رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحديث عن تقارير ملموسة حول خطط لتنظيم القاعدة لشن هجوم على (الرايخستاج) مبنى البرلمان الألماني (البوندستاج). وقالت ميركل السبتفي أعقاب مشاركتها في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في لشبونة: «حتى هيئة مكافحة الجريمة أوضحت مرة أخرى أنه لا توجد تفاصيل حول هذه الخطط يمكن ذكرها الآن».
وكانت مجلة «دير شبيغل» الألمانية ذكرت أن تنظيم القاعدة يخطط لشن هجوم على مبنى البرلمان الألماني في فبراير (شباط) أو مارس (آذار) من العام المقبل.
ووفقا للمجلة، يخطط الإرهابيون لأخذ رهائن وتنفيذ مذبحة دموية باستخدام أسلحة نارية. وأضافت ميركل: «نحن أمام تهديد حقيقي من الإرهاب، ونحن نتحدث عن ذلك بمنتهى الصراحة، لكننا عقدنا العزم على ألا ندع لهذه التهديدات أن تنتقص من حريتنا التي هي نهج حياتنا». وأكدت المستشارة الألمانية أن سلطات بلادها تبذل ما في وسعها لضمان أمن المواطنين، مشيرة إلى أن الحكومة أعطت معلومات بشكل إجمالي عن الوضع الأمني، لكنها لا تستطيع أن تقول المزيد عن ذلك.
وذكرت المجلة أن تلك المعلومات التي أدلى بها «أحد المجاهدين» كانت السبب الذي دفع وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، الأربعاء الماضي إلى التحذير من احتمال قيام إسلاميين بشن هجمة إرهابية في البلاد. ووفقا لبيانات المجلة، يوجد المجاهد الذي أدلى بتلك المعلومات في الخارج، وقد أجرى أكثر من مرة اتصالات هاتفية بمكتب مكافحة الجريمة الاتحادي في ألمانيا خلال الأيام الماضية.
وأشارت المجلة إلى أن هذا «المجاهد» يريد التخلي عن العنف، على حد قوله. ووفقا للبيانات التي أدلى بها الرجل، تتكون الخلية التي تخطط لتلك الهجمة من 6 أفراد، بينهم اثنان سافرا بالفعل إلى برلين قبل 6 أو 8 أسابيع، ويختبئان هناك. وذكر «المجاهد» أن الـ4 الآخرين، وهم ألماني وتركي وشخص من شمال أفريقيا وآخر لا يعرف هويته، ينتظرون الآن السفر إلى ألمانيا.
وأضاف أن تلك الهجمات يعتزم تنفيذها في فبراير أو مارس المقبلين. وفي سياق متصل، ذكرت مجلة «فوكوس» الألمانية أن وزير الداخلية دي ميزير يتوقع أن تكون برلين وهامبورغ وميونيخ ومنطقة راين ماين ومنطقة كولونيا - بون من أكثر المناطق المهددة في ألمانيا بالتعرض لهجمات.
وذكرت المجلة أن الوزير أخبر نظراءه على مستوى الولايات بذلك أول من أمس خلال مؤتمر وزراء داخلية ألمانيا على المستوى الاتحادي والولايات. وكان وزير الداخلية المحلي بولاية راينلاندبفالس الألمانية، كارل بيتر بروخ، أعلن الخميس الماضي أن هناك «معلومات محددة» بأن برلين وميونيخ وهامبورغ ومنطقة الرور هدف محتمل لهجمات إرهابية.
وذكرت «دير شبيغل» الألمانية أن السلطات الأميركية حذرت ألمانيا من التعرض لهجمة إرهابية محتملة. وجاء في تقرير المجلة أمس أن مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي أرسل خطابا قبل أسبوعين إلى مكتب مكافحة الجريمة الاتحادي في ألمانيا يحذر من خطة محتملة لشن هجمة إرهابية في البلاد.
وجاء في التحذير أن جماعة شيعية هندية، تطلق على نفسها اسم «سيف»، تحالفت مع تنظيم القاعدة وأرسلت رجلين، هما في طريقهما إلى ألمانيا لتنفيذ هجمة هناك. ووفقا لتقرير المجلة، من المفترض أن يصل الرجلان يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى دولة الإمارات، ثم يتوجهان بعد ذلك إلى ألمانيا.
وذكرت المجلة أن الرجلين بحوزتهما بالفعل تأشيرة دخول لمنطقة «شنغن». ووفقا لبيانات مكتب المباحث الأميركية، فإن العقل المدبر لتلك الخطط رجل يدعى «مشتاق ألطاف بن خضري». وذكرت المجلة أن الرجل الذي قام بتهريب هذين الشخصين هو تاجر السلاح داود إبراهيم، الذي تعتبره الأمم المتحدة داعما للإرهاب.
ويعتبر داود إبراهيم أحد العقول المدبرة للهجمات التي وقعت في مدينة مومباي الهندية نهاية نوفمبر عام 2008. ويرى مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي ومكتب مكافحة الجريمة الاتحادي الألماني أن تلك المعلومات على درجة عالية من الأهمية، بينما تنظر إليها وكالتا الاستخبارات في البلدين بتشكك، وهيئة حماية الدستور في ألمانيا تعتبر تلك المعلومات من الأسباب التي دفعت وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، الأربعاء الماضي إلى التحذير من احتمال قيام إسلاميين بشن هجمة إرهابية في البلاد.