أكد خطيب مصلى العيد بمدينة سيئون بحضرموت شرقي اليمن الشيخ / سالم عبود خندور ، إن الإسلام جاء ثورة على الظلم والاستبداد .. لذا حرص الإسلام منذ الوهلة الأولى على ترسيخ قيم العدل والمساواة بين أبناء المجتمع ، وهذا أحد المبادئ العظيمة التي لها عظيم الأثر في بناء المجتمع المسلم على أسس سليمة مليئة بالحب والتعاون .. وقد أرسى قواعده رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل الكثير من الأمم والشعوب في الإسلام حينما رأوا عدل الإسلام ، وأن الجميع أمام شرع الله سواسية ، لا تفريق بينهم بسبب الأصل أوالجنس أو اللون أو الثروة أو الجاه، أو غير ذلك ، فقد أعلنها صلى الله عليه وسلم مدوية ، مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أعلنها مدوية : (والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) وحاشاها رضي الله عنها .. بل حذر صلى الله عليه وسلم من التهاون في الحدود وتنفيذها على الضعيف دون القوي ، حيث قال : (إنما أهلك من كان قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
وتحدث خطيب مصلى العيد بمدينة سيئون عن أموال الأمة وضرورة الحفاظ عليها من عبث العابثين فقال : جاء الإسلام ثورة على مظاهر العبث بأموال الأمة، والحفاظ عليها من عبث العابثين ، ونهب الناهبين .. لذا حرم الإسلام تحريماً شديداً أكل المال الحرام ، الخاص والعام ، فقال تع إلى : (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) ، وشدد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فقال : (كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به) ، وقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم) أي أن تأخذ بغير وجه حق ، بل وشنع على كل من يأخذ شيئاً لم تفرضه له الدولة، ولم يفرضه له صاحب العمل .. وقصة الرجل الذي جمع الزكاة ، ثم عاد وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : (هذا لكم .. وهذا أهدي إلي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم منكراً عليه : أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى يهدى إليه ؟) أو كمال قال صلى الله عليه وسلم .
وقصة الرجل الذي قتل في سبيل الله ، فقال الصحابة هنيئاً له الجنة ، فقال صلى الله عليه وسلم : (كلا .. إنه يعذب في النار بسبب شملة غلها من مال المسلمين) من الغنيمة قبل أن يقضى فيها ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم ...
وتطرق الشيخ / خندور إلى أن الإسلام يرفض المحاباة والمحسوبية وتقديم الأقارب والأصدقاء ، قائلا : جاء الإسلام ليحارب المحاباة والمحسوبية ، وتقديم الأقارب والأصدقاء ، وأبناء القبيلة والعشيرة والحزب على حساب الكفاءة والأمانة ، ولقد حث الإسلام على تولية أصحاب الكفاءة والأمانة .. ويوم أن تقدم نبي الله يوسف عليه السلام ليتولى خزائن الأرض قدم مؤهلاته (الكفاءة والأمانة) فقال الله عن يوسف : (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) .. وبالعكس لما طلب أبو ذر من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوليه أمراً ، قال له : (إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة)
وكان الخطيب قد تناول في خطبته معاني الحج ، ومن أبرزها : معنى الوحدة ، ومعنى الأخوة ، ومعنى المساواة بين المسلمين ، بكل صورها وأشكالها الرائعة ؛ عربهم وعجمهم ، غنيهم وفقيرهم ، رئيسهم ومرؤسهم ، أبيضهم وأسودهم ، وحدة اللباس والهيئة، وحدة الهتاف والوجهة ، الكل وقف في صعيد واحد ، على عرفات ، لا تكاد تميز بينهم ، الكل خاشع وخاضع، في وحدة عظيمة فائمة على التقوى . .
قائمة على العدل والاحترام ، هذه هي الصورة العظيمة لهذه الأمة ، هذا هو الإسلام : يرفض كل العصبيات بكل أشكالها وصورها ...
ومن معاني الحج التي تناولها الخطيب معنى التضحية مستشهدا بتضحيات أبينا إبراهيم عليه السلام ، فهو أول من ضحى، ضحى بكل شيء في سبيل الله ومن أجل الله ، ضحى بنفسه في الله حين ألقي في النار، ضحى بوطنه حين خرج مهاجراً في سبيل الله ، ضحى بأهله حين وضعهم بواد غير ذي زرع بأمر الله ، ضحى بولده وفلذة كبده الذي طالما انتظره دون تردد ؛ استجابة لأمر الله .. سامعاً ، مطيعاً ، مستسلما ً، لرب العالمين ... وكان ذلك امتحاناً صعباً عسيراً .. نجح فيه بصبر وثبات عجيب .. فكان أن جعله الله أسوة للناس ، ومعلماً لمن وراءه ، فقال تع إلى : (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه) ..
مطالبا الجميع بالاستفادة من هذه الدروس والمعاني البليغة في حياتهم .
بعد ذلك قام الأستاذ / سعيد مبارك دومان عضو مجلس النواب والمهندس / حسين سالم بامخرمه الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية سيئون والمهندس / محمد ابوبكر حسان والمهندس / هادي محمد باجبير أعضاء المجلس المحلي بالمحافظة وأعضاء المجلس المحلي بمديرية سيئون وقيادة الامن بالمديرية بتقبل التهاني بالعيد من المواطنين الذي اكتض بهم مصلى العيد .