برغم الظروف الأمنية الصعبة التي يشهدها اليمن، فها هي بطولة الخليج تدخل محطتها العشرين بعد نحو 48 ساعة، بين المنتخبات الثمانية في منطقة الخليج، والتي تتسم هذه المرة بمزيد من الإثارة، لأنها تأتي قبل 6 أسابيع فقط من انطلاق كأس آسيا، لتكون خليجي 20 أفضل استعداد لممثلي الخليج في البطولة الآسيوية التي تسضيفها قطر.
خوف وقلق
يخشى مراقبون من أن يشهد اليمن كارثة أثناء البطولة المقررة في محافظتي عدن وأبين بين 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري و 5 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، فالأيادي موضوعة على قلوب تتسارع دقاتها خوفاً من تفجير يدفع ثمنه أعضاء المنتخبات المشاركة.
فتهديدات القاعدة وتحذيرات الحراك الجنوبي للوفود الخليجية من جهة، وعمليات التفجير والتخريب لبعض المنشآت من جهة أخرى، كلها مؤشرات تجبر أشد المتفائلين على التشاؤم تجاه أي نجاح من الممكن أن يحققه "خليجي 20" في ظل الأوضاع الأمنية السائدة والتقارير المتضاربة حول إمكانية تأمين سلامة المشاركين.
كابوس "خليجي 20" يسيطر على الجمهور الخليجي الذي يشكك في قدرة اليمن على استضافة الحدث أمنياً وفنياً وتنظيمياً وجماهيرياً، فالبداية كانت في المكان الذي تم اختياره لإقامة ولعب المباريات الرسمية، إذ لم تسلم عدن وأبين من تنظيم القاعدة ونشاط الحراك الجنوبي، فكثرت في الأشهر الأخيرة التفجيرات والاشتباكات المسلحة التي سقط على إثرها قتلى وجرحى، وبعضها شمل منشآت رياضية مخصصة لاستضافة المباريات مثل ملعب نادي الوحدة.
وتنظيمياً، لا ننسى ما جرى في قرعة البطولة من أخطاء غير مبررة ولاقت اعتراضات بالجملة من المسؤولين الإداريين في الاتحادات الخليجية، عندما تكرر ظهور أسماء أكثر من منتخب أثناء عملية سحب الكرات من الوعاء.
الفنادق ممتلئة
وعلى الرغم من القلق الذي لم يفارق الجماهير الخليجية بسبب سوء الأوضاع الأمنية، إلا أن حجوزات الفنادق في فنادق مدينة عدن سجلت نسبة 100% عقب وصول ألف مشجع خليجي إلى المدينة لمؤازرة منتخباتهم في بطولة "خليجي 20" وفقاً لمصادر رسمية يمنية، ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية عن مصادر سياحية في محافظة عدن أن "نسبة الحجوزات في فنادق المحافظة بمختلف مستوياتها بلغت 100%، أغلبها لصالح اللجنة المنظمة للبطولة".
وتشهد فنادق عدن ارتفاعاً غير مسبوق لأسعار الغرف، إذ تضاعفت أربعة مرات مقارنة بالسعر العادي، وقال طه المعمري مدير إحدى شركات الإنتاج الإعلامي: قبل أسبوع حجزت غرفة في أحد الفنادق الشعبية بمبلغ 5000 ريال يمني، أي نحو 25 دولاراً، وأمس طلب مني دفع 15 ألفاً، أي نحو 75 دولاراً في نفس الغرفة.
هذا وتحجز وزارتا السياحة والشباب والرياضة جميع الفنادق الراقية، بالإضافة إلى الفنادق التي أنشأت خصيصاً لـ"خليجي 20"، ومن أبرزها عدن والقصر.
وكشف موقع وزارة الدفاع أيضاً أن "أكثر من 1500 سيارة عبرت منفذ حرض، وهي النقطة الحدودية بين اليمن والمملكة العربية السعودية وتحمل جماهير رياضية سعودية باتجاه مدينة عدن لمؤازرة المنتخب السعودي".
اليمن وحلم اللقب
بعد أربع مشاركات متتالية في بطولات كأس الخليج لكرة القدم، يدخل المنتخب اليمني البطولة الخليجية القادمة على أرضه برغبة وثقة أكيدة في إمكانية تحقيق الفوز الأول له في البطولة، كما يحدوه الأمل في الوصول إلى الدور قبل النهائي للبطولة.
ويدرك المنتخب اليمني أن الأرض نجحت في فك عقدة صاحبها في البطولتين الماضيتين، حيث فازت الإمارات بلقبها الخليجي الأول عندما استضافت البطولة قبل الماضية عام 2007، ثم فازت عمان بلقبها الأول أيضاً عندما فازت بالبطولة في العام الماضي.
ولكنه يدرك أيضاً أن الفوز بلقب البطولة على حساب المنتخبات الأخرى المشاركة في خليجي 20 يحتاج لمعجزة حقيقية، لأن عنصر الأرض لن يصمد طويلاً أمام الخبرة وفارق المهارات الفنية واللياقة البدنية.
ومن المنتظر أن تلعب المباراة الافتتاحية للبطولة والتي يلتقي فيها اليمن مع نظيره السعودي يوم الإثنين المقبل دوراً بارزاً في تحديد شكل المنافسة لأصحاب الأرض.
واكتسب المنتخب اليمني خبرة جيدة من مشاركته في البطولة خلال الدورات الأربع الماضية، ويسعى إلى استغلال هذه الخبرة على أمل تحقيق أي فوز له في البطولة.
الأخضر يسعى للقب الرابع
ورغم تأخر دخول المنتخب السعودي لكرة القدم إلى قائمة أبطال كأس الخليج، أصبح الفريق على مدار آخر عقدين من الزمان مرشحاً فوق العادة لإحراز اللقب في بطولات الخليج، وسيستمر ذلك بالتأكيد خلال خليجي 20.
ورغم مشاركة "الأخضر" في بطولات كأس الخليج منذ انطلاقها عام 1970، تأخر فوز الفريق باللقب إلى بطولة عام 1994، ونجح لاحقاً في حسم اللقب لصالحه مرتين أخريين عامي 2002 و2003، لكنه في نفس الوقت فشل خلال الفترة الماضية في الظهور بالشكل المعهود عن الفريق المعروف بلقب "الأخضر".
ورغم ذلك سيكون المنتخب السعودي مرشحاً بقوة لإحراز اللقب في خليجي 20، نظراً لأن الفريق اشتهر بقدرته على تحقيق طفرة في الأداء والنتائج في فترات وجيزة بعد كل إخفاق يتعرض له.
الأزرق ملك الألقاب
بدروه، يسعى المنتخب الكويتي، صاحب الرقم القياسي في عد مرات الفوز بكأس الخليج برصيد 9 ألقاب، إلى العودة مجدداً لمنصات التتويج بعد غياب دام نحو 12 عاماً.
وكان منتخب الكويت الأول لكرة القدم، بدأ معسكراً تدريبياً منذ السابع من نوفمبر الجاري في العاصمة الإماراتية أبوظبي، واستمر حتى يومنا هذا السبت 20 نوفمبر، استعداداً للمشاركة في منافسات بطولة خليجي 20.
وخاض المنتخب الكويتي خلال المعسكر مبارتين وديتين، الأولى مع المنتخب الهندي وفاز فيها بنتيجة 9 -1، فيما تعادل مع منتخب العراق الذي يجري معسكراً تدريبياً أيضاً في أبوظبي، بنتيجة 1 - 1.
وسيلعب منتخب الكويت في منافسات خليجي 20 ضمن المجموعة الأولي التي تضم منتخبات قطر والسعودية واليمن صاحب الأرض، ويستهل الفريق مشواره في البطولة مع قطر يوم الإثنين المقبل.
أسود الرافدين
قبل أقل من عامين، توقع جميع المتابعين لبطولات كأس الخليج أن يتوج المنتخب العراقي بلقب البطولة التي استضافتها عمان مطلع العام الماضي، أو أن يصبح الفريق من المنافسين بقوة على اللقب، لكن المنتخب العراقي فاجأ الجميع وخرج صفر اليدين من الدور الأول.
ومنذ عودته إلى المشاركة في بطولات كأس الخليج من خلال خليجي 17 التي استضافتها قطر عام 2004، لم يحقق المنتخب العراقي إنجازاً يذكر. ورغم ذلك، تبدو الفرصة سانحة الآن أكثر من أي وقت سابق أمام المنتخب العراقي للتتويج باللقب الخليجي الرابع له، حيث يبدو الفريق هو الأكثر استعداداً واكتمالاً في الصفوف قبل خوض البطولة التالية (خليجي 20)، والتي تنطلق فعالياتها بعد غد الإثنين في اليمن.
وكان المنتخب العراقي هو المنافس الوحيد بقوة على ألقاب بطولات الخليج في دوراتها الأولى، وتوج باللقب ثلاث مرات في أول تسع بطولات، بينما كانت الألقاب الستة الأخرى من نصيب جاره الكويتي. ولكن أسود الرافدين فشلوا على مدار أكثر من عقدين من الزمان، وبالتحديد منذ فوزهم بلقب البطولة التاسعة عام 1988، في إحراز أي من ألقاب البطولة، كما ابتعد الفريق عن المشاركة في فعاليات البطولة لأكثر من دورة قبل أن يعود للمشاركة فيها بانتظام منذ خليجي 17.
الإمارات للمشاركة فقط
وعلى عكس ما كان متوقعاً، تبدو حظوظ المنتخب الإماراتي بطل نسخة خليجي 18 ضعيفة وقد لا تتعدى المشاركة فقط، وهو ما أكد المدير الفني للمنتخب بقوله "نحن ذاهبون من أجل تحقيق أهداف محددة"، معتبراً البطولة الخليجية محطة إعداد قبل انطلاق أمم آسيا في شهر يناير/ كانون الثاني المقبل بالعاصمة القطرية الدوحة، مضيفاً "لا أرضاها كمدرب أن أشارك في بطولة من أجل السياحة".
ويغيب عن الإمارات في "خليجي 20" لاعبو المنتخب الأولمبي المشارك حالياً في دورة الألعاب الآسيوية في مدينة غوانغجو الصينية، ونادي الوحدة الذي يستعد لبطولة كأس العالم للأندية في أبوظبي من 8 إلى 18 ديسمبر.
الإصابات تربك العنابي
تواجه قطر مشكلة في كأس الخليج التي تنطلق في اليمن الإثنين القادم، بعدما تأكد غياب لاعبها البارز خلفان إبراهيم وسفر لاعبين آخرين وهما يعانيان من الإصابة.
وغادر المنتخب القطري إلى عدن السبت 20-11-2010 بتشكيلة يغيب عنها إبراهيم خلفان، أفضل لاعب في آسيا سابقاً، والمصاب في الكاحل، والذي قد يستمر غيابه ليفقده الفريق في نهائيات كأس أمم آسيا على أرضه مطلع العام المقبل.
كما تضم القائمة اللاعبين فابيو سيزار وإبراهيم ماجد رغم معاناة كل منهما من الإصابة.
وأثار المنتخب القطري قلق جماهيره بعد خسارته بهدف نظيف أمام هايتي في آخر مبارياته الودية قبل كأس الخليج، حيث ظهر الفريق بصورة سيئة وعجز عن اختراق مرمى فريق يحتل المركز 101 في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا).
الحلم البحريني مازال مستمراً
ما يزال حلم تحقيق اللقب الخليجي يراود البحرينيين مع قرب انطلاق أي نسخة من منافسات دورات كأس الخليج لكرة القدم، وهذه المرة تتجدد الآمال والطموحات لتحقيق لقب النسخة العشرين في اليمن من 22 الجاري حتى الخامس من الشهر المقبل.
أربعة عقود مضت على انطلاقة دورة الخليج وتحديداً من أرض البحرين في عام 1970، ومنذ ذلك الحين لم ينل منتخب البحرين فرصته في احتضان الكأس، مع أنه اقترب من ملامستها أربع مرات اكتفى فيها بمركز الوصافة.
ويخوض المنتخب البحريني منافسات دورة الخليج ضمن المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات عمان حامل اللقب والعراق والإمارات، وهو الوحيد فيها الذي لم ينل شرف الفوز باللقب، بعد أن حصدت الإمارات وعمان الكأس على أرضيهما عامي 2007 و2009 على التوالي للمرة الأولى.
حظوظ المنتخب البحريني لن تكون قوية هذه المرة في ظل التغييرات التي طالت التشكيلة وغياب أبرز النجوم الدوليين الكبار، خاصة نجوم الجيل الذهبي في الأعوام العشرة الأخيرة الذين اقتربوا من نهاية مشوارهم الكروي.
عمان تدافع عن لقبها
مع وصول المنتخب العماني لكرة القدم إلى المباراة النهائية في بطولتي كأس الخليج في عامي 2004 و2007، وفوزه بلقب البطولة الماضية (خليجي 19) على ملعبه، أدمن الفريق الانتصارات وأصبح هدفه هو الدفاع عن لقبه الخليجي. لذلك، يخوض المنتخب العماني خليجي 20 بهدف واحد هو الصعود إلى قمة منصة التتويج يوم الخامس من ديسمبر المقبل.
ويحتاج المنتخب العماني لذلك إلى الظهور بأفضل مستوى لديه والتعامل مع كل الضغوط، وكذلك صعوبة مجموعته التي يلتقي فيها منتخبات العراق، بطل آسيا، والإمارات والبحرين. ويملك المنتخب العماني سجلاً حافلاً على مدار مشاركاته السابقة في بطولات كأس الخليج، حيث بدأ مشاركاته من البطولة الثالثة التي استضافتها الكويت عام 1974، ومنذ ذلك الحين لم يتخلف المنتخب العماني عن المشاركة في البطولة.