب.

وتمكن الديمقراطيون من الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ وان نجح الجمهوريون في تعزيز مواقعهم به مما يؤذن بمواجهات تشريعية مطولة عندما يبدأ الكونجرس الجديد أعماله في يناير كانون الثاني القادم.

فقد ضعفت قبضة أوباما على معالجة الكثير من القضايا من التخفيضات الضريبة إلى الاسكان. وسيكون عليه مواجهة محاولات لالغاء اصلاحاته في مجال الرعاية الصحية وول ستريت وسيواجه أيضا تيارا معاكسا قويا لسياسات الادارة.

واصبحت تشريعات رئيسية جديدة مثل تغير المناخ والهجرة على الارجح غير مطروحة على الطاولة.

وقال جاريت سيبرج محلل السياسات بشركة واشنطن ريسيرش جروب للاستشارات الاستثمارية "قدرة هذه الادارة على انجاز برامج رئيسية جديدة كانت محدودة بالفعل. ما حدث ينهي الامر تماما."

وانتزع الجمهوريون ما لا يقل عن 60 مقعدا ديمقراطيا في مجلس النواب وهو ما يزيد كثيرا عن 39 مقعدا كانوا يحتاجونها للحصول على اغلبية سترفع جون بينر المحافظ إلى مقعد رئاسة مجلس النواب ويضع نوابا جمهوريين على رأس لجان المجلس. ومازالت سباقات كثيرة لم تحسم بعد.

وهذا أكبر تحول في السلطة منذ ان خسر الديمقراطيون 75 مقعدا من مقاعد مجلس النواب عام 1948 .

وصور الجمهوريون أوباما وفريقه من الديمقراطيين على أنهم ينفقون ببذخ ويديرون بتهور عجزا هائلا ويوسعون دور الحكومة. ولقي هذا الاتهام اذانا صاغية لدى ناخبين أنهكتهم موجة كساد هي الاشد من نوعها منذ الثلاثينات.

وقال بينر للصحفيين في الكونجرس "من الواضح تماما ان الشعب الأمريكي يريد منا أن نفعل شيئا بشأن خفض الانفاق هنا في واشنطن والمساعدة على خلق بيئة يمكن من خلالها استعادة الوظائف."

وقال مساعد لبينر ان أوباما اتصل ببينر في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء وهنأه وناقش معه سبل العمل معا لتوفير وظائف وتحسين الاقتصاد.

ويعقد أوباما مؤتمرا صحفيا يوم الاربعاء الساعة الواحدة بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1700 بتوقيت جرينتش) يتحدث فيه عن التطورات التي طرأت على الخريطة السياسية بعد الانتخابات.

ومن المقرر أن يعقد بينر وقادة جمهوريون اخرون مؤتمرا صحفيا في الكونجرس في وقت لاحق يوم الاربعاء.

ومن المتوقع أن يتحدث السناتور هاري ريد زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ -الذي حقق فوزا مهما في ولاية نيفادا- عن وضع المجلس الساعة الثانية بعد الظهر (1800 بتوقيت جرينتش) .

وقال ريد لرويترز "نحن في حاجة لتجاوز محاولات الاعاقة والدخول في مناقشات حقيقية بشأن اجازة القوانين التي تحتاجها البلاد."

وبينما يعمل الجمهوريون على دفع جدول أعمال يتضمن خفضا حادا في الانفاق والغاء اصلاحات أوباما الا أنهم سيواجهون صعوبة في التغلب على حق النقض الذي يتمتع به الرئيس أوباما بشأن القوانين.

ويلوح في الافق صدام بشأن عجز الميزانية الذي وصل العام الماضي إلى نحو تسعة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي.

وقال اسرائيل كلين النشط في مجموعة بوديستا "الامر غير الواضح هو ما اذا كانت ادارة أوباما راغبة أم لا في عقد أي صفقات مع الكونجرس خلال العامين القادمين."

وعززت الاسهم مكاسبها يوم الاربعاء بعد أن حققت ارتفاعات على مدى أشهر في ظل احتمال أن يؤدي زيادة نفوذ الجمهوريين إلى وجود كونجرس أقل اندفاعا. وحتى على الرغم من أن وجود كونجرس منقسم يمكن أن يدعم أسعار الاسهم -لانه سيجعل اقرار قوانين جديدة أمرا أكثر صعوبة ويقلل من حالة عدم اليقين لقطاع الاعمال- الا أن المستثمرين سيتطلعون إلى مؤشرات على توافق بين الديمقراطيين والجمهوريين.

وقال جون كانالي المحلل الاستراتيجي في مجال الاستثمار بشركة ال.بي.ال. فاينانشيال في بوسطن "الجمود أمر جيد لكن هناك قضايا ينبغي التعامل معها مثل خلق وظائف وتحسين مناخ الاقتصاد".

وقال كليف يونج من معهد ابسوس لاستطلاعات الرأي ان الجمهوريين الذين يتطلعون لتحدي أوباما في الانتخابات الرئاسية عام 2012 يجب ألا يبالغوا في قراءة نتائج هذه الانتخابات.

وصدم نشطاء محافظون يتحالفون مع جماعة حفلة الشاي -وهي جماعة ضغط مختلفة التوجهات- الحزب الجمهوري في وقت سابق العام الحالي عندما أسقطوا عددا من مرشحي الحزب الذين اعتبروهم غير محافظين بما يكفي واستبدلوهم بمرشحين اقل خبرة وأكثر التزاما بفكر الحركة.

وفاز مرشحون تدعمهم جماعة حفلة الشاي في فلوريدا ويوتا وكنتاكي مما يؤكد زيادة نفوذ الاراء المحافظة في مجلس النواب.

لكن الجماعة ربما حالت دون انتخاب مرشحين جمهوريين في مجلس الشيوخ بعد أن رفض الناخبون مرشحين تدعمهم الحركة في نيفادا وديلاوير وويست فرجينيا.

واظهرت استطلاعات رأي الناخبين عند مراكز الاقتراع قلقا دفينا بشأن الاقتصاد وقال ثمانية من كل عشرة ان هذا هو قلقهم الرئيسي. وقال أربعة من كل عشرة انهم يؤيدون جماعة حفلة الشاي المحافظ بينما رأي نحو ثلاثة ارباع ان الحكومة لم تؤد اداء جيدا.

واكتسح المد الجمهوري الولايات الأمريكية من الساحل الشرقي إلى الغربي وأطاحت بثلاثين مرشحا ديمقراطيا في مجلس النواب.

وفي مجلس الشيوخ فاز الجمهوريون بستة مقاعد بينها مقاعد في انديانا وويسكونسن ونورث داكوتا وبنسلفانيا وأركنسو فضلا عن مقعد أوباما السابق في ايلينوي.

وجرت انتخابات يوم الثلاثاء على كل مقاعد مجلس النواب وعددها 435 مقعدا وعلى 37 مقعدا في مجلس الشيوخ وفي 37 ولاية من بين 50 ولاية على منصب الحاكم.

وفاز الجمهوريون في سباق انتخاب حكام الولايات حتى الان بعشر ولايات من الديمقراطيين في انتخابات يوم الثلاثاء. واقتنص الديمقراطيون ولاية من الجمهوريين اذ تم انتخاب جيري براون حاكما لولاية كاليفورنيا.

ومنح الفوز الجمهوريين فرصة اعادة رسم الدوائر الانتخابية وهو تعديل للحدود يتم كل عشر سنوات ينتهي لصالح الحزب الذي يسيطر على مجلس النواب في كل ولاية.

زر الذهاب إلى الأعلى