قتل 33 شخصاً وأصيب أكثر من 83 آخرين بجروح، أمس، في هجوم انتحاري استهدف تجمعاً لمحتفلين كانوا يشاركون في مراسم عاشوراء في مدينة جابهار بجنوب شرق إيران قرب الحدود الباكستانية، وأعلنت جماعة جند الله المسلحة مسؤوليتها عنه، فيما اتهم مسؤول إيراني الاستخبارات الإقليمية والأمريكية . وصرح مسؤول في الهلال الأحمر أن “جثث 33 شهيداً نقلت إلى المشرحة”، ومنهم “نساء وأطفال” . وأصيب أيضاً أكثر من 83 شخصاً في هذا الهجوم الأعنف ضد مصلين منذ 1994 .
وأعلنت جماعة جند الله المسلحة في بيان نشر على موقعها الالكتروني مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري . وأورد البيان “قتل عشرات من المرتزقة وحرس (الثورة الإيراني) في هذه العملية الانتحارية المزدوجة التي وقعت أمام مديرية مدينة جابهار” .
وأوضحت أن “هذه العملية هي رد على شنق قائد الجماعة الأمير عبد المالك (ريغي، الذي اعتقل في فبراير/ شباط وشنق في يونيو/ حزيران) ولشهداء جند الله”، وذكرت أن “الهدف من هذه العمليات هو طرد المعتدين (الإيرانيين) من بلوشستان” .
ونشر الموقع صور شخصين قال إنهما نفذا الاعتداء، وهما مزنران بأحزمة ناسفة، وقال إنهما سيف الرحمن شبهاري وحسن خاشي، إلا أن مساعد وزير الداخلية الإيراني في شؤون الأمن الإيراني علي عبدالله أكد أن “المعدات التي استخدمها الإرهابيون في الهجوم تظهر أنهم مدعومون من أجهزة استخبارات في المنطقة والولايات المتحدة” . وحمل عبدالله الاستخبارات الإقليمية والأمريكية مسؤولية الانفجار، لكنه لم يشر بالاسم في تصريحه إلى هوية المخابرات الإقليمية .
واتهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بورجردي “أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية” بأنها وراء الهجوم، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” .
وقال عمدة جابهار علي باتني إن “الإرهابيين . . قد رصدا قبل ان ينفذا الهجوم، لكن أحدهما تمكن من تفجير سترته الناسفة” . وأوضح حاكم الإقليم علي محمد أزاد أن “الإرهابيين قد قتلا، الأول بالانفجار والثاني برصاص الشرطة” .أضاف باتني في وقت لاحق أن “قوات الأمن اعتقلت إرهابياً ثالثاً” . وقال مسؤول في وزارة الاستخبارات إن الإرهابي الثالث اعتقل على الحدود بينما كان يحاول مغادرة البلاد .
وقالت وسائل الإعلام إن الهجوم وقع على مقربة من مسجد الإمام حسين في جابهار . ووقع هذا الاعتداء عشية إحياء ذكرى عاشوراء التي تصادف الجمعة العاشر من محرم 1432 .
ودان رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني الانفجار، وقال انه عمل “وحشي” يهدف إلى “اغتيال الناس العاديين في شابهار وإثارة الفرقة المذهبية”، وقال إن “مثل هذا السلوك إنما يصدر فقط من الكيان الصهيوني (إسرائيل) وأمريكا” .
من جهته، قال مدير عام مكتب الطب الشرعي فريبورز أياني إن جثث 33 شخصاً نقلت إلى مكتبه حتى الآن، مشيراً إلى أن بين الضحايا نساء وأطفالاً . وقال رئيس منظمة الإغاثة والإنقاذ بجمعية الهلال الأحمر الإيراني محمود مظفر إن الانفجار “الإرهابي” الذي وقع بجانب سيارة الإسعاف كان انتحاريا حيث أدى إلى مقتل وجرح عدد من المواطنين .
استدعت السنغال سفيرها في طهران بمبرر أن إيران لم تقدم شروحات “مرضية” حول “قضية شحنة أسلحة” إيرانية ضبطت في أكتوبر/ تشرين الأول في مرفأ لاغوس وكانت موجهة إلى غامبيا، على ما أفاد مصدر رسمي الأربعاء في بيان .
تنديد غربي وعربي ب "الاعتداء الإرهابي المروع"
نددت دول عربية وغربية بالتفجير الذي استهدف مصلين في مدينة جابهار الإيرانية أمس، حيث أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تنديده الشديد ب”الاعتداء الإرهابي المروع”، وقال في بيان مكتوب “أندد بشدة بهذا الاعتداء الإرهابي المروع الذي استهدف مسجداً في جابهار في إيران” .
أضاف أوباما أن “قتل مدنيين أبرياء في مكان عبادتهم خلال عاشوراء هو جريمة نكراء، وأولئك الذين قاموا بهذا العمل يجب أن يحاسبوا . إنه عمل مشين وجبان” .وختم أن الولايات المتحدة “تقف إلى جانب أسر وأحباء الأشخاص الذين قتلوا أو جرحوا ومع الشعب الإيراني في مواجهة هذا الظلم” .
كما دان وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ألستير بيرت الهجوم، وقال “شعرت بالجزع لسماع الهجوم المروع اليوم (أمس) في إيران ضد أشخاص يحيون ذكرى عاشوراء في مدينة جابهار” .
ودان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني التفجير، ودانت مملكة البحرين الهجوم، وأكدت “تضامنها الكامل مع إيران، ووقوفها إلى جانبها في مواجهة هذه الأعمال الإجرامية” .
وأعربت البحرين “عن تعاطفها مع الشعب الإيراني في مصابه الجلل وقدمت خالص تعازيها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين” .(وكالات)