ذكرت إحدى الوثائق السرية التي نشرها موقع ويكيليكس أن مساعد وزير الداخلية السعودي، قال ان المملكة تعتبر اليمن دولة فاشلة وترى أن الرئيس علي عبد الله صالح يفقد السيطرة على الوضع في البلاد.
وأضافت الوثيقة أن اليمن "تشكل تهديداً متنامياً للمملكة العربية السعودية لأنها مصدر جذب لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب".
وتسجل البرقية التي بعثها السفير الأمريكي في الرياض اجتماعاً للامير مع ريتشارد هولبروك المبعوث الأمريكي لافغانستان وباكستان في الرياض في مايو أيار العام الماضي قائلة أن الامير وصف اليمن بأنه دولة فاشلة "وبالغة الخطورة إلى أبعد حد". وقال: "لدينا مشكلة اسمها اليمن".
ونقلت الوثيقة أن الأمير محمد بن نائف قال: إن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد وجد هنالك أرضية خصبة. حيث أن الطبيعة الجغرافية كانت مشابهة لأفغانستان، وكان العديد من اليمنيين متعاطفين مع أهداف تنظيم القاعدة أكثر مما كان عليه الأفغان. كما أن اليمن هي أقرب مكان بالنسبة للقاعدة للوصول لأهدافها وقواعد تجنيدها داخل السعودية".
وبحسب الوثيقة فقد وصف الأمير محمد بن نائف اليمن بأنها دولة فاشلة وأنها "خطيرة جداً، جداً، وفي منتهى الخطورة" وتتطلب التركيز. وقال أن القبائل الحوثية تكفيرية وشيعة "مثلها مثل حزب الله في جنوب لبنان". وان هذا يشكل تهديداُ على السعودية ويستلزم تحركاً في الوقت الحاضر".
وأضافت الوثيقة أن الأمير محمد بن نائف قال أن السعوديين يرغبون في أن يكون صالح قائداً قوياً، لكن "رؤيته لليمن قد تقلصت إلى صنعاء"، وفقد السيطرة على بقية البلد. لقد ذهب مستشارو صالح القدامى، وهو الآن يعتمد على ابنه وغيره من الشبان الذين ليس لديهم روابط جيدة بالقبائل اليمنية. وقال الأمير أنه على النقيض من ذلك، فإن المملكة العربية السعودية لديها روابط جيدة بالقبائل.
وأضافت الوثيقة أن الأمير محمد قال إن المساعدات السعودية لليمن لا تمنح على شكل مدفوعات نقدية منذ أن تبين أن المساعدات النقدية ينتهي بها المطاف في بنوك سويسرا. وعوضاً عن ذلك، دعم السعوديون مشاريع في المناطق القبلية حيثما يتخفى تنظيم القاعدة. وكان الغرض من وراء ذلك هو انه حينما يرى اليمنيون الفوائد الملموسة لهذه المشاريع، فإنهم سوف يدفعون بقادتهم إلى طرد المتطرفين.
وأوضحت البرقية بأن الأمير محمد بن نائف قال إن السعودية تعول على هذه الإستراتيجية لتقنع اليمنيين بأن ينظروا إلى المتطرفين كمجرمين وليس كأبطال. ورد (السفير الأمريكي) هولبروك بأن الولايات المتحدة تتفهم المخاوف السعودية بخصوص اليمن، وأنها ستعمل مع المملكة العربية السعودية لمعالجة المشكلة هنالك.
ورفض مسؤول بوزارة الخارجية اليمنية التعليقات الواردة بشأن اليمن في البرقيات المسربة ووصفها بأنها غير دقيقة.
وتضمنت 250 ألف برقية دبلوماسية كشفها موقع ويكيليكس على الانترنت وصفا لوجهات النظر الصريحة لعدد من الزعماء الاجانب كما تضمنت تقييمات صريحة للتهديدات الامنية.
وفي واحد من التعليقات الاولى للمسؤولين اليمنيين قال مصدر من وزارة الخارجية لرويترز ان الوثائق التي تم الكشف عنها لا تعبر عن موقف اليمن بوضوح.