قال القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ومستشار وزير الإعلام السوداني ربيع عبد العاطي إن أي معالجات يتم القيام بها في إطار القضايا الخلافية في الاستفتاء لن تخرج عن اتفاقية السلام الشامل، فيما أعلن عن تشكل لجنة لدعم الوحدة برئاسة الرئيس عمر البشير..
ونفى ربيع تقديم الحكومة لأي تنازلات بخصوص أبيي، في وقت تشهد فيه الخرطوم وجوبا تحركات دولية لتقريب الخلاف بين طرفي اتفاقية السلام.
وقال عبد العاطي في تصريح لـ"الجزيرة نت" إنه ليس هناك أي مجال للتنازل عما تم الالتزام به في نيفاشا وبالتالي فإن حل القضايا المرتبطة باستفتاء تقرير مصير جنوب السودان رهين بطرفي هذه الاتفاقية وليس من حق أي طرف خارجي الإملاء عليهما بغير ما أقرته الوثيقة.
وجاء حديث القيادي بالحزب الحاكم بعد ما أعلن مسؤولون أميركيون أن مسؤول العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي جون كيري قدم خلال زيارته للخرطوم وجوبا خارطة طريق للحل تتضمن إقامة استفتاءي الجنوب وأبيي بموعدهما مقابل رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية عنه.
غير أن القيادي بالمؤتمر الوطني إبراهيم غندور رفض التراجع عن موقف حزبه في النزاع المتعلق بالاستفتاء في منطقة أبيي، وقال إن المشكلة ما زالت قائمة وهو ما يعني أن من غير المرجح اجراء استفتاء أبيي في حينه.
ونقلت عنه صحيفة الصحافة السودانية قوله إن "مشكلة أبيي ما زالت قائمة، وما من جائزة على وجه الأرض سوى رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب أو غيرها يمكن أن تقنع حزبه بحرمان المسيرية أو غيرهم من سكان أبيي من حق المشاركة في الاستفتاء".
تحركات
في غضون ذلك وصل إلى جوبا في جنوب السودان وفد برلماني كيني، في أول زيارة من نوعها، لبحث ترتيبات الاستفتاء.
وفي الخرطوم يتواصل الحوار بين طرفيْ الحكم في السودان (حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) بشأن القضايا الخلافية المرتبطة بالاستفتاء.
ودعا رئيس لجنة حكماء أفريقيا ثابو مبيكي -الذي يقود فريق الوساطة- الطرفين إلى سرعة الاتفاق على حل الخلافات بينهما خلال خمسة أيام اعتبارا من الأحد.
وأكد للصحفيين -عقب اجتماع ضم طرفيْ الخلاف ووسطاء دوليين- أن عقبات منطقة أبيي واستفتاء الجنوب وترسيم الحدود، والمشورة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، والعلاقات بين الشمال والجنوب عقب الاستفتاء، "تمثل هما لا بد من علاجه بين الطرفين".
دعم الوحدة
من جهة أخرى أعلن الرئيس السوداني عمر البشير تشكيل لجنة عليا برئاسته لدعم الوحدة في الاستفتاء على مصير جنوب السودان.
وتتكون الهيئة العليا لدعم الوحدة من 11 لجنة فرعية، جميعها تتبع الرئيس السودانى، ومن المقرر متابعتها لعمليات التصويت على الاستفتاء في الولايات الجنوبية والشمالية للسودان.
وأعلن البشير خمسة نواب له في اللجنة هم نائباه سلفاكير ميارديت وعلي عثمان محمد طه وزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني والقيادي الجنوبي بونا ملوال والرئيس السابق عبد الرحمن سوار الذهب.
وجاء تشكيل هذه اللجنة مع إعلان مفوضية الاستفتاء انطلاق الحملة الإعلامية للاستفتاء للتنوير بخياري الوحدة والانفصال.
ومن المقرر أن تستمر الحملة الإعلامية لمدة شهرين وتنتهي قبل 24 ساعة من بدء التصويت، حيث سيحظر بعد ذلك أي عمل دعائي لأي من الخيارين أثناء الاقتراع.