أظهرت إحدى البرقيات السرية المرسلة من السفارة الأميركية في العاصمة المصرية القاهرة إلى وزارة الخارجية الأميركية، أن الوضع يشير إلى بقاء الرئيس حسني مبارك في منصبه إلى آخر يوم من عمره.
ففي سياق تطرقها إلى موضوع خلافة مبارك، تقول البرقية إن الانتخابات الرئاسية القادمة ستقام عام 2011، وإذا كان مبارك لا يزال على قيد الحياة فإنه سيكون الفائز فيها لا محالة.
كما أظهرت البرقية عدم رضا الرئيس مبارك عن سياسة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش في الشرق الأوسط وانتقاده المستمر لها، حيث يرى أن بوش كان ساذجا ويتحكم به من حوله ولم يكن مؤهلا البتة للتعامل مع عراق ما بعد صدام وصعود المد الإيراني.
علاقة فاترة
إلا أن البرقية الصادرة في 19 مايو/أيار 2009 بدأت بلفت النظر إلى أن مبارك لم يزر واشنطن منذ عام 2004، بينما جرت العادة في العشرين سنة الماضية أن يقوم الرئيس المصري بزيارة سنوية لواشنطن، مما يعتبر مؤشرا على فتور العلاقة في عهد بوش.
ثم تمضي البرقية التي كتبتها السفيرة الأميركية في القاهرة مارغريت سكوبي بالقول إن زيارة مبارك المرتقبة لواشنطن والتواصل المرضي بينه وبين أوباما منذ مجيء الأخير إلى البيت الأبيض، تعتبر بداية صفحة جديدة في العلاقات الأميركية المصرية.
أما في مسألة من سيأتي بعد مبارك -وهو الموضوع الذي يشغل الشارع المصري والإدارة الأميركية وأطرافا عربية ودولية عديدة- فإن البرقية تجزم أن لا أحد في مصر كلها يعلم من سيخلف مبارك في النهاية وتحت أي ظرف.
ولكن البرقية في الوقت نفسه تلمح إلى صعود نجم جمال مبارك ابن الرئيس المصري، وتقول إن مركزه في الحزب الوطني الحاكم يقوى يوما بعد يوم.
مبارك وغزو العراق
وأظهرت البرقية أن مبارك قد تذمر في مناسبات عديدة من الغزو الأميركي للعراق وإزاحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من السلطة.
وكان مبارك قد دأب –بحسب البرقية- على القول إن مصر لم تحب صدام حسين ولا تتأسف على موته، ولكنه على الأقل كان ممسكا بزمام الأمور ومحافظا على وحدة بلده ويمثل سدا منيعا أمام إيران.
وتورد البرقية رؤية مبارك للوضع في العراق وتقول: يحتاج العراق إلى قائد "ضابط صارم وقوي ولكن في نفس الوقت يتمتع بروح العدل".
السفيرة سكوبي -كاتبة البرقية- تعلق على رؤية مبارك الخاصة بالعراق وتقول "نعتقد أن هذه الملاحظة المعبرة تمثل رؤية مبارك لنفسه، أي إنه ضابط صارم ولكنه عادل ويؤمن الحاجات الأساسية لشعبه".